د. فريدة إبراهيم - جماليات السرد في رواية "الشتات" للكاتب مجدي جعفر

مدخل تمهيدي

تدور أحداث رواية "الشتات"في قرية العايق التي أسسها "النهري العايق" أحد شخصيات الرواية وقد شاركت عائلته في ثورة عرابي وبعد هزيمته عاقب المحتل الانجليزي والخديوي باشا عائلة العايق، فجردت من أملاكها وألقابها المتوارثة باعتبارها سليلة أسرة علوية، فتشتت في أنحاء البلاد. فيما بعد استطاع "النهري العايق" استعادة أمجاد عائلته ولمّ شملها حول البركة الواقعة بين الزقازيق والمنصورة، واستصلح الأرض، وزرع شجرة القطن، فتجمع الناس حول البركة التي صارت تسمى قرية العايق، وحول البركة نسجت حكايات عجيبة.

غاص الكاتب في العالم المثيولوجي لأهل القرى، المليء بحكايات الجن والعفاريت، وبالتوازي مع ذلك رصد فترات تاريخية مختلفة للوطن منذ الاحتلال الانجليزي والخديوي باشا، وقيام ثورة عرابي وما تلاها من محاولات للتخلص من الاحتلال، كما طرح قضايا التفاوت الطبقي، والصراع القائم بين أطياف المجتمع الواحد؛ مسلمين ومسيحيين.

تنقسم رواية "الشتات" إلى فصلين، وكل فصل ينقسم إلى وقفات مرقمة، واعتمدت في سردها على تقنية الراوي الخارجي الغائب عن القصة التي يرويها، يحلل دواخل الشخصيات ويصفها من الخارج، يروي بضمير الغائب وهو عليم بكل شيء، ولا يبرر مصدر معلوماته ما يؤدي أحيانا إلى إسقاط القناع عنه، ليكشف صوت المؤلف، لذلك يقرنه "توماشفسكي" بالمؤلف(1). يتنازل الراوي في مواضع كثيرة للشخصيات ليسلمها زمام السرد مما يقلل من هيمنته، لكنه يظل محافظا على وظيفة تأطير السرد والتعليق عليه. ما يلاحظ على الرواية أنها لا تعتمد على بطل واحد، فكل شخصياتها تتضافر لتقدم الأحداث وتدفع بها إلى الأمام حتى بلوغ النهاية.

سندرس في رواية "الشتات"بعض التقنيات الفنية التي تشكّل سمات مهيمنة تضفي على السرد جمالية واضحة، وسنستعين برواية"على شفا حفرة"كلما استدعى الأمر ذلك باعتبار أن هذه الأخيرة تمثل الجزء


1

الأول المكمل لرواية "الشتات". سنركز في دراستنا على: العتبات النصية من خلال البدايات والنهايات الروائية، ثم دور المكان ودلالته في الرواية من خلال المكان/الوطن، المكان كقيمة اجتماعية، المكان الطارد، وعجائبية المكان، وأخيرا، جمالية اللغة الروائية من خلال لغة السرد، ولغة الحوار.



أولا/ العتبات النصية

تمثل العتبات النصية، مداخل مؤطرة لاشتغال النص وتداوله، بحيث تمنح القارئ تصورا مسبقا للنص(2) والعتبة حسب"ج.جينيت" هي كل ما يجعل من النص كتابا يقترح ذاته بصفته كذلك على قرائه، وبصفة عامة على الجمهور(3)، وتشمل: الغلاف، العنوان، الإهداء، التصدير، البدايات، النهايات...




1/ جماليات البداية الروائية في روايتي "على شفا حفرة" و"الشتات"

تمثل البداية الروائية مفتتح النص الذي قد يحمل نواة النص الروائي ككل، أو يكون تمهيدا لما سيحدث لاحقا، وينبغي على البدايات الروائية أن تجذب القارئ وتحفزه على مواصلة القراءة(4)، وربما هذا ما فطن له كاتب رواية "الشتات"، و"على شفا حفرة"، فالبدايتان متميزتان ولن أبالغ إذا قلت بأنهما كانتا السبب في جذبي إلى العملين لإكمالهما في فترة وجيزة.

والحديث عن البدايات الروائية، يطرح قضية نقدية إشكالية، تتمثل في افتقاد الناقد أو الباحث إلى معايير وضوابط نصية دقيقة تشكل مرجعية يمكن الاستناد إليها في البحث عن حدود البداية في الخطاب الروائي(5)، فقد تطول البداية الروائية، فتمتد إلى فصل كامل، وقد تقصر فتكون عبارة عن الجملة الأولى، أو الفقرة الأولى من الرواية.

ومن منظورنا الخاص رأينا أن الجزء الأول من رواية "على شفا حفرة" المقسمة إلى ثلاثة أجزاء، يمثل البداية الكلية للروايتين معا لأنه جاء كتمهيد احتوى على لمحات تعريفية بشخصيات الروايتين والتعريف بالأماكن، وببعض الأحداث التي سيفصل فيها لاحقا. تمتد البداية الروائية في رواية "على شفا حفرة"من الصفحة السابع إلى الصفحة السادس والسبعين، حيث يقدم الراوي منذ الجملة الأولى المكان الذي تجري فيه أحداث الروايتين، وبالتالي يمكن تسميتها بالبداية المكانية، فهي تقدم وصفا للبركة، وكيف تشكلت عبر العصور إلى أن صارت تسمى قرية العايق، يضفي الراوي على وصفه للمكان مسحة من


2

الغموض منحت السرد طابعه الجمالي المميز، ليحقق بذلك وظيفة الإغراء وجذب القارئ منذ الوهلة الأولى. يقول:"لا أحد يعرف تحديدا سر هذا المنخفض الأرضي الكبير، في تلك المنطقة التي تقع ما بين المنصورة والزقازيق... يمتلئ بالماء الراكد أبدا، لا تنقص منه السنون، ولا يجف ولا يتبخر ولا أحد يعرف كيف يتجدد ليحافظ على منسوبه ثابتا؟...َمن قائل بأنه منذ أيام محمد علي...منذ أن بدأ في شق الترع، وحفر المصارف، فتسرب الماء من الترع والمصارف إلى هذه الأرض المنخفضة، وتشكلت البركة، ونمت أشجار الغاب.."(6). ثم يقدم شخصيات الرواية:"أم الفقرية" وحكايتها مع الجني الساكن في البركة ووالد ابنتها"الفقرية"، شخصية"عبده العايق"، وعمه "النهري العايق" وزوجته وأولاده، وشخصية جرجس التاجر المسيحي، وشخصية معزوزة زوجة أحمد الطيب وحكايتها مع الجني الساكن في البركة الذي تقتله لتحرر زوجها منه إيذانا منها بتطهير المكان من دنس شوه القرية، وألحق الأذى بأهلها.

يتصف المحكي الافتتاحي في رواية "على شفرة حفرة" بالطابع العجائبي الموغل في المثيولوجيا الشعبية التي تؤمن بعالم الجن والعفاريت الذين يسكنون البركة ويستدرجون النساء والرجال، فتكثر الحكايات والقصص العجيبة التي يتناقلها أهل القرية.

تمتد هذه القصص العجيبة إلى البداية الروائية لرواية "الشتات" التي تشغل الصفحات الست الأولى

منها، حيث نغوص مع الكاتب في عالم السحر والشعوذة مفتتحا الرواية بقدوم شخصية مجهولة إلى القرية ، يقول الراوي في الجملة الأولى:"طبّ على القرية، لا أحد يدري متى؟ ولا كيف؟"(7)، وهي جملة تثير حالة من الغموض والتساؤل، وقد انتقى الكاتب فعل"طب"من العامية المصرية لما لها من وقع على القارئ المحلي، ففعل"طب" يوحي أن القادم جاء فجأة، وينفتح الفعل على الزمن الماضي حين جاء هذا الرجل المسن إلى القرية، دون أن يدري أحد متى جاء أو كيف، والمتعارف عليه أن أهل القرى يعرفون الداخل إلى قريتهم والخارج منها، فمن هو هذا المجهول الذي يصفه الراوي:"رجل مسن، رث الثياب، ذقته بيضاء مرسلة بغير عناية، منكوش الشعر، مشتعل بالبياض، نتن الرائحة،محدودب الظهر، فمه مظلم مثل قبر...أشاع العم جرجس بأنه ساحر"(8). يتعمّد الكاتب إدخال قارئه في عالم الحيرة والتساؤل، لما له من دور في جذب فضول القارئ لمواصلة القراءة، وبذلك تكون البداية الروائية قد حققت وظيفتها، وكسبت ثقة القارئ.




3

2/ جماليات النهاية الروائية في رواية "الشتات"

تمثل النهاية عَتَبة خروج للنص، وهي من أهم العناصر الفنية التي تسهم في إنجاح الرواية، لأنها تشكل البؤرة التي تتجمع فيها معظم عناصر العمل الروائي(9). وإذا كانت البداية الروائية تجذب القارئ وتغريه بمتابعة القراءة، فإن بعض النهايات الروائية تُشرك القارئ في كتابتها واختيار نهاية توافق مرجعياته المعرفية.

تنقسم النهايات الروائية إلى نهايات مغلقة، وأخرى مفتوحة، وقد تميزت الروايات التقليدية بنهاياتها المغلقة التي عادة ما تكون نهايات سعيدة مثل انتصار البطل، أو نهايات تعيسة كأن يموت البطل. وفي أواخر القرن التاسع عشر شهدت الرواية تحولا ملحوظا باتجاه النهايات المفتوحة، وشكل ذلك تجديدا فنيا أنتجته الدوافع الأدبية المستمرة للتخلص من التقاليد(10).

في النهايات الروائية المفتوحة، تُترك الرواية بدون حل، أي دون نهاية، إذ يَسمح المؤلف لقارئه أن يشاركه في تخيل نهاية للأحداث تكون وفق مرجعياته المعرفية، وبذلك يكون المؤلف قد نجح في التواصل والتفاعل مع قارئه وهو ما نعتقد أنه تحقق في رواية "الشتات"، يقول الراوي:"انطلق الناس، كل الناس، نصارى ومسلمين، في كل اتجاهات. ولم يمض وقت طويل حتى رأوا عبده بك العايق فوق فرسه، بجلباب رث بال، وشعر منكوش ومهوش، وذقن طويلة ومهملة،عيناه تسحان الدمع، و"ريعو الجن" مربوط في ذيل فرسه"(11).

لا يبدو أن رواية "الشتات" قد كتبت نهايتها بشكل واضح، وإن كان المؤلف قد هيأ لها السبل، وترك للقارئ أن يخمن بأن القبض على القاتل، ربما سيذلل الصعاب لاستكمال بناء الكنيسة مثلما بني المسجد والمدرسة. إن إلقاء القبض على القاتل من طرف"عبده العايق" يمثل إيذانا بعودة هذا الأخير إلى مجرى الأحداث بعد أن كان قد اعتزل الناس وزهد في الدنيا بسبب موت المرأة التي أحبها، وهذا يعني أيضا أن الرواية ستستكمل أحداثها في أجزاء أخرى قادمة كما أخبر الكاتب في التنويه الذي صدّر به روايته.

يمكن القول، بأن الرواية رغم نهايتها المفتوحة على أكثر من تأويل، إلا أنها تحمل نواة الإيجابية، وإن لم تذكر ذلك صراحة.

ثانيا/ دور المكان ودلالته في رواية "شتات"

يمثل المكان الإطار الذي تجري فيه أحداث الرواية، وتتحرك فيه الشخصيات ويتجسد فيه الزمن، ويظهر المكان من خلال وصف الأشياء التي تشغله. يعد الوصف عنصرا أساسيا في الرواية عموما، وقد احتفت به الرواية الواقعية بهدف بناء ديكور وتحديد إطار عام للأحداث وللشخصيات معتمدة على الوصف


4

الاستقصائي، ما يجعل القارئ يرى العالم الروائي نسخة قريبة للواقع(12)، لكن الرواية الحديثة أضفت على المكان أبعادا جديدة، فلم يعد مجرد خلفية صامتة تُرسم عليها الأحداث، بل صار بنية مشحونة بالدلالات التي تسهم في تطور الأحداث "وخلق المعنى داخل الرواية"(13)، واعتمدت الرواية الحديثة على الوصف الانتقائي.

يحتل المكان في رواية "الشتات" أهمية كبرى، وقد لا نبالغ إذا قلنا بأنه أدى دور البطولة في الرواية، فبوصف المكان استهلت الرواية سردها كما رأينا سابقا، ومن أجل المكان حاربت بعض الشخصيات المحتل لتستعيد منه الوطن كما فعل أفراد من عائلة العايق، وهربت"نوال" وزوجها من القرية حين تحولت إلى مصدر تهديد.

1/ المكان/الوطن

تمثل قرية العايق المكان الأساس الذي تجري فيه أحداث الرواية، ويبرز المكان كعنصر فعال مرتبط بمصير الشخصيات، فبعد الشتات الذي أصاب عائلة العايق، استطاع "النهري العايق" الأب أن يلم شمل عائلته من جديد حول البركة الراكدة التي حولتها الحكايات إلى مسكن للجن والعفاريت الذين يلحقون الأذى بالنساء والرجال، لكن إرادة الإنسان تمكنت من أن تقهر الخرافة وتطهر المكان من الدنس وتحوله إلى مصدر رزق للناس، بعد أن استصلح "النهري العايق" الأراضي وغرس شجرة القطن فتجمع الناس من كل مكان حول البركة يبحثون عن عمل في أرضه، ومنح للمكان اسم عائلته، فصارت تسمى قرية العايق، تبدو قرية العايق وكأنها المعادل الموضوعي للوطن الذي يتطلع كل فرد وطني لإعادة بنائه على أسس العدالة والمساواة ونشر قيم التسامح بين أطيافه بعد أن يطرد المحتل منه، يقول"عبده العايق" لعمه "النهري العايق":"قل لي يا عم، ما فكرتش تسمي القرية الجديدة التي تشكلت حول البركة والتي هي أصلا طرح لشجرة القطن..أول وطن تخلقه هذه الشجرة"(14). وبعد موت "النهري العايق" أكمل أولاده بناء هذا الوطن، فشرع"مدحت العايق" في بناء مدرسة ومسجد وكنيسة، وهي فضاءات مكانية محملة بدلالات رمزية موحية؛ فالقرية يعمها الجهل والأمية، والتحريض بين مسلمين ومسيحيين، فكان "مدحت العايق" صورة الشخصية المشرقة التي تتغيا مساعدة أبناء القرية لينهلوا من العلم، لكن ذلك لن يكون سهلا، إذ ظهر الصوت الرافض ممثلا في عمه"إبراهيم العايق" الذي رفض تعليم أبناء الفلاحين لأنهم


5

خلقوا للعمل في الأرض وليس للتعلم، وهناك صوت"سعدون" الرافض لبناء الكنيسة بحجة أن القرية لا يسكنها إلا القليل من المسيحيين. في الأخير تبنى المدرسة، ويبنى المسجد ويبقى الصراع قائما حول بناء الكنيسة إلى آخر الرواية، حيث تأخذ منحى دمويا.

2/ المكان كقيمة اجتماعية دالة

جاء وصف المكان في رواية "الشتات" في أغلبه انتقائيا، حيث يختار الكاتب بعض العناصر القليلة الدالة على أبعاد المكان، وإذا كان الكاتب لم يهتم بوصف المكان بشكل تفصيلي، فإنه شحنه بدلالات أسهمت في تطور أحداث الرواية، وخلق المعنى فيها، يقول"عبده العايق":"هل أقمنا تلك الأسوار العالية لنجعل بيننا وبين الناس جدرا سميكة وعالية؟ ما كل هذه الارتفاعات؟.. .كان عمي النهري... قد أحاط الفلل والقصور والسرايات والحدائق بسور لا يتجاوز ارتفاعه المتر، كان هذا الارتفاع يسمح لنا أن نراهم ويروننا، كانت هناك مساحة من التواصل، حتى جاء عمي إبراهيم ومد السور، وارتفع به إلى هذا الحد، أصبح جدارا عازلا بيننا وبينهم"(15).

يطرح الكاتب هنا، قضية التفاوت الطبقي التي تعتبر من أهم ثيمات الرواية، فالأسوار العالية تدل على الفصل بين طبقتين اجتماعيتين؛ طبقة الأغنياء التي تتوارى خلف أسوار عالية تبعدها عن طبقة الفلاحين والفقراء الذين يعيشون في معزل عن هؤلاء، ولا يحق لهم الاقتراب منهم وإن حاولوا ذلك سيعاقبون، مثلما حدث لنوال المرأة الفلاحة التي تجرأت وتزوجت ابن الباشا، فنالت عقابها.

3/ المكان الطارد


يؤثر المكان الحكائي في باقي عناصر البنية السردية، ويتأثر بها باعتباره مكونا سرديا؛ فالمكان يظل فراغا بلا معنى إذا لم تخترقه الشخصيات وتضفي عليه سماته، وبدورها تتأثر الشخصيات بالمكان فتنجذب إليه أو تهرب منه، لذلك عُدّ بمثابة المرآة العاكسة لحالتها الشعورية(16) ، كما يسهم المكان في تغير وجهات نظر الشخصيات اتجاه العالم، فشخصية "نوال" الفلاحة ابنة خادم"صفوت باشا"، التي تسكن في عزبته مع والديها تمردت على أعراف مجتمعها الذي يمنع زواج الفلاحة من ابن الباشا، وتزوجت من ابن "صفوت باشا"وهربا إلى فرنسا. في فرنسا تغيرت شخصية "نوال"، إذ تشبعت روحها بهواء الحرية من خلال ترددها على المكتبات ودور السينما والمسارح، وصارت نظرتها للعالم تخضع لقيم المكان الذي تعيش فيه، فكيف سترى قريتها إذا عادت إليها؟ نجح "صفوت باشا" في استدراج"نوال" بعد أن هددها بإيذاء والدها فعادت إلى قريتها وحين رأتها انتابها الشعور بالنفور والازدراء من المكان تقول:

6

"لم يطرأ تغير كبير على العزبة، نفس العشش والأخصاص، والأكواخ الحقيرة، والدور الفقيرة المتراصة..، الأزقة الضيقة، والشوارع الملتوية. سراي الباشا بعيدة ومنعزلة، محاطة بالأسوار العالية، وأهل العزبة يعيشون على مسافة غير بعيدة من السراي حياة بائسة. تقول في نفسها: كل شيء في العالم طاله التغيير، إلا أنتِ يا عزبة صفوت لماذا لم يزحف التغيير إليك؟"(17)، يأتي وصف الشخصية للمكان معبأ بشعور الكراهية والازدراء من أكواخه الحقيرة، ودوره الفقيرة والحياة البائسة التي يعيشها أهله، بل ويصير المكان عبارة عن ليل طويل، يقول الراوي:"الليل في عزبة صفوت طويل طويل"(18)، وهو ما يعكس مشاعر "نوال" التي تعيش الخوف والترقب من حدوث خطب ما ليقينها من أن"صفوت باشا" لم يتغير وإن تغير كل العالم، والدليل أن سراياه مازالت بعيدة ومنعزلة، ومحاطة بالأسوار العالية التي تفصل بين عالمين؛ عالم الطبقة الثرية، وعالم الطبقة الفقيرة.

4/ عجائبية المكان

منذ البداية يقدم الكاتب البركة التي تدور فيها الأحداث بشكل مخيف، حيث يغوص في عالم الخوارق

والعجائب ليهيئ قارئه لاستقبال ما سيأتي من حكايات تفوق خياله البشري، والبركة كما وصفها عبارة عن أرض منخفضة تتجمع فيها المياه الراكدة المتسربة من مياه الترع والمصارف،"وحول البركة، انطلقت الحكايات: منها أن الجان يسكنها، وله أفاعيل. وغير واحد من أهل القرية سحبته النداهة.. يسير الواحد منهم خلفها مغيبا، يدخلان البركة لا يعود بعدها أبدا. وأن المردة تخرج من البركة في الليل، يبدأ المارد بحجم القزم، ولكنه سرعان ما ينمو، ويظل يكبر، ويكبر، طولا وعرضا، حتى يصبح بحجم جبل"(19)، ثم يشرع الراوي في تقديم تفاصيل تلك الحكايات العجيبة التي حدثت لبعض الشخصيات، وبحضور عالم الجن والسحر يكون السرد قد جمع بين عالمين متباعدين؛ عالم الواقع الذي يستند إليه السرد من خلال الأحداث التاريخية والاجتماعية، وعالم اللاواقع الذي يضفي على السرد طابعه العجائبي اللامألوف.

يتداخل مفهوم العجائبي باعتباره شكلا تعبيريا، مع مفهوم الفانتاستيك والغرائبي والأسطوري..ورغم بعض الفروقات التي يضعها النقاد بين هذه المصطلحات، إلا أنها جميعها تشترك في الدلالة على الشيء الخارق واللامألوف، ويهمنا هنا الشكل العجائبي، فلكي تتحقق الظاهرة العجائبية في الخطاب السردي حسب "تودوروف" لا بد من أن تبنى على قاعدة الحيرة والتردد المشترك بين الفاعل(الشخصية) والقارئ حيال ما يتلقيانه، فحيرة القارئ وتردده بين تفسير الخطاب السردي إن كان طبيعيا أو فوق طبيعي هو ما يمنح العمل الأدبي صفة العجائبي، ويضيف بأن الأحداث غير الطبيعية في الرواية لا بد من أن تنتهي


7

بتفسير فوق طبيعي، وأن يقبل القارئ وجودها كما هي، لأن الرواية إذا انتهت إلى تفسير طبيعي، أي وجدت حلا طبيعيا بعد حدوث أحداث ذات بعد فوق طبيعي فإنها تنتمي إلى الأدب الغرائبي، وليس العجائبي(20)، وهذا ما تجسد في رواية"على شفا حفرة"، حيث دخل "أبو كلبة" في حوار مع الجنية التي تراءت له على هيئة امرأة فأدخلته في جو من الحيرة والتردد والدهشة ليستسلم لها في النهاية، أما شخصية "معزوزة" التي كانت تتردد على الجني في البركة، فقد قتلته في النهاية، وحررت زوجها، ولا شك أن كل هذه الأحداث العجائبية لا يمكن تفسيرها.

نخلص إلى أن المكان في رواية "الشتات"، لم يوظف كخلفية للأحداث، أو مجرد أبعاد هندسية تحدد موقعه، إنما جاء محملا بدلالات أسهمت في تطور الأحداث وخلقت المعنى في الرواية.




ثالثا/جماليات اللغة في رواية "الشتات"

تمثل اللغة العنصر الرئيسي في بناء النص الروائي، والأداة الأساسية للتعبير عن جمالياته، يرى"جان كوهين"بأن اللغة تشكل المادة الأساسية لوجودنا الثقافي والحضاري، وبالضرورة هي الأساس في عملية الإبداع الفني، لذلك فإن لكل أديب طريقة في استخدام الكلمة وتركيب الجملة"(21).

1/ لغة السرد

أول ما نلاحظه على لغة السرد في رواية "الشتات" اعتمادها على الشكل التقليدي الإخباري الذي ينتجه الراوي الخارجي المهيمن على السرد. جاءت لغة السرد سهلة، واضحة، فصيحة، حققت وظيفتها الأساسية؛ الوظيفة التواصلية الإبلاغية، حسب تقسيم "ر.جاكبسون" لوظائف اللغة، لذلك لم تهتم باللغة الشعرية إلا فيما ندر، كما أنها كثيرا ما تتكئ على المفردات والجمل العامية، فتبدو مزيجا من الفصحى والعامية لتنتج لغة بعيدة عن اللغة الفصيحة وقريبة من الواقع الذي أُنبتت فيه شخصيات الرواية لتعبر أصدق تعبير عن واقع القرية.

تتنوع الأساليب التعبيرية في محكي الشخصيات بما يوافق محيطها الاجتماعي ومستواها الثقافي ومرجعيتها الدينية، فالشخصيات المسيحية تقول:"أقسم بالعذراء وبيسوع وبكل الآباء العظام"(22)، وكذلك الشخصية المسلمة تعبر بما يوافق ثقافتها ومرجعيتها الدينية، يقول الشيخ ضياء:"والله أنا ألاقي الأمرين من الدراسة"(23)، تؤدي هذه الأساليب التعبيرية دورا هاما في إثراء لغة السرد، وتعدد خطاباته.


8

ولم تكتف الرواية بذلك، بل نوعت في استخدام تقنيات وأساليب أخرى في صياغة بنيتها اللغوية منها، الاستعانة بالرسائل، والتنويع في استخدام الضمائر، والتفاعل النصي.

أ/الاستعانة بالرسائل

تعد الرسائل شكلا من أشكال التواصل بين الشخصيات، وقد ظهرت الرسائل مع شخصية "نوال" التي سافرت مع زوجها إلى فرنسا، ومن هناك كتبت لوالدها رسالة لتطمئِنّ عليه، وبعد استعراض تفاصيل حياتها مع زوجها المحب لها، تقول:"والدي الحبيب..والدتي الحبيبة، أنتظر رسالةً منكما توقِفانَني فيها على أخباركما وتطمئناني عليكما"(24)، أسهم خطاب الرسائل في تقديم معلومات لم يذكرها الراوي، وفضّل تقديمها عبر تقنية الرسائل كتنويع في تقديم السرد من خلال إشراك الشخصيات في نقل معلوماتها ومن ثم التنويع في لغة السرد وتعدد مستوياتها،كما أسهم خطاب الرسائل في تنويع الضمائر، حيث جاء السرد بضمير المتكلم الذي يساعد على لغة البوح والتداعي وإظهار حقائق النفس الدفينة للشخصية.

ب/ التنويع في الضمائر

يهيمن على السرد في رواية "الشتات" الراوي العليم بكل شيء الذي يروي بضمير الغائب، وأحيانا يتنازل للشخصيات فيسلمها زمام السرد. تُعَبِّر الشخصيات بصوتها فينتقل السرد من ضمير الغائب إلى ضمير المتكلم الجمع، أو المفرد الذي شغل جزءا من صفحات الرواية، إذ نجد شخصية "نوال" وهي شخصية نامية تطورت خلال أحداث الرواية، وإن كان تطورها قد نُقل إلى القارئ عن طريق السرد الإخباري، استطاعت "نوال" أن تخرج من ظلمة القرية إلى أنوار فرنسا، وأن تتعلم اللغة الفرنسية وتصير صحفية، وتشبعت بالحرية حتى ظنت أنه بمقدورها أن تتصدى للباشا، وراحت تردد بينها وبين نفسها مقولة عرابي التي جاءت بضمير المتكلم الجمع، فحضر بذلك صوت عرابي:"لقد خَلَقَنَا الله أحرارا، ولم يَخْلُقْنَا تراثا أو عقارا، فوالله الذي لا إله إلا هو، لا نُوَرَث ولا نُسْتَعْبد بعد اليوم"(25).

لا بد من الإشارة هنا إلى أن التحول الذي طرأ على شخصية "نوال" وذكرته في رسالتها لوالديها، لم يكن مقنعا فنيا، فلا يكفي أن تعدد للقارئ المكتبات والمسارح الفرنسية التي زارتها ليقتنع بما صارت إليه الشخصية، وكان يمكن للقارئ أن يصاحبها إلى فرنسا، ويعيش معها جزءا من مراحل تحولها من فتاة جاءت من القرية إلى المدينة، إلى امرأة مثقفة.


9

ومن الشخصيات التي عبرت بضمير المتكلم المفرد، شخصية "عبده العايق" الذي يبوح بما يعتريه متسائلا إن كان "صفوت باشا" سيؤذي والد "نوال"، يقول:"لقد أقسم لي، ولا أظنه يحنث في قسمه، ولكن بربي لو أذاه لن اسكت، سألقنه درسا لن ينساه أبدا"(26). يؤدي تنويع الضمائر في الرواية إلى تكسير خطية السرد، وتعدد الأصوات الساردة، ومن ثم تعدد مستويات اللغة وخطاباتِها.



ج/ التفاعل النصي

منذ أن شاع مصطلح التناص في حقل الدراسات الأدبية، والبحوث تتوالى للكشف عن مختلف العلاقات المتحققة داخل النص، الأمر الذي أدى إلى تعدد المصطلحات التي تتناول العلاقات بين النصوص، فقد عُرِف التناص بالمتعاليات النصية عند الناقد الفرنسي"ج.جينيت" الذي أغنى حقل التعامل مع النصوص الأدبية وتداخلها، أما الناقد المغربي"سعيد يقطين" ففضل مصطلح التفاعل النصي لأنه أعم من مصطلح التناص، حيث يغدو التناص عنصرا واحدا من أنواع التفاعل، ويعد التفاعل النصي أحد مميزات النص الأساسية التي تحيل على نصوص سابقة عليه أو حاضرة، ويأتي على مستويين؛ مستوى مباشر، وهو ما يرد بلغة النص السابق الذي ورد عليه، كالاقتباس والتضمين والاستشهاد، ومستوى غير مباشر، يُستنبط من النص ويدعى بتناص الأفكار أو المقروء الثقافي، أو الذاكرة التاريخية التي تستحضر تناصاتها بمعناها، لا بلغتها وتفهم من شفرات النص(27).

انفتح نص رواية "الشتات" على العديد من النصوص التاريخية والدينية، والأمثال الشعبية.. ما يبين المرجعية الثقافية والفكرية للكاتب، تحضر المتفاعلات النصية الدينية من القرآن الكريم، ومن السنة النبوية على شكل اقتباسات أو تضمينات لمعانيها، حيث يمتح الكاتب من المخزون الدلالي"للنص الغائب" ويطعّم به النص الروائي، مثل استحضاره لقصة سيدنا موسى عليه السلام في الآية التي يميزها

بعلامات التنصيص،"إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين"(28)، يتكئ السرد على هذه القصة ليدعم ما قام به "خورشيد باشا" خال أبناء"النهري العايق" حين مرض، حيث طلب من ثلاثة منهم أن يتزوجوا بناته الثلاث مستحضرا المثل الشعبي القائل:"اخطب لبنتك ولا تخطب لابنك"(29)، ليدل المثل الشعبي بطريقة مباشرة على المغزى المراد. كما يتضمّن السرد آيات قرآنية تحضر بمعناها لا بلغتها، وتفهم من خلال شفرات النص كقوله:"يرزقنا الله من حيث لا نحتسب"(30). كما يتفاعل النص الروائي مع نص الحديث


10

النبوي الشريف، يقول:"وفي الخيل العزة، والخير معقود بنواصيها إلى يوم القيامة"(31)، لأن اقتناء الخيل وتربيته مهنة آل العايق التي اشتهروا بها.

ولأن الرواية اعتمدت في جزء منها على المادة التاريخية، غلبت على لغة السرد، اللغة التقريرية التوثيقية التي تسعى إلى تبليغ رسالتها محققة وظيفتها التواصلية، وقد حضرت المتفاعلات النصية التاريخية لتروي التاريخ وتمثلاته الواقعية الماضية بطريقة فنية تخضع للتخييل، تجسد ذلك في الوثيقة التي تضمنها السرد وميزها بعلامات التنصيص لتحافظ على صيغتها الأولى، فهي بنية نصية مستقلة يمكن استخراجها والتحقق من مدى مصداقيتها إن كانت أصلية، أو تخيلية، والوثيقة هي صيغة التوكيل الذي وقّع عليه المصريون سنة 1919 ليمنحوا "سعد زغلول"ورفاقه مشروعية تمثيلهم والتحدث باسمهم لإحياء القضية المصرية، لكن الانجليز اعتقلوا سعد ونفوه مع رفاقه، فكانت تلك شرارة اندلاع الثورة، ونص التوكيل:"نحن الموقِعين على هذا أنبنا حضرات: سعد زغلول و.... في أن يسعوا بالطرق السلمية المشروعة حيثما وجدوا السعي سبيلا إلى استقلال مصر.."(32)، تأتي هذه الوثيقة لتعزز النص الروائي بشواهد تاريخية هامة لفترة محددة من تاريخ مصر.

نخلص إلى أن المتفاعلات النصية التاريخية والدينية، والأمثال الشعبية بما تمتلكه من تنوع في اللغة، وما تختزنه من دلالات، قد أسهمت في تعدد مستويات لغة السرد وأكسبته طاقات دلالية مضاعفة، ما يضفي على اللغة تميزها.

2/ لغة الحوار

يعد الحوار من أهم التقنيات الفنية في الرواية إلى جانب السرد والوصف. يضطلع الحوار بالعديد من الوظائف منها: التعريف بطبيعة الشخصيات، وكشف دواخلها ورؤاها المختلفة، ومستوياتها الثقافية والاجتماعية من خلال ما تخبر به بلغتها الخاصة بعيدا عن سلطة الراوي.

تزخر رواية "الشتات"بالحوارات الخارجية بين الشخصيات لتوهم بواقعية المحادثة وصيغت أغلبها بالعامية. تنوعت أساليب الحوارات بين الحوار المباشر الذي يؤطره الراوي بفعل(القول)، وهو الأسلوب الغالب في الرواية، والحوار الحر المباشر الذي يوحي وكأن الشخصيات في عرض مسرحي تقابل الجمهور مباشرة، حيث يغيب الراوي المؤطر تماما، وأحيانا يحضر الحوار غير المباشر حيث يدمج الراوي حوار الشخصية في سرده مع التنويه بأن الشخصية هي التي تقول. ومن أمثلة الحوار المباشر حوار"نوال" مع أمها التي


11

لجأت إلى المشعوذة لتنقذها من الحزن بعد طلاقها وحرمانها من ابنها. يقول الراوي"ثارت نوال في وجه أمها:

ــ سحر إيه ؟ وجني إيه يا أمي؟

وألقت بالأحجية من الشباك، وألقت بحلة الماء التي جاءت أمها لتحممها بها.

بكت أمها وقالت:

ــ صدقيني يا بنتي قبل أن أتكلم حكت لي حكايتك.

ـــ حكاية إيه يا أمي؟ومن بالقرية كلها لا يعرف حكايتي؟هنا لا أسرار،لا خصوصيات،الكل مقروء"(33).

كما هو واضح يمزج الكاتب اللغة الفصحى بالعامية ليُنتِج خطابات توافق المستوى الثقافي والاجتماعي للشخصيات وهو ما يثري لغة الحوار ويضفي عليها تميزها. ومن أمثلة الحوار الحر المباشر الذي يأتي دون تأطير من الراوي وهو قليل في الرواية، الحوار التحريضي الذي دار بين رواد مقهى القرية الرافضين لبناء الكنيسة ويتزعمهم"سعدون".

ــ سنكون أضحوكة القرى والعزب والكفور والنجوع من المنصورة الى الزقازيق.

ــ لم يبق أمامه إلا أن يقوم بتزويج المسلمة للنصراني.

ــ قادر يعملها

ــ هذا الرجل يسافر بلاد الفرنجة كثيرا، بِيَغسلوا أدمغتهم، ويَسْقوهم النصرانية

ــ يعني لا يوجد بالقرية من يستطيع أن يرده عن الذي في دماغه، ويوقفه عند حده.

ــ ومن قادر على رده أو مراجعته، الذي كان يستطيع أن يفعل ذلك، مات أو قتل، إنه إبراهيم بك"(34)

كما تحضر في رواية "الشتات" الحوارات الداخلية، أو ما يسمى بالمونولوج وهو تقنية من تقنيات تيار الوعي في الرواية الحديثة، حيث تنتقل الشخصية من الوعي إلى اللاوعي من خلال أسلوب مباشر حر تبوح فيه بما يعتريها من مشاعر، مثال ذلك مونولوج"عبده العايق" الذي يحاور نفسه بضمير المتكلم وهو يتساءل:"هل ظلمتها؟ حاول مدحت ابن عمي أن يثنيني عن عنادي.."(35)، ويستمر في البوح عن مكنوناته في محاولة منه للوصول إلى الحقيقة التي تخص المرأة التي أحبها وخانته.

شكل الحوار الخارجي في رواية "الشتات" بنية أساسية وسمة فنية بارزة، فقد أدى وظائف عدة من بينها، كسر شلال السرد المنهمر للراوي الخارجي، التعريف بشخصيات الرواية التي تعبر بصوتها عن آرائها وبلغتها التي جاءت في أغلب الحوارات بالعامية وبدرجة أقل اللغة الفصحى.

خلاصة

يمكن القول، إن رواية "الشتات" استمدت جماليتها من المزج المحقق بين عوالم العجائبي، والتاريخي، والاجتماعي، فأكسبها ذلك تعدد مستويات لغتها، وخطاباتها، وأصوات شخصياتها، ولا شك أن ذلك يوفر المتعة المطلوبة لكسب ثقة القارئ.


12



الهوامش


(1)انظر، عبد الله إبراهيم:المتخيل السردي،(مقاربات نقدية في التناص والرؤى والدلالة)،المركز الثقافي العربي، بيروت، ط1 ،1990،ص119

(2)انظر،حميد لحمداني:عتبات النص الأدبي،مجلة علامات في النقد،السعودية،ج،46، 2002، ص23

(3)

G.Genette:Seuils,coll poétique,Edition du Seuil, Paris,1987,p4

(4) انظر، ديفيد لودج:الفن الروائي، تر:ماهر البطوطي، المجلس الأعلى للثقافة، ط1،2002، ص9

(5)انظر، عبد الملك أشهبون: البداية والنهاية في الرواية العربية، رؤية للنشر والتوزيع،القاهرة، ط1، 2013،ص21.

(6) على شفا حفرة، ص7

(7)و(8 ) الشتات، ص11

(9) انظر، البداية والنهاية في الرواية العربية، ص232

(10)انظر، والاس مارتن:نظريات السرد الحديثة،تر:حياة جاسم محمد،المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة، دط،1998، ص108

(11 ) الشتات، ص154

(12)انظر،آلان روب غرييه:نحو رواية جديدة، تر:مصطفى إبراهيم مصطفى،دار المعارف،القاهرة ، دط،دت، ص129

(13) حميد لحمداني: بنية النص السردي(من منظور النقد)،المركز الثقافي العربي للطباعة والنشر،الدار البيضاء، ط3، 2000 ، ص70

(14) على شفا حفرة، ص55

(15) الشتات، ص18

(16) انظر، حسن بحراوي: بنية الشكل الروائي(الفضاء الزمن الشخصية)،المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء المغرب، بيروت،لبنان،ط2، 2009، ص30

(17) الشتات، ص45

(18) السابق، ص49

(19) على شفا حفرة، ص8

(20)انظر، شعيب حليفي:شعرية الرواية الفانتاستيكية، المجلس الأعلى للثقافة،دط،1997،ص ص50،51

(21) انظر،جان كوهين: بنية اللغة الشعرية، تر:محمد الولي ومحمد العمري، دار توبقال المغرب،ط1 ، 1986، ص40

(22) الشتات، ص11

(23) السابق، ص112


13

(24) السابق، ص23

(25) السابق، ص31

(26) السابق، ص26

(27) انظر، فريدة إبراهيم بن موسى: زمن المحنة في سرد الكاتبة الجزائرية،دار غيداء،الأردن،2011، ص196

(28) الشتات، ص74

(29) السابق، ص67

(30) السابق، ص74

(31)السابق، ص76

(32) السابق، ص97

(33)السابق، ص57

(34) السابق، ص150

(35)السابق، ص141






















14

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى