١٨
فوق رمال متحركة:
بعد موت قتيبة قام ملوك سمرقند وبخارى والصغد والكوماذ بطلب المساعدة من الصين للتخلص من المسلمين، ولكن هذه الممالك كانت نائية بعيدة عن مركز قوة الصين ولكن الأخيرة قدمت المساعدة إلى الأتراك الطورانيين للتدخل لمساعدة هذه البلاد على التخلص من سلطة المسلمين، فكانا القائدان الخاقان والكوصول لديهما كتلة من المحاربين ليس لهم أي ديانة ودون الأخلاق (همج)، فقط لديهم عداوة مطلقة مع المسلمين، ولديهم نهم شديد تجاه الغنائم والأسلاب، هذان القائدان التركيان كانا متساويان مع هرقل قائد الروم ورستم قائد الساسان في القوة ولكن في غشومية، مع الفارق الوحيد أن قادة الروم والفرس كان لديهما قناعة بانتصار المسلمين لأن الله معهم بينما القائدان التركيان لا يؤمنون بوجود إله أصلا، ومن هنا كان العداء بين المسلمين والأتراك عداء مطلقا فكلاهما يرغب في السيطرة على تلك البلاد، ملوك الممالك التي سيطر عليها المسلمون واستعانوا بالترك للتخلص منهم اكتشفوا أنهم يتسمون بالصعوبة ويطلبون الكثير، وحدث النزال بينهم وبين المسلمين وكانت حروبا ضروسا ولم يكن ديدن المسلمين دائما وأبدا سوى النصر أو الشهادة، وهذه المعارك سقط فيها شهداء كثر من المسلمين.
مارس المسلمون الصعود والهبوط، والانتصار حينا والإخفاق في أحايين كثيرة خاصة عندما تحالف الأتراك مع الإيرانيين لمواجهة المسلمين، وفي بعض المعارك مع قبائل الترك نفد سلاح المسلمين فقام العبيد بخلع أفرع الشجر يحاربون به واتخذوا من لبود (جلود) الخيل دروع تحميهم بعد أن أحدثوا بها فتحات أدخلوا فيها رؤوسهم، وقد أمر القائد الجنيد بعتق هؤلاء العبيد،حتى انتصروا في النهاية.
وهكذا يكون الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، الولاء لله فقط وليس لغيرهم جعلهم يسترخصون أرواحهم ولا يهم أصولهم وأنسابهم وجنسياتهم وألوانهم وملابسهم، فمثل هذه الاهتمامات تركوها لنا نحن «غثاء السيل» بينما هم أمسكوا بزمام جوهر الأشياء لذا كانت أقدامهم على الأرض وهاماتهم تزاحم الثريا.
وقد ذكر الطبري بعضا من قصص الذين استشهدوا وفيها من الفداء والتضحية بالنفس من أجل هذا الدين وجعل كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى، وكعادة كينيدي سخر منها جميعا وشكك في مصداقيتها وفي الوقت نفسه لم يذكر مصادر تخصه تناقض ما ذكره الطبري فأين موضوعية العالم ونزاهته؟!
ويقول كينيدي أن المسلمين حرموا الترك من النصر الكامل رغم أن جيوشهم بدأت من الانسحاب من الصغد «مسرح العمليات» لتبقى جيوش المسلمين مسيطرة على الصغد فلم يعجب الرأي العام هذه النتيجة فانطلق الشعراء يسخرون من الجنيد ويجلدونه في قصائد مطولة حتى فقد أية جدارة أو مصداقية لدى عوام المسلمين، بل لم تقم له قائمة بعد ذلك أبدا.
معين الأمويين:
لا ينضب من فارس يعيد البوصلة وليستشهد من يستشهد ولا تنكس الراية، بلاد ما وراء النهر تموج بالقلاقل من استعظام قوى الشرك التي لا تلبث أن تخمد حتى تعود معلنة عن نفسها مرة أخرى، فقد سيطر الملك الصغدي على سمرقند مرة أخرى، والنزاع بين عرب خراسان على أشده فنقل الوالي أسد بن عبد الله إقامته من مرو إلى بلخ، وفي تلك الأخيرة تصالح مع الأمراء المحليين (غير مسلمين) ودهش العوام بأخلاق المسلمين التي كانت سببا مباشرا لانحيازهم للمسلمين عندما عاود الخالقان زعيم الترك بمهاجمة المسلمين مرة أخرى فتعقبهم جيش المسلمين بقيادة أسد فلاذوا بالفرار، ولولا العاصفة الثلجية لقضى عليهم أسد بجيشه، تلك المعركة هي ما قضت على الإمبراطورية التركية.
نصر بن سيار:
خلف لأسد الذي توفي بصورة طبيعية، نصر يماثل قتيبة في كونه مؤيد من الإدارة الحاكمة في دمشق حيث أنه لا ينحدر من قبيلة كبيرة تدعمه وبالتالي لم يشترك في نزاعات قبلية من قبل، وهو بذلك على مسافة واحدة من الكل، لا تتنازعه أية أهواء لذا ظل بالحكم ثلاثين عاما.
بحلول عام 750م اكتمل فتح بلاد ما ور النهر وكانت من أقسى المعارك وأشدها على جيوش المسلمين ولم تقم دولة تركية إلا بعد 300 عاما حيث قامت دولة الأتراك السلاجقة ثم يقول كينيدي متلمسا بقاء بعض الألق السابق على الإسلام فيقول:
«ولاشك في أن الإسلام قد انتصر على الديانات المحلية في هذه المنطقة ولكن المثل والقيم الأميرية لدى حكام بلاد ما وراء النهر قدر لها أن تكون ذات تأثير عميق على ثقافة العالم الإسلامي الشرقي بأسره وعلى بقاء الثقافة الإيرانية في داخله»
ويبدو أنه نسي أو تناسى أن الإسلام كدين لا علاقة له بثقافات الأمم التي انضوت تحت فسطاطه طالما أنها لا تتعارض مع تعاليمه، ومازالت كل بلاد المسلمين في شتى البقاع تحتفظ بثقافتها وسلوكها الحياتي التي يخصها، بل إن هذه الثقافات تلاقحت فيما بينها وليست الثقافة الإيرانية فحسب.
مع نهاية القرن السابع الميلادي كانت حدود العالم الإسلامي تمتد من مضيق جبل طارق غربا حتى شبه جزيرتي إيبيريا والسند (جنوب باكستان)
ولا يملك كينيدي المنحاز ضد المسلمين دائما إلا الاعتراف راغما بمهارة “البدو الأجلاف” العسكرية التي مكنتهم خلال تلك السنوات القليلة من بسط نفوذهم على تلك المساحة الجغرافية بل إنه يقول في دهشة أن بلاد ما وراء النهر كانت من الوعورة والخطورة بمكان بحيث أن الإسكندر الأكبر واحد من القلائل الذين قيدوا حملة عسكرية لهذه البلاد.
هذه هي سيرة الكثرة الكاثرة من الذين سارعوا إلى مغفرة من ربهم بنبذ الشرك والكفر بأنواعه فقد كانوا مما قيل فيهم:
{فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَىٰ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ} 27 هود
هم أراذلهم ولكنهم رزقوا سلامة العقيدة فكانوا مؤيدين من الله بصدق إيمانهم، لذا لم يذكر في تاريخ المسلمين كله منذ وجودهم أنهم انتصروا بعدة وعتاد على عدوهم وإنما في تلك الأخيرة كان التفوق لعدوهم ومع ذلك فإن «البدو الأجلاف الذين هم أراذلهم» اصطفاهم الله ليكونوا جنوده، فامتطوا صهوة الريح يشقون الأرض بأقدامهم يحررون الأمم من عبادة الحجر والبشر ومختلف ألوان الشرك ويسطرون أمجادا لا تخطئها إلا عين حاقد.
لم يكونوا ملائكة مجنحين وإنما بشر من طين يتصفون بكل صفات البشر فأصابوا وأخطئوا، اختلفوا وتحاربوا فيما بينهم، تحملوا الصعاب والمخاطر باذلين كل غال ونفيس لتبليغ الدعوة، منهم من خرج ولم يعد لذويه، ومنهم من فقد ولم يعرف وجهته، ومنهم من ابتلعته وتنازعته الأهواء ولاقى ما لاقى، انتصروا مرة وهزموا مرات ولم يثن ذلك عزمهم على الاستمرار حتى كان لهم النصر المبين الذي عجز كينيدي عن إنكاره.
ويبقى السؤال الذي حير كينيدي العالم المؤرخ المعاصر، لماذا انتصر البدو الأجلاف؟
انتصروا بصدقهم مع الله وولائهم له دون غيره، فانضووا تحت عقيدة واحدة وراية واحدة وهدف واحد، من أجله خرجوا من ديارهم وهم على ثقة في موعود الله لهم.
حتى أقلهم إيمانا أو من نال الشيطان من رأسه أحيانا لم يفرط ولم يغب الهدف عنه ولا طرفة عين فكان دائما وأبدا متقد الذهن، حاضر البديهة، فارس في كل ميدان.
وللحديث بقية إن شاء الله
فوق رمال متحركة:
بعد موت قتيبة قام ملوك سمرقند وبخارى والصغد والكوماذ بطلب المساعدة من الصين للتخلص من المسلمين، ولكن هذه الممالك كانت نائية بعيدة عن مركز قوة الصين ولكن الأخيرة قدمت المساعدة إلى الأتراك الطورانيين للتدخل لمساعدة هذه البلاد على التخلص من سلطة المسلمين، فكانا القائدان الخاقان والكوصول لديهما كتلة من المحاربين ليس لهم أي ديانة ودون الأخلاق (همج)، فقط لديهم عداوة مطلقة مع المسلمين، ولديهم نهم شديد تجاه الغنائم والأسلاب، هذان القائدان التركيان كانا متساويان مع هرقل قائد الروم ورستم قائد الساسان في القوة ولكن في غشومية، مع الفارق الوحيد أن قادة الروم والفرس كان لديهما قناعة بانتصار المسلمين لأن الله معهم بينما القائدان التركيان لا يؤمنون بوجود إله أصلا، ومن هنا كان العداء بين المسلمين والأتراك عداء مطلقا فكلاهما يرغب في السيطرة على تلك البلاد، ملوك الممالك التي سيطر عليها المسلمون واستعانوا بالترك للتخلص منهم اكتشفوا أنهم يتسمون بالصعوبة ويطلبون الكثير، وحدث النزال بينهم وبين المسلمين وكانت حروبا ضروسا ولم يكن ديدن المسلمين دائما وأبدا سوى النصر أو الشهادة، وهذه المعارك سقط فيها شهداء كثر من المسلمين.
مارس المسلمون الصعود والهبوط، والانتصار حينا والإخفاق في أحايين كثيرة خاصة عندما تحالف الأتراك مع الإيرانيين لمواجهة المسلمين، وفي بعض المعارك مع قبائل الترك نفد سلاح المسلمين فقام العبيد بخلع أفرع الشجر يحاربون به واتخذوا من لبود (جلود) الخيل دروع تحميهم بعد أن أحدثوا بها فتحات أدخلوا فيها رؤوسهم، وقد أمر القائد الجنيد بعتق هؤلاء العبيد،حتى انتصروا في النهاية.
وهكذا يكون الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، الولاء لله فقط وليس لغيرهم جعلهم يسترخصون أرواحهم ولا يهم أصولهم وأنسابهم وجنسياتهم وألوانهم وملابسهم، فمثل هذه الاهتمامات تركوها لنا نحن «غثاء السيل» بينما هم أمسكوا بزمام جوهر الأشياء لذا كانت أقدامهم على الأرض وهاماتهم تزاحم الثريا.
وقد ذكر الطبري بعضا من قصص الذين استشهدوا وفيها من الفداء والتضحية بالنفس من أجل هذا الدين وجعل كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى، وكعادة كينيدي سخر منها جميعا وشكك في مصداقيتها وفي الوقت نفسه لم يذكر مصادر تخصه تناقض ما ذكره الطبري فأين موضوعية العالم ونزاهته؟!
ويقول كينيدي أن المسلمين حرموا الترك من النصر الكامل رغم أن جيوشهم بدأت من الانسحاب من الصغد «مسرح العمليات» لتبقى جيوش المسلمين مسيطرة على الصغد فلم يعجب الرأي العام هذه النتيجة فانطلق الشعراء يسخرون من الجنيد ويجلدونه في قصائد مطولة حتى فقد أية جدارة أو مصداقية لدى عوام المسلمين، بل لم تقم له قائمة بعد ذلك أبدا.
معين الأمويين:
لا ينضب من فارس يعيد البوصلة وليستشهد من يستشهد ولا تنكس الراية، بلاد ما وراء النهر تموج بالقلاقل من استعظام قوى الشرك التي لا تلبث أن تخمد حتى تعود معلنة عن نفسها مرة أخرى، فقد سيطر الملك الصغدي على سمرقند مرة أخرى، والنزاع بين عرب خراسان على أشده فنقل الوالي أسد بن عبد الله إقامته من مرو إلى بلخ، وفي تلك الأخيرة تصالح مع الأمراء المحليين (غير مسلمين) ودهش العوام بأخلاق المسلمين التي كانت سببا مباشرا لانحيازهم للمسلمين عندما عاود الخالقان زعيم الترك بمهاجمة المسلمين مرة أخرى فتعقبهم جيش المسلمين بقيادة أسد فلاذوا بالفرار، ولولا العاصفة الثلجية لقضى عليهم أسد بجيشه، تلك المعركة هي ما قضت على الإمبراطورية التركية.
نصر بن سيار:
خلف لأسد الذي توفي بصورة طبيعية، نصر يماثل قتيبة في كونه مؤيد من الإدارة الحاكمة في دمشق حيث أنه لا ينحدر من قبيلة كبيرة تدعمه وبالتالي لم يشترك في نزاعات قبلية من قبل، وهو بذلك على مسافة واحدة من الكل، لا تتنازعه أية أهواء لذا ظل بالحكم ثلاثين عاما.
بحلول عام 750م اكتمل فتح بلاد ما ور النهر وكانت من أقسى المعارك وأشدها على جيوش المسلمين ولم تقم دولة تركية إلا بعد 300 عاما حيث قامت دولة الأتراك السلاجقة ثم يقول كينيدي متلمسا بقاء بعض الألق السابق على الإسلام فيقول:
«ولاشك في أن الإسلام قد انتصر على الديانات المحلية في هذه المنطقة ولكن المثل والقيم الأميرية لدى حكام بلاد ما وراء النهر قدر لها أن تكون ذات تأثير عميق على ثقافة العالم الإسلامي الشرقي بأسره وعلى بقاء الثقافة الإيرانية في داخله»
ويبدو أنه نسي أو تناسى أن الإسلام كدين لا علاقة له بثقافات الأمم التي انضوت تحت فسطاطه طالما أنها لا تتعارض مع تعاليمه، ومازالت كل بلاد المسلمين في شتى البقاع تحتفظ بثقافتها وسلوكها الحياتي التي يخصها، بل إن هذه الثقافات تلاقحت فيما بينها وليست الثقافة الإيرانية فحسب.
مع نهاية القرن السابع الميلادي كانت حدود العالم الإسلامي تمتد من مضيق جبل طارق غربا حتى شبه جزيرتي إيبيريا والسند (جنوب باكستان)
ولا يملك كينيدي المنحاز ضد المسلمين دائما إلا الاعتراف راغما بمهارة “البدو الأجلاف” العسكرية التي مكنتهم خلال تلك السنوات القليلة من بسط نفوذهم على تلك المساحة الجغرافية بل إنه يقول في دهشة أن بلاد ما وراء النهر كانت من الوعورة والخطورة بمكان بحيث أن الإسكندر الأكبر واحد من القلائل الذين قيدوا حملة عسكرية لهذه البلاد.
هذه هي سيرة الكثرة الكاثرة من الذين سارعوا إلى مغفرة من ربهم بنبذ الشرك والكفر بأنواعه فقد كانوا مما قيل فيهم:
{فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَىٰ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ} 27 هود
هم أراذلهم ولكنهم رزقوا سلامة العقيدة فكانوا مؤيدين من الله بصدق إيمانهم، لذا لم يذكر في تاريخ المسلمين كله منذ وجودهم أنهم انتصروا بعدة وعتاد على عدوهم وإنما في تلك الأخيرة كان التفوق لعدوهم ومع ذلك فإن «البدو الأجلاف الذين هم أراذلهم» اصطفاهم الله ليكونوا جنوده، فامتطوا صهوة الريح يشقون الأرض بأقدامهم يحررون الأمم من عبادة الحجر والبشر ومختلف ألوان الشرك ويسطرون أمجادا لا تخطئها إلا عين حاقد.
لم يكونوا ملائكة مجنحين وإنما بشر من طين يتصفون بكل صفات البشر فأصابوا وأخطئوا، اختلفوا وتحاربوا فيما بينهم، تحملوا الصعاب والمخاطر باذلين كل غال ونفيس لتبليغ الدعوة، منهم من خرج ولم يعد لذويه، ومنهم من فقد ولم يعرف وجهته، ومنهم من ابتلعته وتنازعته الأهواء ولاقى ما لاقى، انتصروا مرة وهزموا مرات ولم يثن ذلك عزمهم على الاستمرار حتى كان لهم النصر المبين الذي عجز كينيدي عن إنكاره.
ويبقى السؤال الذي حير كينيدي العالم المؤرخ المعاصر، لماذا انتصر البدو الأجلاف؟
انتصروا بصدقهم مع الله وولائهم له دون غيره، فانضووا تحت عقيدة واحدة وراية واحدة وهدف واحد، من أجله خرجوا من ديارهم وهم على ثقة في موعود الله لهم.
حتى أقلهم إيمانا أو من نال الشيطان من رأسه أحيانا لم يفرط ولم يغب الهدف عنه ولا طرفة عين فكان دائما وأبدا متقد الذهن، حاضر البديهة، فارس في كل ميدان.
وللحديث بقية إن شاء الله