حكاية أخرى عن سيزيف!

- (1)-
كان ينتظر الحرب حتي تضع اوزارها، ولكن الحرب كانت تنتظر ان يموت كل شئ كي تحيا هي الي الابد!

- (2)-
وكان الجنود ينتظرون نهاية الحرب كي يعودوا الي بيوتهم ،لكن الحرب كانت تنتظر ان تحترق كل البيوت كي تعيش هي الي الابد.!


- (3)-
وكانت النساء المكلومات ايضا ينتظرن نهاية الحرب حتي يمارسن العشق مع ازواجهن فيحبلن ويلدن اطفالا ملائكيين ، لكن الحرب كانت لا تنتظر الا ان يفقس بيضها على ظهور الدبابات والمدافع!


- (4)-
وكان ثمة اطفال ينتظرون نهاية الحرب لانهم قد اشتاقوا كثيرا الي مدارسهم ََََوالي العابهم في الشارع ولكن الحرب كانت تتضور جوعا الي لحومهم!

- (5)-
وكان النازحون يتطلعون الي السماء ويسالون الرب ان يعيد الحرب إلى كهوف النسيان ولكن ألهة الحرب ظلت تستيقظ كل يوم وهي اكثر بهجة ونشاطا وحيوية!


- (6)-
وهاهو الان لم يعد يذكر سوي انه قد سئم كل شئ وان دواخله محتشدة بالهذيان وانه قد شاخ كثيرا وان الحرب وحدها ما تزال في بواكير الصبا وما زال يذكر ايضا انه كان قد خبأ في شغاف قلبه ذات يوم غيمة بيضاء كي لا تطالها الحرب وكانت الغيمة كلما تدحرجت نحو الهاوية، عاد هَو فرفعها صوب النجوم واستمر الحال هكذا حتي كبرت ََالغيمة فاصابته بوابل من الرصاص!.

معاوية محمد الحسن
اغسطس، 2024

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى