حكايا

الزمان: 13/1/2018 - 1:45
المكان: السلطان - إسم كتب على لافتة الكافي الذي منه بدأت تسيطر على حياتي، تلك القادمه بقوة دفع رباعي نحو قلبي.
لم يكن مجيئها قبل هذه اللحظة يعنيني، وأنا أجلس مع رفقاء جمعتني بهم الحياة.
حتى وضعت أقدامها أمام طاولتنا وأول خطواتها على قلبي.
تبادلت التحايا مع الجميع وابتسمت لي ناطقة بأسمي الذي أدركته على شفاهها.
تحدثنا في الكثير وأنا لا أعي إلا القليل، كلما نطقت جاءني صوتها كلحن الكمان منفرداً عن ماسواه. تبتسم فأشهد أن الله فجر ينابيع السعادة من خديها، سقيا للمحزونين.
تلك السمراء كقطعة شوكلا قذفت بها الحياة في فم أيامي، لأتذوق بها نهكة العمر، وأنا أرتشف القهوة من فنجان عينيها.
كلما رفعت أهدابها تنظرني سألت قلبي: هل أنت بخير؟
عدت منها ممتليء بها حد الاكتفاء ، كتبتها على صفحات العمر حالماً بالمزيد، متجاوزاً ما كان سواها.
تغريني الصفحات أن إكتُب، وتصرخ أسطر أيامي أن( ضعها هنا زين بها ماتبقى من العمر).
فأغمضت عيناي على أمل لقاءات أخرى، وأنا أوقن أن لا سبيل سوى الوقوع في جب قلبها، منشرح الصدر، ساعياً للتوهان فيها.
أصبحت لا أعول على الأوقات التي لاتأتي بها، أتذكرها وأنا أحدث نفسي: أتراني أقع بقلبها وقعها مني؟
هل ستحب تلك العينين التي تضيق كل ما أتسع الفرح بها؟!
سأقنعها أن سمارها خلق ليتسرب إلى لوني وكأن غروب الشمس بي.
جمعتنا لقاءات لاتسد جوع القلب، وخلسة أمام النيل إسترقت البوح منها وهي مشرعة ذراعيها، وأنا متسع القلب بها، تبادلنا أرواحنا في نقاط تلاقيء شكلت العبور، كانت تشبهني حين أكون بي.
أُمازحها صادقا:
_ هل تتزوجني؟
فتجيب ملء التمني:
_ دعني أفكر.
فأسترق الحلم ضاحكا:
_ سأخطفك إن طال تفكيرك.
فتضحك عينيها هاربة.
وشارداً عنها بها أُسائل نفسي بعد أن غرس صديقا خنجر الحقيقه مد الحُلم في القلب قائلا:( لاتترك وهم الحب يسد عين الحقيقه فيك، فالعالم في خصام دائم مع المحبين، فلايغريك توافق الشعور، ستفرقه دوامة الظروف، أشباح الحياة تقف بينكم )
أصمت تائها: لماذا؟!
فأجتر الذكريات من عمق كلمات الشاعر وهو يكتبني قائلا:
"أنت السماء بدت لنا وأستعصمت بالبعد عنا."
فتحضنني أطيافها وتضغط على كف أوجاعي قائلة بصفاء الكون كله:
_ إن حلقت بي العقبات كبالون في مهب الريح لاتفلتني.
فأتمتم صادقا
_ من تطلع للثريا نالها.
تعود بي من شرودي ماذحة:
_ ماذا بك يا قيثارتي؟
_ أنتي كل مابي ياقهوتي، التي لاتكرر مرتين.
_ وأنت تحكي يزهر الوجود ويتطاير الحب كالفراشات حولي.
_ هذه السعادة التي تأتي معك
ثقيلة على قلبي أن يتحملها قد أموت بجرعة زائدة.
_ بل يتسع قلبك بالحب ويتوازن على شفتيك عندما تضحك عينيك .
فأعيدها إلي حيث أريد مراوغاً:
_ أريد أن أرتشفك عند كل صباح، أمتع عيناي بك و كل مساء تكوني خيري و عافيتي.
فتصمت، وأعلم أني أسري بها سريانها مني.
مفضوحاً أمام عينيها:
_ لماذا أمامك يتسع نبض القلب، أنتي عندي موسيقاي، حرف الحياة، اللون المكمل للوحتي، النص المؤثر داخل روايتي، السلام الذي بداخلي أتت به روحك و راحة كفيك، إبتسامتك محت ما كان بي من سوء.
متلألاة العينين كقهوة فاضت تحت تأثير الغليان تبوح لي:
_ لحديثك سحر كتعويذة ألقت على قلبي كل مابك ومحت كل ما دونك، للحديث لحنا يجعلني نشاز دونك وللحديث مكان لنا.
حائراً، شارداً عن واقع يقصيها عني، أقمت على أعتاب قلبها ممتلئ بها على نحو فيضها بي وأكثر، ومن عينيها نظرت داخلها قائلاً:
_ أنني أمرت أن أتوجه إليك و نحوك في ذلك اليوم و حتى اليوم وللأيام القادمة. هل تدركين ما حدث و ما يحدث و ما سيحدث؟
فأرتجفت بكل ماأتاها الحب من حذر
_ أين السوء الذي نخشاه؟
_ لا نخشاه يا لحني ولكننا نحاول أن نقوى لمواجهته.
_ أخبريني أننا نستطيع وسأخبرك أن المستحيل لن يكون بيننا
_ اذاً أقم ظهر الثقه كلما أهتزت عصا المخاوف،فالسقوط مُدمر.
- إن صوبت نحوك المخاوف أسهم السقوط ظهري يتلقاها، صدري
يحتويك ..
-فتصمت وأضج بها

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى