موسى الأبرش - نقطة..

كلّ تسلّم كتابه بيمينه، باستثنائي؛ ارتفعت لديّ جاهزية الخوف؛ وكأنّي سأُساق إلى غوانتنامو. غربلت ذاكرتي. لعلّ أحدهم كاد لي كيداً. تضاءل جسدي. رحت أضع فرضياتٍ ماذا.. ماذا لو. ما التهمة التي سيلصقونها بي. كيف سيكون استقبالى يالها من محنة وهل للنفق نهاية. كل السراديب تؤدي إلى ظلام سرمدي تصفحت دفاتري القديمة. لم أعثر على شائبة تعكر مزاج كرامة الوطن. أنا المسالم لم يسبق لي أن تخلفت عن اي استحقاق ديمقراطي، وكم كانت كفاي تلتهبان بالتصفيق، وقدماي تتورمان بعد كل مشهد دبكة. أزن وأهندس عباراتي قبل الخوض بها. لم أذكر يوماً أنني استخدمت قلماً. بدمي كنت اتفنن برسم كلمة نعم. فلولا التشهد لكانت لائي نعم آه كثيرون قبلي ابتلعهم الحاجز ومضوا خلف الشمس. أقدام مسلحين اثنين تدك أرض السيارة أحدهما صوب نحوي فوّهة بندقية والأخر اقتادني ويداي متشابكة فوق رأسي في غرفة التحقيق افترشت الأرض. الضابط بسؤاله الفظ أأنت عايد. تلفتُّ يمنة ويسرة. هيه أصابك الطرش. أجب عفواً سيدي أنا عابد. سلّط إضاءة مبهرة. حملق ملياً. حكّ بإظفره. استقام اللفظ. اممم. عابد. واضح أن ذبابة مكتبي فعلت فعلتها

موسى الابرش/سوريا




نقطة - موسى الأبرش - النص الحائز على المرتبة الخامسة في مسابقة الأقصوصة دورة ثانية الهراديبية

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى