حينما أدركتُ أن زجاجة الغيب التي كانت حجاباً لم تزل تصفو ، وأبصر خلفها طرقاً ، وأن ملامحى قد غيرتها هذه الخطوات ، صرتُ مُراوحاً ، ستقول أنت مراوحٌ منذ انطلقنا ، لم تزل عند البداية ، لم تُقدم خطوةً ، مازلتَ تقرأ ، ربما سأقول مثلك لو رجعتُ ، فلا تقل هذا فمثلى حين يقرأ لا يراك ، وربما سنظل مختلفَين حول مُشاحة الأسماء ، أنت تعيدنى لسماكة الحُجبِ التي مازلتَ فيها ، رغم أنى قد رأيتُ، ورغم أنى لا ألومك أو أُشككُ في الذى تعنيه ، أنتَ مكبلٌ مثلى بصوتك بينما قد كبلتنى رؤيتى ، ستقول إنك صورتى ، وستعلن الطرق التي قد جمّعتنا في سؤال الغيم ، رغم نبالة المعنى سنسقط في اختلاف القصد ، أنت تريده مطراً ولكنى أفضّل أن أمرّ ، وليس يعنينى وقوفى أو رجوعك ، هل تُرى مازلتَ تعنى أننا حين افترقنا عند فيح الرمل كان مُرادنا أن نجمع الطير الذى فرّت أوائله ، وهل مازلتَ تقرأ ماتراه على الزجاج نهايةً للقصد ، تلمسُ ماءه ، وتقول لو أنى أرى خلف الزجاج إشارةً لعدوتُ ، ها إنى رأيتُ ولم تَزدنى رؤيتى إلا فرارا
.....................
هشام حربى
.....................
هشام حربى