سُلطت الأضواء الإقليمية والدولية على القمة الـ32 لزعماء دول الجامعة العربية التي انطلقت ظهر الجمعة الواقع في 19/5/2023 واستمرت لما يقارب الساعتين وهي أقصر قمة في تاريخ القمم العربية .
ظهور الرئيس الأوكراني زلينسكي كان بمثابة مفاجأة للعديد من الرؤساء العرب المشاركين في القمة العربية وأن في دعوة الرئيس الأوكراني لحضور القمة العربية وإلقاء خطاب في القمة العربية شكل صدمه لعدد من الرؤساء العرب والشارع العربي ، ومن جهة أخرى اعتبر حضور زلينسكي خروج عن تقاليد الجامعة العربية في هذا الشأن، فدعوة الضيوف لا تتم إلا بالتشاور بين أعضاء ألجامعه العربية وبالتوافق حول هذا الموضوع مع كافة الأعضاء تسبقه مناقشة مستفيضة حتى لا يبنى على الأمر مقتضاه مع إبلاغ أمانة ألجامعه بشكل مسبق ، وهو أمر يتضح بشكل واضح وجلي أن العديد من الدول العربية لم يجر استشارتها وكان حضور زيلن سكي بمثابة مفاجأة بحيث باتت مخرجات القمة برتوكوليه واقتصرت على خطاب لا يتعدى خمس دقائق لكل من القادة واعتماد القرارات التي صدرت عن مؤتمر جده كمخرجات للقمه العربية .
ومن الناحية الأخرى فان تحفظ الجزائر من حضور الرئيس الأوكراني وإلقاء خطاب في القمة العربية له ما يبرره قانونيا وفق الأنظمة والقوانين المعمول بها وضرورة احترام البرتوكولات فان الجزائر هي رئيسة القمة إلى حين إعلان رئيسها أو من يمثلها عن نقل الرئاسة في اجتماع رسمي للوفود وللأمانة العامة للدولة الموكل لها تولي الرئاسة، وتظهر ردود وسائل الإعلام الجزائري أن الدولة الجزائرية لم يجر إبلاغها أو التشاور معها حول هذه النقطة، وهو ما يشكل خروجا على قواعد اللياقة الدبلوماسية وبروتوكولات القمم العربية.
ورغم أن الحضور الأمريكي في المنطقة لا يحظى بالثقة وأن الثقة بالشريك الأمريكي في المنطقة تساوي صفراً، واستتباعاً بحليفتهم إسرائيل. إلّا أن ذلك لم تترجمه مخرجات وقرارات قمة جده التي لم ترقى قراراتها لمستوى التحديات ؟؟ وهي استنساخ للقمم العربية السابقة لجهة مركزية القضية الفلسطينية والمبادرة العربية للسلام دون أن ترقى قرارات القمة العربية لمستوى التحديات الاسرائيليه التي جسدها العدوان على غزه ، ومسيرة الأعلام وتداعياتها شكلت تحدي للقمة العربية .
لم تتضمن مخرجات القمة العربية ما يشير إلى موضوع التطبيع مع الكيان الصهيوني ودون أي اشاره لفرملة التطبيع أو تجميد للعلاقات مع إسرائيل إن استمرت في نهج سياستها العدوانية واستباحتها للدم الفلسطيني ودون أي اشاره لأي مواقف رادعه بخصوص تهويد القدس والتقسيم ألزماني والمكاني للمسجد الأقصى وبوضوح أكثر لم نلمس بمخرجات وقرارات وتوصيات القمة العربية في جده لغة متقدّمة في ما يتعلّق بالصراع مع الكيان الصهيوني
فالذي لم يفعله العرب لفلسطين طوال أكثر من خمسة و سبعين عاماً وذكرى نكبتها ترافقت مع انعقاد القمة العربية لن يفلحوا في القيام به اليوم. ومع هذا، فإن عمليات التقارب الحاصلة في المنطقة تفترض حكماً، تخفيف اللهجة التي كانت تُعتمد في القمم السابقة حيال " محور إيران " ، بدوله وفصائله. ويوحي القرار السعودي الحازم والسريع بعودة سوريا إلى " الجامعة العربية " ودعوة الرئيس الأسد إلى حضور القمة، وكأن ولي العهد السعودي محمد ابن سلمان يريد استخدام القمة العربية ورقة ضغط على الأمريكان لما يحقق له ترسيخ مكانته كزعيم عربي تتصدر قيادته للمنطقة وإقرار أمريكا بذلك ، إضافة إلى علاقاته بالصين وروسيا. فهذه العودة السورية تقدّم ما يُسمّى " جناح الصقور" بين الدول العربية، ولكنها في الوقت نفسه تكرّس زعامة سعودية ما على المستوى العربي، يُتوقّع أن يَجري تظهيرها أكثر في الفترة المقبلة باستخدام إمكانات المملكة، في ظلّ غياب مصر وتراجع دور سوريا بفعل الأزمة الممتدّة فيها. وإذ فاجأ قرار إعادة دمشق إلى مقعدها المعارضين للنظام السوري الذين أُسقط في يدهم، فقد سارع هؤلاء إلى ابتداع أدبيات جديدة تنسجم مع التوجّه السعودي الجديد، وقد لا يطول بهم الوقت حتى يتحوّل هجاؤهم للنظام السوري إلى مديح.
ومما يدلل على ذلك وتعويض خسارة واشنطن بدعوة وحضور الرئيس الأسد للقمة العربية ، سعت الرياض بدعوة الرئيس الأوكراني زيلن سكي لحضور القمة وإلقاء خطاب فيها وقد سلب زيلينسكي الأضواء بحضوره الذي كان الرئيس السوري بشار الاسد قد وصفه بـ" المهرّج" ، دعوته لحضور القمّة بصفة مراقب. وحتى إذا استفزّت تلك الدعوة حليفها النفطي الروسي، فإن السعودية قادرة على امتصاص الأمر، ما دامت المشاركة شكلية أو حتى فولكلورية بوجهة نظر السعودية .
القمة العربية أل 32 ، قد تكون هذه أوّل قمّة عربية غير مملّة منذ زمن طويل. وإذا كانت قمم كثيرة سابقة قد شهدت استعراضات ، تميّزت بمناكفات ومؤامرات بين القادة العرب، فإن القمّة الحالية تجمع هذا النوع من الاستعراض والمناكفات، في ظل تغيّر كبير في تموضع كثير من الدول العربية على خلفية العلاقات المتقلّبة مع الأميركيين والغرب. وهو تغيّر يرتكز على حقائق استراتيجية جديدة تعكس ليس فقط تبدّلاً في طبيعة العلاقات السياسية والعسكرية والأمنية، وإنّما كذلك الاقتصادية، أملتها تغيرات في التحالفات الاقليميه والدولية في ظل تغير في التحالفات الاقليميه والدولية و موازين القوى الدولية فرضتها تداعيات الحرب الروسية الاوكرانيه
اللافت غياب الرئيس الإماراتي، محمد بن زايد، الذي كرّس الخلاف الكبير مع وليّ العهد السعودي، محمد بن سلمان، ولا سيما أن الحجّة الإماراتية التي سيقت لهذا الغياب، وهي أنه يقوم بجولة أوروبية، بدت غير مقنعة للكثيرين. والملفّات الخلافية بين الرجلين تقع في أساس الاستدارة التي قام بها ولي العهد السعودي محمد ابن سلمان الذي يسعى للخروج من الخلافات الاقليميه وتوجها بالاتفاق السعودي الإيراني بالرعاية الصينية التي طبعت مرحلة التحالف بينهما، وكذلك، فإن بعض القادة، مثل أمير قطر، تميم بن حمد، لم يكونوا سعداء بتصدّر محمد ابن سلمان القمّة، ولا بمشاركة الأسد، وإن تجاوزوا حساسيتهم تجاه الأخير نتيجة أدوارهم في الحرب السورية، وحضروا. أمّا غياب سلطان عُمان، هيثم بن طارق، وملك المغرب، محمد السادس، فهي طبيعية في القمم العربية التي لم يكتمل عقد الزعماء فيها يوماً.
ومع بعض الانتقادات والتحفظات للبعض يرى البعض الآخر أن قمة جدة، بما أفرزته من معطيات جديدة يمكن البناء عليها ،وهي فرصة مواتيه وواعده للنهوض الجماعي للدول العربية، لو توفرت النيات المتبوعة بالا راده في ظل توفر الآليات المطلوبة . حتى لو كانت النوايا موجودة لتحسين العلاقات السياسية والاقتصادية بين الدول العربية، أو بين العديد منها، إلّا أن الوصول إليها يتطلّب حزم وأراده سيادية لتحقيق ذلك ، ورغم التفاؤل إلا أن هذا التفاؤل لا يلغي حقيقة وواقع ما تعايشه العديد من البلدان العربية من صراعات وساحاتها العربية ستظلّ نهباً للأجانب، يوسّعون نفوذهم على حسابها، ويصفّون حساباتهم فيها. فها هي حرب السودان ومعارك ليبيا المستمرّة والأزمة الاقتصادية في مصر، والمشكلات المتنوّعة للبنان وما يعانيه الشعب الفلسطيني من الاحتلال والانقسام وغيرها، تشهد على القدرة المحدودة للعرب على الفعل تجاه مجمل الازمات التي يعاني منه الواقع العربي
.
