لــ ( مريم ) أمنيةٌباتساعِ السماءِ ..؛
و ضحكةِ والدِها ..( حين كانَ..!! ) ؛
وأغنيةٌ بامتداد ِالمروجِ ..؛وخضرتِها .
تحت شمسِ الربيعِ ..؛
و كراسةُ الرسمِ تَعْنِي ل ( مريمَ ) شيئًا ..أثيرا ..
في رحيقِ الصّبا ؛ وانثيالِ العَبَقْ
غَمَسَتْ ( مريمُ ) ريشتَها ..؛
يقولُ مُعَلِّمُها للصغارِ: " .. ارسموا وطنَا .." ..
تنتحي جانبا ..
ثم تنسجُ فوق بياضِ الورقْ..
عَلَمًا ....سابحًا ....في الأفقْ
يَرِفُّ...على الصفحاتِ ...حريرا ..
يصيح المعلمُ :
.." ..من يرسمُ اللهَ - جَلَّ - كما لو رَآهْ ؟؟ .."
..
في حَدَقَاتِ الصغارِ تَرَسَّبَ صَمْتٌ ..!!..؛
و ( مريمُ ) تَأخُذُ ألوانَها ..؛
ثم تنقشُ مِئذنةً ..و قِبَابَا ..؛
و أجراسَ ينزفُ منها الرنينْ ..؛
و صوتَ المؤذنِ يعلو ..
ويعلو ..ويعلو ..
يضوعُ عَبيرَا ...
( مريمُ ) الآنَ تذكرُ صوتَ المعلمْ :
"..إنَّ للنحلِ سُكْنَى الخلايا ..؛
..و للعنكبوتِ بيوتًا ..؛
...و للطيرِ عُشًّا يُزَيِّنُهُ في أعالي الشجرْ ..؛
...فأين يقيمُ البشرْ ..؟؟ ..."
............................
لحظتَها – تتذكرُ ( مريمْ ) سادَ السكونُ ..و خَيَّمْ
تمتمتْ طفلةٌ ..:
..(...يسكنونَ المُخَيَّمْ ..) .
..حين عادتْ لأوراقِها رَسَمَتْ خَيْمَةً..
ثُمَّ حَارْتْ كثيرِا..
كيف ترسمُ قصفَ الرياحِ ...؛
و زمجرةَ الرعدِ ..؛
و البرقَ ..؛
أوْ رِعدَةَ الخوْفِ..؛
و البردَ ..؛
و الزمهريرَا ....؟؟!!
..كان المعلمُ يشرحُ بيتًا من الشعرِ ..
..( و للحريةِ الحمراءِ بابٌ ..
بكُلِّ يَدٌ مُضَرَّجّةٍ يُدَقُّ )
يقولُ المعلمُ :
.." ...لفظة ُ (حريةٌ ) من يُجَسِّدُها ...؟؟...."
(مريمُ تتذكرْ ..
والدَها إذ ْجِيءَ به ِأشلاءً ..
في أسمالِ الأكفانْ ..
كانَ اللونُ الأحمر ْ..
أولَ ما عَرَفَتْ من ألوان ..... )
.................
-"..حرية ..!! ..آهِ ..!! .."
..ينسابُ فيها الحنينُ غديرَا..
و ترسمُ (مريمُ ) أجنحةً للمَدَى ..
و أشلاءَ طَيْرٍ هَوَى ..مُجهدَا ..
و أسلاكَ شائكةً ..
عالِقًا فوق أَسِنَّتِها الريشُ...
و الريحُ تخترقُ الفلوات ..صفيرَا
خمسونَ عامًا ...
ثمانونَ ..
( مريمُ ) تحفظُ أوراقَها ..
طفلُها سوفَ يأتي ..
سيأتي ..و يأتي ..
و يأتي...على صهوةِ المستحيلِ ..أميرا....
...ثمانون عاما ..
يجئُ المخاضُ.. تؤمُّ مكانًا قصِيًا ..
يَمرُّ الزمانُ وئيدًا ...
وئيداَ
تَهزُّ جذوعَ النخيلِ ..
فيَسَّاقِط الثمرُ المُشْتَهَى .. شهيدًا ..
شهيدًا ...
شهيدَا ..
..كلُّ أطفالِها يولدونَ رُجُومًا .. يُعَمِّدُها الكبرياءُ ..؛
و من دَمِهِمْ يكتبونَ البشارةْ ..
و آخرُ أطفالِها لم يزلْ في المغارةْ ..
قي مِذْوَدِ القشِّ .. يُطْبِقُ قبضَتَهُ ..؛
في عِنادٍ أبِيٍّ.. على قطعة ٍمن حجارةْ ...!!
أحمد عنتر مصطفى / مصر
و ضحكةِ والدِها ..( حين كانَ..!! ) ؛
وأغنيةٌ بامتداد ِالمروجِ ..؛وخضرتِها .
تحت شمسِ الربيعِ ..؛
و كراسةُ الرسمِ تَعْنِي ل ( مريمَ ) شيئًا ..أثيرا ..
في رحيقِ الصّبا ؛ وانثيالِ العَبَقْ
غَمَسَتْ ( مريمُ ) ريشتَها ..؛
يقولُ مُعَلِّمُها للصغارِ: " .. ارسموا وطنَا .." ..
تنتحي جانبا ..
ثم تنسجُ فوق بياضِ الورقْ..
عَلَمًا ....سابحًا ....في الأفقْ
يَرِفُّ...على الصفحاتِ ...حريرا ..
يصيح المعلمُ :
.." ..من يرسمُ اللهَ - جَلَّ - كما لو رَآهْ ؟؟ .."
..
في حَدَقَاتِ الصغارِ تَرَسَّبَ صَمْتٌ ..!!..؛
و ( مريمُ ) تَأخُذُ ألوانَها ..؛
ثم تنقشُ مِئذنةً ..و قِبَابَا ..؛
و أجراسَ ينزفُ منها الرنينْ ..؛
و صوتَ المؤذنِ يعلو ..
ويعلو ..ويعلو ..
يضوعُ عَبيرَا ...
( مريمُ ) الآنَ تذكرُ صوتَ المعلمْ :
"..إنَّ للنحلِ سُكْنَى الخلايا ..؛
..و للعنكبوتِ بيوتًا ..؛
...و للطيرِ عُشًّا يُزَيِّنُهُ في أعالي الشجرْ ..؛
...فأين يقيمُ البشرْ ..؟؟ ..."
............................
لحظتَها – تتذكرُ ( مريمْ ) سادَ السكونُ ..و خَيَّمْ
تمتمتْ طفلةٌ ..:
..(...يسكنونَ المُخَيَّمْ ..) .
..حين عادتْ لأوراقِها رَسَمَتْ خَيْمَةً..
ثُمَّ حَارْتْ كثيرِا..
كيف ترسمُ قصفَ الرياحِ ...؛
و زمجرةَ الرعدِ ..؛
و البرقَ ..؛
أوْ رِعدَةَ الخوْفِ..؛
و البردَ ..؛
و الزمهريرَا ....؟؟!!
..كان المعلمُ يشرحُ بيتًا من الشعرِ ..
..( و للحريةِ الحمراءِ بابٌ ..
بكُلِّ يَدٌ مُضَرَّجّةٍ يُدَقُّ )
يقولُ المعلمُ :
.." ...لفظة ُ (حريةٌ ) من يُجَسِّدُها ...؟؟...."
(مريمُ تتذكرْ ..
والدَها إذ ْجِيءَ به ِأشلاءً ..
في أسمالِ الأكفانْ ..
كانَ اللونُ الأحمر ْ..
أولَ ما عَرَفَتْ من ألوان ..... )
.................
-"..حرية ..!! ..آهِ ..!! .."
..ينسابُ فيها الحنينُ غديرَا..
و ترسمُ (مريمُ ) أجنحةً للمَدَى ..
و أشلاءَ طَيْرٍ هَوَى ..مُجهدَا ..
و أسلاكَ شائكةً ..
عالِقًا فوق أَسِنَّتِها الريشُ...
و الريحُ تخترقُ الفلوات ..صفيرَا
خمسونَ عامًا ...
ثمانونَ ..
( مريمُ ) تحفظُ أوراقَها ..
طفلُها سوفَ يأتي ..
سيأتي ..و يأتي ..
و يأتي...على صهوةِ المستحيلِ ..أميرا....
...ثمانون عاما ..
يجئُ المخاضُ.. تؤمُّ مكانًا قصِيًا ..
يَمرُّ الزمانُ وئيدًا ...
وئيداَ
تَهزُّ جذوعَ النخيلِ ..
فيَسَّاقِط الثمرُ المُشْتَهَى .. شهيدًا ..
شهيدًا ...
شهيدَا ..
..كلُّ أطفالِها يولدونَ رُجُومًا .. يُعَمِّدُها الكبرياءُ ..؛
و من دَمِهِمْ يكتبونَ البشارةْ ..
و آخرُ أطفالِها لم يزلْ في المغارةْ ..
قي مِذْوَدِ القشِّ .. يُطْبِقُ قبضَتَهُ ..؛
في عِنادٍ أبِيٍّ.. على قطعة ٍمن حجارةْ ...!!
أحمد عنتر مصطفى / مصر