فيما انقرض من طعام ، يوم المغارف و وجبة الاستمطار
في أثناء سير الموكب الكبير تقدم له الأعطيات من دقيق و زيت و لحم و سكر و قمح و غير ذلك من مؤن للتبرك و لاستدرار عطف السماء ، فيتم تحضير الطعام عند الضريح للتبرك به او اختيار مكان إقامة الوليمة عند مسجد أو قبر رجل صالح .
كانت ذكريات جميلة جدا فعلا لا يمكن ان تنساها ابدا أجيال مغربية كثيرة فقد ممرنا بتلك الحقبة التي كنا فيها نصدق و نتعامل ببراءة مع هذه الطقوس حيث كان الناس يجرون حفاة مرعوبين خائفين في هوس خارق و هم يبكون و يتضرعون و ينتحبون و يتصايحون ، لازلت اتذكر تلك الأمواج الهادرة من البشر و خشوعهم حاملين تلك الدمى المركبة من المغارف الكبيرة المكسوة بالثياب .
كانوا شيابا و شبابا كبارا وصغارا نساء وأطفال و رجال .
- من هيرودوت إلى اليوم . تتمثل طقوس (تاسليت أونزار) أو تاغنجا في التطواف بمغرفة (أغنجا) مكسوة لطقـوس استـدرار المطــر . يذكر( هيرودوت )في هذا الشأن أن النسامون ( سكان شمال إفريقيا ) كانوا إذا امتد الجفاف و القحط و لم يجدوا لديهم شيئا من السوائل يأخذون الغبار من الأرض ويلعقونه ، وقد كانوا يخرجون في جماعات لأداء هذا الطقس في الهواء الطلق ،معبرين من خلاله عن مدى احتياجهم للغيث بإظهار ضعفهم اعتقادا منهم أن الجفاف عقاب إلهي .
أفاض الإثنوغرافيون الأوربيون في وصف حفلات استدرار المطر التي تواصلت بالمنطقة المغاربية ،منها طقوس و احتفال تاغنجا "بوغنجة " المغربية. حيث يذكر أحد الباحثين الأوربيين أنه عند حدوث الجفاف تجتمع العجائز لتحديد يوم الاحتفال بـ : "أنزار " Anzar و في اليوم المحـدد تخرج كل النساء برفقة الأطفال و يحملن ملعقة كبيرة مكسوة بالأقمشة و الجلد فتتحول إلى دمية كبيرة و يرددن الأهازيج و الدعوات يطلبن فيها نزول الغيث ، و في أثناء السير تلتحقن أخريات، و تقدم للموكب الأعطيات من دقيق و زيت و لحم،فيتم تحضير الطعام عند الضريح ، ثم
تتبع بلعبة العصي و فيها تتجمع الفتيات اللواتي هن في سن الزواج حول الفتاة التي تقوم بدور" خطيبة أنزار ( Anzar'd Fiancée La ( و ينقسمن إلى مجموعتين و يتقاذفن بالعصي كرة حتى تسقط في الحفرة المخصصة لها ، و عندها تردد الفتاة خطيبة نشيد أنزار : الأرض وأنا زوجان
ثم تدفن الكرة في المكان المخصص لها ،و تعود النساء إلى قريتهن قبل الغروب ، وتخبأ الملعقة الكبيرة إلى احتفال آخر .
و يظهر البعد الاجتماعي واضحا من خلال تحضير الطعام والاشتراك في جمع مستلزماته ،و الذي
قد يعتبر نوعا من التضحية والقربان ، أما اختيار مكان إقامة الوليمة فقد اختلف عن الزمن القديم.
و يمكن قراءة هذا الحفل من عدة أوجه ، فبالنسبة للميقات يلاحظ أنه مرتبط بشح الأمـطار الذي قد يتزامن مع فصل الخريف و هو البذر أو الربيع الذي يعرف فيه النبات مرحلة النمو، فيوحي حمل والملعقة الكبيرة بأا اسـتعاضة سـحرية للأرض العطـشانة .
و يظهر البعد الاجتماعي واضحا من خلال تحضير الطعام والاشتراك في جمع مستلزماته ،و الذي قد يعتبر نوعا من التضحية والقربان ، أما اختيار مكان إقامة الوليمة عند مسجد أو قبر ولي فقد يعود
و يصف نفس المؤرخ في موضع آخر حفلة " معركة العذارى " عند (الماخلويس و الأوسيس ) و ملخصها أن الفتيات تنقـسمن إلى فريقين و يدخلن في مواجهة عنيفة بضربات الحجارة والعصي،ومن يمتن نتيجة ذلك لا يعتبرن أبكارا وبعدها يأخذون أجمل المشاركات في تلك اللـعبة-المعركة و يزينوا بسلاح إغريقي و يتجولون على عربة ،وهي حسب ( هيرودوت) تمثّل إلهة الإغريق " أثينا " Athena
يتبع بقلم الهواري الحسين
في أثناء سير الموكب الكبير تقدم له الأعطيات من دقيق و زيت و لحم و سكر و قمح و غير ذلك من مؤن للتبرك و لاستدرار عطف السماء ، فيتم تحضير الطعام عند الضريح للتبرك به او اختيار مكان إقامة الوليمة عند مسجد أو قبر رجل صالح .
كانت ذكريات جميلة جدا فعلا لا يمكن ان تنساها ابدا أجيال مغربية كثيرة فقد ممرنا بتلك الحقبة التي كنا فيها نصدق و نتعامل ببراءة مع هذه الطقوس حيث كان الناس يجرون حفاة مرعوبين خائفين في هوس خارق و هم يبكون و يتضرعون و ينتحبون و يتصايحون ، لازلت اتذكر تلك الأمواج الهادرة من البشر و خشوعهم حاملين تلك الدمى المركبة من المغارف الكبيرة المكسوة بالثياب .
كانوا شيابا و شبابا كبارا وصغارا نساء وأطفال و رجال .
- من هيرودوت إلى اليوم . تتمثل طقوس (تاسليت أونزار) أو تاغنجا في التطواف بمغرفة (أغنجا) مكسوة لطقـوس استـدرار المطــر . يذكر( هيرودوت )في هذا الشأن أن النسامون ( سكان شمال إفريقيا ) كانوا إذا امتد الجفاف و القحط و لم يجدوا لديهم شيئا من السوائل يأخذون الغبار من الأرض ويلعقونه ، وقد كانوا يخرجون في جماعات لأداء هذا الطقس في الهواء الطلق ،معبرين من خلاله عن مدى احتياجهم للغيث بإظهار ضعفهم اعتقادا منهم أن الجفاف عقاب إلهي .
أفاض الإثنوغرافيون الأوربيون في وصف حفلات استدرار المطر التي تواصلت بالمنطقة المغاربية ،منها طقوس و احتفال تاغنجا "بوغنجة " المغربية. حيث يذكر أحد الباحثين الأوربيين أنه عند حدوث الجفاف تجتمع العجائز لتحديد يوم الاحتفال بـ : "أنزار " Anzar و في اليوم المحـدد تخرج كل النساء برفقة الأطفال و يحملن ملعقة كبيرة مكسوة بالأقمشة و الجلد فتتحول إلى دمية كبيرة و يرددن الأهازيج و الدعوات يطلبن فيها نزول الغيث ، و في أثناء السير تلتحقن أخريات، و تقدم للموكب الأعطيات من دقيق و زيت و لحم،فيتم تحضير الطعام عند الضريح ، ثم
تتبع بلعبة العصي و فيها تتجمع الفتيات اللواتي هن في سن الزواج حول الفتاة التي تقوم بدور" خطيبة أنزار ( Anzar'd Fiancée La ( و ينقسمن إلى مجموعتين و يتقاذفن بالعصي كرة حتى تسقط في الحفرة المخصصة لها ، و عندها تردد الفتاة خطيبة نشيد أنزار : الأرض وأنا زوجان
ثم تدفن الكرة في المكان المخصص لها ،و تعود النساء إلى قريتهن قبل الغروب ، وتخبأ الملعقة الكبيرة إلى احتفال آخر .
و يظهر البعد الاجتماعي واضحا من خلال تحضير الطعام والاشتراك في جمع مستلزماته ،و الذي
قد يعتبر نوعا من التضحية والقربان ، أما اختيار مكان إقامة الوليمة فقد اختلف عن الزمن القديم.
و يمكن قراءة هذا الحفل من عدة أوجه ، فبالنسبة للميقات يلاحظ أنه مرتبط بشح الأمـطار الذي قد يتزامن مع فصل الخريف و هو البذر أو الربيع الذي يعرف فيه النبات مرحلة النمو، فيوحي حمل والملعقة الكبيرة بأا اسـتعاضة سـحرية للأرض العطـشانة .
و يظهر البعد الاجتماعي واضحا من خلال تحضير الطعام والاشتراك في جمع مستلزماته ،و الذي قد يعتبر نوعا من التضحية والقربان ، أما اختيار مكان إقامة الوليمة عند مسجد أو قبر ولي فقد يعود
و يصف نفس المؤرخ في موضع آخر حفلة " معركة العذارى " عند (الماخلويس و الأوسيس ) و ملخصها أن الفتيات تنقـسمن إلى فريقين و يدخلن في مواجهة عنيفة بضربات الحجارة والعصي،ومن يمتن نتيجة ذلك لا يعتبرن أبكارا وبعدها يأخذون أجمل المشاركات في تلك اللـعبة-المعركة و يزينوا بسلاح إغريقي و يتجولون على عربة ،وهي حسب ( هيرودوت) تمثّل إلهة الإغريق " أثينا " Athena
يتبع بقلم الهواري الحسين