دَيرُ الراهبات ...، نَزلَ فُجْأةً مِن السماءِ إلى الأرضِ...؛ خَلقهُ الله بيديه...،
وتجلّى بجلالِ إحداهُنَّ التي ترى كل ليلة في المنام صورةَ شابٍّ على هيئة المسيح، لكنه يُشبه موسى ومحمدا، فتقومُ مفزوعة...!
.
..
لا تدري كيفَ رأتْهُ على هيئةِ يَسوع، وكيف هو يشبه محمدًا وموسى...!
..
حتّى تلقّت رسالة؛ كُتِبَ فيها:
(أُمُنا..
ندعوكِ هذا المساء لمحاورة شابٍّ ليس مسيحيًّا...لكننا نظنُّ أنه على مشارفِ العالمِ الآخر؛ حيث يقول: لم أرَ نبيًّا مخلصًا للدين كالمسيح، فقد جاء غريبًا وظل غريبًا، يمتطي خيول المحبة والغفران بانتظار العودة إلى الرحمن.)
..
فلمَّا حضرتْ، ورأتْ شابَّا في مقتبل العمر، ظنّت أنها تحلم؛ إذ هو مَنْ تراه في الحلم طيلة العشرين عاما الماضية!..
كانَ مشهدًا غريبًا كغُربَةِ الأحلامِ: خوفٌ خشوع، فرحٌ بكاء.. وكائنات حيّة بجوارها. فإلى أي عالم تنتمي هذه اللحظة؟
لهذا اعتذرتْ عن محاورةِ الشاب، بل دعته إلى دارها؛ لتتأكد أن مَن رأته هو هو ..!
..
فلمّا جاء ورأتْهُ.. ابتسمتْ قائلة: أنتَ مسيحِي.. فقال: لا أعرف إلا أني مسلم؛ حيث أبي مسلم وأمي يهوديةٌ هربتْ مع أبي؛ حُبّا في شيءٍ لستُ أعرفه.
فأطرقتْ الراهبة قليلا ثم قالت:
- أنتَ مسيحيي أنا..!
- لا أفهمُ ما تقولين!
- اتّصل بي نورُ يسوع قبل ثلاثين عاما؛ فحملتُ بك... لكنّك وُلدتَ في أرضٍ بعيدة!
- لكن مَنْ ولدني هي أمي اليهودية.
- لو كانت هي مَن ولدتك، فَلِمَ أنتَ هُنا؟ يَستجيبُ نورُك لنوري.. وستشاهدُ كيف ستطيعني وتخضع لي بإرادتك..! فأنا صورة الله لك، وأنتَ البضعة الغريبة مني. وإني آمرك -الآن- بأن تخلع كل ملابسك؛ كي أعمّدكَ بماءٍ من نهر ستعرفه حين تراه..!
..
خلع الشابُ ملابسَه، وجلس القرفصاء في طَستٍ كبيرٍ.. واستسلمَ للراهبة، فبدأت بتحميمه حتى انتهت إلى قلبه، فقبّلته وضغطت عليه حتى أوجعته، ثم أخذت تُتَمْتِمُ بوحيٍ:
"كلماتك -الآن- سلاما.. وحياتك دواءْ.. ستحبُ أعداءكَ وستُطرًد...، فطوبى لك-يا حبيبي- فَلك ملكوت السماءْ"
ثم طلبتْ مِنْه أنْ يُصلّي وهو عريانٌ على شموعِ نورها..؛ كي تَشْهد معه اللحظةَ التي وُلِد فيها.
فأطفأتْ ما تبقى من ضوءٍ؛ لينظر قلبُه بنورها، وأخذتْ برأسِه تَغطّه في ماءِ الطسْت، وهو مستسلم لها.. وحينَ تُخْرِجُ رأسَه تقول:
صلِّ!!
فيجيبُ: لا أعرف.
فتعودُ لتغطّ رأسَه وترفعه قائلة: لابدَّ أن يَلهجَ لسانُكَ بما عُلِّمتَه في غياباتِ نوري.
صَلِّ.
فتغطُّه وترفعه، وتغطه وترفعه، حتى انتفض جسدُه وسقط وأخذتْ روحُه تُصلي:
(يا مَنْ في السموات.. ارفعْ ملكوتي إليكْ، وابْقني حيَّا بلا حياة؛ بابًا ضيّقًا وطريقًا شاقًا يؤدي للحياة، يطوي عن الغرباء غُربتهم؛ فيعيشوا في آلائك مطمئنين بلا أجساد. وها أنا ابنُ الراهبة؛ كنزي تحت قدميها، وسراجُ جسدي عيناها، وحيث قلبي الذي في السماء)
وحينها رجعتْ روحُه؛ فنهضَ جسدُه، وشخصتْ عيناه، فوجدَ السماءَ قد انفتحتْ له؛ حيث الراهبة أمامه: نورٌ يبتسمْ.
فجفّفت جسدَه من البلل، وخلعتْ ملابسها وألبسته إياها وهي تقول:
ألمْ أقل لك إنّكَ مسيحيي أنا.. يا حبيبي.
.
.
.
١ حزيران ٢٠٢٠م
وتجلّى بجلالِ إحداهُنَّ التي ترى كل ليلة في المنام صورةَ شابٍّ على هيئة المسيح، لكنه يُشبه موسى ومحمدا، فتقومُ مفزوعة...!
.
..
لا تدري كيفَ رأتْهُ على هيئةِ يَسوع، وكيف هو يشبه محمدًا وموسى...!
..
حتّى تلقّت رسالة؛ كُتِبَ فيها:
(أُمُنا..
ندعوكِ هذا المساء لمحاورة شابٍّ ليس مسيحيًّا...لكننا نظنُّ أنه على مشارفِ العالمِ الآخر؛ حيث يقول: لم أرَ نبيًّا مخلصًا للدين كالمسيح، فقد جاء غريبًا وظل غريبًا، يمتطي خيول المحبة والغفران بانتظار العودة إلى الرحمن.)
..
فلمَّا حضرتْ، ورأتْ شابَّا في مقتبل العمر، ظنّت أنها تحلم؛ إذ هو مَنْ تراه في الحلم طيلة العشرين عاما الماضية!..
كانَ مشهدًا غريبًا كغُربَةِ الأحلامِ: خوفٌ خشوع، فرحٌ بكاء.. وكائنات حيّة بجوارها. فإلى أي عالم تنتمي هذه اللحظة؟
لهذا اعتذرتْ عن محاورةِ الشاب، بل دعته إلى دارها؛ لتتأكد أن مَن رأته هو هو ..!
..
فلمّا جاء ورأتْهُ.. ابتسمتْ قائلة: أنتَ مسيحِي.. فقال: لا أعرف إلا أني مسلم؛ حيث أبي مسلم وأمي يهوديةٌ هربتْ مع أبي؛ حُبّا في شيءٍ لستُ أعرفه.
فأطرقتْ الراهبة قليلا ثم قالت:
- أنتَ مسيحيي أنا..!
- لا أفهمُ ما تقولين!
- اتّصل بي نورُ يسوع قبل ثلاثين عاما؛ فحملتُ بك... لكنّك وُلدتَ في أرضٍ بعيدة!
- لكن مَنْ ولدني هي أمي اليهودية.
- لو كانت هي مَن ولدتك، فَلِمَ أنتَ هُنا؟ يَستجيبُ نورُك لنوري.. وستشاهدُ كيف ستطيعني وتخضع لي بإرادتك..! فأنا صورة الله لك، وأنتَ البضعة الغريبة مني. وإني آمرك -الآن- بأن تخلع كل ملابسك؛ كي أعمّدكَ بماءٍ من نهر ستعرفه حين تراه..!
..
خلع الشابُ ملابسَه، وجلس القرفصاء في طَستٍ كبيرٍ.. واستسلمَ للراهبة، فبدأت بتحميمه حتى انتهت إلى قلبه، فقبّلته وضغطت عليه حتى أوجعته، ثم أخذت تُتَمْتِمُ بوحيٍ:
"كلماتك -الآن- سلاما.. وحياتك دواءْ.. ستحبُ أعداءكَ وستُطرًد...، فطوبى لك-يا حبيبي- فَلك ملكوت السماءْ"
ثم طلبتْ مِنْه أنْ يُصلّي وهو عريانٌ على شموعِ نورها..؛ كي تَشْهد معه اللحظةَ التي وُلِد فيها.
فأطفأتْ ما تبقى من ضوءٍ؛ لينظر قلبُه بنورها، وأخذتْ برأسِه تَغطّه في ماءِ الطسْت، وهو مستسلم لها.. وحينَ تُخْرِجُ رأسَه تقول:
صلِّ!!
فيجيبُ: لا أعرف.
فتعودُ لتغطّ رأسَه وترفعه قائلة: لابدَّ أن يَلهجَ لسانُكَ بما عُلِّمتَه في غياباتِ نوري.
صَلِّ.
فتغطُّه وترفعه، وتغطه وترفعه، حتى انتفض جسدُه وسقط وأخذتْ روحُه تُصلي:
(يا مَنْ في السموات.. ارفعْ ملكوتي إليكْ، وابْقني حيَّا بلا حياة؛ بابًا ضيّقًا وطريقًا شاقًا يؤدي للحياة، يطوي عن الغرباء غُربتهم؛ فيعيشوا في آلائك مطمئنين بلا أجساد. وها أنا ابنُ الراهبة؛ كنزي تحت قدميها، وسراجُ جسدي عيناها، وحيث قلبي الذي في السماء)
وحينها رجعتْ روحُه؛ فنهضَ جسدُه، وشخصتْ عيناه، فوجدَ السماءَ قد انفتحتْ له؛ حيث الراهبة أمامه: نورٌ يبتسمْ.
فجفّفت جسدَه من البلل، وخلعتْ ملابسها وألبسته إياها وهي تقول:
ألمْ أقل لك إنّكَ مسيحيي أنا.. يا حبيبي.
.
.
.
١ حزيران ٢٠٢٠م