هشام حربي - قد كبلتنى رؤيتي..

حينما أدركتُ أن زجاجة الغيب التي كانت حجاباً لم تزل تصفو ، وأبصر خلفها طرقاً ، وأن ملامحى قد غيرتها هذه الخطوات ، صرتُ مُراوحاً ، ستقول أنت مراوحٌ منذ انطلقنا ، لم تزل عند البداية ، لم تُقدم خطوةً ، مازلتَ تقرأ ، ربما سأقول مثلك لو رجعتُ ، فلا تقل هذا فمثلى حين يقرأ لا يراك ، وربما سنظل مختلفَين حول مُشاحة الأسماء ، أنت تعيدنى لسماكة الحُجبِ التي مازلتَ فيها ، رغم أنى قد رأيتُ، ورغم أنى لا ألومك أو أُشككُ في الذى تعنيه ، أنتَ مكبلٌ مثلى بصوتك بينما قد كبلتنى رؤيتى ، ستقول إنك صورتى ، وستعلن الطرق التي قد جمّعتنا في سؤال الغيم ، رغم نبالة المعنى سنسقط في اختلاف القصد ، أنت تريده مطراً ولكنى أفضّل أن أمرّ ، وليس يعنينى وقوفى أو رجوعك ، هل تُرى مازلتَ تعنى أننا حين افترقنا عند فيح الرمل كان مُرادنا أن نجمع الطير الذى فرّت أوائله ، وهل مازلتَ تقرأ ماتراه على الزجاج نهايةً للقصد ، تلمسُ ماءه ، وتقول لو أنى أرى خلف الزجاج إشارةً لعدوتُ ، ها إنى رأيتُ ولم تَزدنى رؤيتى إلا فرارا

.....................
هشام حربى

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...