المحامي علي ابوحبله - انتخابات جامعة النجاح الوطنية عرس ديمقراطي وتتطلب تصويب أوضاع حركة فتح

انتخابات جامعة النجاح الوطنية هي عرس ديمقراطي فلسطيني بكل ما تحمله ألكلمه من معنى والشكر في إنجاح هذا العرس الديمقراطي يعود إلى مجلس أمناء جامعة النجاح وإدارة ألجامعه ، ولا احد ينكر ذلك أو يزايد على ذلك بغض النظر عن الفائز ، من المفروض عقب كل انتخابات إجراء دراسات مستفيضة وتقييم للنتائج لأخذ الدروس والعبر من كافة القوى والأحزاب المشاركة في الانتخابات أي كانت موقعها وطبيعتها ، على القوى والفصائل أن تبحث وتقيم أسباب الفوز أو أسباب الخسران ، وفي الدول المتقدمة هذا التقييم مهم لدراسة أسباب ومسببات تراجع هذا الفصيل أو الحزب وفوز ذاك وإخفاق تلك .وإذا كان لا بد من حساب لنتائج الربح والخسارة لانتخابات جامعة النجاح الوطنية التي كان يراهن عليها البعض للبحث عن أسباب ومسببات الخسارة والربح لأخذ العبر وفق الدراسات التي من المفترض تقييمها عقب كل انتخابات ، الذي يعتبرها البعض انعكاس للرأي العام الفلسطيني وهي مقياس بلا شك للقوه في ميزان الربح والخسارة خاصة وان جامعة النجاح وبير زيت المقرر اجراء الانتخابات فيها الاسبوع القادم وتحوي في جنباتها مختلف القوى السياسية والوطنية التي تمثل الطيف السياسي الفلسطيني ، ويعد طلبة كلا من جامعة النجاح وبير زيت احد أهم القلاع الفكرية الداعمة لصناعة القرار السياسي الفلسطيني ، وتكمن أهميه الانتخابات لمجالس ألطلبه على مر السنين بأنها المؤشر الرئيسي لحقيقة التوجهات الفكرية والوطنية الفلسطينية .


نتائج انتخابات مجالس ألطلبه يجب أن تكون موضع تحليل من قبل كل الفر قاء لدراسة أسباب ومسببات الإخفاق والفشل والنجاح بالنسبة لجميع القول والكتل ، ولا بد من أن نخضع نتائج انتخابات جامعة النجاح الوطنية للتحليل الموضوعي والتقييم في الأداء حيث تمكنت حماس من النجاح وبنسبة فارق لا يذكر علما أن هناك 500 ورقه بيضاء وعشرين أو أكثر فيها أخطاء وهذه الاوراق البيضاء يفترض أن تكون لصالح حركة فتح لكن هذه الأوراق تحمل دلائل للتعبير عن الاحتجاج أو الامتعاض التي يفترض أخذها بعين الاعتبار ويفترض الشروع الأخذ بسبب هذا الشروع وادلاء بورقه بيضاء

وهنا لا بد وان تبرز عدة تساؤلات حول سبب إخفاق حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية والتي في مقدمتها وأولويتها أن حركة فتح تعصف فيها خلافات نتيجة مصالح انيه وفردية بعيده عن الصالح العام والرؤى التي تهم القاعدة الشعبية وخاصة الشباب الفلسطيني الذي يعاني من نتائج الوضع الفلسطيني السياسي والاقتصادي وتثقل على كاهل الشباب الفلسطيني ، إن الأداء الفتحاوي بعد نتائج الانتخابات لا بد وان يخضع إلى التقييم وجلد الذات والشروع بعملية الاصلاح والترميم ووضع خطة عملية لاستنهاض حركة فتح

لقد ثبت أن الساحة الفلسطينية تحوي قوتين رئيسيتين وربما ثلاث قوى على أكثر تقدير أو يزيد إن باقي الفصائل الوطنية المنضوية تحت إطار منظمة التحرير الفلسطينية للأسف ليس إلا عدد لأنها لم يعد بمقدورها استيعاب الشارع الفلسطيني وان عملية الاستقطاب تكاد تكون معدومة من قبل هذه الفصائل لانعدام برنامج سياسي واقتصادي واجتماعي وطني واستقلالي يكون بمقدوره أن يستحوذ الاهتمام للشارع الفلسطيني
إن خسران حركة فتح في هذه الانتخابات يدلل حقيقة أن هناك خلل ولا بد لحركة فتح من تجاوز الخلل ،
إن هذه الانتخابات انعكاس حقيقي لمقياس الرأي العام الفلسطيني وان معظم قياسات الرأي العام تفتقد للمصداقية مما يتطلب فعلا على عدم الاعتماد على قياسات الرأي والتي هي غالبا لا تبني تحليلاتها على منهج علمي صحيح لقياسات الرأي العام الفلسطيني

بوجهة نظري المتواضعة أن على أصحاب الرأي والفكر دراسة الأسباب التي تكمن بخسران فتح في جامعة النجاح الوطنية ويخشى من تكرار الفشل في جامعة بير زيت و تعد الجامعتان من قلاع الفكر والتوجهات لكافة القوى السياسية والفكرية .

ويبقى السؤال الأهم والأبرز هل للسياسة الفت حاويه وسياسة الحكومة وإخفاقها وأدائها انعكاس لهذا الفشل الأمر الذي لا يمكن فصله عن أسباب تكرار الخسارة لفتح في جامعة بير زيت لسنوات سابقه ، هناك مجموعه من الاسئله يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار لدى صانع القرار وللمرجعيات التي تهتم بالشأن الفت حاوي ولا بد مرة أخرى للشروع بتشكيل لجنة من ذوي الخبرة والاختصاص والكفاءة من أصحاب الفكر البعيد عن أصحاب الأجندات توكل لها مهمة استقصاء واستدلال الحقائق لأسباب خسارة فتح بانتخابات مجلس جامعة النجاح وان يكون لقرارات اللجنة ونتائج ما تتوصل إليه من قرارات وتوصيات باتخاذ القرارات التي يجب أن تقود لتصويب بوصلة حركة فتح وان ترقى لمستوى الحدث ، لا يمكن تجاهل نتائج انتخابات جامعة النجاح وما حدث في جامعة النجاح سيترك انعكاسه الخطير على مجمل تطورات الأوضاع ولا بد من المسارعة في اتخاذ الإجراءات والقرارات التي يجب أن ترقى لمستوى الإخفاق والفشل ولا بد من البدء بمسيرة الإصلاح قبل فوات الأوان وإلا فان الخسارة ستكون اكبر من نتائج جامعة النجاح لأنها ستكون خسارة للمشروع الوطني وخسارة لفتح التي كانت وما زالت ديمومة النضال الفلسطيني ، فتح بعمالقتها ورجالها العظام لا بد وان تعود حركة فتح كما عهدها الجميع وان تعيد ترتيب الصفوف ويعاد لكل الأشراف والأحرار لفتح مكانتهم لتعود أللحمه للحركة الفتحاويه واستعادة النهوض باستعادة البناء وإعادة التنظيم برجال الفكر والقادة الذي بمقدورهم دعم ومساندة و صناعة النصر ورفع لواء التحرير والتحرر من الاحتلال الإسرائيلي

نعم فتح بحاجه لتصويب أوضاعها ودراسة انعكاسات سياسة الحكومه على الشارع الفلسطيني وإعادة النظر في البرنامج السياسي لحركة فتح ومن تعاطيها التفاوضي مع الاحتلال الإسرائيلي وهذه مسببات رئيسيه تهم الشارع الفلسطيني
إن عدم قيام حركة فتح وهي في سلم الحكم لغاية الآن من الالتزام بتوصيات المجلس المركزي تجاه التفكير جديا باللجوء للخيارات المطروحة والمعلن عنها بالتحلل من الالتزامات والاتفاقات المعقودة مع حكومة الاحتلال للرفض الإسرائيلي للتعاطي مع المبادرة الفلسطينية له انعكاساته وتأثيره على كافة المستويات الفلسطينية ولا ننسى كذلك أن التطبيع مع إسرائيل هو بحد ذاته ضد توجهات الشارع الفلسطيني وان السياسات ألاقتصاديه الخاطئة وفقدان السلطة لبرنامج وطني جامع هو خطأ استراتيجي ، إن تراكم الأخطاء في جسم حركة فتح وتحكم الفئوية له انعكاس على تماسك جسم الحركة وان ما تحتاج إليه فتح اليوم هو إعادة بناء البيت الفتحاوي على أسس تتضمن للحركة تماسكها وتقدمها وما لم تبادر إلى ذلك فهناك خسران محقق في مواقع أخرى
ومع هذا الخسران حتى وان حاول البعض إيجاد مبررات بان فتح حققت تقدم باكتسابها لمقعد او مقعدين فان هذه التبريرات غير مقنعه على الأقل للشارع الفلسطيني
إن شعبنا الفلسطيني بكافة شرائحه اثبت للقاصي والداني عن إيمانه بالديموقراطيه وتعاطيه مع نتائج الانتخابات وهذا دليل على أن حماس وفتح فيما لو اتفقا وقبل بالآخر هم سفينة إنقاذ للوضع الفلسطيني المتردي بفعل سياسة الاحتلال والاستيطان والتهويد والاعتقالات ورفض سلطات الاحتلال للتعاطي مع أية مبادرات تقود لتحقيق السلام
وهنا تكمن المعضلة التي يجب أن تقودنا أن نتائج انتخابات جامعة النجاح وتداعيات ذلك ، يجب أن تقود الجميع إلى إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية ، والمبادرة لتشكيل حكومة وحده وطنيه تقودنا إلى توحيد الوطن الفلسطيني ليكون بمقدور فتح وحماس من تجاوز ما يعترض القضية الفلسطينية ويتهددها من مخاطر تتهدد تصفيتها
فهل انتخابات جامعة النجاح تعلق جرس الإنذار وتقود فتح وحماس لإنقاذ المسيرة الفلسطينية

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى