أحمد محمد عبده - (السردية الريفية).. قراءة في مشروع مجدي جعفر الروائي

انطباعات وإشارات سريعة:
ـــ أعماله الروائية السابقة: أميرة البدو ولها اتجاه سياسي ينتقد الوضع العروبي 2000/ زمن نجوي وهدان ولها تجاه اجتماعي سياسي ينتقد تداعيات عصر الانفتاح في مصر 2010/ على شفا حفرة الجزء الأول في السردية الريفية 2011, يوم في حياة كاتب سيرة ذاتية عن الكاتب كامل الكفراوي 2022/ الشتات الجزء الثاثي في السردية الريفية 2024

ـــ الرواية التي تأتي في أجزاء, الشخصيات فيها مثل جينات العائلة الواحدة, منها مايصمد من جيل إلى جيل, ومنها ما يتنحى في الطريق.

ـــ فدائما تتكشف الأمور في الروايات ذات الأجزاء, اللاحق تطوير للسابق/ ورواية الشتات فيها تطوير مُطرد لأحداث وشخصيات رواية على شفا حفرة, يمكنك أن تقرأ كل رواية منفصلة عن الأخرى.

ـــ مشروع مجدي جعفر في الروايتين, يتمثل الأنثربولوجي/ والميثولوجي, في أعمق صورهما, القرية البكر, ربما قبل أن نعرف المصطلح

ـــ في رواية ( على شفا حفرة ) أسس الكاتب لخطوط عريضة ستمشي عليها الرواية, إلى أن تعبر إلى الجزء التالي وهو ( الشتات ).

ـــ بداية نقول أن ( على شفا الحفرة ), هو الوضع الذي كانت عليه مصر عقب هزيمة عرابي.

ـــ بدأت على شفا حفرة بأسطورة المكان, البركة, النداهة أشهر خرافة في القرى, فانتازيا لموقف جنسي للشاب العشريني مع الكلبة الحسناء!, الشاب في الظاهر التصق بكلبة, لكن في اللامرئي هو مع حورية! صورها السارد مثل "البدر في ليلة اكتماله"

ــ تطورت البركة في رواية شفا حفرة لتنشأ على أطرافها قرية في رواية الشتات, وفي كلاهما تنشط الخرافة والسحر والجنس والأسطورة.

ـــ فكرة استصلاح خورشد باشا 1000 فدان, إبتدعها الكاتب كشيء لزوم الشيء, وفكرة موفقة من خورشد باشا, حيث بنى فيها بيوتا ليجمع فيها شتات عائلته, التي تبعثرت كعقاب لها لمساندتها أحمد عرابي.

ـــ أبو كلبة مات منذ اللحظة الأولى للحكاية في رواية على شفا حفرة, لأنه فتش السر!, وفي الثقافة الشعبية من يبوح بسر العفاريت يموت, أو يحدث له مكروه, نكتشف بعد قليل, وبانتقالة ناعمة, أنها المرأة/ التي كانت فيما بعد أم الفقرية: تكلمي يابت, انطقي يابت, والله لم يمسسني بشر( الجني غواني وياما غوى نسوان كتير غيري )

ـــ هذه الكلمة أشعلت النار في صدور الرجال, فهم يتركون نساءهم ويغيبون عنهن بالشهور, في السخرة وفي التراحيل: مين أبوه يابنت؟ قولوا أبوها, وكمان بنت!, سموها فقرية, ثم تصول الفقرية وتجول في رواية الشتات.

ــ ومن أبي كلبة مع الكلبة, الحسناء, والتي هي في الأصل تلك المرأة من لحم ودم, في شفا حفرة, أنتجت تلك العلاقة البنت الفقرية/ إلى أبي رقبة في الشتات مع تلك الفقرية وعلاقة جنسية من نوع آخر,الأولى في البركة فانتازيا, والثانية في الزريبة واقعا.

ـــ مجدي جعفر ظل يدفع النص في الروايتين ــ على شفا حفرة والشتات ـــ نحو عوالم فانتازيه, تجاوز فيهما الواقع لأقصى استطاعة, اخترق سطح الواقع بجدارة, فسيطرت الواقعية السحرية على الروايتين.

ـــ لملمة عائلة العايق بدأت من شفا حفرة, على يد النهري العايق, ولملمة عائلة العايق فيها رمزية لما حدث من محاولات للملمة الوطن المبعثر بعد هزيمة عرابي.

ــــ ونحن أمام رواية الشتات, تساءلنا, ما المقصود بالشتات هنا؟/ ظننا أن المحور الأساسي في الرواية هو (لم الشتات) لعائلة العايق, بعد أن تم تشتيتها وتفريقها نتيجة مساندتهم لثورة عرابي/ اتضح أن الشتات هنا هو شتات وتمزق حياة المجتمع, في التعليم وفي المحاكم وفي الأحزاب وغير ذلك, وفيه إسقاط على الحاضر الأكثر تمزقا

ــــ في الشتات: وبمناسبة بناء مدرسة, يقول عبده العايق لمدحت العايق: دعني أُدخل الفرحة على قلب عمي في قبره, فلولاه لظلت عائلة العايق في شتات إلى يوم الدين استطاع عمي النهري أن يجمعهم ويعيد توطينهم.

ـــ البطل؟ لا بطل في الروايتين, الموضوع المُعالج هو البطل/ وربما أميل أكثر تحديدا, إلى أن البركة ــ دون المكان كله ــ هي البطل فيهما, ففيها وعليها وحولها تشكلت أحداث الروايتين, المباشرة وغير المباشرة, كما بدأ ونشط حولها وفيها نشاط الشخصيات, الباشا استصلح الأرض والرعاع مارسوا السحر/ الحدث؟ لا حدث رئيس في الروايتين, الموضوع المُعالج هو الحدث/ الزمن؟ الروايتان فترة تقترب من القرن, من الخديوي سعيد حتى الحديوي عباس الثاني وثورة 1919, أما المكان, فهو واقعي, منطقة مُسماه, من المنصورة حتى الزقازيق.

ـــ والرواية تقوم على كيانين أساسيين: عائلة خورشد باشا/ عائلة العايق, باقي الشخصيات تدور وتتفاعل في فلكهما, وفي نفس ثقلهما.

ـــ من خلال أكثر من 30 شخصية!, الرواية تعالج أرضية مفروشة بالفساد بكل أشكاله, وأجواء مظلمة, كان له نظير في ذلك الزمن في أوربا, الإقطاع والسحر والدجل وسيطرة الكنيسة على الحكم, وهذا ما انشغلت به نوال.

ـــ أسماء الشخصيات تتواءم إلى حد كبير مع طبيعتها وثقافتها ووضعها الاجتماعي.

ـــ الكاتب يستفيض في السرد الواقعي أحيانا: فى التأصيل لعائلة أحمد عرابي, وعند نوال وهي تتحدث عن الثورة الفرنسية والبلشفية والمقارنة بثورة مصر والحملة الفرنسية, وهي جوانب معرفية مطلوبة في الرواية.

ـــ البِركة هي مختصر لحياة أهل القرى في ذلك الزمن, مصدر الجن وحولها يمارسون الدجل والسحر, في ( على شفا حفرة ) كانت منخفض أرضي/ تحولت إلى بركة, وجدناها في الشتات قرية على هامشها بقايا بركة/ والحقيقة إن البركة بكل أساطيرها وغواياتها وخرافاتها, هي ناتج الأحوال السياسية والسلطوية التي شكلت حياة الريف, على طول الزمن.

ـــ خطاب الرواية الأساس هو مناقشة الحياة الاجتماعية التي خلقتها وشكلتها الحياة السياسية, تعشيق الأبعاد السياسية في الأبعاد الاجتماعية, فدائما السياسي هو من يُدير ويُشكل الاجتماعي.

ــ السياسة هي التي تشكل أحوال المجتمع, الاحتلال والقصر وتواطؤ القصر مع المحتل, والإقطاع والعائلات الكبرى, والعِرق التركي المتغطرس, والحرب العالمية الأولى, كل هذا شكل أسوأ حياة عاشها الشعب المصري.

ـــ الراقصة زوبة هي الوطن المستباح من الاحتلال مرة, ومن أهل البلد يتلاعبون بها مرة.

ـــ الرواية تبث عدة رسائل وإسقاطات, منها العنصرية البغيضة/ التعصب وخلق التوتر بين عنصري الأمة/ الدجل والسحر/ إلقاء الضوء على أحوال المجتمع القديم/ الهوية في خطر/ لماذا الحب ينمو في باريس ويذبل في مصر؟ وكل هذا له ظلال اليوم.

ــــ ظهر التدرج التاريخي من حقبة لأخرى بنعومة واضحة, الخديوى عباس الثاني والقوى الوطنية والمقاومة وسعد زعلول والمنفى/ البعد السياسي في الرواية سيطر إلى حد كبير.

ـــ (على شفا حفرة ) موضوعها بعثرة العائلات وتشتيتها عقب ثورة عرابي/ والسخرة وضيق المعيشة والهروب منها وسع دائرة الشتات/ يقوم النهري بك العايق بجمع العائلة, دائما يقول(أنا لايهمنى إلا أن تجتمع العائلة)

ـــ تجمع لشتات آخر, جاء في الفصل الثاني من رواية ( على شفا حفرة ), وهو تزويج بنات خورشد باشا الثلاثة لصبيان المرحومة حكمت هانم شقيقته, وهي زوجة النهري العايق.

ـــ الجزء الثاني من ( الشتات ) بدأ بسكسكة الشاذ جنسيا, وانتهى بسكسكة صاحب المقهى, وكان بينهما مسيرة طويلة للتاريخ.

ـــ نشعر بمفهوم الكاتب حين نقرأ ( في مصر قلة قليلة تملك وأغلبية كاسحة لاتملك) ونقرأ( يأخذ أرض جده الواسعة ليوزعها على الفلاحين) ليظهر توجه السارد/ الكاتب نحو الناصرية والاشتراكية.

  • رواية الشتات تقوم على مجموعة من الخطوط المتوازية:
ـــ القهر الاجتماعي والسياسي ويمثله البعض من عائلة الباشوات/ الخط الوطني ويمثله عائلة العايق وبعض الأشخاص/ الخط الإنساني ويمثله النهري العايق ونوال وعصمت/ خط الانتهازية والأنانية ويمثله الشيخ سعدون/ السحر والدجل والفقر والجهل وتمثله أم الفقرية والفقرية وأبو رقبة وغيرهم/ خط الجهل والجبروت والعنصرية يمثله إبراهيم العايق وصفوت العايق / الاستنارة يمثلها مدحت العايق وعبده العايق/ الخط السياسي, الكلام عن الثورة العرابية والثورات العالمية, وممارسات الاحتلال في مصر, وجاء في معالجات سردية, كخلفيات للمشهد الاجتماعي

  • اللغة والحوار:
ـــ اللغة في ( على شفا حفرة ( مبسطة للغاية, والحوار بالعامية, وفي ( الشتات ) فصحى مخففة, لكنها أعلى درجة من ( على شفا حفرة ), الحوار بالفصحى المخففة, باستثناء بعض الكلمات التي لاتناسب الشخصية, مثلا: عبده الزيني يقول: أنا بالكاد../ وزوبة تقول: لم يشبهُ شائبة/ سعدون يقول لا بأس, فقرية تقول من أخمص قدمي/ وأمها تقول بين الفينة والفينة, كما تقول: أنا لا أميل ولا أهفو إلى رجل. لكن يتسق الحوار في الغالب مع الشخصية, وميزة كبرى عند الكاتب استخدامه لكلمات ومصطلحات أيقونات من تلك البيئة.

  • حزمة الجنس والسحر:
ـــ الجنس يمشي مع القارئ في الروايتين, حتى أم الفقرية الخمسينية المشبوبة مع عمال البناء/ الجنس والدعارة التصقا بالمدينة حصريا, ربما الماكياج والعري واللغة الجريئة, غير الخجولة, كان لها دور في تلك الفكرة/ القرية على وجهها برقع وطرحة وشال وجلباب طويل وخجل فطري كاذب, ومن الخطأ أن نظن أن القرية مبرأة من الدنس, حقول الذرة بيوت سرية, عشش الدجاج بيوت سرية, التعريشة في الغيطان بيوت سرية, أسطح الدور المتجاورة وماعليها من حطب وصوامع غلال بيوت سرية ( محمد ابن هلال البسيوني والبنت صباح نموذجا), ففي القرية مناخات للجنس مثل المدينة/ ولييس مجرد هجوم محمد ابن هلال أبو حديدة عليها في برج الحمام فقط, ولكن التصوير النفسي الذي صوره الكاتب للبنت الخرساء الصماء, أثناء ممارسة القط أو البس مع البسة, واحتراق مشاعرها, وأيضا احتراق مشاعر محمد وهو واقف يتلصص عليها تارة, وعلى المنظر الجنسي الحيواني تارة أخرى.

ـــ يقولون: الله خلق القرية.. والإنسان صنع المدينة/ فالقرية فيها الدنس البشري, من ناحية أخرى نجد الفطرة الطاهرة: الكلب ينط على الكلبة علنا, والحمار على الأتان علنا, وتذهب المرأة ببطتها لذكر البط عند جارتها لكي يخصبها.. أيضا عيانا بيانا.

ـــ مشهديات جنسية عالجها الكاتب بشبق: الشاب العشريني وممارسته الجنس مع الكلبة الأسطورة/ صباح المُعاقة جسديا, وتجربة البِسة مع البِس, وكأن هذا المشهد أيقظ فيها المشاعر الحسية/ فكلما غرس البس أسنانه في رقبة البسة تتحسس قفاها الناعم, وتتساءل مع نفسها: لماذا لا تفر البسة من أمامه؟/ مشهدية موقف البنت معزوزة مع أمها / أمها تنفي عن زوجها مقدرته الجنسية. وهو صحيح, في حين نساء الحارة شافوا العض والخربشة في جسدها, فيتوهمن أنه من فعل زوجها معها, لكن في الأصل هو من الجن, فقد عشقت البركة, تستعني بجن البركة عن زوجها أحمد الضعيف/ مشهدية الفرس والفرسة كانت الفرسة تصرخ وتئن تحت الفرس/ عصمت فعل نفس المشهد مع نوال, تصوير الأماكن الحساسة عند نوال بالحديقة الغفل, لذلك عصمت صار لايحب الحدائق المهذبة, طلب من أبيها عم عبده ألا يقلم ويهذب أشجار وحشائش الحديقة.

ـــ الفصل الأول في (الشتات ) بدأ بالسحر والجنس, الفصل الثاني بدأ بالشذوذ الجنسي مع سِكسكة.

  • أبعاد اجتماعية:
ـــ العنصرية البغيضة: تابوه الباشوات: لا زواج من الرعاع/ القهر الجسدي والنفسي/ عالم السحرة والدجالين/ الطبقات المهمشة لها شكل لممارساتهم الجنسية والعاطفية/ ولطبقة الباشوات شكل لممارستهم الجنسية والعاطفية

ـــ الكلافين عند عائلة العايق يترفعون على الناس بقربهم من أفراد العائلة

ـــ الفصل الأول في ( على شفا حفرة ) الأحوال الاجتماعية : جرجس يداري ورقة اللحمة حتى لا يراها الناس فيحسدوه.

ـــ المولد يعتبر سوق القرية والفضاء الذي يمارس أهلها كل أنواع الأنشطة, المباحة والمحرمة, وارتبط المولد بالرواج الاقتصادي الذي صنعته زراعة القطن.

ــــ تقاليد وأعراف عائلات الباشوات, توازي تقاليد وأعراف ومفاهيم الطبقات الدنيا, كلاهما يعيش في جهل من نوع معين, والنوعين ضد مايحدث في فرنسا من نور, فتقول نوال " كل شيء طاله التغيير إلا أنتِ ياعزبة صفوت"

  • لقطات درامية مُشعة:
ـــ المأساة وقمة الدراما أن يُرغم صفوت باشا عبده الزغبي لإرسال خطاب لابنته نوال في باريس مفاده أن أباها واقع تحت التعذيب بسببها, وتنتهي المواجهة عند ص 51 بطريقة درامية سينمائية رائعة.

ــــ الخطاب الذي وصل لنوال من أبيها المغلوب على أمره تطوير للرواية, وهو حدث مفصلي في الرواية, واجهت نوال صفوت باشا حماها بجرأة القطة التي تدافع عن صغارها, وتقول له: أنت كذاب.

ـــ كان من الطبيعي أن يعقب هذا المشهد الدرامي الكلام عن محمد ابن هلال ومنير مراد والحديث عن التحرر والثورات, فيبدو عليه التمرد, عقب قهر نوال وإذلالها وطلاقها من عصمت, ونلاحظ هنا أن نوال كانت حبه القديم ووجدها فرصة.

ـــ نبوءة نوال وعصمت زوجها وهي تتحدث مع احمد ابنها, ربما هو من سيقوم بالثورة القادمة ويوزع أراضي الإقطاعيين على الفلاحين, لا بد هي إرهاصة لثورة يوليو 52, وربما هو ما يعالجه الكاتب في الجزء الثالث.

ـــ من إلمام الكاتب/ السارد بخبايا السرد, لم يأتِ بصيغة خطاب نوال لأبيها عبده الزيني, فمحتواه لابد سيكون هو نفس محتوى الخطاب الذي أرسله أبوها لها, القارئ سيتخيل ماذا سيكون, كما تخيلت نوال في الغربة أبوها, من كلمات الخطاب!, وهو مربوط في ذيل الحصان يجره في شوارع العزبة.

ــــ فلاش باك ص 39 , عقب صدام نوال مع صفوت باشا, وكأن السارد/ الكاتب يؤكد على العلاقة الوثيقة بين نوال وعصمت, ولها الحق في الدفاع عنه لأنه ترك القصور والمال والجاه في سبيلها, ومدى السعادة بينهما, وقد هدمها صفوت باشا حماها

ـــ الطريقة التي مات بها النهري العايق, وحكمت هانم تأتي له في صورة فراشه لتأخذه للأخرة, عالجها الكاتب بطريقة سحرية رائعة, لحظة صلاة الجمعة, وافتتاح المسجد الذي بناه, والخطيب يخطب ويُثني عليه, تظهر له المرحومة زوجته حكمت هانم, في هيئة فراشة, تناديه ويناديها: جي لك ياغالية, وتفيض روحه كأنها نسيم.

ـــ زوبة الراقصة يتناوب عليها جنود الاحتلال ويعطونها المخدرات الوطن المستباح في غيبوبة

  • حزمة الدجل والخرافة والتعصب:
ـــ صناعة الولي, الشيخ عبد العاطي في ( على شفا حفرة ), يبني مقاما لأحمد الضعيف, يتحول من أحمد الضعيف إلى أحمد الطيب ليصير وليا صاحب كرامات, وخليفة للسيد البدوي, سهولة إنشاء الولي ومقام له في القرى, أيضا سهولة تدشين الساحر والدجال, جرجس يساهم في الضريح تقربا للمسلمين, نموذجان للدجل والانتهازية: الشيخ عبد العاطي في ( على شفا حفرة ), والشيخ سعدون في (الشتات ).

ـــ شيخ المسجد في الشتات مستنير ويرفض التحريض ضد النصارى/ شيخ المسجد في ( على شفا حفرة ) متعصب وتعصبه كان مجاملة لعائلة النهري.

ـــ سعدون استخدم الدين لمحاربة جرجس في لقمة عيشه, في الروايتين محرض ومحراك شر, وفي شفا حفرة يسمي دكانه بقالة الإسلام/ وبعد بناء المدرسة تستفحل فيه شخصية الانتهازي.

ـــ في شفا حفرة الشيخ عبد العاطي رأى في المنام أن أبا الأنوار : قال له روح ياعبد العاطي وادفنوه مكان مقتله ــ المقصود أحمد الضعيف ـــ وأقيموا له مقاما, ثم راح يُنصِّب نفسه خليفة لصاحب المقام, راسه براس خلفاء البدوي والدسوقي, ويوم مقتله يكون ذكرى لإقامة مولد له.

ـــ الوعي الجمعي عند المسلمين لايتقبل بناء كنيسة ( أجهض خبر بناء الكنيسة فرحتهم ببناء المدرسة)

ـــ بدايات بناء كنيسة كانت في ( على شفا حفرة ) قام بها هاني جرجيوس, قهره وداسه بالحصان عبد الوهاب العايق, كنيسة في قرية العايق ياكلب؟

  • تطورات وتحولات:
ـــ أول تطوير حدث لشخصية من شخصيات شفا حفرة, وظهرت في الشتات, هي شخصية الفقرية, حينما تعلمت السحر وصار مهنة لها مع أبو رقبة (أول من داعب أنوثتها )

ـــ نوال من خادمة في قصر صفوت باشا إلى زوجة عصمت ابن الباشا, ثم مثقفة تتحدث عن فولتير وجان جاك روسو, وصحافية وناشطة سياسية.

ـــ وتتعلم الفرنسية, وتعمل في جرنال فرنسي, قابلت مصطفى كامل وأجرت معه حوار, مثقفة وتناضل من أجل مصر والعالم الثالث, صارت انسانة مختلفة تماما, تقول ( يا إله الحب العظيم)

ـــ عصمت باشا ونوال يحلمان بالحرية والعدالة/ محمد ابن هلال يحلم بالحرية والعدالة ولم تتحقق أحلامهم, مدحت باشا يحلم بالتنوير والعدالة, هو نفسه واقعنا المُجهض دائما

ـــ محمد ابن هلال مع البنت صباح في برج الحمام في شفا حفرة / وفي الشتات تتطور شخصيته ليكون ثائرا ومتمردا وحزبيا, يحلم بالحرية/ من مقاول أنفار, لواحد يتكلم عن الاشتراكية العلمية وماركس ولينين والآحزاب!

ـــ الاستطرادات التاريخية, وفي تحليل شخصية نوال مثلا, وثقافتها ونشاطها والثورة الفرنسية ممكن نتقبله, على سبيل تجسيد ورسم الشخصية, والبعد المعرفي من صميم فن الرواية.

ـــ عبده بك العايق شكَّل مجموعة سرية تقاوم الانجليز بالسلاح

ـــ من التحولات أيضا بوار تربية وتجارة الخيول عند عائلة العايق

  • أخيراً:
ــــ في الشتات: المقطع رقم ( 11 ) ص 135 مبني على أم الفقرية الخمسينية, و(شكشكات جسدها), وقد طال الكلام عنها طوال الرواية.

ــــ الجزء 12 ص 141 مبني على لواحظ, وزوبة عارية ومشهد الجنس مع عساكر الانجليز وعبده العايق يهجم عليهم, والمخدرات والبغاء الرسمي, عولجت هذه المشاهد طوال الرواية, الكاتب/ السارد يريد التركيز على أن الاستعمار غيَّب الشعب بالمخدرات والجنس يقول عبده العايق: (ماذا أنتم فاعلون بنا يا أولاد الكلب؟)

ــــ هذا الجزء ليس فيه سوى تدشين شخصية باسل, إعدادا لمستقبل ثوري تنويري له, وورد فيه التبشير بعرابي آخر

ـــ الجزء 13 والأخير على مقهى سِكسكة جدالات بناء الكنيسة وتنتهي بمقتل مدحت بك شهيد التنوير

ـــ ما أريد قوله من سياق الأجزاء الثلاثة أن الرواية سقط منها عنصرين مهمين هما نوال وعصمت, لو أفسحت لهما الرواية هذه المساحة, لتنتهي بهما الرواية؟

ـــ ومع ذلك, ولأنه مشروع يأتي في أجزاء, فربما كل من يسقط في هذا الجزء من شخصيات " أو يتنحى بطريقة الجينات", ادخره الكاتب للجزء التالي.


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى