المحامي علي ابوحبله - الفزعة الاردنيه دلالاتها وأهميتها لإغاثة المنكوبين من زلزال سوريا وتركيا

كانت الفزعة الاردنيه السباقة في دعم الأشقاء في سوريا وتركيا من خلال تقديم قوافل الاغاثه والمساعدات الانسانيه لمن كوبي الزلزال في سوريا وتركيا .

بادر الملك عبد الله الثاني، الاتصال الهاتفي في الرئيس السوري بشار الأسد وقدم التعازي إلى الرئيس السوري بشار الأسد في ضحايا الزلزال المدمر ، وأعرب الملك عبدالله الثاني عن تضامن ووقوف الأردن، قيادة وشعبا، إلى جانب سوريا في هذه الكارثة، وما نجم عنها من خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، مؤكدا استعداد المملكة لتقديم ما يلزم للمساعدة في جهود الإغاثة ، ومن جهته، أشاد الرئيس السوري بموقف الأردن الداعم والمساند للشعب السوري في هذه المحنة.

الموقف الأردني ينبع أساسا من أصالة أردنيه تعود جذورها من عقيدة إيمانيه راسخة بان الموقف الأردني عروبي قومي في دعم الأشقاء العرب وخاصة في الكوارث الطبيعية وكيف الحال ما يربط الأردن وسوريا من وحدة جغرافيه ونسيج اجتماعي مترابط ، فقد كان الأردن السباق في فتح معبر ناصيف مع سوريا وفي فتح آفاق للتعاون مع سوريا وفي إجراء محادثات لاستجرار الغاز ومد خطوط الكهرباء عبر الأراضي السورية للبنان في خطة أردنيه للتكامل الاقتصادي العربي

الملك عبد الله الثاني لم ينتظر موافقة أحد وكان السباق في كسر قانون القيصر " “يكسر النمط” وتسيير قوافل الإغاثة الهاشمية بالعشرات إلى “ المدن المنكوبة بفعل الزلزال الذي ضرب حلب واللاذقية والعديد من مدن الساحل السوري الشمالي وكان منقذون أردنيون في المناطق المنكوبة وتسيير طائرات اغاثيه إلى سوريا وتركيا

وبحسب بيان صادر عن الهيئة الخيرية الهاشمية "سيرت الهيئة أولى القوافل البرية إلى سوريا استمرارًا لتنفيذ التوجيهات الملكية السامية بإرسال المساعدات الإنسانية إلى الأشقاء المنكوبين في سوريا إثر الزلزال المدمر" وأشار البيان إلى أن القافلة أرسلت "بالتنسيق مع القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي الأردني " وتكونت القافلة الأولى للمساعدات من "سبع قاطرات تحمل المواد الطبية والغذائية والإغاثة (...) لتصل الحدود الأردنية السورية ثم يتم إيصالها إلى المناطق المتضررة وتوزيعها على مستحقيها من الأسر المنكوبة.

وكان الملك عبد الله الثاني وجه حكومة بلاده الاثنين بتقديم مساعدات لأسر الضحايا والمصابين في تركيا وسوريا عقب الزلزال المدمر الذي ضرب البلدين وأودى بحياة أكثر من 25000 ألف شهيد ومئات الآلاف من المشردين والجرحى

وحملت الشاحنات بالعشرات العلم الأردني و”منتجات إغاثة” وعبرت حدود نصيب الأردنية السورية بكثافة بتوجيه ملكي مباشر من الملك عبد الله الثاني وتحت يافطة “هيئة الإغاثة الهاشمية” وهدفت المساعدة لإغاثة المنكوبين مع تداعيات “الزلزال” وحاجة المنكوبين للمساعدة في مثل هذه الكوارث الطبيعية

احتياجات إغاثية سريعة وفعالة من هذا النوع لا يمكن توفيرها إلا عبر القوات المسلحة الأردنية والخدمات الطبية الملكية.وحصل ذلك بسرعة وبالتنسيق ما بين القوات المسلحة والهيئة الهاشمية للإغاثة التي تعهدت بالإدارة واللوجستيات فيما شهدت الحدود “حالة نادرة غير مسبوقة” بين البلدين وبتنسيق مباشر بين الجيش العربي الأردني ونظيره الجيش العربي السوري يتعاونان معا على تأمين عبور وطريق شاحنات الإغاثة الأردنية للوصول إلى مبتغاها

ودلالة ذلك أن المستوى السيادي الأردني تحرك وبسرعة بتوجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني بعدما تقرر سياسيا السير في المسار الإنساني دون الأخذ لأي قيود يفرضها تطبيقات قانون قيصر الأمريكي، ويمكن ببساطة تتبع بوصلة الإغاثة الأردنية فقد تكون الوحيدة عربيا التي أرسلت طائرات عسكرية محملة بالإغاثة. وقررت في اللوجستيات والتوجيه والتوزيع وتأمين المواصلات التعامل حصرا مع قوات “الجيش والأمن السوري”. تلك بحد ذاتها قد تكون “رسالة سياسية”.

ويدلل على ذلك ما أعلنه الجنرال حسين الشبلي قائد هيئة الإغاثة الهاشمية عن “تسيير رحلات قوافل” لأيام الخميس والأربعاء والثلاثاء تعبر الحدود برقابة ثنائية فقط وبدون “أذونات دولية” مما يكسر النمط السياسي والقانوني الذي تم تسويقه منذ سنوات طويلة بسبب حصار الدولة السورية.

والشبلي استجاب لكسر النمط بإعلان أن الهيئة مستمرة بإرسال مساعدات للمناطق السورية والتركية المتضررة بسلسلة الزلازل التي ضربت البلدين، مبينا أن الهيئة مستمرة في استقبال التبرعات النقدية والعينية من خلال إنشاء غرفة طوارئ لاستقبال التبرعات ، والتبرعات تعلن لأول مرة أردنيا عبر هيئة ملكية رسمية تستقبلها وتعيد توجيهها إلى ألدوله السورية الشقيقه.

نُقدّر لجميع الحُكومات العربيّة وفي مقدمتها الأردن العربي والجزائر والإمارات ولبنان وكل العرب الذين بادروا بإرسال المُساعدات العاجلة وفرق الإنقاذ لسورية وتركيا معًا، وإذا كانت الاولويه لسوريا حيث كان للفزعة الاردنيه أهميتها ودلالاتها خاصة في ظل الحصار الظالم الذي يستهدف الشعب السوري ، وتستحقّ اهتمامًا أكبر على الصُّعُدِ كافّة، وندعو بالرّحمة لكُلّ الضحايا أتراكا وسوريين دُونَ استثناءٍ أو تفرقة، ونتقدّم بالعزاء لحُكوماتهم وأُسرهم، ونتمنّى الشّفاء العاجِل لجرحاهم.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى