د. أيمن دراوشة - "أشرعة المشاعر: رحلة في نصوص قصيرة" دراسة في المضمون والأسلوب والبنية والعواطف - صاحب النصوص – خلف إبراهيم

  • النص الشعري
●● أنا التي أزاحم مثل صَفير سيارة إسعاف في مدينة ملتهبة

أنا الزهرة الناعمة التي تنحني تلميحًا لحزن الوداع

أنا المرأة الجميلة التي تطغى على الخجل

من أين يأتي الحب لولا النساء؟

لولا الأم

من أين تأتي الحضارة؟

إن كان العالم كله ذكورًا

فأنا المزهرية الستارة،

النافذة

لولا أنا لكان الحب جدارًا

لكان العمر رقمه الصفر

لكان البحر من دون مراكب

ولولا الريح

أخبرني كيف تتحرك المراكب

أنا المرأة

هواء الحياة

مطر الدنيا

أنا المرأة، الحب اجمعه.

---------------‐-

●●لا تفتح المواجع في حجة العتبِ

فالجراح تظهر محرجة والنزقُ يندى ويندِملُ

احتضنت الماضي بنقصِهِ

بضميرٍ مستترٍ

فلِمَ ذلكَ التصريفُ والكسِرُ؟

--------‐--------------

●● لا للعين عينٌ تعاتبُ خائناً

وما للمواجع والأسف أن تُبديا

أهدرتَ وقتاً في ساحاتِ الفناءِ

وأعميتَ الروحَ بكلِّ اجتهادٍ

لم تكن الرؤى تحملُ خيالَ وجهك

كنتَ الهيجاء والوجدَ المُشوَّقا

ما حسبتَ حاضرَكَ يُفديني

فأنتَ الحرفُ الذي يرقصُ معتلًا

--------------------

●● دَعِ العَيْنَ تَذْرَفُ هاميات الوجد وَالوله

يا ماءَ الرُّوحِ بَعْدَهُمْ

وَقَرْحُ الجُفُونِ وَالدْمُعُ مَالِحٍ.

●● لا طعمَ للحُبِّ ما لم يكُن الشَّكُّ مِلحَهُ

وإن لم تكُن الغَيرةُ هي السُّكرَ، فلا تطلُبهُ

ولا للعيون جاذِبيَّةٌ تُدهِشُ

إن لم يكُن شعفُ الدموعِ هامٍ.

●● تتناثر الكلمات كحُبَات العنب،

ومن يُعلم الفراشات ليس الزهر

الذي يتناثر في ذلك الثغر.

●● أنت الربيع الهادر

زهور تنبت في وجودي

أنت الحب الذي

علّمني أبجدية الروح

ومعنى الوجود.

●● وحيدٌ يمازح ظله،

لو لبست الثلجُ ثوبًا،

لعكست لي بياضَ الثلج.

أم أنكَ الفحمُ، كيفما لُبِست؟

ثم ذوى وحيدًا

بين الزوايا يتمتّم.

●● كيف لا يستدرجني

ذاك الشغف

الذي هبط كمفردات صوفية

كرائحة كتاب

لون تبدد سحره من فرط الملامسة.

●● سقط من كلامه الحزن متقدماً،

ثم تبعته اللهفة خطوةً خطوة.

بحت شكواه ثم ذوت بضيق العبارة إلى

حد السعال.

●● هل يندى جبين المومسات خجلاً؟

أم أن البحر بعد غرق السفينة يعتذرُ؟

هل للقاتل ندم يحيي

به القتيل بعد موته؟

لا يُجبر القلب إذا انكسرَ،

فبعد الخيانة، ماذا لو جاء معتذراً.

▪︎▪︎غصةُ الوجدِ فيه تشتعلُ

ذرًّا حنطةَ حبِّه لأخطائه ورغبته

قد كانَ قلبُه مرنًا، مرهفَ الإحساسِ

وها هو بعدَ الغيابِ

تتفتحُ في جبينِ اللبِ زهورًا.

●● ساسة قد تولد القردة غزالاً،

وفعل حياتِهم منهم لا يُولَدُ.

قد تحمرُّ روح المومسات خجلاً،

تُغتصَبُ أختهم وما خَجِلوا.

●● حبٌ غربَ عقلاً عن مسارهِ،

والقلبُ حاكمٌ وعاشقٌ عليل.

فمجدُ العقلِ في زهوةٍ ضاع،

والقلبُ يحكمُ والقلبُ حاكم.

●● "الشخص الكفيف، يضع في قلبه كل شيء في مكانه، حتى المطبات."

●● قلبي زهرة الرمانُ،

أمَّا الهوى شائكٌ؟

أما أخبروكَ بأن الحبَّ أيمَانٌ؟

صام في روحي وصلى بين الضلوعِ، مبتهلاً.

●● وعادَ من الحبِّ

القلبُ صخرةٌ يسيلُ بها دمُ

والعينُ هاميةٌ، جدولٌ لا ماء فيهُ

●●ملامح الهوى

طفلٌ فُقِدَت دراجتُهُ

أنا الطفلُ بعد رحيلهم، وقلبي الدراجةُ.

●● في بستان الهوى، زهرة تبكي،

وفي قلب الليل، نجمة تسرق اللهفة.


  • المقدمة
نص ثري بالمشاعر والأحاسيس والعواطف، يتناول موضوعات متعددة متنوعة مثل: الحب، المرأة، الألم، والفقدان

ما يميز النص تنوع صوره واستعاراته، مما يجعله عميقًا ومعبرًا.

3- المضمون

القصيدة تتناول عدة موضوعات رئيسية، تتداخل في طيات النصوص القصيرة:


  • قوة المرأة وأهميتها: في الجزء الأول، يبرز دور المرأة في الحياة والمجتمع، ويشير إلى كون المرأة مصدرًا للحب والحياة والحضارة
  • الحب والفراق: هناك استكشاف لمعاني الحب والفراق، مع إشارة إلى تأثيرات الحب المختلفة مثل الشك والغيرة...
  • الألم والفقدان: يعبر النص عن مشاعر الألم والفقدان، سواء كان فقدان الحب أو الفقدان الروحي، ويطرح تساؤلات عميقة حول الخيانة والندم...
4- الأسلوب

الصور الشعرية: النص مليء بالصور الشعرية والاستعارات التي تعمق من معانيه.

على سبيل المثال لا الحصر: "أنا المزهرية الستارة، النافذة" تُعبِّر عن دور المرأة كعنصرٍ جمالي فعَّال في الحياة.

التكرار والتوازي: استخدام التكرار في "أنا المرأة" يعزز من التأكيد على الدور المحوري للمرأة.

التلاعب بالألفاظ: استخدام الكلمات من لدن الشاعر وكأنها عجينة يشكلها كما يشاء، بطريقة تعكس مشاعر متضاربة، مثل "احتضنت الماضي بنقصِهِ" و"هل يندى جبين المومسات خجلاً؟".

5- البنية

القصيدة مقسمة إلى نصوص قصيرة، كل منها يمثل فكرة أو مشاعر مستقلة. هذا التقسيم يجعل النص متعدد الطبقات وسهل القراءة.

كما تسهم النصوص القصيرة في إبقاء القارئ مستغرقًا في التفكير، مما يعزز من التأمل والتدقيق وإعادة القراءة في كل جزء من القصيدة.

6- العواطف

تنوعت العواطف في القصيدة ما بين الحزن، الفرح، التأمل، والغضب.


النص يحمل في طياته مشاعر متناقضة، مما يدلل على تعقيد الحالة الإنسانية، ويجسد تجربة عاطفية غنية، مما يجعل القارئ يتعاطف مع الشاعر ويشعر بما يشعر به.

7- معايير جمالية

التعبير القوي: الشاعر يعبر عن مشاعره بصدق وقوة، مما يجعل النص مؤثرًا.


"تتناثر الكلمات كحُبَات العنب"

  • التنوع في الموضوعات: القصيدة تغطي موضوعات متنوعة، مما يجعلها غنية بالمعاني.
"دَعِ العَيْنَ تَذْرَفُ هاميات الوجد وَالوله"

  • الصور الشعرية الجميلة: النص مليء بالصور الشعرية المبتكرة التي تثير الخيال ولذة القراءة.
"ما حسبتَ حاضرَكَ يُفديني

فأنتَ الحرفُ الذي يرقصُ معتلًا"

  • التأمل العميق: القصيدة تحمل تأملات عميقة في الحياة والحب والفقدان.
"احتضنت الماضي بنقصِهِ

بضميرٍ مستترٍ

فلِمَ ذلكَ التصريفُ والكسِرُ؟"

8- بشكل عام

قصيدة "أشرعة المشاعر: رحلة في نصوص قصيرة" للشاعر خلف إبراهيم هي نص عميق ومؤثر، يعبر عن مجموعة واسعة من المشاعر الإنسانية، ويعكس قدرة الشاعر على استخدام الصور الشعرية والاستعارات لخلق تأثير عاطفي قوي على القارئ من خلال تناول موضوعات متنوعة بأسلوب مبتكر.

هكذا ينجحُ الشاعر في نقل تجاربه وتأملاته بشكل يجعل القصيدة تجربة قراءة غنية ومشوقة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى