في العاشرة صباحًا، وأنا أعمل بمكتبي، داخل المنزل، أمسكت المحمول أواصل دراسة مشروع يتعلق بعملي على الإنترنت، لفت نظري إعلان عن كتاب عنوانه بدا غريبا ومثيرا " أغارثا"، تجاهلته لكن العنوان ظل عالقًا في رأسي طوال اليوم، فإذا بي أعود لفتح الموقع الذي رأيت إعلان الكتاب عليه مساءً، فوجدت أنه لا يسمح بتنزيله، لذا قررت قراءة بعض الصفحات فيزول فضولي، تناولت الصفحة الأولى، وإذا بي في منتصف الكتاب، كانت السردية فيه ماتعة لا بل خلابة مدنا في سبع أرضين، عوالم فيها لم أسمع لها قبل مخلوقات وبشرًا لا يشبهوننا، حتى إذا وصلت إلى الفصل الأخير، انتابني نعاس، وإذا السطور تتحول طلاسم، رغم محاولتي لفهمها لكني عجزت، حتى شعرت بإعياء شديد وإغماء و..
ثم نهضت فإذا الكتاب بين يدي، ومنه تفوح رائحة غريبة، ثم فاض منه ضباب كثيف يجري كالكلب؛ اتبعته حتى إذا توقف أحاط بي وابتلعني؛ صرخت به؛ فزع تلاشى رويدًا، وإذا برجل عجوز يظهر فجأة، رمقني بمكرٍ شديدٍ، وبوثبة واحدة صار معلقًا على رقبتي يشدُ شعري، ورجلاه تتدليان كغصنين يابسين، على كتفيّ، لم أبد بردة فعل كنت مستسلمًا على نحو لم أعهده؛ اختفى فجأة، حتى وجدت نفسي في مكان لا أرَ أرضا كأرضه، على يميني قطعان من البهائم يتسيد عليهم تيس هائل مقرن بلحية كثيفة يتلو تعاويذ كأنها آيات، اقتربت منه مندهشا لأنظر، وإذا بيده قرآنً مقلوبً يقذف رذاذًا كالشرر من فمه لا يصيب أحدهم منه شيئًا إلا وغطاه كالقطران، ويختم بختم أسود عليه اسم الله ورسوله، استغربت حينما هاجوا على بعضهم سالت دماء عظيمة. ثم تراجعت ببطء من الهول، ألتمس مخرجا، ركضت هاربا؛ تلقيت ركلة على بطني من المسن الذي ظهر فجأةً تمتم :
(( هذه الأرض الأولى، اسمها أرض الإرهاب الديني، وقد هالك الأمر يا غبي، أليس فيكم مِن مَن يتبع هؤلاء، لا بل قد عاثوا فيكم فسادًا عظيمًا، ثم تلاشي مرة أخرى!، وواصلت الطريق وحدي، حتى رأيت مخرجاً إلى باحة، لأسمع صوت أهازيج وأغاني غربية، استأنست شيئا ما ونزلت واديهم إذا بجنيات غوان لا يشبه جمالهن إلا وصفهن بالحور، يتراقصن حولي بأيديهن يحملن حبوبًا ظننتها سكاكرًا، ناولتني أكثرهن جمالًا خذ أمنيتك، أتناولها وصارت في لساني كالجمرة، صرخت إحداهن، ما أنا إلا سبية والحبة خدعة، فرميتها فإذا بها تهتز ليخرج منها شجرة كالسلم صعدت دون تفكير كلما صعدت درجة ينقشع الضباب شيئًا فشيئًا لأرى الناس كالزومبي( الأموات الأحياء)، يتناولون كل ما جاعوا تلك الحبوب، هلعت وأكملت الصعود، وإذا بالمسن يظهر ثانيةً، يضحك بشدة، قائلًا:
(( أليست هذه الأرض تشبه ما تسمونه بالنوادي الليلية، أ لستم تنتشون هناك بالكحول ومخدرات وسبايا! فعلام كل هذا الهلع الذي تبديه يا أحمق، هذه أرض الغواية!)) وعاد إلى لعبة الاختفاء من جديد!، وإذا بي في مكان آخر، أناسا آخرون مقيدين بسلاسل يصرخون من شدة الألم، فاهتزت السلسلة فإذا هي أفعى بعدة رؤوس تلتهم الأخضر واليابس ثم تختبئ في بئر مائها أسود، وتشرب فيزيد حجمها، بصعوبة هربت دون أن تلاحظني، وإذا بالمسن يعترض طريقي، صاح بي : مهلًا !! إلى أين تهرب؟.. أليست هذه السلاسل الديون التي تكبلون أنفسكم بها، هل عرفت الحية التي تبتلعكم كلما زادت مطالبكم، أليست المصرف الدولي واللذين يديرونه هم رؤوس الشر في عالمكم، عرفت كيف يغذيهم البترول، أنها الأرض الثالثة الديون والاقساط، واصلت ركضي عندما أختفى
...يتبع
ثم نهضت فإذا الكتاب بين يدي، ومنه تفوح رائحة غريبة، ثم فاض منه ضباب كثيف يجري كالكلب؛ اتبعته حتى إذا توقف أحاط بي وابتلعني؛ صرخت به؛ فزع تلاشى رويدًا، وإذا برجل عجوز يظهر فجأة، رمقني بمكرٍ شديدٍ، وبوثبة واحدة صار معلقًا على رقبتي يشدُ شعري، ورجلاه تتدليان كغصنين يابسين، على كتفيّ، لم أبد بردة فعل كنت مستسلمًا على نحو لم أعهده؛ اختفى فجأة، حتى وجدت نفسي في مكان لا أرَ أرضا كأرضه، على يميني قطعان من البهائم يتسيد عليهم تيس هائل مقرن بلحية كثيفة يتلو تعاويذ كأنها آيات، اقتربت منه مندهشا لأنظر، وإذا بيده قرآنً مقلوبً يقذف رذاذًا كالشرر من فمه لا يصيب أحدهم منه شيئًا إلا وغطاه كالقطران، ويختم بختم أسود عليه اسم الله ورسوله، استغربت حينما هاجوا على بعضهم سالت دماء عظيمة. ثم تراجعت ببطء من الهول، ألتمس مخرجا، ركضت هاربا؛ تلقيت ركلة على بطني من المسن الذي ظهر فجأةً تمتم :
(( هذه الأرض الأولى، اسمها أرض الإرهاب الديني، وقد هالك الأمر يا غبي، أليس فيكم مِن مَن يتبع هؤلاء، لا بل قد عاثوا فيكم فسادًا عظيمًا، ثم تلاشي مرة أخرى!، وواصلت الطريق وحدي، حتى رأيت مخرجاً إلى باحة، لأسمع صوت أهازيج وأغاني غربية، استأنست شيئا ما ونزلت واديهم إذا بجنيات غوان لا يشبه جمالهن إلا وصفهن بالحور، يتراقصن حولي بأيديهن يحملن حبوبًا ظننتها سكاكرًا، ناولتني أكثرهن جمالًا خذ أمنيتك، أتناولها وصارت في لساني كالجمرة، صرخت إحداهن، ما أنا إلا سبية والحبة خدعة، فرميتها فإذا بها تهتز ليخرج منها شجرة كالسلم صعدت دون تفكير كلما صعدت درجة ينقشع الضباب شيئًا فشيئًا لأرى الناس كالزومبي( الأموات الأحياء)، يتناولون كل ما جاعوا تلك الحبوب، هلعت وأكملت الصعود، وإذا بالمسن يظهر ثانيةً، يضحك بشدة، قائلًا:
(( أليست هذه الأرض تشبه ما تسمونه بالنوادي الليلية، أ لستم تنتشون هناك بالكحول ومخدرات وسبايا! فعلام كل هذا الهلع الذي تبديه يا أحمق، هذه أرض الغواية!)) وعاد إلى لعبة الاختفاء من جديد!، وإذا بي في مكان آخر، أناسا آخرون مقيدين بسلاسل يصرخون من شدة الألم، فاهتزت السلسلة فإذا هي أفعى بعدة رؤوس تلتهم الأخضر واليابس ثم تختبئ في بئر مائها أسود، وتشرب فيزيد حجمها، بصعوبة هربت دون أن تلاحظني، وإذا بالمسن يعترض طريقي، صاح بي : مهلًا !! إلى أين تهرب؟.. أليست هذه السلاسل الديون التي تكبلون أنفسكم بها، هل عرفت الحية التي تبتلعكم كلما زادت مطالبكم، أليست المصرف الدولي واللذين يديرونه هم رؤوس الشر في عالمكم، عرفت كيف يغذيهم البترول، أنها الأرض الثالثة الديون والاقساط، واصلت ركضي عندما أختفى
...يتبع