كانت تشعر كما لو أنها تمتلك وجهاً جميلاً وكفّين ناعمتين. كانت تبتسم معظم الوقت وإن لم يكن الكلام يستدعي ذلك. لم يحدث أن شعرت في نفسها بخفّة شبيهة. عندما جلست على المقعد الأزرق كان هناك أولادٌ يلعبون من حولها. أخبرته عن الروتين وعن كل الأوقات التي ترغب بأن تمضيها في بيت جبلي مع أولاد لها. عن الابتسامات الخفيفة في أول الصباح وعن الشاي في فترة بعد الظهر وعن العودة سيراً إلى البيت. كانت الدنيا خريفاً وكان كل شيء يوحي بالهناء. عندما سمعها تحكي عن أحلامها في المرة الأولى، ضحك كثيراً ثم قال لها إن أحلامها ريفية جداً. وعندما سمعها تحكي عن أحلامها في المرة الثانية أخبرها أنه يرغب لو يكون جزءاً من أحلامها الريفية تلك. كانت ترغب لو يمسك يدها، لكنه لم يفعل.
***
هي، لا تمتلك أحلاماً كبيرة. لكنها تخاف من الاعتراف بذلك. وتخاف كذلك من أن تغرق في حسرة الإنجازات الكبيرة التي يصنعها الآخرون من حولها. حسرة كل الأساور التي لم تلبسها. حسرة كل الكتب التي لم تقرأها. وحسرة كل تلك البلدان البعيدة الجميلة التي لم تزرها يوماً. لكن، ماذا لو كانت لها أحلامها الصغيرة فقط؟ لا شيء أكثر من بيت جبلي وابتسامات خفيفة وشاي في فترة بعد الظهر؟
***
لا تذكر أين قرأت عن عيسى الذي مات وماء الورد يبلل قميصه. تفكر أنها ترغب حينما تموت، أن تموت ميتة شبيهة. ثم تفكر أنه لا رومنسية في الموت وإن كان برائحة ماء الورد. إلا أنها، وبالرغم من ذلك، لا تتوقف عن ترداد رغبتها، عندما تموت، في أن يقول الناس في صالون الكنيسة إنها كانت تحب الشاي في فترة بعد الظهر وإنها كانت تبتسم في الصباح، ثم أن يحكوا عن حياتها التي لا أساور فيها ولا كتب، ثم أن يقولوا كذلك إنها لم تضحي بشيء من أجل أحد ولا بأحد من أجل شيء أو على الأقل إنها – المحظوظة – لم تضطر لفعل ذلك يوماً.
***
عندما جلست على المقعد الأزرق كان هناك أولاد يلعبون من حولها. كانت تضع في يدها سواراً جميلاً ولامعاً من الذهب وكان هو بقربها يمسك يدها. لا تعرف متى حدث كل ذلك ولا كيف. كانت الدنيا خريفاً وكان كل شيء يوحي بالرتابة. لم تكن حزينة لكنها لم تكن تبتسم أيضاً. كانت تشعر كما لو أنه ينظر إليها ولا يراها وأنه يسمعها من دون أن يصغي.
بعد ذلك، صار وجوده في أحلامها الريفية ثقيلاً وصار البيت الجبلي في الحلم بعيداً. ولسبب لا تعرفه أيضاً، صار وجهها شاحباً وكفاها حزينتين.
***
هي، لا تمتلك أحلاماً كبيرة. لكنها تخاف من الاعتراف بذلك. وتخاف كذلك من أن تغرق في حسرة الإنجازات الكبيرة التي يصنعها الآخرون من حولها. حسرة كل الأساور التي لم تلبسها. حسرة كل الكتب التي لم تقرأها. وحسرة كل تلك البلدان البعيدة الجميلة التي لم تزرها يوماً. لكن، ماذا لو كانت لها أحلامها الصغيرة فقط؟ لا شيء أكثر من بيت جبلي وابتسامات خفيفة وشاي في فترة بعد الظهر؟
***
لا تذكر أين قرأت عن عيسى الذي مات وماء الورد يبلل قميصه. تفكر أنها ترغب حينما تموت، أن تموت ميتة شبيهة. ثم تفكر أنه لا رومنسية في الموت وإن كان برائحة ماء الورد. إلا أنها، وبالرغم من ذلك، لا تتوقف عن ترداد رغبتها، عندما تموت، في أن يقول الناس في صالون الكنيسة إنها كانت تحب الشاي في فترة بعد الظهر وإنها كانت تبتسم في الصباح، ثم أن يحكوا عن حياتها التي لا أساور فيها ولا كتب، ثم أن يقولوا كذلك إنها لم تضحي بشيء من أجل أحد ولا بأحد من أجل شيء أو على الأقل إنها – المحظوظة – لم تضطر لفعل ذلك يوماً.
***
عندما جلست على المقعد الأزرق كان هناك أولاد يلعبون من حولها. كانت تضع في يدها سواراً جميلاً ولامعاً من الذهب وكان هو بقربها يمسك يدها. لا تعرف متى حدث كل ذلك ولا كيف. كانت الدنيا خريفاً وكان كل شيء يوحي بالرتابة. لم تكن حزينة لكنها لم تكن تبتسم أيضاً. كانت تشعر كما لو أنه ينظر إليها ولا يراها وأنه يسمعها من دون أن يصغي.
بعد ذلك، صار وجوده في أحلامها الريفية ثقيلاً وصار البيت الجبلي في الحلم بعيداً. ولسبب لا تعرفه أيضاً، صار وجهها شاحباً وكفاها حزينتين.