د. أيمن دراوشة - قراءة نقدية في قصة "أحلام جودي" للأطفال.. بقلم رؤى جوني

النص:

تقضي جودي أغلب أوقاتها ساهمة، غالبًا ما تجلس بمفردها تحدق باتجاه جدار أو ترنو نحو غيمة، يثير اهتمامها ضوء شمس منعكس على حائط أو زجاج.

تعيش في عالم حيث الغيوم أحصنة بيضاء تتسابق، وفي يوم آخر تتحول هذه الغيوم، لخراف طائرة تقيم حفلا صاخبًا تزعج جيرانها.

غالبا ما تكون أصوات احتفال الخراف وسباق الجياد البيضاء أعلى من صوت أمها التي تناديها لمساعدتها في أعمال المنزل:

جوددي، يااا جودي لماذا عليّ أن أنادي اسمك مئة مرة قبل أن تجيبي؟

بعد ذلك تذهب لتساعد أمها بصدر رحب ولا تكاد تنتهي من العمل، حتى.. يخطفها مشهد رأته خارج النافذة او كتب مرتبة فوق بعضها من جديد.

وجاءت ليلة من الليالي التي غيرت كثيرًا من مجرى حياة جودي..

فحين توجهت لسريرها، غفت بسرعة تحت لحافها السميك على صوت الريح الخافت، وفجأة استيقظت على صوت لم تميزه، نظرت لساعة الحائط:

إنها الثانية صباحًا،

لا يمكن، الشمس ساطعة وكأنها الظهيرة.

قاطع تفكيرها صوت غريب: "تعالي معي."

كانت جنية صغيرة ملونة " أمسكي بيدي سآخذك لمكان جميل".

ما أن تلامست يداهما حتى وجدت جودي نفسها في الخارج، إنها أمام منزلها لكن والداها لم يكونا هناك،

بيتها كان مختلفًا، لونه أزرق،

كذلك كانت الأشجار زرقاء يغطيها القليل من الثلج.

لا محال لسنا في الشتاء حتى!!

فجأة تحرك ذلك الثلج وأخذ يطير في الهواء متجها نحو جودي، هذا ليس ثلجًا، إنها خراف،

الخراف الطائرة!

رغم أن لا شيء كان منطقيًا، ولكنه كان مألوفًا بالنسبة لجودي.

أحسّت جودي بالعطش، رأت بحيرة من بعيد، وفي طريقها نحو البحيرة شاهدت نملة عملاقة تطارد فيلا صغيرًا!!!

تقريبًا بحجم جودي، لم تستغرب جودي الأمر،

نملة عملاقة كانت تتجه نحوها، وبدون تفكير اتجهت جودي نحو البحيرة بسرعة وقفزت فيها هربًا، كانت تعرف أنّ النمل يكره الماء، ابتعدت النملة وتركت جودي وحدها، الآن تستطيع أن تشرب، لكن أولا كانت تريد الخروج من البحيرة، لم تكد تتحرك حتّى شعرت بشيء يجذبها نحو القاع ...

أخذت تصرخ وتصرخ لكنّها تحت الماء، لم تستسلم كانت تطلب النجدة، لكن من سيستطيع نجدتها، ستغرق جودي مع دموعها وصراخها في البحيرة.

قاطع صراخها اليائس صوت الجنية وهي تقول: هذا هو عالمك يا جودي، وأعطتها ورقة بيضاء ثم مضت دون أن تساعدها.

كان الوقت ينفد، وجودي تحت الماء، إلا أنَّ اليأس كان عدوها الأخطر.. تك .. تك، أحست بأنها تسمع صوت الثواني وهي تمضي.

صاحت بصوت عالي: عرفت ماذا سأفعل.. لقد عرف...وفجأة استيقظت وكأن شيئًا لم يكن...

وبعد أن هدأت أنفاسها توجهت نحو طاولتها ولمست الأوراق الموضوعة على الطاولة، ثم أمسكت قلمًا وهي تخاطب نفسها:" سأنقل أحلامي وأفكار عالمي الجميل لجميع البشر عبر هذه الأوراق."

القراءة:

هذه قصة جميلة، ومليئة بالخيال، والتفاصيل الغريبة، والمثيرة، ويمكن ملاحظة أنَّ القصة تتجاوز الواقع وتستخدم الرموز والرؤى الخاصة بالشخصية الرئيسية "جودي" لتحكي قصة مليئة بالغموض والتشويق.

مما ساعد على إبراز خيال القصة الواسع والأحلام الخاصة بجودي.

استخدمت القاصة الرموز والمشاهد الغريبة مثل الخراف الطائرة والأشجار الزرقاء حيث يضيفان عمقًا إلى القصة، ويشيران إلى عوالم داخلية مختلفة قد تكون موجودة في عقل جودي.

القصة مثيرة ومليئة بالخيال والعناصر الفريدة التي تُظهر عالمًا خاصًا تعيشه شخصية جودي.

الجوانب الإيجابية في القصة:

الخيال والإبداع: تظهر القصة خيالًا وإبداعًا كبيرًا في بناء عالم موازٍ لشخصية جودي، حيث يتداخل الخيال والواقع بشكل جذاب ومثير للاهتمام، وكذلك استخدام الرموز والأحداث الغريبة مثل الخراف الطائرة والأشجار الزرقاء مما أضفى جوًّا فريدًا على القصة.

الغموض والتشويق: يثير السرد الغامض والتشويق حول ماضي وحاضر جودي اهتمام القارئ، حيث تبدو الأحداث مليئة بالغموض والمفاجآت، مما يدفع القارئ للمضي قدمًا في قراءة القصة لمعرفة ما يحدث بعد ذلك.

التفاصيل البصرية الغنية: استخدام الوصف البصري للمشاهد والأحداث يخلق صورًا واضحة في خيال القارئ. الوصف الدقيق لعوالم جودي المختلفة والأشياء المحيطة بها يضيف عمقًا وواقعية للعالم الذي تعيش فيه.

التطور الشخصي: تُظهر القصة تطورًا في شخصية جودي، حيث تبدأ في الحلم والتأمل وتنتقل إلى العمل وتحويل أفكارها إلى كلمات على الورق. هذا التطور يعكس نضوجًا في شخصيتها ويظهر تطورًا في رؤيتها للعالم.

الرسالة الإيجابية: يمكن تفسير القصة على أنها تحمل رسالة إيجابية حول الخيال والتفاؤل. إذ يبدو أن جودي تمتلك قوة إبداعية هائلة تسمح لها بتحويل أحلامها إلى واقع ملموس، مما يمكن أن يلهم القارئ بأنه يمكن تحقيق الأحلام والرؤى.

تلك العناصر آنفة الذكر تجعل القصة جذابة ومثيرة للاهتمام، وتُعطي القارئ فرصة للاستمتاع بالخيال والإبداع الذي تقدمه القصة.

ملاحظات وإرشادات

توضيح الانتقالات والأحداث: يُمكن تحسين الانتقالات بين المشاهد لجعل سير القصة أكثر سلاسة وعلى سبيل المثال، في بعض الأماكن يبدو الانتقال بين الأحداث مفاجئًا، ويمكن أن يتطلب ذلك مزيدًا من التفصيل أو تمهيد للمشهد القادم لجعل التدفق أكثر منسجمًا.

تطوير الشخصيات: يُمكن تعميق الشخصيات بمزيد من التفاصيل حول أهدافهم أو خلفياتهم، مما يساعد القارئ على التعاطف أو الارتباط معهم. على سبيل المثال، يمكن إظهار مزيد من تفاصيل حول حياة جودي اليومية وعلاقتها مع أمها لتعزيز تفهم القارئ لشخصيتها.

التفاصيل والوصف: استخدام تفاصيل أكثر دقة ووصفًا أفضل للمشاهد لجعل العالم الذي يعيش فيه جودي أكثر واقعية. هذا يشمل وصف الظروف الجوية، والأماكن، والأشياء التي تجعل العالم الخيالي أكثر وضوحًا وجاذبية للقارئ.

هذه العناصر يُمكن أن تُحسن من تجربة القارئ وتجعل القصة المثيرة أكثر جاذبية واستيعابًا.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى