مازلنا نردد مقولة بورديو الشهيرة عن علم الاجتماع باعتباره ذلك " العلم المزعج" ، مازال علم الاجتماع علما مزعجا فعلا لكن من وجهة نظر أخرى غير التي كان يقصدها بيير بورديو وخاصة في البلدان المتخلفة التي تفتقد لأدنى معايير الديمقراطية في التعبير وتكوين الجمعيات والمنظمات والانتساب إليها ، مازال علم الاجتماع علما مزعجا لأنه أصبح عالة على المجتمع وعلى الممارسة العلمية حينما تم تمييعه بطريقة أو بأخرى لم يكن خلالها التمييز بين علم الاجتماع والأدب واردا ، أو بين علم الاجتماع وعلم الاقتصاد مثلما نراه في طريقة تدريس علم اجتماع التنظيم وتنمية الموارد البشرية ، بل بين علم الاجتماع والشعودة مثما كان يسميها الدكتور عبد الرحمان بوزيدة حفظه الله ، هذه االشعودة التي يمارسها جلساء المقاهي قاطعين كل شك بصدق مايقولون ويقررون .
تدهور الممارسة السوسيولوجية وقبل ذلك الحس السوسبولوجي له علاقة بالانحطاط العلمي والمجتمعي طبعا ، لكن هذا التدهور أكثر ارتباطا بالتمييع الممنهج الذي يمارس بكيفية واعية أو غير واعية على مستويات عديدة ، من هذا مثلا ماكان خلال السنوات الماضية من فتح المجال في بعض الجامعات لتكوين طلبة الدراسات العليا في تخصص علم الاجتماع وهم يحملون شهادة الليسانس في تخصصات أخرى بعضها بعيد عن تخصص علم الاجتماع ، هذا الذي جعل الدكتور عبد الغني مغربي رحمه الله الذي فارقنا قبل أيام يثور على إدراج أحد الطلبة ضمن تخصص علم الاجتماع الثقافي في دفعتنا وهو الذي يحمل شهادة الليسانس في الشريعة متسائلا كيف يمكن تكوين سوسيولوجيين ليس لهم تكوين قاعدي في السوسيولوجيا ؟!!.
فعلا علم الاجتماع أصبح علما مزعجا نظرا للوضعية المزعجة التي أصبح عليها والتي جعلت منه مجموعة معارف يتم نقلها دونما حفر في الواقع الاجتماعي ومحاولة إبراز الأسباب الحقيقية التي تنتج الظواهر ، هذه الأسباب التي تتخفى في السياسي والأيديولوجي وفي المصالح والاستراتيجيات التي ترتدي ثيابا محاطا بالأشواك ، هذه الأشواك بالذات هي التي يشتغل عليها السوسيولوجي محاولا إزالتها بكلتا يديه ، لكن هذا كله لا أثر له على مستوى السوسيولوجيا الممارسة في بلداننا المتخلفة .
يكون علم الاجتماع علما مزعجا بالمعنى الذي قصده بورديو عندما يكون هناك علماء اجتماع " مزعجين" من خلال بحثهم عن "الحقيقة " والكشف عنها مثلما هي من دون تحريف أو تزوير ، ومن دون مداهنة للسياسي والإداري وصاحب القوة ، لكننا نشهد اليوم غيابا لعالم الاجتماع " المزعج" على مستوى الممارسة السوسيولوجية ، فلايمكن عمليا الحديث عن علم اجتماع مزعج في غياب علماء اجتماع مزعجين.
هناك عوامل موضوعية ساهمت في كسر شوكة علم الاجتماع وغيبت الضجيج الملازم لهذا العلم في البلدان المتخلفة منها غياب الديمقراطية في صورة حرية التعبير الناتجة عن الخوف الملازم للطبقات الحاكمة من كشف وتعرية مالا تريده أن ينكشف ويتعرى ، هذا الوضع الذي أنتج بالموازاة مع هذا ممارسين لسوسيولوجيا مداهنة ، تقرر ما تريده القوى الحاكمة والمسيطرة ، فينحصر دور السوسيولوجي في مجرد التبرير أو السكوت والانزواء في أحسن الأحوال .
لقد أصبح علم الاجتماع علما مزعجا فعلا لأنه بعيد عن مستوى تطلعات المجتمع العلمي بما آل إليه من تمييع وتهميش ، ففي الوقت الذي تقدر فيه الدول المتقدمة هذا العلم والعلوم الاجتماعية عامة تشهد هذه العلوم احتقارا كبيرا وحطا من قدرها وقيمتها على جميع المستويات في بلداننا المتخلفة.
تدهور الممارسة السوسيولوجية وقبل ذلك الحس السوسبولوجي له علاقة بالانحطاط العلمي والمجتمعي طبعا ، لكن هذا التدهور أكثر ارتباطا بالتمييع الممنهج الذي يمارس بكيفية واعية أو غير واعية على مستويات عديدة ، من هذا مثلا ماكان خلال السنوات الماضية من فتح المجال في بعض الجامعات لتكوين طلبة الدراسات العليا في تخصص علم الاجتماع وهم يحملون شهادة الليسانس في تخصصات أخرى بعضها بعيد عن تخصص علم الاجتماع ، هذا الذي جعل الدكتور عبد الغني مغربي رحمه الله الذي فارقنا قبل أيام يثور على إدراج أحد الطلبة ضمن تخصص علم الاجتماع الثقافي في دفعتنا وهو الذي يحمل شهادة الليسانس في الشريعة متسائلا كيف يمكن تكوين سوسيولوجيين ليس لهم تكوين قاعدي في السوسيولوجيا ؟!!.
فعلا علم الاجتماع أصبح علما مزعجا نظرا للوضعية المزعجة التي أصبح عليها والتي جعلت منه مجموعة معارف يتم نقلها دونما حفر في الواقع الاجتماعي ومحاولة إبراز الأسباب الحقيقية التي تنتج الظواهر ، هذه الأسباب التي تتخفى في السياسي والأيديولوجي وفي المصالح والاستراتيجيات التي ترتدي ثيابا محاطا بالأشواك ، هذه الأشواك بالذات هي التي يشتغل عليها السوسيولوجي محاولا إزالتها بكلتا يديه ، لكن هذا كله لا أثر له على مستوى السوسيولوجيا الممارسة في بلداننا المتخلفة .
يكون علم الاجتماع علما مزعجا بالمعنى الذي قصده بورديو عندما يكون هناك علماء اجتماع " مزعجين" من خلال بحثهم عن "الحقيقة " والكشف عنها مثلما هي من دون تحريف أو تزوير ، ومن دون مداهنة للسياسي والإداري وصاحب القوة ، لكننا نشهد اليوم غيابا لعالم الاجتماع " المزعج" على مستوى الممارسة السوسيولوجية ، فلايمكن عمليا الحديث عن علم اجتماع مزعج في غياب علماء اجتماع مزعجين.
هناك عوامل موضوعية ساهمت في كسر شوكة علم الاجتماع وغيبت الضجيج الملازم لهذا العلم في البلدان المتخلفة منها غياب الديمقراطية في صورة حرية التعبير الناتجة عن الخوف الملازم للطبقات الحاكمة من كشف وتعرية مالا تريده أن ينكشف ويتعرى ، هذا الوضع الذي أنتج بالموازاة مع هذا ممارسين لسوسيولوجيا مداهنة ، تقرر ما تريده القوى الحاكمة والمسيطرة ، فينحصر دور السوسيولوجي في مجرد التبرير أو السكوت والانزواء في أحسن الأحوال .
لقد أصبح علم الاجتماع علما مزعجا فعلا لأنه بعيد عن مستوى تطلعات المجتمع العلمي بما آل إليه من تمييع وتهميش ، ففي الوقت الذي تقدر فيه الدول المتقدمة هذا العلم والعلوم الاجتماعية عامة تشهد هذه العلوم احتقارا كبيرا وحطا من قدرها وقيمتها على جميع المستويات في بلداننا المتخلفة.
سفيان ميمون - علم الاجتماع - ذلك العلم المزعج-
سفيان ميمون - علم الاجتماع - ذلك العلم المزعج-
www.ahewar.org