ياسر أنور - طرائق تعدد الدلالة في القرآن (فراغ عليهم ضربا باليمين)

يسلك القرآن في تفسير الأحداث، وذكر أسبابها و نتائجها ووصف مشاهدها عدة طرق وطرائق بلاغية، منها التقديم والتاخير، والالتفات، واستعمال ألفاظ تحمل شحنات دلالية عديدة، وأيضا تعدد القراءات لبعض الكلمات فى الآية، وسوف نركز في هذه المقالة على طريقة استعمال القرآن ألفاظا تحمل دلالات عديدة مثل كلمة اليمين في قوله تعالى عن إبراهيم عليه السلام وهو يكسر أصنام قومه:"فراغ عليهم ضربا باليمين"
وهذا الحدث، حدث تكسير إبراهيم عليه السلام أصنام قومه، كان نتيجة رفضه عليه السلام لهذه الوثنية التي جعلته (يحلف) في غضب وتحد أن يكسر أصنام الشرك، وذلك يتضح من قوله تعالى: (وتالله لأكيدن أصنامكم)، وعندما خلا إبراهيم بهذه الأصنام، أصبح متاحا له أن يفي (بيمينه)، فشرع في تكسيرها مبتدئا من جهة (يمينه) إلى شماله، وكان تكسيره(بقوة) وغضب، مستخدما يده (اليمنى)، وكل ذلك كان( بحق)، و(عدل) لا باطل وجور.
إن هذا الحدث بأسبابه ودوافعه و ملامح مشاهده، ونتائجه، عبر عنه القرآن بكلمة واحدة هي اليمين، التي هي حلفه وقوته ويده اليمنى وبداية جهة تكسيره الذي هو بحق وعدل، فاليمين في لغة العرب هي كل تلك المعاني.
ولأن الإعجاز في الإيجاز في بعض ملامحه،فإن القرآن يستعمل كلمات مثل اليمين عندما تكون هناك (عدة أسباب) و(دوافع) و(نتائج) و(ملامح) للحدث او المشهد أو القصة.
ويمكن أن يفسر بنفس الطريقة قوله تعالى : قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين، وقوله تعالى: ولو تقول علينا بعض الأقاويل، لأخذنا منه باليمين.
وسبحان الله رب العالمين.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى