( 05 فيفري1951) طولقة- بسكرة.
( 27 جوان2018) مستشفى بشير بن ناصر- بسكرة.
كيف للشاعر أن يلملم شتات المرايا..؟ والآتون من خراب التاريخ، ورميم الميثولوجيا يحاصرون أيائله، ويطلقون عليها وابل ميراثهم المريض، والمحشور في زوايا البؤس، وعتبات النرجسيات، ومغارات الهتافات، التي تفزع الصوت،وتخرب بساتين اللغة، وحدائق الياسمين، وهي تمد أعناقها إلى أمداء الصبوة، وفيافي التراث، في عمائر ذاكرة، تلوح من جوانبها أبخرة العصبيات، ونترات الدم المسفوح على جوانب الصحراء، وهي تصغر، وتضيق على نصوص البوح، وشرفات الكلام وهو يتمرآى،في سرديات النقائض، ورمل المعلقات في صحراء العرب التي شتتوا ناياتها في رماد السواد، ومروا إلى تاريخ الهوان، ومراثي الموت الجديد..؟!
" الكتابة بالنار" لم تجد مواجدها، ولم تعد تكفي لترميم هذا الخراب الشامل وهو يزحف في علوه الشامخ، ليقطف لغاتك الشفيفة، وكلمات المعجونة، بماء الروح، وصلصال الرمل، وهو يتكور في سعف النخل، ويتمدد في عبوق العراجين، المنقوعة في عصائر بوحك، ومنقوع الصرخات المدوية في سراب الوقت، وغبار الجغرافيا،التي أتعبت غزالات شغفك، وهي تتهادى على أكمات الرمل، في أحواز "طولقة" المنتصبة القًا، وعبقًا، وشفقاً، على بوابة الصحراء، التي رمحتَ في فلواتها، وسفحتَ روحكَ على أطلال وجدها الذي في هسيس الطرفاء،وظلال النخل البهيج. كيف تكون "الإرهاصات" الضوئية عالية، ومقوالة، وهي تقذف بالخيبات، والأحقاد الطالعة من نفوس أدمنت الخوف، وتربت على نصل السيف، وحديات القتل، ولغة القهر، ونداءات العصبيات، في جنبات الصحراء المفتوحة على رنين الشعر، وصوت البوح الذي يضيع صداه، ويضيق مداه، في لغة الهتك، والغدر، الذي يرفض للوردة الجميلة أن تمد عيدانها الطرية، خارج الخيمة التي تربت في كنف الكتم، وزوايا الشجن، ونصليات السفك..؟
لا "أعراس الملح" ولا قصائد المدح، وقهريات القدح، يمكنها أن تخرج لضوء الشمس، ونور القمر، وسطوع النجم، في ارض العرب الواسعة الضيقة، لأن ذلك قد ينال من جبروت، وهيبة شيخ القبيلة، الذي يكبر في القهر، ويصغر في المحبات..
كان عليك ياعثمان أن تبذر قرنفلك خارج حيز القبيلة، ليكبر في تربة العفو، وسماء الكفاية، وسطوع الرؤيا..
كيف للأعراس بحبورها، وسرورها، وعطريات صباياها، ان تزهر، ويضوع اريجها، في مساحات الضوء الشحيحة، وعتمات النفس التي تضيق بغناء المحبة، ووتريات العشق، ونداءات الأجساد المقهورة..؟
لا "قصائد ظمأى" في مخيال الشاعر، وأبجديات القول، المهموس، وهو يرى، ويعلو في سرديات اللغة، وإيماضات القصيدة،وهي تمزق قماطها، وترخي لثامها، وتقول إسمها، وتظهر وسْمها، كيما تطل على خرائب ماثلة في الذاكرة، والوجدان.
لاماء في صهد الرمل، ولاعتبات في مهوى العاصفة.. كيف خرجت من خبن القصيدة، وبحر الرمل، ومجزوء الكلام..؟
لا مرور إلى فسحة المعنى، وزهو القصيدة، والقتلة هناك على هضابات الطّلل، وفتحات الديار، يتربصون بأيائل نجماتك البهيات، وهي تغنى اوجاعها على سعف النخل وهو يتوارى في غسق العماء.
وأنتَ تفسّر "أبجديات" كَ، وتكشف غواياتها التي في متون الخفاء، وينابيع الصفاء، كان عليك، وانت الشاعر العليم ان تقيم ممالككَ، وابراجكَ، وبساتينكَ اللوزية، على تخوم الريح، ووتريات القصيدة، التي حفرتْ وجدها، وأقامتْ مجدها على ريش بهائكً، وغيم سمائكَ، وأنت تنهر خيبات النسيان، وغدر الإنسان البائس، وهو يتعقب طيف غزالاتك، وهي تقفز على مطبات الحقد، وسواتر البهتان، ودشم الموت وهو يطلب دمكَ الذي في شرايين القصيدة، وعروق اللغة، التي ازْرتْ بك على بوابات وقت، ومجالس مقت، أنت المبدع المعجنون من طين الصوفية، وأنفاس الدراويش، في شطحهم البهائي على تخوم الصحراء، وهي تنسج بردة الأبجدية، وتقول بمقام المنتهى.
لا "اللؤلؤة" لمعت في غسق النفس، ولا انتبهت لفوضى النخل، في سيره المتعجل إلى ربوع "غرداية" كيما تكشف سرها، وتقول نبرها عاليا في حواري قصورها ، المنطويات على سر الأجساد، وتنميطات الأجداد، في فيض الشبّابة، وولع الربابة شاهقة في الحنين، وعصية في الأنين.
لا لؤلؤ في فحم الكلام، ولا بكاء في هديل الحمام، وانت تمتطي" براءة" الكثيب، وتطلب نفس الحبيب، وهو ينأى في نقع الرمل، وطلليات البكاء.
"لعينيك هذا الفيض" ولقلبكَ هذا الوهج، المتناثر على ربوات القلب، وحفريات العشق، في قيظ الهاجرة، وسموق الناثرة ملتفة على سنبلات الرمل، وبتلات الرماد.. لا فيض في جفاف الروح، ولاغيث في مكامن الطوى.. كلما فاض القلب، وشحب الدرب، وتواترت مَهَا المسافات القصية، ابرقت العين، وحنّ البين، وتسامت في وجدها النبرات، وامحلت في مائها العَبرات.
"كتاب الإشارات" يتواتر في همس العبارات، وهي تنهض من غفوة المعني لتلج صفو اللغة، وغثاء الرمز، متواريا، في خلفيات الكلام، ومنطلقات النظام، في لغة الإشارات، تتمدد وتريات العبارات، لتقيض، بعشقها، وتبوح بقيظها، وتتعالى في مدياتها، وتصفّر في أنهارها، وتشرح معنى أوجارها، وتميط ستار أنوارها، في عالًم، يتخابث، ويتخافت، ليطعن ما تقوله الإشارات، وتضمره العبارات، في رحلتها إلى مخبوء السر، ومنثور الهتاف.
"قالت الوردة" لا حفيف لماء النص، ولا هسهسات لسناحب الصحراء، وهي تخرج من طمي الرمل، لتطل على غمر الضوء، وغسق النفس، وغور الالتباس.. كيف للوردة ان تقول غرامها، وسماءها، والتنابلة يتحينون الوقت، ويشحذون سكاكين القتل، للإجهاز على بتلاتها، وأكمامها، وسيقانها، وهي تسبح في ماء الشفاعة، وميراث المعراج، في صحن "الفتوحات" وحواري "الألفة" وليالي "المؤانسة" على جبل التوباد.. هناك على طلل النخل ونبع الصحراء.
لا "جرس" ندقه تحت "سموات الماء" لتخرج الغزالة من رشح الماء، وتدخل سيمياء الأنحاء، مزهوة بثير العشب، وتراب الدرب، ممتدا في قحط اللغة، وتفكيكات الغامض في لوح الكلمات..
كلما عبّدنا الطريق، وحفرنا المجرى، وأقمنا الجسور، وشيّدنا الدور، برزت لنا هرطقات المتون، وعطن الجنون ، وغيلان الكون.. ليقولوا: لا جرس في"يبوس: الأرض، ولا ماء في قنطرات العبور.
لا "شبق الياسمين" أينع، ولا أغاني الرعاة، جمّلت خرائبها، ولا صوت الرعد أيقظ غفلة السنبلات، وهي تدرج في وادى الصياح، عولتَ على "نمش" الخد، وميس"الهديل" لكن الغزاة كانوا هناك على حواف النهر، لأقتناص مراكب الشمس، في طريقها إلى نساء الخيال..
لاصوتكَ أبان، ولانبركَ تسامى لقهرلغات "المتغابي" وهو يسوق طيور النخل، إلى مذبح القهر، وزنزانات الدم، لالغة الشعر تحرك سطوة" المتغابي" ولا شفق الموج يكبح شهوات دمه،وهي تكبر في حمكة الطعن الأكيد.
كيف لكَ ايها المصاغ من لمع الرمل، وهديل القول، ونسمات القيلولة، وغناء الأزهار، وصباحات الأنهار.. ان تقرأ "ديوان الطبيعة"..؟ وتفسر مفرداتها الملغومة، وصبواتها المطعونة، أنت المسبّح بآيات الحنون، وتوريات الفنون، الغارف من كتاب الصبح، وتنويعات النصح، وهم هناك عند مفترق اللغة، يعدون أخاديد الموت، ومعابر الصمت المكين..؟
أخي عثمان..
ضجّت الريح ..
واعتورتني ظباء الرمل..
لا غناء في نايات الأنوثة،
ولا شِعر في ممرات " طولقة"
ولا قَطَا على أفنان الفيكوس..
شمّرتُ لغة الصوفية ..
وانهمرتُ في جمر "السياب.."
لاوقت لنودّع بعضنا..
ولا شِعر لوصف هذا الغياب..!!
خذ نساء نمشكَ..
وامش في ضوء السراب..
لا ماء في نهر القصيدة،
ولا حبّ في عشب اليباب..
لا سماء لنا..
إلاّ ما يوفره التراب..؟!!
عبدالحميد شكيل
( 27 جوان2018) مستشفى بشير بن ناصر- بسكرة.
كيف للشاعر أن يلملم شتات المرايا..؟ والآتون من خراب التاريخ، ورميم الميثولوجيا يحاصرون أيائله، ويطلقون عليها وابل ميراثهم المريض، والمحشور في زوايا البؤس، وعتبات النرجسيات، ومغارات الهتافات، التي تفزع الصوت،وتخرب بساتين اللغة، وحدائق الياسمين، وهي تمد أعناقها إلى أمداء الصبوة، وفيافي التراث، في عمائر ذاكرة، تلوح من جوانبها أبخرة العصبيات، ونترات الدم المسفوح على جوانب الصحراء، وهي تصغر، وتضيق على نصوص البوح، وشرفات الكلام وهو يتمرآى،في سرديات النقائض، ورمل المعلقات في صحراء العرب التي شتتوا ناياتها في رماد السواد، ومروا إلى تاريخ الهوان، ومراثي الموت الجديد..؟!
" الكتابة بالنار" لم تجد مواجدها، ولم تعد تكفي لترميم هذا الخراب الشامل وهو يزحف في علوه الشامخ، ليقطف لغاتك الشفيفة، وكلمات المعجونة، بماء الروح، وصلصال الرمل، وهو يتكور في سعف النخل، ويتمدد في عبوق العراجين، المنقوعة في عصائر بوحك، ومنقوع الصرخات المدوية في سراب الوقت، وغبار الجغرافيا،التي أتعبت غزالات شغفك، وهي تتهادى على أكمات الرمل، في أحواز "طولقة" المنتصبة القًا، وعبقًا، وشفقاً، على بوابة الصحراء، التي رمحتَ في فلواتها، وسفحتَ روحكَ على أطلال وجدها الذي في هسيس الطرفاء،وظلال النخل البهيج. كيف تكون "الإرهاصات" الضوئية عالية، ومقوالة، وهي تقذف بالخيبات، والأحقاد الطالعة من نفوس أدمنت الخوف، وتربت على نصل السيف، وحديات القتل، ولغة القهر، ونداءات العصبيات، في جنبات الصحراء المفتوحة على رنين الشعر، وصوت البوح الذي يضيع صداه، ويضيق مداه، في لغة الهتك، والغدر، الذي يرفض للوردة الجميلة أن تمد عيدانها الطرية، خارج الخيمة التي تربت في كنف الكتم، وزوايا الشجن، ونصليات السفك..؟
لا "أعراس الملح" ولا قصائد المدح، وقهريات القدح، يمكنها أن تخرج لضوء الشمس، ونور القمر، وسطوع النجم، في ارض العرب الواسعة الضيقة، لأن ذلك قد ينال من جبروت، وهيبة شيخ القبيلة، الذي يكبر في القهر، ويصغر في المحبات..
كان عليك ياعثمان أن تبذر قرنفلك خارج حيز القبيلة، ليكبر في تربة العفو، وسماء الكفاية، وسطوع الرؤيا..
كيف للأعراس بحبورها، وسرورها، وعطريات صباياها، ان تزهر، ويضوع اريجها، في مساحات الضوء الشحيحة، وعتمات النفس التي تضيق بغناء المحبة، ووتريات العشق، ونداءات الأجساد المقهورة..؟
لا "قصائد ظمأى" في مخيال الشاعر، وأبجديات القول، المهموس، وهو يرى، ويعلو في سرديات اللغة، وإيماضات القصيدة،وهي تمزق قماطها، وترخي لثامها، وتقول إسمها، وتظهر وسْمها، كيما تطل على خرائب ماثلة في الذاكرة، والوجدان.
لاماء في صهد الرمل، ولاعتبات في مهوى العاصفة.. كيف خرجت من خبن القصيدة، وبحر الرمل، ومجزوء الكلام..؟
لا مرور إلى فسحة المعنى، وزهو القصيدة، والقتلة هناك على هضابات الطّلل، وفتحات الديار، يتربصون بأيائل نجماتك البهيات، وهي تغنى اوجاعها على سعف النخل وهو يتوارى في غسق العماء.
وأنتَ تفسّر "أبجديات" كَ، وتكشف غواياتها التي في متون الخفاء، وينابيع الصفاء، كان عليك، وانت الشاعر العليم ان تقيم ممالككَ، وابراجكَ، وبساتينكَ اللوزية، على تخوم الريح، ووتريات القصيدة، التي حفرتْ وجدها، وأقامتْ مجدها على ريش بهائكً، وغيم سمائكَ، وأنت تنهر خيبات النسيان، وغدر الإنسان البائس، وهو يتعقب طيف غزالاتك، وهي تقفز على مطبات الحقد، وسواتر البهتان، ودشم الموت وهو يطلب دمكَ الذي في شرايين القصيدة، وعروق اللغة، التي ازْرتْ بك على بوابات وقت، ومجالس مقت، أنت المبدع المعجنون من طين الصوفية، وأنفاس الدراويش، في شطحهم البهائي على تخوم الصحراء، وهي تنسج بردة الأبجدية، وتقول بمقام المنتهى.
لا "اللؤلؤة" لمعت في غسق النفس، ولا انتبهت لفوضى النخل، في سيره المتعجل إلى ربوع "غرداية" كيما تكشف سرها، وتقول نبرها عاليا في حواري قصورها ، المنطويات على سر الأجساد، وتنميطات الأجداد، في فيض الشبّابة، وولع الربابة شاهقة في الحنين، وعصية في الأنين.
لا لؤلؤ في فحم الكلام، ولا بكاء في هديل الحمام، وانت تمتطي" براءة" الكثيب، وتطلب نفس الحبيب، وهو ينأى في نقع الرمل، وطلليات البكاء.
"لعينيك هذا الفيض" ولقلبكَ هذا الوهج، المتناثر على ربوات القلب، وحفريات العشق، في قيظ الهاجرة، وسموق الناثرة ملتفة على سنبلات الرمل، وبتلات الرماد.. لا فيض في جفاف الروح، ولاغيث في مكامن الطوى.. كلما فاض القلب، وشحب الدرب، وتواترت مَهَا المسافات القصية، ابرقت العين، وحنّ البين، وتسامت في وجدها النبرات، وامحلت في مائها العَبرات.
"كتاب الإشارات" يتواتر في همس العبارات، وهي تنهض من غفوة المعني لتلج صفو اللغة، وغثاء الرمز، متواريا، في خلفيات الكلام، ومنطلقات النظام، في لغة الإشارات، تتمدد وتريات العبارات، لتقيض، بعشقها، وتبوح بقيظها، وتتعالى في مدياتها، وتصفّر في أنهارها، وتشرح معنى أوجارها، وتميط ستار أنوارها، في عالًم، يتخابث، ويتخافت، ليطعن ما تقوله الإشارات، وتضمره العبارات، في رحلتها إلى مخبوء السر، ومنثور الهتاف.
"قالت الوردة" لا حفيف لماء النص، ولا هسهسات لسناحب الصحراء، وهي تخرج من طمي الرمل، لتطل على غمر الضوء، وغسق النفس، وغور الالتباس.. كيف للوردة ان تقول غرامها، وسماءها، والتنابلة يتحينون الوقت، ويشحذون سكاكين القتل، للإجهاز على بتلاتها، وأكمامها، وسيقانها، وهي تسبح في ماء الشفاعة، وميراث المعراج، في صحن "الفتوحات" وحواري "الألفة" وليالي "المؤانسة" على جبل التوباد.. هناك على طلل النخل ونبع الصحراء.
لا "جرس" ندقه تحت "سموات الماء" لتخرج الغزالة من رشح الماء، وتدخل سيمياء الأنحاء، مزهوة بثير العشب، وتراب الدرب، ممتدا في قحط اللغة، وتفكيكات الغامض في لوح الكلمات..
كلما عبّدنا الطريق، وحفرنا المجرى، وأقمنا الجسور، وشيّدنا الدور، برزت لنا هرطقات المتون، وعطن الجنون ، وغيلان الكون.. ليقولوا: لا جرس في"يبوس: الأرض، ولا ماء في قنطرات العبور.
لا "شبق الياسمين" أينع، ولا أغاني الرعاة، جمّلت خرائبها، ولا صوت الرعد أيقظ غفلة السنبلات، وهي تدرج في وادى الصياح، عولتَ على "نمش" الخد، وميس"الهديل" لكن الغزاة كانوا هناك على حواف النهر، لأقتناص مراكب الشمس، في طريقها إلى نساء الخيال..
لاصوتكَ أبان، ولانبركَ تسامى لقهرلغات "المتغابي" وهو يسوق طيور النخل، إلى مذبح القهر، وزنزانات الدم، لالغة الشعر تحرك سطوة" المتغابي" ولا شفق الموج يكبح شهوات دمه،وهي تكبر في حمكة الطعن الأكيد.
كيف لكَ ايها المصاغ من لمع الرمل، وهديل القول، ونسمات القيلولة، وغناء الأزهار، وصباحات الأنهار.. ان تقرأ "ديوان الطبيعة"..؟ وتفسر مفرداتها الملغومة، وصبواتها المطعونة، أنت المسبّح بآيات الحنون، وتوريات الفنون، الغارف من كتاب الصبح، وتنويعات النصح، وهم هناك عند مفترق اللغة، يعدون أخاديد الموت، ومعابر الصمت المكين..؟
أخي عثمان..
ضجّت الريح ..
واعتورتني ظباء الرمل..
لا غناء في نايات الأنوثة،
ولا شِعر في ممرات " طولقة"
ولا قَطَا على أفنان الفيكوس..
شمّرتُ لغة الصوفية ..
وانهمرتُ في جمر "السياب.."
لاوقت لنودّع بعضنا..
ولا شِعر لوصف هذا الغياب..!!
خذ نساء نمشكَ..
وامش في ضوء السراب..
لا ماء في نهر القصيدة،
ولا حبّ في عشب اليباب..
لا سماء لنا..
إلاّ ما يوفره التراب..؟!!
عبدالحميد شكيل