كعادة الطيور، كانت اليمامة ترقد على البيض حتى يفقس، أمَّا زوجها فكان يخرج من العش باكرًا ليحضر الطعام لها.
وأخيرًا.. لقد فقس البيض! وخرج منه يمام صغير له زغب، لونه بني يتماوج مع البيج.
إلا يمامة واحدة كانت خالية من الزغب تمامًا.
فيما بعد عندما كَبُرَ إخوتها، لاحظوا الفرق بينها وبينهم، ونفروا منها.
كانت المسكينة تنزوي وحدها في زاوية العش تبكي؛ وتنظر إلى إليهم يلهون ويلعبون سويًا، وكلما اقتربت منهم ابتعدوا عنها.
عبثًا حاولت الأم أن تجعلها تندمج وتلعب معهم، لكنهم كانوا يزدادون بعدًا عنها.
احتارت الأم ماذا تفعل لصغيرتها، كانت تتأمل أن ينبت لها ريش مع الوقت، إلا أنَّ أملها خاب!
فقدت اليمامة الصغيرة الرغبة في الأكل..
لجأت الأم إلى تلوينها، لكن أصبح شكلها مزريًا جدًّا.
كان إخوتها الصغار قد بدأوا يتعلمون الطيران، وهي جالسةٌ في العش، لا تتحرك من مكانها.
ازداد حزن الأم، وباتت مشغولةُ الفكر هي وزوجها في كيفية مساعدة هذه الصغيرة، جلس الأب معها، وحاول أن يجعلها تتقبل وضعها، قال لها: وماذا يعني أنه لم ينبت لك ريشٌ مثل إخوتك؟! علينا أن نرضى بقضاء الله.
قالت: الحمد لله يا أبي، يكفيني أن لي أبٌ رائعٌ مثلك، وأمٌّ طيبة مثل أمي.
قال الأب: أنت تملكين أرجلًا قوية بإمكانك أن تتمشي على الأغصان، فهي كبيرة، وستسعدين بالنظر إلى الكون وتأمله.
قالت: لا تقلق عليَّ يا أبي.
صار يعلمها أغانٍ قديمة، أوشكت الطيور على نسيانها..
في الصباح ارتدت معطفًا ذا ريشٍ ملون، كان يلمع عند انعكاس الشمس عليه، صنعته لها والدتها كي تتقي به حر الصيف وبرد الشتاء، وغنت تلك الأغاني القديمة بصوتها الجميل، وتردد صوتها في أرجاء الغابة.
حضرت الطيور لتسمع تلك الترانيم الرائعة، رأت يمامة صغيرة تشدو بريشٍ ملون يبهر العيون.
شعرت بسعادة بالغة، عندما رأت كل تلك الطيور تأتي لسماعها يوميًا.
شعر إخوتها بالغيرة، فقمن بإخفاء المعطف الملون، وعندما استيقظت صباحًا لتغني، لم تجده..
كانت الحيوانات والطيور ينتظرونها منذ الفجر ليحظوا بسماع غنائها، والاستمتاع بالنظر إلى ذلك الريش الملون..
لم تستطع الخروج من العش، وجلست تبكي،
احتار والداها ماذا يفعلان لأجلها!
أخيرًا قرر الأب أن يخرج لهم.
كان هناك هرجٌ ومرجٌ لتأخرها عليهم.
قال الأب بأعلى صوته:
يمامتي الصغيرة ستخرج حالًا؛ لتغني لكم، لكن لي شرط؟
صاح أحدهم: إذا كنتم تريدون أجرًا، فنحن مستعدون.
وردد الجميع خلفه: أجل أجل.. أُخرجي واطربينا أيتها اليمامة الجميلة.
صاح الأب: ستخرج لكم حالًا، لكن شرطي هو أن تسمعوها بقلوبكم، وليس بعيونكم!
وأضاف: اتفقنا.
دهشَتْ الطيورُ من كلامه!
إلا أنهم صاحوا جميعًا: اتفقنا اتفقنا!!!
وصفقوا بحرارة شديدة!
خرجت اليمامة وهي تشعر بخوف شديد،
قال لها أبوها: هيا غني ولا تخافي يا بنيتي الحبيبة.
حتى إذا خرجت إليهم، صُدموا عندما رأوها..
صارت ترتجف من شدة الخوف.
قال الأب: غني غني!
رفعت صوتها بالغناء، ولم تتوقف حتى انتهت الأغنية..
وأرادت أن تعود إلى عشها بسرعة.
لكن الحيوانات والطيور أوقفوها وصاحوا عاليًا: نريد أغنية أخرى..
ذلك اليوم، استمرت بالغناء، ونسيت أنها اليمامة القبيحة التي لم ينبت لها ريش..
شاهدها إخوتها وأحضروا لها معطف الريش..
لكنها رفضته، وبقيت أمام الجميع بدون ريش
إلا أنهم شعروا بالخجل من أختهم، واعتذروا منها..
قالت لهم: إنَّ ضربتكم لي جعلتني أكثر قوة يا إخوتي الأعزاء.
وأخيرًا.. لقد فقس البيض! وخرج منه يمام صغير له زغب، لونه بني يتماوج مع البيج.
إلا يمامة واحدة كانت خالية من الزغب تمامًا.
فيما بعد عندما كَبُرَ إخوتها، لاحظوا الفرق بينها وبينهم، ونفروا منها.
كانت المسكينة تنزوي وحدها في زاوية العش تبكي؛ وتنظر إلى إليهم يلهون ويلعبون سويًا، وكلما اقتربت منهم ابتعدوا عنها.
عبثًا حاولت الأم أن تجعلها تندمج وتلعب معهم، لكنهم كانوا يزدادون بعدًا عنها.
احتارت الأم ماذا تفعل لصغيرتها، كانت تتأمل أن ينبت لها ريش مع الوقت، إلا أنَّ أملها خاب!
فقدت اليمامة الصغيرة الرغبة في الأكل..
لجأت الأم إلى تلوينها، لكن أصبح شكلها مزريًا جدًّا.
كان إخوتها الصغار قد بدأوا يتعلمون الطيران، وهي جالسةٌ في العش، لا تتحرك من مكانها.
ازداد حزن الأم، وباتت مشغولةُ الفكر هي وزوجها في كيفية مساعدة هذه الصغيرة، جلس الأب معها، وحاول أن يجعلها تتقبل وضعها، قال لها: وماذا يعني أنه لم ينبت لك ريشٌ مثل إخوتك؟! علينا أن نرضى بقضاء الله.
قالت: الحمد لله يا أبي، يكفيني أن لي أبٌ رائعٌ مثلك، وأمٌّ طيبة مثل أمي.
قال الأب: أنت تملكين أرجلًا قوية بإمكانك أن تتمشي على الأغصان، فهي كبيرة، وستسعدين بالنظر إلى الكون وتأمله.
قالت: لا تقلق عليَّ يا أبي.
صار يعلمها أغانٍ قديمة، أوشكت الطيور على نسيانها..
في الصباح ارتدت معطفًا ذا ريشٍ ملون، كان يلمع عند انعكاس الشمس عليه، صنعته لها والدتها كي تتقي به حر الصيف وبرد الشتاء، وغنت تلك الأغاني القديمة بصوتها الجميل، وتردد صوتها في أرجاء الغابة.
حضرت الطيور لتسمع تلك الترانيم الرائعة، رأت يمامة صغيرة تشدو بريشٍ ملون يبهر العيون.
شعرت بسعادة بالغة، عندما رأت كل تلك الطيور تأتي لسماعها يوميًا.
شعر إخوتها بالغيرة، فقمن بإخفاء المعطف الملون، وعندما استيقظت صباحًا لتغني، لم تجده..
كانت الحيوانات والطيور ينتظرونها منذ الفجر ليحظوا بسماع غنائها، والاستمتاع بالنظر إلى ذلك الريش الملون..
لم تستطع الخروج من العش، وجلست تبكي،
احتار والداها ماذا يفعلان لأجلها!
أخيرًا قرر الأب أن يخرج لهم.
كان هناك هرجٌ ومرجٌ لتأخرها عليهم.
قال الأب بأعلى صوته:
يمامتي الصغيرة ستخرج حالًا؛ لتغني لكم، لكن لي شرط؟
صاح أحدهم: إذا كنتم تريدون أجرًا، فنحن مستعدون.
وردد الجميع خلفه: أجل أجل.. أُخرجي واطربينا أيتها اليمامة الجميلة.
صاح الأب: ستخرج لكم حالًا، لكن شرطي هو أن تسمعوها بقلوبكم، وليس بعيونكم!
وأضاف: اتفقنا.
دهشَتْ الطيورُ من كلامه!
إلا أنهم صاحوا جميعًا: اتفقنا اتفقنا!!!
وصفقوا بحرارة شديدة!
خرجت اليمامة وهي تشعر بخوف شديد،
قال لها أبوها: هيا غني ولا تخافي يا بنيتي الحبيبة.
حتى إذا خرجت إليهم، صُدموا عندما رأوها..
صارت ترتجف من شدة الخوف.
قال الأب: غني غني!
رفعت صوتها بالغناء، ولم تتوقف حتى انتهت الأغنية..
وأرادت أن تعود إلى عشها بسرعة.
لكن الحيوانات والطيور أوقفوها وصاحوا عاليًا: نريد أغنية أخرى..
ذلك اليوم، استمرت بالغناء، ونسيت أنها اليمامة القبيحة التي لم ينبت لها ريش..
شاهدها إخوتها وأحضروا لها معطف الريش..
لكنها رفضته، وبقيت أمام الجميع بدون ريش
إلا أنهم شعروا بالخجل من أختهم، واعتذروا منها..
قالت لهم: إنَّ ضربتكم لي جعلتني أكثر قوة يا إخوتي الأعزاء.