سعيد العويناتي - مطاردة..

يتعقبني شبحٌ أسودْ
يتلفّتُ من حولي
في عينيهِ ظلامْ
والرئتانِ سُمومْ
والعقلُ ملفّاتٌ مرصوصه
والكلماتُ التخرجُ من مخبئهِ
قملٌ... وهِراواتٌ..
والشفتان قواريرٌ من حِبرٍ
لكتابةِ كل كلامٍ ممجوجْ
لا يعرفه إلا القابع خلفَ مكاتبهِ المخبوءة بينَ الأسوارِ
السبعه
****
يتعقّبني ذئبٌ في الأَسواقِ
وفي ساعاتِ الصبحِ..
وفي الطرقاتْ
****
يتعقبني قملٌ في الرأسِ
يُحاورُ أطفالَ الحاره
والفتيات.. وظل الأنجمِ
والباعة في سوق الأسماكْ
****
يتعقبني ليلٌ أسودْ
يضعُ على عينيه النظارات السوداءْ
المشحونة بالهمساتْ
ويحمل في كفّيه تواقيع المنعِ..
وكلَّ حروف الغرف الرطبه
****
في ساعات الليل الهادىءِ
حاورني ذاك الشبح الأسودْ
والنجم الشاهدُ..
كنا اثنان
أنا والنجم الشاهدُ
والنظارات السوداءُ
تتابع خطواتي..
أهمس للنجم الواقفِ
يسمعني..
تقترب الخطوات السوداءُ
الشاهد في عينيه ظلال الخوفِ
لكني أتحاور والحقْ..
من يقدر أنْ يتحاور والحقْ
من يقدر أن يتقارب من ظل الحقْ
إلا الأعشابُ.. وأمواه الأرضْ
وطيور المزرعة المهجورةِ
والفلاح العريانْ
وحامل أتعاب الدنيا
والأصفاد على رُسغيه تدورْ
هذا اليقدرُ أن يسكن للحقِّ..
ويهمس للحقِّ..
ويدخل في حضرة كل الحقِّ..
من يقدر غير ذراري الفقراءْ؟
****
كان الشبح الأسودُ
ملتفّاً كالقملةِ
يهمس للذئبِ
المتربّص في الأسواقِ..
وبين ضفاف المقهى
****
والمقهى مكتظٌّ بالآتينَ
المجهودينَ بأحمال اليوم القائظِ
والقملةُ في آخر صفّ تقبعْ
كانت عيناها ترقب كل الآتينَ
وترصدهم
وتُسجّل في إضبارات خاصه
كلّ ملامحهم
****
يا هذا الليل الأسودُ
قل لي هل يقدر هذا الإنسان المتحدّر من أصقاع
الخوفِ
ومن حجرات مرصوصه
... كالموتْ
قل لي هل يقدرُ
أن يصمد ضد التيار الهمجيِّ
المتربّص بالزهراتِ...
وبالماء الأبيضِ..
والكلمات الذهبيه؟
*****
قل لي...
ما لون القملِ
وما لون الذئبِ
وما لون الإنسانْ
حين يجيء الإعصار الهادر مثل الشلالْ
حين تجيء الشمس لتحتضن الأزهارْ
وتحتضن الفتياتْ
وتحتضن الإنسان العاري إلا من حبِّ الصدق
وإنشاد الأشعارْ
****
الشبح الأسود يتربص بالآتينَ
وبالمنهوكينَ...
وكل العشاق وماء النهرْ.
****
هل تدرون؟ الشبح الأسودُ
سوف يموتْ
وهراواتُ الليل.. وفي الشارع تُعدم كل ملفاتِ
السوء المرصوصه
إنّي أعلمْ
إني أعلمْ.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى