ترتبط القيم بالتربية ارتباطا وثيقا، وبينهما علاقة متبادلة، تؤثر من خلالها
التربية على الأفراد تأثيرًا في مختلف الجوانب الاقتصادية والاجتماعية وغيرها
،سواء من حيث كونهم ذوي شخصيات متميزة لها اهتمامًا بالجوانب الاقتصادية
،والواقع الاقتصادي للمجتمعات يفرض مسايرة الأفراد للتغيرات الاقتصادية ،وهذا
يتطلب غرس وبناء القيم الاقتصادية لدى الأطفال منذ الصغر لما لذلك من فوائد
أبرزها التصرفات السليمة المقتصدة ،وإكساب الأطفال منذ الصغر للعادات
والسلوكيات الاقتصادية الصحيحة.
وتلعب الأسرة الدور الأكبر في غرس وبناء القيم الاقتصادية لدى الأطفال منذ
الصغر وتنشئتهم تنشئة اقتصادية سليمة فيتجسد أمام الطفل ما يسمى «القدوة
الاستهلاكية» من خلال سلوك الأم وسلوك الأب. والتربية عملية شاملة تحتوي
الأخلاق والإيمانيات والحلال والحرام وكذلك القيم الاقتصادية وكلما تم غرس القيم
مبكرا كانت أثبت وأنفع لدى الأبناء،ولقد اهتم سلفنا الصالح بذلك، بل كانوا يدربون
الأولاد منذ صغرهم على كيفية الكسب وكيفية الإنفاق، وكيفية إدارة الأعمال؛ فيجب
أن نغرس في معتقدات أبنائنا منذ الصغر بعض المفاهيم الإيمانية ذات الطابع
الاقتصادي منها على سبيل المثال: أن المال الذي معنا ملك لله، وأن هناك آخرة
سوف نقف فيها أمام الله( سبحانه وتعالى) ليحاسبنا عن هذا المال من أين اكتسب
وفيم أنفق، وهذه المفاهيم الإيمانية الاقتصادية تنمي عند الأولاد منذ الصغر: الرقابة
الذاتية، والخشية من الله... فإذا شب الولد على هذه القيم وطبقها في جوانب حياته
كان فردا مستقيما منضبطا بشرع الله في كل معاملاته ومنها الاقتصادية ويعتمد
عليه فيما بعد لإدارة اقتصاد بيته واقتصاد بلده على أسس إيمانية. ( 1 )
ويحاول هذا المقال بيان المقصود بالقيم الاقتصادية،وأبرز القيم الاقتصادية
وكيفية بنائها لدى الأطفال
المقصود بالقيم الاقتصادية: مجموعة القواعد والمعايير التي تدعو الطفل إلى
التحلي بالسلوك الاقتصادي السليم، والتي يحكم بموجبها على سلوك الطفل بأنه
صائب أو خاطئ في ضوء تلك المعايير التي يحددها المجتمع، وفي ضوء ممارسة
الطفل للعادات والنشاطات الاقتصادية الصحيحة التي يتطلبها هذا النوع من القيم
وذلك بمساعدة من يشرف على الطفل ويوجهه ( 2 )
والقيم الاقتصادية تنمو وتزهر بالبيئة المناسبة، كلما تم توفير بيئة مناسبة وخبرات
مخطط لها تساعد الابن على اكتساب خبرات اقتصادية جديدة ومفيدة، فمثلا بيئة
الأسرة التي فيها الوالدان كل منهما يمتلك حصالة ادخارية، فهذا الجو المفعم بالقيم
الاقتصادية يساعد على نمو المفاهيم الاقتصادية بسهولة ويسر لدى أطفالنا ( 3 )
ونظراً لأن القيم الاقتصادية تعتبر مقاييس ومعايير يحكم على السلوك من خلالها
بأنه سليم أو خاطئ فإن محاولة تنميتها عند الطفل بصورة مبكرة يضمن نشأة سليمة
له والتزاماً بأخلاقيات هذه القيم في وقت مبكر من حياته لأن غرس بذورها بشكل
صحيح لديه سينمي عنده ممارسة العادات الجيدة المرتبطة بها بصورة إيجابية
عملية . ( 4 ) . ولعل أهم وظيفة تؤديها القيم الاقتصادية بالنسبة للطفل هي تكوين
اتجاهات وعادات اقتصادية سليمة لديه منذ صغره وغرس البذور الأولية للسلوكيات
الصحيحة فيما يتعلق بمجال التربية وأنماط الاقتصاد والتي ينشأ عليها . ( 5 )
(1) نزار رمضان (2011م):الطفل الاقتصادي ،صحيفة عكاظ السعودية
،العدد3532،17-2 -2011/14-3-1432
(2) هناء الحمود(2010م):دور معلمة الروضة في بناء القيم الاقتصادية لدى أطفال
الرياض ما بين سن (5-6)سنوات ،رسالة ماجستير ،جامعة دمشق ،ص51
(3) نزار رمضان (2011م):الطفل الاقتصادي ،صحيفة عكاظ السعودية
،العدد3532،17-2 -2011/14-3-1432
(4) هناء الحمود(2010م):دور معلمة الروضة في بناء القيم الاقتصادية لدى أطفال
الرياض ما بين سن (5-6)سنوات ،مرجع سابق ،ص72
(5) المرجع السابق ،ص42
أبرز القيم الاقتصادية التي يجب بناؤها لدى الأطفال: من أبرز القيم الاقتصادية
التي يجب بناؤها لدى الأطفال:قيمة الإنفاق ،قيمة الادخار ،قيمة ترشيد الاستهلاك .
*قيمة الإنفاق: إن تنمية قيمة الإنفاق لدى الطفل بشكل مبكر وتعويده الإنفاق
الصحيح سينمي لديه القيم الايجابية المرتبطة بالمال أو الأشياء
ويمكن بناء قيمة الإنفاق لدى الطفل من خلال تعريف الطفل بصورة مبسطة بقيمة
المال وضرورته لشراء الحاجات والمنافع التي يستفيد منها الفرد و إرشاد الطفل
إلى الإنفاق من ملكيته الخاصة منذ الصغر ويتعود الحفاظ على الملكية العامة وعدم
تخريبها، وترتبط بقيمة الإنفاق فيما يتعلق بإنفاق المال قيمة أخرى ملازمة هي قيمة
الأمانة وتشمل : "المحافظة على الحاجات المادية للآخرين والمحافظة على
الممتلكات العامة و الميل إلى تكوين علاقات مع أفراد يتصفون بالأمانة ويمكن أن
يكون من بين الأساليب التي تعود الطفل أن ينفق بأمانة مما يملك : "تنفيره من
السرقة والإنفاق ممالا يملك ،وتعريفه بأضرارها والنتائج المترتبة عليها من خلال
النشاط القصصي ثم إظهار جوانب العقاب التي يتعرض لها السارق ،وإن من
أوجب الواجبات لدعم أخلاقيات الطفولة :أن يتعود القادر اقتطاع جزء من مصروفه
اليومي لمساعدة المحتاجين وأن يتعود الطفل المحافظة على الكتاب المدرسي ليكون
نظيفًا آخر العام لأنه سيرسله إلى أخ له يحتاج إلى الكتب ( 6 )
قيمة الادخار: يعد الادخار وسيلة ضرورية تضمن ترشيد الاستهلاك والحفاظ
على المال والمقتنيات، وتشكل عامل حماية لضمان مستقبل الفرد ، و تتجلى أهمية
بناء الأسس السليمة لقيمة الادخار لدى الطفل كي يتعود عادات الادخار الصحيحة
ويتصرف بشكلٍ صحيح فيما يملك ويمكن للأسرة والمدرسة تنمية قيمة الادخار لدى
الأطفال عن طريق : توجيه الطفل إلى اقتناء حصالة خاصة به في المنزل كي يضع
جزءا من مصروفه فيها، التمثيل عن طريق مسرح العرائس وبشكلٍ مبسط أدوارًا
لحيوانات تدخر طعامها مثل النملة والثعلب الجمل وتستطيع أن تجعل شخصية
النملة مثلًا تتحدث عن ادخار النقود،اصطحاب الطفل لزيارة بنك أو إلى مشروع
خيري ستوضح للطفل مفهوم المال وقيمة الادخار بشكلٍ عملي وتعرفه بأهمية
البنوك للادخار، رواية قصص واقعية للطفل تكرس قيمة الادخار وجعل شخصيات
تلك القصص شخصيات محببة للطفل قريبة منه ( 7 )
ومن البرامج التربوية التي تنمي قيمة الادخار لدى الأطفال برنامج ريالي لأشبال
المدارس ،وهو برنامج الوعي المالي الذي يهدف إلى تعريف الأطفال بأساليب إدارة
وتخطيط أموالهم الخاصة ،وتزويدهم بالمعرفة التي تمكنهم من اتخاذ قرارات مالية
(6) نفسه ،ص59
(7) نفسه ،ص63
سليمة ،وذلك من خلال ورش عمل تفاعلية تهدف إلى إحداث تغيير في سلوك
الأطفال نحو التخطيط المالي والمسؤولية ( 8 )
قيمة ترشيد الاستهلاك: تشمل قيمة ترشيد الاستهلاك تدريب الأطفال على ترشيد
استهلاك الماء والغذاء والطاقة ،وترشيد استخدام الورق والهاتف ،وتنظيم الوقت
،و كل ما يمكن أن يستخدمه الفرد في حياته وقيمة ترشيد الاستهلاك لا تعني بشكل
من الأشكال أن يتصف الفرد بالشح أو البخل ولا الإسراف أو التبذير وإنما تعني أن
يستهلك الفرد في حدود الحاجة التي تكفيه، و يأتي دور الأسرة والمدرسة في تثبيت
هذه القيمة لدى الطفل باغتنام الفرص التي تسمح بإعطاء أمثلة مباشرة أو غير
مباشرة توضح للطفل هذه القيمة . ( 9 )
وختامًا يمكن القول إن على الأسرة والمدرسة دورًا كبيرًا في غرس وبناء القيم
الاقتصادية لدى الأطفال منذ الصغر،وهذا يتطلب تصميم البرامج والفعاليات
والأنشطة من قصص وألعاب ،ممارسات سلوكية ،ونمذجة ومحاكاة والتي من
شأنها المساهمة الفاعلة في تنمية و بناء القيم الاقتصادية لدى الأطفال.
(8) سدكو القابضة (1436 ) برنامج ريالي لأشبال المدارس،الرياض-المملكة العربية
السعودية ، سدكو القابضة ،ص2
(9) هناء الحمود(2010م):دور معلمة الروضة في بناء القيم الاقتصادية لدى أطفال
الرياض ما بين سن (5-6)سنوات ،مرجع سابق ،ص57
التربية على الأفراد تأثيرًا في مختلف الجوانب الاقتصادية والاجتماعية وغيرها
،سواء من حيث كونهم ذوي شخصيات متميزة لها اهتمامًا بالجوانب الاقتصادية
،والواقع الاقتصادي للمجتمعات يفرض مسايرة الأفراد للتغيرات الاقتصادية ،وهذا
يتطلب غرس وبناء القيم الاقتصادية لدى الأطفال منذ الصغر لما لذلك من فوائد
أبرزها التصرفات السليمة المقتصدة ،وإكساب الأطفال منذ الصغر للعادات
والسلوكيات الاقتصادية الصحيحة.
وتلعب الأسرة الدور الأكبر في غرس وبناء القيم الاقتصادية لدى الأطفال منذ
الصغر وتنشئتهم تنشئة اقتصادية سليمة فيتجسد أمام الطفل ما يسمى «القدوة
الاستهلاكية» من خلال سلوك الأم وسلوك الأب. والتربية عملية شاملة تحتوي
الأخلاق والإيمانيات والحلال والحرام وكذلك القيم الاقتصادية وكلما تم غرس القيم
مبكرا كانت أثبت وأنفع لدى الأبناء،ولقد اهتم سلفنا الصالح بذلك، بل كانوا يدربون
الأولاد منذ صغرهم على كيفية الكسب وكيفية الإنفاق، وكيفية إدارة الأعمال؛ فيجب
أن نغرس في معتقدات أبنائنا منذ الصغر بعض المفاهيم الإيمانية ذات الطابع
الاقتصادي منها على سبيل المثال: أن المال الذي معنا ملك لله، وأن هناك آخرة
سوف نقف فيها أمام الله( سبحانه وتعالى) ليحاسبنا عن هذا المال من أين اكتسب
وفيم أنفق، وهذه المفاهيم الإيمانية الاقتصادية تنمي عند الأولاد منذ الصغر: الرقابة
الذاتية، والخشية من الله... فإذا شب الولد على هذه القيم وطبقها في جوانب حياته
كان فردا مستقيما منضبطا بشرع الله في كل معاملاته ومنها الاقتصادية ويعتمد
عليه فيما بعد لإدارة اقتصاد بيته واقتصاد بلده على أسس إيمانية. ( 1 )
ويحاول هذا المقال بيان المقصود بالقيم الاقتصادية،وأبرز القيم الاقتصادية
وكيفية بنائها لدى الأطفال
المقصود بالقيم الاقتصادية: مجموعة القواعد والمعايير التي تدعو الطفل إلى
التحلي بالسلوك الاقتصادي السليم، والتي يحكم بموجبها على سلوك الطفل بأنه
صائب أو خاطئ في ضوء تلك المعايير التي يحددها المجتمع، وفي ضوء ممارسة
الطفل للعادات والنشاطات الاقتصادية الصحيحة التي يتطلبها هذا النوع من القيم
وذلك بمساعدة من يشرف على الطفل ويوجهه ( 2 )
والقيم الاقتصادية تنمو وتزهر بالبيئة المناسبة، كلما تم توفير بيئة مناسبة وخبرات
مخطط لها تساعد الابن على اكتساب خبرات اقتصادية جديدة ومفيدة، فمثلا بيئة
الأسرة التي فيها الوالدان كل منهما يمتلك حصالة ادخارية، فهذا الجو المفعم بالقيم
الاقتصادية يساعد على نمو المفاهيم الاقتصادية بسهولة ويسر لدى أطفالنا ( 3 )
ونظراً لأن القيم الاقتصادية تعتبر مقاييس ومعايير يحكم على السلوك من خلالها
بأنه سليم أو خاطئ فإن محاولة تنميتها عند الطفل بصورة مبكرة يضمن نشأة سليمة
له والتزاماً بأخلاقيات هذه القيم في وقت مبكر من حياته لأن غرس بذورها بشكل
صحيح لديه سينمي عنده ممارسة العادات الجيدة المرتبطة بها بصورة إيجابية
عملية . ( 4 ) . ولعل أهم وظيفة تؤديها القيم الاقتصادية بالنسبة للطفل هي تكوين
اتجاهات وعادات اقتصادية سليمة لديه منذ صغره وغرس البذور الأولية للسلوكيات
الصحيحة فيما يتعلق بمجال التربية وأنماط الاقتصاد والتي ينشأ عليها . ( 5 )
(1) نزار رمضان (2011م):الطفل الاقتصادي ،صحيفة عكاظ السعودية
،العدد3532،17-2 -2011/14-3-1432
(2) هناء الحمود(2010م):دور معلمة الروضة في بناء القيم الاقتصادية لدى أطفال
الرياض ما بين سن (5-6)سنوات ،رسالة ماجستير ،جامعة دمشق ،ص51
(3) نزار رمضان (2011م):الطفل الاقتصادي ،صحيفة عكاظ السعودية
،العدد3532،17-2 -2011/14-3-1432
(4) هناء الحمود(2010م):دور معلمة الروضة في بناء القيم الاقتصادية لدى أطفال
الرياض ما بين سن (5-6)سنوات ،مرجع سابق ،ص72
(5) المرجع السابق ،ص42
أبرز القيم الاقتصادية التي يجب بناؤها لدى الأطفال: من أبرز القيم الاقتصادية
التي يجب بناؤها لدى الأطفال:قيمة الإنفاق ،قيمة الادخار ،قيمة ترشيد الاستهلاك .
*قيمة الإنفاق: إن تنمية قيمة الإنفاق لدى الطفل بشكل مبكر وتعويده الإنفاق
الصحيح سينمي لديه القيم الايجابية المرتبطة بالمال أو الأشياء
ويمكن بناء قيمة الإنفاق لدى الطفل من خلال تعريف الطفل بصورة مبسطة بقيمة
المال وضرورته لشراء الحاجات والمنافع التي يستفيد منها الفرد و إرشاد الطفل
إلى الإنفاق من ملكيته الخاصة منذ الصغر ويتعود الحفاظ على الملكية العامة وعدم
تخريبها، وترتبط بقيمة الإنفاق فيما يتعلق بإنفاق المال قيمة أخرى ملازمة هي قيمة
الأمانة وتشمل : "المحافظة على الحاجات المادية للآخرين والمحافظة على
الممتلكات العامة و الميل إلى تكوين علاقات مع أفراد يتصفون بالأمانة ويمكن أن
يكون من بين الأساليب التي تعود الطفل أن ينفق بأمانة مما يملك : "تنفيره من
السرقة والإنفاق ممالا يملك ،وتعريفه بأضرارها والنتائج المترتبة عليها من خلال
النشاط القصصي ثم إظهار جوانب العقاب التي يتعرض لها السارق ،وإن من
أوجب الواجبات لدعم أخلاقيات الطفولة :أن يتعود القادر اقتطاع جزء من مصروفه
اليومي لمساعدة المحتاجين وأن يتعود الطفل المحافظة على الكتاب المدرسي ليكون
نظيفًا آخر العام لأنه سيرسله إلى أخ له يحتاج إلى الكتب ( 6 )
قيمة الادخار: يعد الادخار وسيلة ضرورية تضمن ترشيد الاستهلاك والحفاظ
على المال والمقتنيات، وتشكل عامل حماية لضمان مستقبل الفرد ، و تتجلى أهمية
بناء الأسس السليمة لقيمة الادخار لدى الطفل كي يتعود عادات الادخار الصحيحة
ويتصرف بشكلٍ صحيح فيما يملك ويمكن للأسرة والمدرسة تنمية قيمة الادخار لدى
الأطفال عن طريق : توجيه الطفل إلى اقتناء حصالة خاصة به في المنزل كي يضع
جزءا من مصروفه فيها، التمثيل عن طريق مسرح العرائس وبشكلٍ مبسط أدوارًا
لحيوانات تدخر طعامها مثل النملة والثعلب الجمل وتستطيع أن تجعل شخصية
النملة مثلًا تتحدث عن ادخار النقود،اصطحاب الطفل لزيارة بنك أو إلى مشروع
خيري ستوضح للطفل مفهوم المال وقيمة الادخار بشكلٍ عملي وتعرفه بأهمية
البنوك للادخار، رواية قصص واقعية للطفل تكرس قيمة الادخار وجعل شخصيات
تلك القصص شخصيات محببة للطفل قريبة منه ( 7 )
ومن البرامج التربوية التي تنمي قيمة الادخار لدى الأطفال برنامج ريالي لأشبال
المدارس ،وهو برنامج الوعي المالي الذي يهدف إلى تعريف الأطفال بأساليب إدارة
وتخطيط أموالهم الخاصة ،وتزويدهم بالمعرفة التي تمكنهم من اتخاذ قرارات مالية
(6) نفسه ،ص59
(7) نفسه ،ص63
سليمة ،وذلك من خلال ورش عمل تفاعلية تهدف إلى إحداث تغيير في سلوك
الأطفال نحو التخطيط المالي والمسؤولية ( 8 )
قيمة ترشيد الاستهلاك: تشمل قيمة ترشيد الاستهلاك تدريب الأطفال على ترشيد
استهلاك الماء والغذاء والطاقة ،وترشيد استخدام الورق والهاتف ،وتنظيم الوقت
،و كل ما يمكن أن يستخدمه الفرد في حياته وقيمة ترشيد الاستهلاك لا تعني بشكل
من الأشكال أن يتصف الفرد بالشح أو البخل ولا الإسراف أو التبذير وإنما تعني أن
يستهلك الفرد في حدود الحاجة التي تكفيه، و يأتي دور الأسرة والمدرسة في تثبيت
هذه القيمة لدى الطفل باغتنام الفرص التي تسمح بإعطاء أمثلة مباشرة أو غير
مباشرة توضح للطفل هذه القيمة . ( 9 )
وختامًا يمكن القول إن على الأسرة والمدرسة دورًا كبيرًا في غرس وبناء القيم
الاقتصادية لدى الأطفال منذ الصغر،وهذا يتطلب تصميم البرامج والفعاليات
والأنشطة من قصص وألعاب ،ممارسات سلوكية ،ونمذجة ومحاكاة والتي من
شأنها المساهمة الفاعلة في تنمية و بناء القيم الاقتصادية لدى الأطفال.
(8) سدكو القابضة (1436 ) برنامج ريالي لأشبال المدارس،الرياض-المملكة العربية
السعودية ، سدكو القابضة ،ص2
(9) هناء الحمود(2010م):دور معلمة الروضة في بناء القيم الاقتصادية لدى أطفال
الرياض ما بين سن (5-6)سنوات ،مرجع سابق ،ص57
