شخصية المرأة
ترى المرأة أن شخصيتها تبرز بتمامها وكمالها في حريتها، لأن الحرية هي الصفة الحضارية التي ظلت مسلوبة من المرأة من قديم، وظلت ردحا من الزمان تعاني من عسف الرجل وجوره، وبقدر ما تنتزعه لنفسها من الحرية بقدر ما تكون قوة شخصيتها.
لكن قبل كل شيء .. ما الحرية المنشودة أو ما الحرية المقصودة؟؟ إن معنى الحرية مرن مطاط يتسع لأشياء محددة معروفة وهو كذلك يتسع ويمتد حتى تنضوي تحته عوامل وعناصر أخرى تدحض وتنقض الأولى.
فقد يكون المراد بالحرية أن تختار ما تشاء من الرجال ليكون شريك رحلة العمر، وهذا حق مطلق لها قرره الإسلام والمنطق والعقل السليم، ومن قال بغير ذلك كان مخالفاً للحق، متدابر عن الصدق والفهم الصحيح، أم أن الحرية تفعل ما تشاء أو بخصوص تصرفاتها في أموالها عندما ترفض أن يتدخل الزوج في محاولة استثمارها أو استغلالها أو ادارتها فنقول على مذهب أبي حنيفة إن هذا حقها ولا يجب أن يكون محلا للنزاع، ونعتذر عن رأي الإمام مالك الذي يجعل امتداد ولاية الزوج على المرأة حتى يشمل ثروتها وأموالها الخاصة.
أم أن الحرية أن تختار من تشاء من الصديقات من غير جبر أو إكراه على إحداهن أو غيرها لقاء مصلحة معينة نقول إن هذا أيضاً حري بأن يكون حقاً مكفولاً لها، وحرية شخصية لا يجب أن ينازعها فيه منازع .. وهو قول لا يماري فيه أو يتحول عنه إلا مكابر عنيد وهذه الحقوق التي تدعم حريتها في اختيار أو في اشتراط كون الزوج ذا صفات معينة، أو غير ذلك لا وكف ولا ضير ولا مشاحة فيه فلا يوجد له من شريعتنا معارض ولا نكير.
أما أن تكون حريتها في أن تفعل ما تشاء وتتمرد على حياتها الزوجية بالحرية أو تحت مسمى الحرية المزعومة فإن هذا هو الأمر المرفوض بعينه، وهذا ما يسمى بالتعسف في استعمال الحق، أو أنه كما يقال كلمة حق يراد بها باطل.
الواجب الذي ينشده العقلاء من الناس أن تكون الحياة الزوجية مشاركة وجدانية يظللها الحب والوئام والتفاهم في اطار قوامة الرجل على المرأة لقوله تعالى : {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} سورة النساء - الآية 34.
وبالمناقشة الموضوعية، والحوار المفتوح وابداء الرأي بالحجة والدليل تكون الحرية مكفولة في أجمل صورها، وليست الحرية ترخيصاً وتجويزا للتعسف والمروق والخروج عن العادات والتقاليد والإصرار على الخطأ والنكول عن الحق الذي أمرنا الله باتباعه ليس التشدد في الفهم الخاص الخاطيء دليلاً على قوة الشخصية بل العكس والنقيض هو الصحيح فإن الذي يغاير الناموس الفطري، والطبيعة المشهودة المستقيمة مستهجنا ولا يلقى يصير مشايعاً ولا نصيراً.
وعندما يحتدم الخلاف بين نقيضين فإن كل واحد من الطرفين يتوهم أنه على الحق، وأن الآخر على الخطأ المحض وليس هذا المنطق سديداً في أغلب الأحوال فإن الرجل القوي أو المرأة الفاضلة وما أكثرهن لا تماري ولا تجادل إلا في اطار المعقول المقبول من المسائل الخلافية وليس الجدال بالأمر المحمود في كل شيء لأن المراء من الأمور البغيضة التي يمقتها كرام الناس، ويعافها الفضلاء.
ثم إن التمرد على الواقع قد يكون مدفوعاً بحوافز وبواعث نفسية بحتة حتى إن التمرد يدرك أنه على غير الحق لكن يرى أن قوة الشخصية تكمن في فرض الرأي جبراً وعنوة مع عدم الاكتراث بما يتصادم معه هذا الرأي القهري من قيم وأصول مقررة.
إننا لا نقر ولا نقبل أن يتعسف الرجل في حقوقه لأن رسول الله ﷺ أوصى بالنساء خيراً وقال : «رفقا بالقوارير» وهو القائل أيضا النساء لا يكرمهن إلا كريم، ولا يهينهن إلا لئيم، لكن عليا رضي عنه كان يقول : إنهن يهن الكريم، ويهينهن اللثيم.
وقال علماء العرب المجربون الذين سبروا أغوار النفوس البشرية : «تعوذوا بالله من شرار النساء وكونوا من خيارهن على حذر» وهناك في كل عصر ومصر من فضليات النساء مالا يتسع المقام السرد اخبار هن الجليلة القدر الجميلة الذكرى على مر العصور والأيام .. وقد كان الشاعر العربي موفقاً كل التوفيق عندما نعت احداهن :
ولو كان النساء كمثل هذي *** لفضلت النساء على الرجال
يجب أن يكون واضحاً أن كثيراً من الفلسفات التي تبدو في ظاهرها منصفة للمرأة هي في حقيقتها تنال من شخصيتها وتقوض من مكانتها.
مثلاً مشاركة المرأة الرجل في العمل ومناظرته فيما يناط به من أعمال قد لا تتفق مع امكاناتها النفسية، والفطرية، فظلت تضرب في حديد بارد ولم تصل الى مبتغاها وارهقت نفسها وها نحن تسمع عن آراء قوية هذه الأيام تهيب بالمرأة المتعبة أن ترجع الى البيت وتهتم بشؤون بيتها وأولادها، ونحن نرى - في رأينا الشخصي، من منظور علمي بحث أن المرأة حريتها مكفولة في أن تعمل أو لا تعمل .. والرجل الذي يخطب امرأة عليه قبل الشروع في الارتباط أن يحسم معها قضية العمل بوضوح وجلاء، ورأيي كاتب هذا المقال أن يكون الاتفاق على ذلك كتابياً حتى لا يشكل مشكلة تصدع جدار الزوجية، وتحدث شروخاً وتصدعات في الأصرة بعد فوات الأوان.
نحن لا نرضى للمرأة أن تكون مهضومة الحقوق بحال، لأنها الأم والبنت والأخت والحليلة التي تهدأ بها النفس وتسكن عندها الجوائح والأعطاف من غربة الأيام ولا يمكن أن يتصور الوجود من غير النساء.
نسأل الله أن يعين كلا على كل وأن يهدينا جميعاً الى صراطه المستقيم، انه نعم المولى ونعم النصير.
اللهم تقبل من أبى صلاته ، وصيامه لك ، وسائر طاعاته ، وصالح أعماله ، وأثقل بها ميزانه يوم القيامة ، وثبِّته على الصراط يوم تزل الأقدام ، واجعله من الفائزين ، وأسكِنه في أعلى الجنات في جوار نبيِّك ومصطفاك ﷺ .. يا رب العالمين
ترى المرأة أن شخصيتها تبرز بتمامها وكمالها في حريتها، لأن الحرية هي الصفة الحضارية التي ظلت مسلوبة من المرأة من قديم، وظلت ردحا من الزمان تعاني من عسف الرجل وجوره، وبقدر ما تنتزعه لنفسها من الحرية بقدر ما تكون قوة شخصيتها.
لكن قبل كل شيء .. ما الحرية المنشودة أو ما الحرية المقصودة؟؟ إن معنى الحرية مرن مطاط يتسع لأشياء محددة معروفة وهو كذلك يتسع ويمتد حتى تنضوي تحته عوامل وعناصر أخرى تدحض وتنقض الأولى.
فقد يكون المراد بالحرية أن تختار ما تشاء من الرجال ليكون شريك رحلة العمر، وهذا حق مطلق لها قرره الإسلام والمنطق والعقل السليم، ومن قال بغير ذلك كان مخالفاً للحق، متدابر عن الصدق والفهم الصحيح، أم أن الحرية تفعل ما تشاء أو بخصوص تصرفاتها في أموالها عندما ترفض أن يتدخل الزوج في محاولة استثمارها أو استغلالها أو ادارتها فنقول على مذهب أبي حنيفة إن هذا حقها ولا يجب أن يكون محلا للنزاع، ونعتذر عن رأي الإمام مالك الذي يجعل امتداد ولاية الزوج على المرأة حتى يشمل ثروتها وأموالها الخاصة.
أم أن الحرية أن تختار من تشاء من الصديقات من غير جبر أو إكراه على إحداهن أو غيرها لقاء مصلحة معينة نقول إن هذا أيضاً حري بأن يكون حقاً مكفولاً لها، وحرية شخصية لا يجب أن ينازعها فيه منازع .. وهو قول لا يماري فيه أو يتحول عنه إلا مكابر عنيد وهذه الحقوق التي تدعم حريتها في اختيار أو في اشتراط كون الزوج ذا صفات معينة، أو غير ذلك لا وكف ولا ضير ولا مشاحة فيه فلا يوجد له من شريعتنا معارض ولا نكير.
أما أن تكون حريتها في أن تفعل ما تشاء وتتمرد على حياتها الزوجية بالحرية أو تحت مسمى الحرية المزعومة فإن هذا هو الأمر المرفوض بعينه، وهذا ما يسمى بالتعسف في استعمال الحق، أو أنه كما يقال كلمة حق يراد بها باطل.
الواجب الذي ينشده العقلاء من الناس أن تكون الحياة الزوجية مشاركة وجدانية يظللها الحب والوئام والتفاهم في اطار قوامة الرجل على المرأة لقوله تعالى : {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} سورة النساء - الآية 34.
وبالمناقشة الموضوعية، والحوار المفتوح وابداء الرأي بالحجة والدليل تكون الحرية مكفولة في أجمل صورها، وليست الحرية ترخيصاً وتجويزا للتعسف والمروق والخروج عن العادات والتقاليد والإصرار على الخطأ والنكول عن الحق الذي أمرنا الله باتباعه ليس التشدد في الفهم الخاص الخاطيء دليلاً على قوة الشخصية بل العكس والنقيض هو الصحيح فإن الذي يغاير الناموس الفطري، والطبيعة المشهودة المستقيمة مستهجنا ولا يلقى يصير مشايعاً ولا نصيراً.
وعندما يحتدم الخلاف بين نقيضين فإن كل واحد من الطرفين يتوهم أنه على الحق، وأن الآخر على الخطأ المحض وليس هذا المنطق سديداً في أغلب الأحوال فإن الرجل القوي أو المرأة الفاضلة وما أكثرهن لا تماري ولا تجادل إلا في اطار المعقول المقبول من المسائل الخلافية وليس الجدال بالأمر المحمود في كل شيء لأن المراء من الأمور البغيضة التي يمقتها كرام الناس، ويعافها الفضلاء.
ثم إن التمرد على الواقع قد يكون مدفوعاً بحوافز وبواعث نفسية بحتة حتى إن التمرد يدرك أنه على غير الحق لكن يرى أن قوة الشخصية تكمن في فرض الرأي جبراً وعنوة مع عدم الاكتراث بما يتصادم معه هذا الرأي القهري من قيم وأصول مقررة.
إننا لا نقر ولا نقبل أن يتعسف الرجل في حقوقه لأن رسول الله ﷺ أوصى بالنساء خيراً وقال : «رفقا بالقوارير» وهو القائل أيضا النساء لا يكرمهن إلا كريم، ولا يهينهن إلا لئيم، لكن عليا رضي عنه كان يقول : إنهن يهن الكريم، ويهينهن اللثيم.
وقال علماء العرب المجربون الذين سبروا أغوار النفوس البشرية : «تعوذوا بالله من شرار النساء وكونوا من خيارهن على حذر» وهناك في كل عصر ومصر من فضليات النساء مالا يتسع المقام السرد اخبار هن الجليلة القدر الجميلة الذكرى على مر العصور والأيام .. وقد كان الشاعر العربي موفقاً كل التوفيق عندما نعت احداهن :
ولو كان النساء كمثل هذي *** لفضلت النساء على الرجال
يجب أن يكون واضحاً أن كثيراً من الفلسفات التي تبدو في ظاهرها منصفة للمرأة هي في حقيقتها تنال من شخصيتها وتقوض من مكانتها.
مثلاً مشاركة المرأة الرجل في العمل ومناظرته فيما يناط به من أعمال قد لا تتفق مع امكاناتها النفسية، والفطرية، فظلت تضرب في حديد بارد ولم تصل الى مبتغاها وارهقت نفسها وها نحن تسمع عن آراء قوية هذه الأيام تهيب بالمرأة المتعبة أن ترجع الى البيت وتهتم بشؤون بيتها وأولادها، ونحن نرى - في رأينا الشخصي، من منظور علمي بحث أن المرأة حريتها مكفولة في أن تعمل أو لا تعمل .. والرجل الذي يخطب امرأة عليه قبل الشروع في الارتباط أن يحسم معها قضية العمل بوضوح وجلاء، ورأيي كاتب هذا المقال أن يكون الاتفاق على ذلك كتابياً حتى لا يشكل مشكلة تصدع جدار الزوجية، وتحدث شروخاً وتصدعات في الأصرة بعد فوات الأوان.
نحن لا نرضى للمرأة أن تكون مهضومة الحقوق بحال، لأنها الأم والبنت والأخت والحليلة التي تهدأ بها النفس وتسكن عندها الجوائح والأعطاف من غربة الأيام ولا يمكن أن يتصور الوجود من غير النساء.
نسأل الله أن يعين كلا على كل وأن يهدينا جميعاً الى صراطه المستقيم، انه نعم المولى ونعم النصير.
اللهم تقبل من أبى صلاته ، وصيامه لك ، وسائر طاعاته ، وصالح أعماله ، وأثقل بها ميزانه يوم القيامة ، وثبِّته على الصراط يوم تزل الأقدام ، واجعله من الفائزين ، وأسكِنه في أعلى الجنات في جوار نبيِّك ومصطفاك ﷺ .. يا رب العالمين