المحامي علي ابوحبله - مسيرة الأعلام.. وتداعيات العدوان على غزه ... والقدس محور الصراع

القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقد جاء قوله تعالى " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1) وجاء في الحديث الشريف " قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ إِلَى ثَلاثَةِ مَسَاجِد: المَسْجِدِ الحَرَام، وَمَسْجِدِي هَذَا، وَالمَسْجِدِ الأقصى. من هنا تنبع أهمية وقدسية القدس عند العرب والمسلمين وهي جزء لا يتجزأ من العقيدة الاسلاميه وأي تطاول عليها تطاول واعتداء تطاول على العرب والمسلمين جميعا ، وبالتحليل الموضوعي فان القدس هي في قلب ومحور الصراع ، هي العاصمة الابديه للفلسطينيين ، ورغم التحذيرات الفلسطينية والدولية والاقليميه من تداعيات ومخاطر تدنيس حرمة المسجد الأقصى ومحاولات التقسيم ألزماني والمكاني من غلاة المتطرفين اليهود ومسيرة الأعلام تشكل استفزاز لكل الفلسطينيين والعرب والمسلمين جميعا ، وهناك إصرار على التحدي في تنظيم "مسيرة الأعلام" التي يفترض أن تنظم في القدس في الثامن عشر من الشهر الحالي وتترافق مسيرة ألإعلام لهذا العام مع انعقاد القمة العربية المقررة في الرياض في التاسع عشر من الشهر الحالي وهي بلا شك ستلقي بظلالها وتداعياتها على القمة العربية

وبحسب تصريحات موظفون رفيعو المستوى في الحكومة الإسرائيلية إن مسيرة المستوطنين واليمين المتطرف الاستفزازية في ذكرى احتلال القدس، التي يطلق عليها تسمية "مسيرة الأعلام"، ستمر من باب العامود وأنه "لا توجد أي نية لتغيير مسارها الاعتيادي، حتى بثمن حدوث تصعيد" محتمل بالعدوان على غزه في ظل التصعيد والعدوان على غزه والقيام بأعمال الاغتيالات التي استهدفت قاده في الجهاد الإسلامي وما تشهده المنطقة من تداعيات وجهود ما يبذله الوسيط المصري وممثل الأمم المتحدة بغطاء أمريكي وغربي للتوسط للتهدئه خشية انفلات زمام الأمور إذا امتد العدوان على غزه حتى موعد مسيرة الأعلام

تجري مسيرة الأعلام الاستفزازية في 18 أيار/مايو الجاري كل عام . وبحسب الموظفين الإسرائيليين، فإن الشرطة في لواء القدس هي التي تتابع هذه المسيرة. "ونحن لا نفتعل منها قضية كبيرة، لأنه لا حاجة إلى تضخيمها. ونحن لا نتحدث حولها، وخطواتنا تجري من خلال قنوات هادئة من أجل ضمان مرور الأحداث بدون مواجهات" بحسب زعمهم.

وتنظم الصهيونية الدينية الاستيطانية وأحزاب يمينية متطرفة هذه المسيرة الاستفزازية في البلدة القديمة في القدس سنويا، بادعاء إحياء ذكرى احتلالها في حرب العام 1967، وتتخللها "رقصة الأعلام" وإطلاق شعارات عنصرية واعتداءات على المقدسيين.

ويذكر أن رئيس حكومة الائتلاف اليمينية الفاشيه التي يرئسها ، بنيامين نتنياهو، استبق مسيرة الإعلام لهذا الإعلام بالعدوان الممن هج على غزه والقيام بأعمال الاغتيالات ظنا من هذه الحكومة أن بمقدورها تحقيق انجازات ميدانيه تسمح بمرور مسيرة الإعلام بهدوء ، لكن تداعيات العدوان على غزه وعدم قدرة نتنياهو على تحقيق انتصار في الميدان والاشتراطات للمقاومة بوقف مسيرة الإعلام أو تحريف مسارها باتت تقلق نتنياهو وتضع ائتلافه الفاشي على المحك وبات يخشى من نذر توسع رقعة الصراع وتدحرجها لتشمل محور بأكمله وهذا ما تخشاه أمريكا وتخشى على مصالحها في المنطقة وتسعى عبر الوسطاء للتوصل إلى اتفاق للتهدئة قبل موعد مسيرة ألإعلام

ويذكر أن نتنياهو قرر تغيير مسار المسيرة الاستفزازية، في أيار/مايو العام 2021، بحيث تمرّ من باب الخليل وليس من باب العامود في طريقها إلى باحة حائط البراق.

وأوقفت الشرطة المسيرة حينذاك في أعقاب إطلاق قذائف صاروخية من قطاع غزة باتجاه منطقة القدس، احتجاجا على اعتداءات الشرطة على المصلين في المسجد الأقصى ومحيطه والتنكيل بهم. وتبع ذلك عدوان إسرائيلي على قطاع غزة استمر قرابة عشرة أيام.

ويُعدّ يوم "توحيد القدس" "عيدا وطنيا" لإحياء ذكرى استكمال سيطرة الكيان الصهيوني على مدينة القدس، واحتلال الجزء الشرقي منها، وعلى وجه الخصوص البلدة القديمة، وذلك خلال حرب يونيو/حزيران عام 1967.

وتعد "مسيرة رقصة الأعلام" الاحتفالية الأبرز في هذا اليوم، وتنطلق سنويا من مكان التجمع المتفق عليه غربي القدس بعد تجمع المشاركين الذين قد يبلغ عددهم نحو 30 ألف مشارك، وتمر من بابين من أبواب البلدة القديمة هما باب الخليل والجديد، ثم تصل إلى باب العامود، حيث تواجه المسيرة باحتجاجات فلسطينية رغم كل الحواجز التي تنصبها الشرطة في محيطه.

جماعات الهيكل والمنظمات المتطرفة وكعادتها تصعد من تصريحاتها العدوانية تجاه المسجد الأقصى، وتحشد مزيدا من المؤيدين للمشاركة في تنفيذ اقتحامات بأعداد كبيرة للمسجد الأقصى يتم خلالها رفع العلم الإسرائيلي وغناء النشيد القومي وأداء الصلوات الجماعية العلنية ثم المشاركة في مسيرة الأعلام عصرا.

ومن أكثر الدعوات تطرفا تصدر عن زعيم منظمة "لاهافا" المتطرفة بنتسي غوبشتاين الذي يدعو لاعتبار اقتحام الأقصى بمناسبة "توحيد القدس" هو يوم البدء بهدم قبة الصخرة المشرفة، ويرفق دعوته هذه بتصميم يضم جرافة تنهش قبة المصلى الذهبية.

ويأتي الاحتفال بيوم "توحيد القدس" هذا العام في ظل تصاعد العدوان على غزه والخشية من تداعيات العدوان وتتدحرج كرة الثلج بحيث يخشى من تداعيات هذا العدوان لحرب مفتوحه لتعيد خلط الاوراق

ان ما يجري في القدس يمكن وصفه بصراع الإرادات حيث يتصدى الفلسطينيون بقوه وبسالة منقطعة النظير لمناهضة تهويد القدس والصراع على السيادة عنصر أساس الصراع والأعلام أحد أهم رموز السيادة.

وكلما اقترب العلم الفلسطيني من المسجد الأقصى ومحيطه ومن مداخل البلدة القديمة يشعر الاحتلال بأنه فقد سيادته الوهمية على المدينة. وفي حال شعر أن الانفجار سيكون حتميا وكبيرا إذا مرّت مسيرة الأعلام من باب العامود والحي الإسلامي فإنه سيتراجع وحتما أن العدوان على غزه وتداعياته ستجبر حكومة نتني اهو لاعادة النظر والتفكير في مسيرة الاعلام وأحد شروط المقاومه للتهدئه وقف مسيرة الاعلام

إن مسيرة الاعلام هذا العام تأتي في توقيت مشحون جدا فلسطينيا وإسرائيليا واحتقان بفعل الاجتياح الاسرائيليه للضفة الغربية في ظل استباحة الدم الفلسطيني وتصاعد وتيرة العدوان على غزه ، اليمين الفاشي في ائتلاف حكومة نتنياهو يريد إثبات نفسه بطريقة مختلفة و السيناريوهات الأكثر قتامه تتمثل في أن "المتطرفين وضعوا سيناريو خياليا يتوقعون أن يتحقق يوما خلال مسيرة الأعلام وهو أن المشاركين سيندفعون بشكل جماعي عند أحد أبواب الأقصى ويقتحمونه بعد فقدان الشرطة السيطرة عليهم، وهناك ستنشب حربا دينية دامية سيتدخل بها قائد أركان الجيش".

و"لاهافا" وتعني بالعربية اللهب تعد -وفقا لما نشره المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار"- إحدى أبرز المنظمات الصهيونية اليمينية المتطرفة التي تعمل وفقا لأجندات استيطانية قومية عنصرية ضد العرب.

وقد أسس المنظمة المتطرّف بنتسي غوفشتاين عام 1999 بهدف منع ظاهرة "زواج الفتيات اليهوديات من غير اليهود" ومحاربتها بشتى الطرق والوسائل، إلى جانب "محاربة انصهار اليهود في الديار المقدّسة"، وتعد إحدى أهم المنظمات اليمينية العنصرية التي تتبنّى خطاب الكراهية ضد العرب في المناطق المختلفة وبالتحديد في مدينة القدس.

رغم سخونة الأوضاع الأمنية التي تنذر بخطر اندلاع حرب مفتوحة ومواجهة على مختلف الجبهات، إلا أن "نتنياهو " وهو رئيس لحكومة اليمين المتطرفه وتضم حكومته احزاب متطرفه من اليمين الفاشي للمستوطنين يخطط لتقديم إنجاز لجمهوره الإسرائيلي؛ في محاوله للحفاظ على ائتلافه وإرضاء المستوطنين ومواجهة المعارضين للإصلاح القضائي وهو يجنح للتطرف لكبح جماح المعارضين للإصلاح القضائي وتشهد الضفة ألغربيه تصعيد غير مسبوق وعدوان على غزه ، و رغم محاولات وجهود أطراف عربيه ودوليه للتهدئة الا أنها ما زالت بانتظار تحققها علما أنه قد تم التوصل الى اتفاقات للتهدئه في قمة العقبه وشرم الشيخ وضربت حكومة نتنياهو بهذه الاتفاقات بعرض الحائط ، ووفق ما يراه مراقبون وعلى ضوء تداعيات العدوان على غزه وتآكل قوة الردع الاسرائيليه وهنا تبرز المعادلة الأهم هل تصمد حكومة نتنياهو أمام تداعيات العدوان على غزه و انفجار الوضع على مختلف الساحات اذا أصر نتنياهو على استمرار العدوان على غزه والإمعان في تمرير مسيرة الأعلام خاصة وقد شهدنا في شهر رمضان تصعيد غير مسبوق في توحيد الساحات وإطلاق صواريخ من جنوب لبنان

والسؤال ما هي تداعيات مسيرة الأعلام لهذا العام وخاصة تداعياتها الامنيه على إسرائيل في حال تمادى المتطرفين في مخطط استباحة المسجد الأقصى واستمرار العدوان على غزه واقتحامات الضفة الغربية في ظل استباحة الدم الفلسطيني وقد باتت إسرائيل تفقد من هيبتها وقوتها وقوة ردعها أمام صراع الإرادات حيث ينجح الفلسطينيون يوميا من نزع الشرعية عن الاحتلال الصهيوني للقدس وفلسطين

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى