"زهرة العمر: شذرات من سيرة ذاتية" للأستاذ العربي مفضال (منشورات الملتقى، مراكش، 2021)، كتاب مُركَّب البناء، فيه الذاتي والموضوعي، الذاتي والجماعي، الاجتماعي والسياسي، الثقافي والفكري.
يحتوي الكتاب على فصول يمكن تقسيمها إلى "سرد كرونولوجي" يغطي سنوات المدرسة، والثانوية، والجامعة، من جانب؛ وإلى "سرد موضوعاتي" لتجربة الكاتب السياسية، والمهنية، والثقافية، من جانب آخر. يتخلل التجربة الذاتية للمؤلف استرجاع مكثّف للسياقات العامة الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، والثقافية، التي عرفتها بلادنا بعد الاستقلال إلى حدود التسعينيات من القرن الماضي.
تجربة ذاتية تتقاطع مع "التجربة الجماعية"، التي عاش حلقاتها نخبةٌ من الشباب وَسَمت تاريخ المغرب المعاصر، وساهمت في إغناء الدينامية السياسية والاجتماعية التي عرفتها بلادنا بأزماتها، وباحتقان علاقاتها على المستويات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية والثقافية. الكتاب يؤرخ، بكثير من التوازن، لسنوات الصراع السياسي، التي اجترحت فيها السلطة أشكالا قصوى من "العنف الشرعي"، يصطلح عليه اليوم بـ"سنوات الرصاص"، وهو المصطلح الذي بنت عليه هيأة الإنصاف والمصالحة تقريرها، والذي على قاعدته أخذت بلادنا، خاصة مع بداية "العهد الجديد"، تشق طريق "الانتقال الديمقراطي"، الذي مهّد له التصويت على دستور 1996، وما ترتّب عنه من تعيين للأستاذ عبد الرحمان اليوسفي على رأس حكومة "التناوب التوافقي"، في الفترة الممتدة بين 1998 و2002.
ينتمي الكتاب، من حيث المضمون، إلى صنف "التاريخ الراهن"، الذي دعا تقرير هيأة الإنصاف والمصالحة إلى اعتماده من طرف الجامعة المغربية ضمن منظومة التكوين (مستوى الماستر)، والبحث (مستوى الدكتوراه). ومن ثمة، فإن "الشهادة الحية"، التي يقدمها الأستاذ العربي مفضال، في كتابه هذا، تشكل وثيقة هامة من شأنها أن تغني برامج البحث الأكاديمي المندرجة في إطار "الحفاظ على الذاكرة".
في الكتاب تحليل موضوعي لأهم القضايا السياسية، التي عرفتها بلادنا منذ الستينيات من القرن المنصرم، وتوصيف دقيق لسياقات التدافع بين الفاعلين السياسيين، بمختلف مشاربهم، من أجل تطوير العملية الديمقراطية، وتعزيز دولة الحق والقانون، والقطيعة مع ما شاب، في الماضي، العلاقة بين السلطة والمجتمع المدني من توتر، وتصادم، وإقصاء.
يُعتبر المؤلف أحد المؤسسين البارزين لما يسمى "اليسار الجديد" في المغرب. كان حاضراً، وفاعلاً في جميع مراحله، السرية منها (السبعينيات)، والعلنية (منذ الثمانينيات)، ميسَمُه "ستيتيكا" هادئة، ودَيدَنُه "إيتيكا" هادرة. حول هذه التجربة يجد القارئ في الكتاب إضاءات غير مسبوقة تنضاف إلى ما تم توثيقه حتى الآن، وهو غيض من فيض.
عند المؤلف/الفاعل، كما عند الفاعل/المؤلف مواقف منسجمة يربطها خيط ناظم يمكن اختزاله في ثلاثية العقلانية، والبراگماتية، والأخلاقية. مواصفات نجدها مجتمعة، ومتصلة، على صعيد التفكير، والممارسة، والسلوك، في السردية الجماعية، والسياسية للفاعل/المؤلف. كما نجدها، على الأصعدة عينها، في السردية الذاتية، والمهنية للمؤلف/الفاعل.
من أهم الفصول، التي يتضمنها الكتاب، تلك المتعلقة بالمسار المهني للمؤلف بصفة عامة، وبتجربته الصحفية في جريدة "أنوال"، التي يسِمُها بـ"الجامعة المانعة" للدور المتميز، الذي اضطلعت به على المستوى الإعلامي، والسياسي، والثقافي. سردية مهنية غنية يسلط المؤلف من خلالها الضوء على إشكاليات مفصلية في تاريخ المغرب الراهن من عناوينها الموقف من المشاركة السياسية، القضية الوطنية، الانتقال الديمقراطي، الاعتقال السياسي، إلى غير ذلك من التيمات التي، في ترابطها، تعطي للقارئ معطيات تهم، بصفة خاصة، المخاضات والتطورات التي عاشها الفصيل الأبرز من "اليسار الجديد"، المتمثل في منظمة "23 مارس"، ومنظمة العمل الديمقراطي الشعبي؛ كما تهم، بصفة أعم، المشهد السياسي المغربي بتناقضاته، وتراكماته، وتقاطباته، وأيضاً بديناميته، التي يستمدها من الدينامية الاجتماعية والثقافية، التي تتميز بها بلادنا باستمرار.
يحتوي الكتاب على فصول يمكن تقسيمها إلى "سرد كرونولوجي" يغطي سنوات المدرسة، والثانوية، والجامعة، من جانب؛ وإلى "سرد موضوعاتي" لتجربة الكاتب السياسية، والمهنية، والثقافية، من جانب آخر. يتخلل التجربة الذاتية للمؤلف استرجاع مكثّف للسياقات العامة الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، والثقافية، التي عرفتها بلادنا بعد الاستقلال إلى حدود التسعينيات من القرن الماضي.
تجربة ذاتية تتقاطع مع "التجربة الجماعية"، التي عاش حلقاتها نخبةٌ من الشباب وَسَمت تاريخ المغرب المعاصر، وساهمت في إغناء الدينامية السياسية والاجتماعية التي عرفتها بلادنا بأزماتها، وباحتقان علاقاتها على المستويات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية والثقافية. الكتاب يؤرخ، بكثير من التوازن، لسنوات الصراع السياسي، التي اجترحت فيها السلطة أشكالا قصوى من "العنف الشرعي"، يصطلح عليه اليوم بـ"سنوات الرصاص"، وهو المصطلح الذي بنت عليه هيأة الإنصاف والمصالحة تقريرها، والذي على قاعدته أخذت بلادنا، خاصة مع بداية "العهد الجديد"، تشق طريق "الانتقال الديمقراطي"، الذي مهّد له التصويت على دستور 1996، وما ترتّب عنه من تعيين للأستاذ عبد الرحمان اليوسفي على رأس حكومة "التناوب التوافقي"، في الفترة الممتدة بين 1998 و2002.
ينتمي الكتاب، من حيث المضمون، إلى صنف "التاريخ الراهن"، الذي دعا تقرير هيأة الإنصاف والمصالحة إلى اعتماده من طرف الجامعة المغربية ضمن منظومة التكوين (مستوى الماستر)، والبحث (مستوى الدكتوراه). ومن ثمة، فإن "الشهادة الحية"، التي يقدمها الأستاذ العربي مفضال، في كتابه هذا، تشكل وثيقة هامة من شأنها أن تغني برامج البحث الأكاديمي المندرجة في إطار "الحفاظ على الذاكرة".
في الكتاب تحليل موضوعي لأهم القضايا السياسية، التي عرفتها بلادنا منذ الستينيات من القرن المنصرم، وتوصيف دقيق لسياقات التدافع بين الفاعلين السياسيين، بمختلف مشاربهم، من أجل تطوير العملية الديمقراطية، وتعزيز دولة الحق والقانون، والقطيعة مع ما شاب، في الماضي، العلاقة بين السلطة والمجتمع المدني من توتر، وتصادم، وإقصاء.
يُعتبر المؤلف أحد المؤسسين البارزين لما يسمى "اليسار الجديد" في المغرب. كان حاضراً، وفاعلاً في جميع مراحله، السرية منها (السبعينيات)، والعلنية (منذ الثمانينيات)، ميسَمُه "ستيتيكا" هادئة، ودَيدَنُه "إيتيكا" هادرة. حول هذه التجربة يجد القارئ في الكتاب إضاءات غير مسبوقة تنضاف إلى ما تم توثيقه حتى الآن، وهو غيض من فيض.
عند المؤلف/الفاعل، كما عند الفاعل/المؤلف مواقف منسجمة يربطها خيط ناظم يمكن اختزاله في ثلاثية العقلانية، والبراگماتية، والأخلاقية. مواصفات نجدها مجتمعة، ومتصلة، على صعيد التفكير، والممارسة، والسلوك، في السردية الجماعية، والسياسية للفاعل/المؤلف. كما نجدها، على الأصعدة عينها، في السردية الذاتية، والمهنية للمؤلف/الفاعل.
من أهم الفصول، التي يتضمنها الكتاب، تلك المتعلقة بالمسار المهني للمؤلف بصفة عامة، وبتجربته الصحفية في جريدة "أنوال"، التي يسِمُها بـ"الجامعة المانعة" للدور المتميز، الذي اضطلعت به على المستوى الإعلامي، والسياسي، والثقافي. سردية مهنية غنية يسلط المؤلف من خلالها الضوء على إشكاليات مفصلية في تاريخ المغرب الراهن من عناوينها الموقف من المشاركة السياسية، القضية الوطنية، الانتقال الديمقراطي، الاعتقال السياسي، إلى غير ذلك من التيمات التي، في ترابطها، تعطي للقارئ معطيات تهم، بصفة خاصة، المخاضات والتطورات التي عاشها الفصيل الأبرز من "اليسار الجديد"، المتمثل في منظمة "23 مارس"، ومنظمة العمل الديمقراطي الشعبي؛ كما تهم، بصفة أعم، المشهد السياسي المغربي بتناقضاته، وتراكماته، وتقاطباته، وأيضاً بديناميته، التي يستمدها من الدينامية الاجتماعية والثقافية، التي تتميز بها بلادنا باستمرار.