أوجاع الطفولة ( قصة قصيرة)

إلى كل يتيم أقاسمكم الجرح و الوجع
347395787_6376613605760277_7588680261462411342_n.jpg

تسمّرت أمام باب منزلها ، وقفت كالصّنم تنتظر عودة أبيها، أبوها الذي خرج و لم يعد، لا تدري أن الشرطة اعتقلته بأمر فوقي، و تم اقتياده إلى السجن، هو الآن سجين و قد قتله الشوق و الحنين إلى اسرته و طفلته ، هي لا تزال برعما ، كانت في تلك السنة صغيرة جدا لا تفقه الأشياء، و لذا لم تكن تشعر بالغياب
مرت السنين و كبرت الطفلة، رأت أترابها مع أبويهم إلا هي، سألت أمّها أين أبي؟ سكتت الأمّ و لم تبتُّ بكلمة، تنهدت و تمتمت بين شفتيها بكلمات تشبه الطلاسم ، ثم قالت لإبنتها سيعود في العيد القادم
بدأت الطفلة تعد الأيّام و الشهور، و هاهو العيد أقبل، خرجت الى الساحة و إذا بها تقف مذهولة، كل الأطفال يداعبون كبشهم ، فرحين مبتهجين إلا هي و راحت تتمتم
غدا العيد و أبي لم يعد ، أين هو؟ هل نسينا؟
لم تجد جوابا لأسئلتها
اسرعت تهرول نحو المنزل ، أمّي أمّي، غدا العيد و أبي لم يعد
أخبريني أين أبي؟ أين أبي؟
هل سيحضر لنا كبش العيد؟
هل سيحتفل معنا؟
أخفت الأمّ وجعها عن طفلتها
فجأة ترى أمها تبكي، قالت لها عندما تكبرين أخبرك، مازلت صغيرة يا صغيرتي، عيشي ربيع ايامك و لا تفكري في الغد، و راحت تداعب خصلات شعرها و تردد
نامي يا طفلتي نامي
دعك من كل الأوهام
الله يمنحك السلام
نامت الطفلة على أمل أن ترى اباها و لو في المنام، هكذا هي أوجاع الطفولة
علجية عيش
347395787_6376613605760277_7588680261462411342_n.jpg
  • Like
التفاعلات: هجيرة نسرين بن جدو

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى