* من لم يقرأ جوزيه حلو الشاعرة اللبنانية الفرانكوفونية عليه بذلك من نازع حشرية المعرفة وطموح الاستكشاف، إنها الشاعرة التي لم يعرفها الشعراء اللبنانيون الا لماماً، أو ربما لأن الأكثرية لا تقرأ الا لذاتها، هي الأنثى التي استطاعت أن تبوح كأنها الآتية من سلالات الشاعرات الجريئات الخارجات المتمردات على سطوة حضور الرجل أو الشاعر الشرقي على منبر الشعر، تستطيع أن تقول ما تشعرك به أنها الأنثى التي لها رغبات وأحاسيس صريحة تجاه الحب والجسد والروح ، لا كبت يردع ولا ما نصطنعه نحن الرجال قيداً على الشاعرة. مثقفة مرهفة، بيضاء الروح في صدق شغفها بالشعر الذي نستطيع أن نسميه شعراً أنثوياً بامتياز، للرجل شعره وللانثى ايضاً شعرها هكذا تستشف من قراءتها، لا تغمض شعرها الا بما يتحمل من إشارات ورموز تحيلك الى المعنى الجميل، يستطيع بعضهم أن يتعفف عن قراءتها لأنه اعتاد الذكورية في البوح والعشق والتغزل، لكنه لايستطيع ان يغرب عينيه الى ماشاء. هنا شعر جميل لذيذ، مثقف يجعل الكون في حضن الأنثى أرقى وأجمل وأرقّ، في بياض حضوره وحضور بياضه، ليس من معرفية ممالئة،لكنها ارتباط الارض بالأرض، والأنثى بالرجل والشاعرة بالشاعر والكلمة بالكلمة ، إنها غضروف داليات زحلة وشعرها.
الشاعر جوزيف دعبول
الشاعر جوزيف دعبول