أكملتُ اليوم للمرّة الثانية، قراءة النصّ الروائي"رسول الفضّة" للكاتب الجزائري: الشاعر، والروائي، والمترجم أحمد عبد الكريم.
صدرت هذه الرواية بعد صدور روايات أخرى سابقا للمبدع أحمد عبد الكريم، الرواية الجديدة صدرت عن دار الحكمة بالجزائر سنة 2023 بدعْمٍ من وزارة الثقافة، وعُرضت في المعرض الدولي للكتل الأخير بالجزائر.. رواية من الحجم المتوسّط في 173 صفحة، مَنْ يقرأ الرواية بتروٍّ، وبتعمّقٍ لا يشاطر كاتبها رأيه عندما يقول:
«إنّ هذه الرواية ليست سيرة للشاعر عبد الله بن كريو؛ بقدْر ما هي عملٌ تخييلي هدفه الاقتراب من زمن الشاعر، وروحه. ص:173»
لئن كان النصّ الروائي "رسول الفضّة " الذي بين أيدينا شخصيتُه الرئيسة الشاعر المتمرّد على السلطات الفرنسية، العاشق الولهان لفاطنة الزعنونية ابنة أكبر الباشاغوات المُنًصّب من طرف السلطات الفرنسية على مدينة الأغواط.
فإنها نصٌّ من الثراء الإبداعي، الجمالي، والتاريخي الفكري:
1 ــ تتحدّثُ الرواية عن تفاصيل حياة الشاعر الشعبي عبد الله بن كريو الشاعر، الثائر، المعروف بقصائده الثريّة في أشكال التعبير الجمالي التي سحرت المطربين في عهده كي يلحنوها ويغنوها في الأسواق، وفي المناسبات الأسرية، ويحفظها عُشّاق الشعر، ويتسامرون بها في مجالسهم.
نصٌّ ماتعٌ، باذخٌ لا يكتفي:
1ــ بالشعر، بل بمكوّنات الجمال والفنون، التي يهفو إليها عُشّاق الطرب، واللّحن الجميل، والمفتونين بسحر الشاعر العاشق عبد الله بن كريّو، وبصديقه المغني الجوّال النعيمي الذي يجوب أطراف الصحراء: أسواقها، ومواسمها، وأعراسها، ووعداتها مُردّدًا قصائد الحبّ، واللوعة، ومكابدة الهجر، والنكران لفحول الشعر الملحون، يدفع حياته ذبْحًا في إحدى الحلقات برحبة سوق " بريزينية" وهو يؤدي ألحانه الجميلة مردّدا كلمات صديقه الشاعر الكبير عبد الله بن كريّو، ترك حزنًا كبيرا لدى الحاضرين، ولدى الأصدقاء، بلقاسم لبجاوي الشاعر القادم من عروس البحر الأبيض المتوسط " عين الحمام" ببجاية، إلى الأغواط التي فتنته الصحراء، وأغرته طيبةُ أهلها، وقد آثر حياة التيه والترحال، مُتّخذا تجارة الفضة، والحلي، وملابس النساء وسيلة للعيش، مجال تحرّكه رحْبٌ، ناشرا الجمال والفنون إلى جانب صديقيْه الشاعر عبد الله بن كريو، والقاضي الشاعر الجودي المبروك.
لئن وُسم بلقاسم البجاوي بأنه " رسول الفضّة"، وناشر الجمال والفنون من بيعه الحلي، والملابس النسائية، ومرافقته للشعر، والشعراء، والغناء الطّربي، فغير بعيد كان الرّسّام الفرنسي حينذاك ثم الجزائري المسلم إيتيان دينيه يرسم لوحته في سوق بريزينة، أمام المتسوّقين
2 ـــ فجائعية التاريخ، " عام الخَلْية".. تدور أحداث الرواية، في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ومطلع القرن العشرين، في مدينة الأغواط التي تعرضت لأكبر مجزرة اقـترفها الاستعمار الفرنسي، أثناء محاولته اقتحام المدينة المقاومة، فأباد أكثر من ثلثي سكانها بواسطة غاز “الكلوروفورم” السام، حتى سمّي عام 1852 “عام الخلية” بسبب الخراب الذي حلّ بالمدينة، قال أحد العساكر الذين شاركوا في مذبحة الأغواط:
«عندما اقتحمنا المدينة، وسيطرنا عليها، هدّمنا ضريح المرابط، دفعْـنا إليه قطعة من المدفعية، أحْدثـنا ثغرة في الجدار، ثم فتحنا النار على البُــرج الشرقي.»
«ما يزيد عن ألفيْن ومئات الجُثث عُثِر عليها في الأيام التالية، أكثر من ثلثيها داخل المدينة، ما يعني أنّ حرْب الشوارع كانت على أشدّها، يُصاب فيها الإنسان بالجنون. ص: 04»
3 ــ تسْردُ الرواية لوعة الحب التي عاشها الشاعر عبد الله بن كريو. مع فاطنة الزعنونية بنت أحد أكبر باشاغاوات مدينة الأغواط، المُخلص للسلطة الفرنسية الاستعمارية، والمُدعّم من الحاكم العسكري بالأغواط ؛ لكن التقاليد العربية في الصحراء الجزائرية رفضت تزويجه بها، بسبب تغَـزُّلِه بها في شعْره، إذ تمّ نفْـيُه من طرف السلطات الاستعمارية إلى مدينة المنيعة الصحراوية، التي تعرض فيها إلى مضايقات وتضييق عاد بعدهما إلى مدينته الأغواط، ليطلب يد فاطنة التي طلقت من زوجها مرة ثانية، لكن والدها رفض زواجه بها.
بعد سنوات من البطالة، نُقـل من جديد للعمل كقاضٍ للمالكية في مدينة غرداية، وفيها تعرّض لحادث سقوط من السطح، تسبّب في إصابته بالعمى، وقد عاد إلى مدينته الأغواط أعمى، وفي آخر حياته قام بحرق كتبه.
الرواية لِشاعرٍ، ورسّامٍ، ومترجمٍ، وروائي، وناشط ثقافي، وأصيل منطقة ثرية طبيعيا بالجمال، والمآثر التاريخية والدينية، والحركة الثقافية المعاصرة، والمبدعين، والمثقفين، وصانعي الجمال، والفنون..إنها حاضرة بوسعادة.
من خلال السرد لهذه الرواية يكتشف القارئ أن هذا النصّ السّردي يأتي في سياق الرواية السيرية، التاريخية: سيرة الشخصية الرئيسة الشاعر القدير، الشاعر العاشق، المظلوم عبد الله بن كريو؛ ورفيقه الحميم التاجر الرحالة، "رسول الفضة" بلقاسم البجاوي الذي ذهب ضحية غيرة التجار اليهود بدعْمٍ من الحاكم العسكري الفرنسي، وصديقهما المغني، عاشق الشعر، والإيقاع الموسيقي، واللحن الجميل، القتيل ضحية التقاليد والعادات العربية.. رواية تاريخية تؤرخ لمأساة اكتساح مدينة الأغواط من الاستعمار الفرنسي في بداية منتصف القرن التاسع عشرة، وتراجيديا القضاء على ثلثي سكانها بأبشع الأساليب.
الفضاء الشعري الرّحب، في النصّ الروائي لمؤلف هذه الرواية" رسول الفضة" واضحٌ، كما جمالية اللغة، والأسلوب، والبناء الفنّي.،
من نصّ الرواية ص: 08:
(...مسحَ الرّسّام السوقَ بعيْنيْه، رفع بصره إلى قرص الشمس، وأعطاه ظهره، اختار جدار الفندق العالي كخلفية للوحته، نصب مسنده في وسط السوق قبالة خيمتين صغيرتين مهترئتين، تُستعملان كمحلّين، بهما بقولٌ، وأعشابٌ، وخضروات، و...)
ومن صفحة: 10
{... لا أحد كان يظنّ أن" بريزنية" الواحة الصحراوية الهادئة " البرّ الزّين" كما يقولون عنها ستكون مسرحًا لهذه الجريمة الشنعاء، جريمة قتْل النعيمي، المدّاح التي اهتزّت لها الصحراء، وتناقلها المسافرون، والرّوّاة في كل الأسواق.
يا له من قدرٍ بائسٍ أن تنتهي حياة هذا المغنّي الجوّال، هذه النهاية المأساوية.)
ومن صفحة 24
( ... ففرّ من قريته " عين الحمام"، وهام على وجهه في كل البلاد حتى وصل إلى تونس. كان كالتروبادور الجوّال، ليس له من رفيق يؤنسه سوى عصاه، يعاقر الخمر، والحشيش. يقرأ أشعاره ارتجالًا، ولا يعيدها مرّتيْن.
من الصفحة 34
( بعد أن دكّ حصونها بالمدفعية التي كانت محشوّة بالكلور وفورم السّام عاث الجنرال في الأرض قتْلًا للأرواح، وتخريبًا للبيوت، والمساكن، وحرْقًا للأخضر من الحدائق، والواحات، ولليابس أيضًا.
خُرّبت جنائن الأغواط التي كانت سرّ فتنتها، وهُدّمت بيوتها حتى كادت أن تُمحى من الوجود؛ لذلك ما زال الأغواطيون يُسمّونه عام " الخَلْيَة"، لأن المدينة صارت خرابًا، خلت ، وصارت مسرحًا للموت، والعدم ، وكادت تُصْبح أثرًا بعد عيْنٍ.)
رواية ماتعةٌ تميّزت بأسلوب سلسٍ، رقراق اتّــكأ على حكائية مُشبعة بمخزون لغوي ثريٍّ، عربي، بلاغي يؤكد قدرة الكاتب، الشاعر، الفنّان، الروائي أحمد عبد الكريم على تطويع اللغة ، وتوظيف مكوّناتها، واستنهاض جمالياتها.
صدرت هذه الرواية بعد صدور روايات أخرى سابقا للمبدع أحمد عبد الكريم، الرواية الجديدة صدرت عن دار الحكمة بالجزائر سنة 2023 بدعْمٍ من وزارة الثقافة، وعُرضت في المعرض الدولي للكتل الأخير بالجزائر.. رواية من الحجم المتوسّط في 173 صفحة، مَنْ يقرأ الرواية بتروٍّ، وبتعمّقٍ لا يشاطر كاتبها رأيه عندما يقول:
«إنّ هذه الرواية ليست سيرة للشاعر عبد الله بن كريو؛ بقدْر ما هي عملٌ تخييلي هدفه الاقتراب من زمن الشاعر، وروحه. ص:173»
لئن كان النصّ الروائي "رسول الفضّة " الذي بين أيدينا شخصيتُه الرئيسة الشاعر المتمرّد على السلطات الفرنسية، العاشق الولهان لفاطنة الزعنونية ابنة أكبر الباشاغوات المُنًصّب من طرف السلطات الفرنسية على مدينة الأغواط.
فإنها نصٌّ من الثراء الإبداعي، الجمالي، والتاريخي الفكري:
1 ــ تتحدّثُ الرواية عن تفاصيل حياة الشاعر الشعبي عبد الله بن كريو الشاعر، الثائر، المعروف بقصائده الثريّة في أشكال التعبير الجمالي التي سحرت المطربين في عهده كي يلحنوها ويغنوها في الأسواق، وفي المناسبات الأسرية، ويحفظها عُشّاق الشعر، ويتسامرون بها في مجالسهم.
