يتمتع الإنسان بثلاث خصال تجعله بحق كائنا مبتكرا لا يشابهه أي كائن آخر؛الوعي والحرية والفردية. فهو عنده ذاتية كاملة من خلال وعيه بذاته,كل امرئ يدرك أنه موجود,منذ طفولته وصولا إلى مرحلة النضج التي تزداد حساسية مع وجوده كلما مرّت السنوات عليه. والحرية,لأن كل فعل يكون بالضرورة صادر عن قرار اتخذناه,ومقتنعين أننا مالكيه,ومالكي أنفسنا بغض النظر عن أي تداخلات ظرفية في هذا القرار. وأخيرا,يأتي التفرد معاينا لكون كل فرد مختلف عن الآخر,نحن الجنس الوحيد الذي يملك هذا القدر من التنوع والتعدد بعدد البشر منذ فجر البشرية. الإنسان كائن مركب,يراوح بين مجموعة من أشباه الثوابت في سلوكياته,لكنها ثوابت متغيرة,ومتفاعلة في أظهر تجلياتها نراها بظاهر النمو وما يقترن بها من تطور.
من مظاهر التفرد,هو تلك العلاقة المتفجرة بين فرد وفرد آخر,أو مجموعة من الأفراد. والناتج عنها انبثاق ما يُعرف بـ المؤسسة (أو العائلة) في أصغر صورها هي المؤسسة,وفي أكبر مظاهرها هي المجتمع أو شريحة مجتمعية معينة.
وإيمانا مني بالمقولة العظيمة
-لن يقتنعو بأنك تتألم حتي تموت أمام أعينهم
لقائلها بيتر لينش وهو الخبير المالي.
أشدد على ضرورة إنماء العلاقة بين الفرد,وبين آخر,أي آخر. فكما نقول نحن في العامية المصرية
-جنة من غير ناس .. لا تنداس
ولكن ليس القصد ازدحام الجوار بالناس اعتباطا,بل المراد أن يشارك فرد آخر أكبر قد من الاهتمامات,بينما يشارك الآخرين أي مجموعة عشوائية من الاهتمامات.
للتوضيح أكثر يمكن تقسيم جميع أنواع المؤسسات إلى نوعين؛العائلة,والجماعة.
1-المؤسسة هي كيان قائم على علاقة بين أفراد بينهم احتكام لمصلحة
2-العائلة هي كيان قائم على علاقة بين أفراد بينهم صلات قرابة
وكلاهما,إلى حد كبير يعملان وفق نموذج التعقيد الذي قدمه إدغار موران وقدم له الأستاذ سعيدي عبد الفتاح في دراسة حملت عنوان (البنية الديناميكية للمجتمع المعاصر وفق براديغم التعقيد). القائم على مجموعة من الثنائيات البنيوية مثل
1-الكل / الأجزاء Tout/Parties
2-الانفتاح / الانغلاق L'ouverture/fermeture
ولن نسترسل في شرح هذه المفاهيم البنيوية عدا ما يلزمنا منها في تقريرنا.
[1] المؤسسة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يمكننا بناءا على التعريف السابق,التعرف على المؤسسة في شاكلتين؛فهي إما مؤسسة إطارية,أو ما يُعرف عموما بمجتمع (المدينة) المؤطر للمجتمع ككل وفق هيكلية حكومية تقدم نظاما حاكما (متفقا عليه) يفرض نظام حكمه على الشعب (حتى ولو كان باختيار الشعب),وفق نموذجين؛هما الحكومة المحلية أو الإقليمية لدولة معينة,والحكومة الدولية لمجموعة دولية أو للعالم. وإما مؤسسة خلوية,تكون خلية بنيوية في تشكيل المجتمع,وتمثل شريحة معينة من المجتمع,وليس المجتمع كله. وقد تتداخل مع النوع الإطاري,ولكنه يبقى مميزا عنه.
وللتمييز أكثر بين النوعين,يمكن أن نصف المؤسسة الإطارية بأنها ليست المدينة فحسب,بل المجتمع ككل,بما في ذلك الجماعة والحكومة والأمة والبيئة والمدينة والمدنية والدين وحتى الروابط الغير مادية في المجتمعات الافتراضية,مثل مجتمع الإنترنت Anonymous,بل وأيضا المخططات الحضرية التي تعد بمجتمعات افتراضية بدورها,وبذلك يمكننا إضافة المجتمعات الافتراضية في أدبيات الفانتازيا والخيال العلمي,مثل اليوتوبيا والديستوبيا.
أما المؤسسة,فهي قرينة دائما بنوع من الغائية تستهدف شريحة أكثر ضيقا في مواصفاتها من جماع البشرية في المدينة أو العالم أو على الشبكة (الإنترنت). وتتحول المجتمعات إلى جمعيات إما تضع في اعتبارها تحقيق أهداف معينة واستهداف شرائح معينة,وإما تكون نوادي تجمع مجموعة من الأشخاص بينهم اهتمامات مشتركة.
يمكن تقسيم المؤسسات إلى
1-مؤسسات ترفيهية
مثل النوادي والسينما والمعارض الفنية,ومثل الملاهي أيضا والملاعب والمسارح.
2-مؤسسات تجارية
هي كل مؤسسة غرضها ربحي,وقد ينطبق عليها جميع التقسيمات الأخرى للمؤسسات,ومنها المتاجر ومؤسسات التسويق والمؤسسات الخدمية (مثل الفنادق والخدمات السياحية) ومؤسسات الإنتاج مثل المصانع والمزارع ومولدات الطاقة ومناجم التنقيب,وأيضا المصارف والمؤسسات المالية والاستشارات المعرفية (مثل الاستشارات المحاسبية أو القانونية).
3-مؤسسات حقوقية
يصدر لنا الغرب فكرة أنه الراعي الرسمي لحقوق الإنسان حول العالم. المؤسسات الرعوية تلك التي ترعى مواطنيها,نموذج لمؤسسات حقوق الإنسان,وهو في العالم العربي,يعد نموذجا حقا بحق,خاصة في مصر,ودول الخليج. ومن أنواعها نوع المؤسسة المعروف باسم الجمعية التعاونية.
4-مؤسسات عقابية
المنظمة هي أي كيان اجتماعي لديه السلطة أو القدرة على تنظيم شؤون الناس. وعند النظر إلى هذا المعنى للمنظمة,نجد أن السجن يعد واحد من أهم المؤسسات وأكثرها فاعلية للحفاظ على أي نظام والبقاء عليه قائما وحمايته من الانهيار. وبالنسبة لي,فإن التقسيم الكلاسيكي للسلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية هي دائرة ضرورية تؤطر نظام العقاب اللازم لبقاء أي دولة. ولكن للأسف لازالت جميع الأنظمة المستعملة في العالم مخترقة بشكل شبه كلي ومليئة بالثقوب مما يسمح بتسرب بل وتدفق الفساد بضراوة. خاصة ضد المرأة. والغرب, كعادته يزعم احتكاره للنظام الأكثر مثالية,وما هذا إلا هراء.
5-مؤسسات علمية
هي المعني بالعلوم ورعاية المعرفة,وقد تتشابه في دورها مع المؤسسات الثقافية,في الواقع, إن تصنيفنا قاصر في العديد من النواحي,ولا يرقى إلى تصنيفه تنصيفا أصلا,لأننا تجاوزنا عن ذلك العديد من المؤسسات,منها مثلا تلك المؤسسات العلمية التي قد تأخذ طابع دعائي (والدعائية ينشأ عنها مؤسساتها الخاصة التي لم نذكرها أيضا) مع مزج مع المؤسسات الإدارية,مثال عن ذلك هو خلية التفكير.
ناهيك عن المؤسسات الاعتبارية التي تمزج بين العلامة التجارية / المؤسسة الربحية, والذاتية الفردية. وهو ما سنوضحه بالتفصيل أكثر في المقالات القادمة,واعتذر عن هذه المقدمة الموجزة والغير مفيدة بالمرة.
من مظاهر التفرد,هو تلك العلاقة المتفجرة بين فرد وفرد آخر,أو مجموعة من الأفراد. والناتج عنها انبثاق ما يُعرف بـ المؤسسة (أو العائلة) في أصغر صورها هي المؤسسة,وفي أكبر مظاهرها هي المجتمع أو شريحة مجتمعية معينة.
وإيمانا مني بالمقولة العظيمة
-لن يقتنعو بأنك تتألم حتي تموت أمام أعينهم
لقائلها بيتر لينش وهو الخبير المالي.
أشدد على ضرورة إنماء العلاقة بين الفرد,وبين آخر,أي آخر. فكما نقول نحن في العامية المصرية
-جنة من غير ناس .. لا تنداس
ولكن ليس القصد ازدحام الجوار بالناس اعتباطا,بل المراد أن يشارك فرد آخر أكبر قد من الاهتمامات,بينما يشارك الآخرين أي مجموعة عشوائية من الاهتمامات.
للتوضيح أكثر يمكن تقسيم جميع أنواع المؤسسات إلى نوعين؛العائلة,والجماعة.
1-المؤسسة هي كيان قائم على علاقة بين أفراد بينهم احتكام لمصلحة
2-العائلة هي كيان قائم على علاقة بين أفراد بينهم صلات قرابة
وكلاهما,إلى حد كبير يعملان وفق نموذج التعقيد الذي قدمه إدغار موران وقدم له الأستاذ سعيدي عبد الفتاح في دراسة حملت عنوان (البنية الديناميكية للمجتمع المعاصر وفق براديغم التعقيد). القائم على مجموعة من الثنائيات البنيوية مثل
1-الكل / الأجزاء Tout/Parties
2-الانفتاح / الانغلاق L'ouverture/fermeture
ولن نسترسل في شرح هذه المفاهيم البنيوية عدا ما يلزمنا منها في تقريرنا.
[1] المؤسسة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يمكننا بناءا على التعريف السابق,التعرف على المؤسسة في شاكلتين؛فهي إما مؤسسة إطارية,أو ما يُعرف عموما بمجتمع (المدينة) المؤطر للمجتمع ككل وفق هيكلية حكومية تقدم نظاما حاكما (متفقا عليه) يفرض نظام حكمه على الشعب (حتى ولو كان باختيار الشعب),وفق نموذجين؛هما الحكومة المحلية أو الإقليمية لدولة معينة,والحكومة الدولية لمجموعة دولية أو للعالم. وإما مؤسسة خلوية,تكون خلية بنيوية في تشكيل المجتمع,وتمثل شريحة معينة من المجتمع,وليس المجتمع كله. وقد تتداخل مع النوع الإطاري,ولكنه يبقى مميزا عنه.
وللتمييز أكثر بين النوعين,يمكن أن نصف المؤسسة الإطارية بأنها ليست المدينة فحسب,بل المجتمع ككل,بما في ذلك الجماعة والحكومة والأمة والبيئة والمدينة والمدنية والدين وحتى الروابط الغير مادية في المجتمعات الافتراضية,مثل مجتمع الإنترنت Anonymous,بل وأيضا المخططات الحضرية التي تعد بمجتمعات افتراضية بدورها,وبذلك يمكننا إضافة المجتمعات الافتراضية في أدبيات الفانتازيا والخيال العلمي,مثل اليوتوبيا والديستوبيا.
أما المؤسسة,فهي قرينة دائما بنوع من الغائية تستهدف شريحة أكثر ضيقا في مواصفاتها من جماع البشرية في المدينة أو العالم أو على الشبكة (الإنترنت). وتتحول المجتمعات إلى جمعيات إما تضع في اعتبارها تحقيق أهداف معينة واستهداف شرائح معينة,وإما تكون نوادي تجمع مجموعة من الأشخاص بينهم اهتمامات مشتركة.
يمكن تقسيم المؤسسات إلى
1-مؤسسات ترفيهية
مثل النوادي والسينما والمعارض الفنية,ومثل الملاهي أيضا والملاعب والمسارح.
2-مؤسسات تجارية
هي كل مؤسسة غرضها ربحي,وقد ينطبق عليها جميع التقسيمات الأخرى للمؤسسات,ومنها المتاجر ومؤسسات التسويق والمؤسسات الخدمية (مثل الفنادق والخدمات السياحية) ومؤسسات الإنتاج مثل المصانع والمزارع ومولدات الطاقة ومناجم التنقيب,وأيضا المصارف والمؤسسات المالية والاستشارات المعرفية (مثل الاستشارات المحاسبية أو القانونية).
3-مؤسسات حقوقية
يصدر لنا الغرب فكرة أنه الراعي الرسمي لحقوق الإنسان حول العالم. المؤسسات الرعوية تلك التي ترعى مواطنيها,نموذج لمؤسسات حقوق الإنسان,وهو في العالم العربي,يعد نموذجا حقا بحق,خاصة في مصر,ودول الخليج. ومن أنواعها نوع المؤسسة المعروف باسم الجمعية التعاونية.
4-مؤسسات عقابية
المنظمة هي أي كيان اجتماعي لديه السلطة أو القدرة على تنظيم شؤون الناس. وعند النظر إلى هذا المعنى للمنظمة,نجد أن السجن يعد واحد من أهم المؤسسات وأكثرها فاعلية للحفاظ على أي نظام والبقاء عليه قائما وحمايته من الانهيار. وبالنسبة لي,فإن التقسيم الكلاسيكي للسلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية هي دائرة ضرورية تؤطر نظام العقاب اللازم لبقاء أي دولة. ولكن للأسف لازالت جميع الأنظمة المستعملة في العالم مخترقة بشكل شبه كلي ومليئة بالثقوب مما يسمح بتسرب بل وتدفق الفساد بضراوة. خاصة ضد المرأة. والغرب, كعادته يزعم احتكاره للنظام الأكثر مثالية,وما هذا إلا هراء.
5-مؤسسات علمية
هي المعني بالعلوم ورعاية المعرفة,وقد تتشابه في دورها مع المؤسسات الثقافية,في الواقع, إن تصنيفنا قاصر في العديد من النواحي,ولا يرقى إلى تصنيفه تنصيفا أصلا,لأننا تجاوزنا عن ذلك العديد من المؤسسات,منها مثلا تلك المؤسسات العلمية التي قد تأخذ طابع دعائي (والدعائية ينشأ عنها مؤسساتها الخاصة التي لم نذكرها أيضا) مع مزج مع المؤسسات الإدارية,مثال عن ذلك هو خلية التفكير.
ناهيك عن المؤسسات الاعتبارية التي تمزج بين العلامة التجارية / المؤسسة الربحية, والذاتية الفردية. وهو ما سنوضحه بالتفصيل أكثر في المقالات القادمة,واعتذر عن هذه المقدمة الموجزة والغير مفيدة بالمرة.