ظهور الرئيس الأوكراني زلينسكي كان بمثابة مفاجأة للعديد من الرؤساء العرب المشاركين في القمة العربية وأن في دعوة الرئيس الأوكراني لحضور القمة العربية وإلقاء خطاب في القمة العربية شكل صدمه لعدد من الرؤساء العرب والشارع العربي ، ومن جهة أخرى اعتبر حضور زلينسكي خروج عن تقاليد الجامعة العربية في هذا الشأن، فدعوة الضيوف لا تتم إلا بالتشاور بين أعضاء ألجامعه العربية وبالتوافق حول هذا الموضوع مع كافة الأعضاء تسبقه مناقشة مستفيضة حتى لا يبنى على الأمر مقتضاه مع إبلاغ أمانة ألجامعه بشكل مسبق ، وهو أمر يتضح بشكل واضح وجلي أن العديد من الدول العربية لم يجر استشارتها وكان حضور زيلن سكي بمثابة مفاجأة بحيث باتت مخرجات القمة برتوكوليه واقتصرت على خطاب لا يتعدى خمس دقائق لكل من القادة واعتماد القرارات التي صدرت عن مؤتمر جده كمخرجات للقمه العربية .
ومن الناحية الأخرى فان تحفظ الجزائر من حضور الرئيس الأوكراني وإلقاء خطاب في القمة العربية له ما يبرره قانونيا وفق الأنظمة والقوانين المعمول بها وضرورة احترام البرتوكولات فان الجزائر هي رئيسة القمة إلى حين إعلان رئيسها أو من يمثلها عن نقل الرئاسة في اجتماع رسمي للوفود وللأمانة العامة للدولة الموكل لها تولي الرئاسة، وتظهر ردود وسائل الإعلام الجزائري أن الدولة الجزائرية لم يجر إبلاغها أو التشاور معها حول هذه النقطة، وهو ما يشكل خروجا على قواعد اللياقة الدبلوماسية وبروتوكولات القمم العربية.
ورغم أن الحضور الأمريكي في المنطقة لا يحظى بالثقة وأن الثقة بالشريك الأمريكي في المنطقة تساوي صفراً، واستتباعاً بحليفتهم إسرائيل. إلّا أن ذلك لم تترجمه مخرجات وقرارات قمة جده التي لم ترقى قراراتها لمستوى التحديات ؟؟ وهي استنساخ للقمم العربية السابقة لجهة مركزية القضية الفلسطينية والمبادرة العربية للسلام دون أن ترقى قرارات القمة العربية لمستوى التحديات الاسرائيليه التي جسدها العدوان على غزه ، ومسيرة الأعلام وتداعياتها شكلت تحدي للقمة العربية .
لم تتضمن مخرجات القمة العربية ما يشير إلى موضوع التطبيع مع الكيان الصهيوني ودون أي اشاره لفرملة التطبيع أو تجميد للعلاقات مع إسرائيل إن استمرت في نهج سياستها العدوانية واستباحتها للدم الفلسطيني ودون أي اشاره لأي مواقف رادعه بخصوص تهويد القدس والتقسيم ألزماني والمكاني للمسجد الأقصى وبوضوح أكثر لم نلمس بمخرجات وقرارات وتوصيات القمة العربية في جده لغة متقدّمة في ما يتعلّق بالصراع مع الكيان الصهيوني
فالذي لم يفعله العرب لفلسطين طوال أكثر من خمسة و سبعين عاماً وذكرى نكبتها ترافقت مع انعقاد القمة العربية لن يفلحوا في القيام به اليوم. ومع هذا، فإن عمليات التقارب الحاصلة في المنطقة تفترض حكماً، تخفيف اللهجة التي كانت تُعتمد في القمم السابقة حيال " محور إيران " ، بدوله وفصائله. ويوحي القرار السعودي الحازم والسريع بعودة سوريا إلى " الجامعة العربية " ودعوة الرئيس الأسد إلى حضور القمة، وكأن ولي العهد السعودي محمد ابن سلمان يريد استخدام القمة العربية ورقة ضغط على الأمريكان لما يحقق له ترسيخ مكانته كزعيم عربي تتصدر قيادته للمنطقة وإقرار أمريكا بذلك ، إضافة إلى علاقاته بالصين وروسيا. فهذه العودة السورية تقدّم ما يُسمّى " جناح الصقور" بين الدول العربية، ولكنها في الوقت نفسه تكرّس زعامة سعودية ما على المستوى العربي، يُتوقّع أن يَجري تظهيرها أكثر في الفترة المقبلة باستخدام إمكانات المملكة، في ظلّ غياب مصر وتراجع دور سوريا بفعل الأزمة الممتدّة فيها. وإذ فاجأ قرار إعادة دمشق إلى مقعدها المعارضين للنظام السوري الذين أُسقط في يدهم، فقد سارع هؤلاء إلى ابتداع أدبيات جديدة تنسجم مع التوجّه السعودي الجديد، وقد لا يطول بهم الوقت حتى يتحوّل هجاؤهم للنظام السوري إلى مديح.
ومما يدلل على ذلك وتعويض خسارة واشنطن بدعوة وحضور الرئيس الأسد للقمة العربية ، سعت الرياض بدعوة الرئيس الأوكراني زيلن سكي لحضور القمة وإلقاء خطاب فيها وقد سلب زيلينسكي الأضواء بحضوره الذي كان الرئيس السوري بشار الاسد قد وصفه بـ" المهرّج" ، دعوته لحضور القمّة بصفة مراقب. وحتى إذا استفزّت تلك الدعوة حليفها النفطي الروسي، فإن السعودية قادرة على امتصاص الأمر، ما دامت المشاركة شكلية أو حتى فولكلورية بوجهة نظر السعودية .
القمة العربية أل 32 ، قد تكون هذه أوّل قمّة عربية غير مملّة منذ زمن طويل. وإذا كانت قمم كثيرة سابقة قد شهدت استعراضات ، تميّزت بمناكفات ومؤامرات بين القادة العرب، فإن القمّة الحالية تجمع هذا النوع من الاستعراض والمناكفات، في ظل تغيّر كبير في تموضع كثير من الدول العربية على خلفية العلاقات المتقلّبة مع الأميركيين والغرب. وهو تغيّر يرتكز على حقائق استراتيجية جديدة تعكس ليس فقط تبدّلاً في طبيعة العلاقات السياسية والعسكرية والأمنية، وإنّما كذلك الاقتصادية، أملتها تغيرات في التحالفات الاقليميه والدولية في ظل تغير في التحالفات الاقليميه والدولية و موازين القوى الدولية فرضتها تداعيات الحرب الروسية الاوكرانيه
اللافت غياب الرئيس الإماراتي، محمد بن زايد، الذي كرّس الخلاف الكبير مع وليّ العهد السعودي، محمد بن سلمان، ولا سيما أن الحجّة الإماراتية التي سيقت لهذا الغياب، وهي أنه يقوم بجولة أوروبية، بدت غير مقنعة للكثيرين. والملفّات الخلافية بين الرجلين تقع في أساس الاستدارة التي قام بها ولي العهد السعودي محمد ابن سلمان الذي يسعى للخروج من الخلافات الاقليميه وتوجها بالاتفاق السعودي الإيراني بالرعاية الصينية التي طبعت مرحلة التحالف بينهما، وكذلك، فإن بعض القادة، مثل أمير قطر، تميم بن حمد، لم يكونوا سعداء بتصدّر محمد ابن سلمان القمّة، ولا بمشاركة الأسد، وإن تجاوزوا حساسيتهم تجاه الأخير نتيجة أدوارهم في الحرب السورية، وحضروا. أمّا غياب سلطان عُمان، هيثم بن طارق، وملك المغرب، محمد السادس، فهي طبيعية في القمم العربية التي لم يكتمل عقد الزعماء فيها يوماً.
ومع بعض الانتقادات والتحفظات للبعض يرى البعض الآخر أن قمة جدة، بما أفرزته من معطيات جديدة يمكن البناء عليها ،وهي فرصة مواتيه وواعده للنهوض الجماعي للدول العربية، لو توفرت النيات المتبوعة بالا راده في ظل توفر الآليات المطلوبة . حتى لو كانت النوايا موجودة لتحسين العلاقات السياسية والاقتصادية بين الدول العربية، أو بين العديد منها، إلّا أن الوصول إليها يتطلّب حزم وأراده سيادية لتحقيق ذلك ، ورغم التفاؤل إلا أن هذا التفاؤل لا يلغي حقيقة وواقع ما تعايشه العديد من البلدان العربية من صراعات وساحاتها العربية ستظلّ نهباً للأجانب، يوسّعون نفوذهم على حسابها، ويصفّون حساباتهم فيها. فها هي حرب السودان ومعارك ليبيا المستمرّة والأزمة الاقتصادية في مصر، والمشكلات المتنوّعة للبنان وما يعانيه الشعب الفلسطيني من الاحتلال والانقسام وغيرها، تشهد على القدرة المحدودة للعرب على الفعل تجاه مجمل الازمات التي يعاني منه الواقع العربي
.