نصٌّ ماتعٌ، باذخٌ لا يكتفي:
1ــ بالشعر، بل بمكوّنات الجمال والفنون، التي يهفو إليها عُشّاق الطرب، واللّحن الجميل، والمفتونين بسحر الشاعر العاشق عبد الله بن كريّو، وبصديقه المغني الجوّال النعيمي الذي يجوب أطراف الصحراء: أسواقها، ومواسمها، وأعراسها، ووعداتها مُردّدًا قصائد الحبّ، واللوعة، ومكابدة الهجر، والنكران لفحول الشعر الملحون، يدفع حياته ذبْحًا في إحدى الحلقات برحبة سوق " بريزينية" وهو يؤدي ألحانه الجميلة مردّدا كلمات صديقه الشاعر الكبير عبد الله بن كريّو، ترك حزنًا كبيرا لدى الحاضرين، ولدى الأصدقاء، بلقاسم لبجاوي الشاعر القادم من عروس البحر الأبيض المتوسط " عين الحمام" ببجاية، إلى الأغواط التي فتنته الصحراء، وأغرته طيبةُ أهلها، وقد آثر حياة التيه والترحال، مُتّخذا تجارة الفضة، والحلي، وملابس النساء وسيلة للعيش، مجال تحرّكه رحْبٌ، ناشرا الجمال والفنون إلى جانب صديقيْه الشاعر عبد الله بن كريو، والقاضي الشاعر الجودي المبروك.
لئن وُسم بلقاسم البجاوي بأنه " رسول الفضّة"، وناشر الجمال والفنون من بيعه الحلي، والملابس النسائية، ومرافقته للشعر، والشعراء، والغناء الطّربي، فغير بعيد كان الرّسّام الفرنسي حينذاك ثم الجزائري المسلم إيتيان دينيه يرسم لوحته في سوق بريزينة، أمام المتسوّقين
2 ـــ فجائعية التاريخ، " عام الخَلْية".. تدور أحداث الرواية، في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ومطلع القرن العشرين، في مدينة الأغواط التي تعرضت لأكبر مجزرة اقـترفها الاستعمار الفرنسي، أثناء محاولته اقتحام المدينة المقاومة، فأباد أكثر من ثلثي سكانها بواسطة غاز “الكلوروفورم” السام، حتى سمّي عام 1852 “عام الخلية” بسبب الخراب الذي حلّ بالمدينة، قال أحد العساكر الذين شاركوا في مذبحة الأغواط:
«عندما اقتحمنا المدينة، وسيطرنا عليها، هدّمنا ضريح المرابط، دفعْـنا إليه قطعة من المدفعية، أحْدثـنا ثغرة في الجدار، ثم فتحنا النار على البُــرج الشرقي.»
«ما يزيد عن ألفيْن ومئات الجُثث عُثِر عليها في الأيام التالية، أكثر من ثلثيها داخل المدينة، ما يعني أنّ حرْب الشوارع كانت على أشدّها، يُصاب فيها الإنسان بالجنون. ص: 04»
3 ــ تسْردُ الرواية لوعة الحب التي عاشها الشاعر عبد الله بن كريو. مع فاطنة الزعنونية بنت أحد أكبر باشاغاوات مدينة الأغواط، المُخلص للسلطة الفرنسية الاستعمارية، والمُدعّم من الحاكم العسكري بالأغواط ؛ لكن التقاليد العربية في الصحراء الجزائرية رفضت تزويجه بها، بسبب تغَـزُّلِه بها في شعْره، إذ تمّ نفْـيُه من طرف السلطات الاستعمارية إلى مدينة المنيعة الصحراوية، التي تعرض فيها إلى مضايقات وتضييق عاد بعدهما إلى مدينته الأغواط، ليطلب يد فاطنة التي طلقت من زوجها مرة ثانية، لكن والدها رفض زواجه بها.
بعد سنوات من البطالة، نُقـل من جديد للعمل كقاضٍ للمالكية في مدينة غرداية، وفيها تعرّض لحادث سقوط من السطح، تسبّب في إصابته بالعمى، وقد عاد إلى مدينته الأغواط أعمى، وفي آخر حياته قام بحرق كتبه.
الرواية لِشاعرٍ، ورسّامٍ، ومترجمٍ، وروائي، وناشط ثقافي، وأصيل منطقة ثرية طبيعيا بالجمال، والمآثر التاريخية والدينية، والحركة الثقافية المعاصرة، والمبدعين، والمثقفين، وصانعي الجمال، والفنون..إنها حاضرة بوسعادة.
من خلال السرد لهذه الرواية يكتشف القارئ أن هذا النصّ السّردي يأتي في سياق الرواية السيرية، التاريخية: سيرة الشخصية الرئيسة الشاعر القدير، الشاعر العاشق، المظلوم عبد الله بن كريو؛ ورفيقه الحميم التاجر الرحالة، "رسول الفضة" بلقاسم البجاوي الذي ذهب ضحية غيرة التجار اليهود بدعْمٍ من الحاكم العسكري الفرنسي، وصديقهما المغني، عاشق الشعر، والإيقاع الموسيقي، واللحن الجميل، القتيل ضحية التقاليد والعادات العربية.. رواية تاريخية تؤرخ لمأساة اكتساح مدينة الأغواط من الاستعمار الفرنسي في بداية منتصف القرن التاسع عشرة، وتراجيديا القضاء على ثلثي سكانها بأبشع الأساليب.
الفضاء الشعري الرّحب، في النصّ الروائي لمؤلف هذه الرواية" رسول الفضة" واضحٌ، كما جمالية اللغة، والأسلوب، والبناء الفنّي.،
من نصّ الرواية ص: 08:
(...مسحَ الرّسّام السوقَ بعيْنيْه، رفع بصره إلى قرص الشمس، وأعطاه ظهره، اختار جدار الفندق العالي كخلفية للوحته، نصب مسنده في وسط السوق قبالة خيمتين صغيرتين مهترئتين، تُستعملان كمحلّين، بهما بقولٌ، وأعشابٌ، وخضروات، و...)
ومن صفحة: 10
{... لا أحد كان يظنّ أن" بريزنية" الواحة الصحراوية الهادئة " البرّ الزّين" كما يقولون عنها ستكون مسرحًا لهذه الجريمة الشنعاء، جريمة قتْل النعيمي، المدّاح التي اهتزّت لها الصحراء، وتناقلها المسافرون، والرّوّاة في كل الأسواق.
يا له من قدرٍ بائسٍ أن تنتهي حياة هذا المغنّي الجوّال، هذه النهاية المأساوية.)
ومن صفحة 24
( ... ففرّ من قريته " عين الحمام"، وهام على وجهه في كل البلاد حتى وصل إلى تونس. كان كالتروبادور الجوّال، ليس له من رفيق يؤنسه سوى عصاه، يعاقر الخمر، والحشيش. يقرأ أشعاره ارتجالًا، ولا يعيدها مرّتيْن.
من الصفحة 34
( بعد أن دكّ حصونها بالمدفعية التي كانت محشوّة بالكلور وفورم السّام عاث الجنرال في الأرض قتْلًا للأرواح، وتخريبًا للبيوت، والمساكن، وحرْقًا للأخضر من الحدائق، والواحات، ولليابس أيضًا.
خُرّبت جنائن الأغواط التي كانت سرّ فتنتها، وهُدّمت بيوتها حتى كادت أن تُمحى من الوجود؛ لذلك ما زال الأغواطيون يُسمّونه عام " الخَلْيَة"، لأن المدينة صارت خرابًا، خلت ، وصارت مسرحًا للموت، والعدم ، وكادت تُصْبح أثرًا بعد عيْنٍ.)
رواية ماتعةٌ تميّزت بأسلوب سلسٍ، رقراق اتّــكأ على حكائية مُشبعة بمخزون لغوي ثريٍّ، عربي، بلاغي يؤكد قدرة الكاتب، الشاعر، الفنّان، الروائي أحمد عبد الكريم على تطويع اللغة ، وتوظيف مكوّناتها، واستنهاض جمالياتها.