كان أتيليو يصرخ بلكنة إيطاليّة غير مفهومة. يقول إنّ عصفوراً حطّ على كتفه لدقيقة كاملة. لم أعد أذكر ما الذي حدث تحديداً. كان ممدّداً على الأرض يقول لمن أحاطوه إنّ ذكرى العصفور تلك لا تغيب عن باله أبداً. يقول أيضاً إنّه عندما جاء إلى أمّه كي يخبرها بما حدث، كان يصرخ بشكل مزعج جداً فنهرته وأجبرته على التوقف عن الصراخ، فبكى. ثم أجبرته بأن يعيد القصة بهدوء من جديد. وهكذا إذاً، مسح دموعه بكمّيه كما يفعل الأولاد، ثم أخبرها القصة من جديد وقال أشياء جميلة جدّاً عن السماء والنّعم وعن العصافير التي تختارنا دوناً عن غيرنا من أطفال الحديقة لتحطّ على أكتافنا. لم أعد أذكر ما الذي قاله تحديداً. لكنّه قال أجمل ما سمعته في حياتي يوماً، ربّما. وكانت المرة الأولى التي أنتبه فيها إلى قدرة كلام بسيط عن السّماء والعصافير أنّ يُبكيني.
***
أمّا أنا فلا أجيد سوى البكاء. وأجيد الحكي أحياناً. وأحيانا أخرى لا، غالباً ما تكون هي الغالبة. أما أنا فلست من أولئك الذين ينامون نوماً عميقاً ولا يحلمون بشيء على الإطلاق، لكنهم نفسهم في الصباح حينما يستيقظون يروون دائماً أحلاماً ساحرة.
أمي تقول "الملافظ سعد". لا أعرف من أين أتت بشيء كهذا. لكنّها تقول أيضاً إنّ الحكي الحلو يعود بالسعادة إلى صاحبه. أنا أقول أشياء كثيرة، رغم أنني لست من أولئك الذي يجيدون قصّ حكايا ساحرة في الصباح. لكني أحاول. أحاول فعل ذلك كتمرين على رتي ثقوب القلب التي أسميناها خيبات أمل. أحاول لأنّ الحكي الحلو يعود بالسعادة إلى صاحبه.
غالباً ما أشعر بأنّ ما أقوله، كان قد سبقني على قوله أحد غيري. لكنّ لا يهمّ. ما دمت أعيد الكلام، وأصيّره من جديد فالكلام إذاً يصير لي. لي أنا وحدي. لماذا أكتب؟ لكي يصير الكلام ملكي. أشير إلى الحكي وأقول هذا الحكي لي. ولي أنا أن أفعل به ما أشاء. لماذا أكتب؟ لأنّي بذلك أملئ ثقوب قلبي الصغيرة وبذلك أنجو به كاملاً متعافياً بانتظار الخيبة التّالية.
أنا أتيليو دي جيوفاني. أملك لكنة ريفية. أحاول أحياناً قصّ حكايا عن العصافير التي تختارنا دوناً عن غيرنا من أولاد الحديقة. لكني لا أفلح دائماً في فعل ذلك. وعندما لا أفعل أبكي ثم أمسح دموعي بكميّ، ثم أحاول من جديد. أحياناً أصرخ أحياناً أبكي وأحياناً أتمتم كلاماً جميلاً في كفيّ كما يفعلون بكلام الصلاة. أحياناً تطير العصافير. وأحياناً تحط على كتفي من جديد، أنا وحدي، دوناً عن غيري من أولاد الحديقة.
***
أمّا أنا فلا أجيد سوى البكاء. وأجيد الحكي أحياناً. وأحيانا أخرى لا، غالباً ما تكون هي الغالبة. أما أنا فلست من أولئك الذين ينامون نوماً عميقاً ولا يحلمون بشيء على الإطلاق، لكنهم نفسهم في الصباح حينما يستيقظون يروون دائماً أحلاماً ساحرة.
أمي تقول "الملافظ سعد". لا أعرف من أين أتت بشيء كهذا. لكنّها تقول أيضاً إنّ الحكي الحلو يعود بالسعادة إلى صاحبه. أنا أقول أشياء كثيرة، رغم أنني لست من أولئك الذي يجيدون قصّ حكايا ساحرة في الصباح. لكني أحاول. أحاول فعل ذلك كتمرين على رتي ثقوب القلب التي أسميناها خيبات أمل. أحاول لأنّ الحكي الحلو يعود بالسعادة إلى صاحبه.
غالباً ما أشعر بأنّ ما أقوله، كان قد سبقني على قوله أحد غيري. لكنّ لا يهمّ. ما دمت أعيد الكلام، وأصيّره من جديد فالكلام إذاً يصير لي. لي أنا وحدي. لماذا أكتب؟ لكي يصير الكلام ملكي. أشير إلى الحكي وأقول هذا الحكي لي. ولي أنا أن أفعل به ما أشاء. لماذا أكتب؟ لأنّي بذلك أملئ ثقوب قلبي الصغيرة وبذلك أنجو به كاملاً متعافياً بانتظار الخيبة التّالية.
أنا أتيليو دي جيوفاني. أملك لكنة ريفية. أحاول أحياناً قصّ حكايا عن العصافير التي تختارنا دوناً عن غيرنا من أولاد الحديقة. لكني لا أفلح دائماً في فعل ذلك. وعندما لا أفعل أبكي ثم أمسح دموعي بكميّ، ثم أحاول من جديد. أحياناً أصرخ أحياناً أبكي وأحياناً أتمتم كلاماً جميلاً في كفيّ كما يفعلون بكلام الصلاة. أحياناً تطير العصافير. وأحياناً تحط على كتفي من جديد، أنا وحدي، دوناً عن غيري من أولاد الحديقة.