محمود شاهين - لقمانيات (37)

361- كلما تحرر المجتمع عقليا وفكرياً وأعطى المرأة حقوقها والانسان بشكل عام حقوقه زاد اقترابه من اللحاق بركب الحضارة الانسانية.

362- مستقبل الأديان البشرية كلها خاضع لتطور المجتمعات ولتحرر العقل البشري من كل ما ترسب فيه عبر الزمن، وكما انقرضت عبادة الشمس والقمروعبادة عشتار وزيوس ومردوخ وغيرها، ستنقرض العبادات القائمة حتى اليوم فليس هناك دين سيدوم إلى الأبد. و(الديانات) القادمة للبشرية هي ما يحكمها العقل والمنطق والعلم وليس الخرافات والأساطير.

363- الوجود مكون من مادة وطاقة . الطاقة بأنواعها والمادة بأنواعها المتحولة عن الطاقة. وليس في الامكان تصور وجود خالق خارجهما لعدم وجود وجود . فالقائم بالخلق لا بد وأن يكون موجوداً فيهما، ولذلك استند اجتهادنا على هذه القاعدة ، بوجود طاقة عقلانية ( أي عقل، أو عقل طاقوي ) ) يقوم بعملية الخلق غير العبثية بالتأكيد من وجهة نظرنا

364- ما أطرحه من مقولات فلسفية مختصرة لا يحتمل نقاشات مطولة ، وهذا ما حاول قارئ صدفة أن يجرني إليه دون أن يفهم جيدا فحوى النص التي لا تتنكر لوجود قائم بالخلق بغض النظر عن ماهيته، وطالبني بالرجوع إلى ما أطلق عليه بوزون هيجز في الفيزياء ليثبت لي وجود خالق كما يبدو. وبوزون هيجزجسيم افتراضي يكسب الجسيمات الأولية كتلتهاعبر تفاعلها مع مجال هيجز وقد تم رصده عملياً في مصادم الهادرونات في سويسرا. وقد تحدثت عنه مطولاً في روايتي " قصة الخلق " الصادرة في حيفا قبل بضعة أعوام.

365- المحاور العربي يتمسك بفهمه مهما كان ولا فائدة من محاورته. فإن كان ملحداً يصر على إلحاده ، وإن كان مؤمناً بأي دين يصرعلى إيمانه، وإن كان عبثياً يرى أن الوجود عبثي، يصر على عبثيته ، ولا أحد يرى طريقاً ثالثاً في الفلسفة فإما الإيمان وإما الإلحاد ، لتظل العقول منغلقة على ما فيها..مع أن الاجتهاد الأقرب إلى العقل والمنطق والعلم هو وجود قائم بالخلق لا يقبل ألوهية، وقد يقبل ألوهية ما ، وأن له غاية من الوجود غير التي عرفها المؤمنون. وقد تطرقنا كثيراً إلى ماهية هذا القائم بالخلق، ونأمل أن يكون اجتهادنا أقرب إلى الصواب.

366- قصة الخلق : رواية موغلة في فلسفة الوجود وسيمفونية رائعة في زمن التوحش

مجدولين حيدر
قصة الخلق لمحمود شاهين : رواية موغلة في فلسفة الوجود .أعادت نشأته بطريقة ابداعية جميلة قاطعة ومتجاوزة قصة الخلق التقليدية ...أية قصة رائعة تلك التي تركبت مضامينها على فلسفة متنورة مفاتيحها العلم والمعرفة ....ودائما كعادتك محمود لا تغلق النوافذ بل تفتح المدى بجملة غاية في البساطة والعمق كمثال "نشأ الوجود عن تصور افتراضي في العقل الطاقوي" لقد ربطت بين الخلق والابداع فكان الابداع قصة خلق. بذلك أعدت للوعي عظمته وألوهيته وأكدت على الغاية الاسمى له: الجمال والخير واحقيتهما . وكأنني أقرأ لهرم مثل أفلاطون وابن سينا وغيرهما من الفلاسفة الذين أبدعوا رؤى جميلة لنشوء الخلق، تناسب عصرهم، وأثرت الوعي الانساني بشكل عام . والابداع الذي تنطوي عليه الروايه فكرة دور الانسان ، فقد جعلت الخالق والمخلوق في علاقة جدلية جميلة راقية ، سمت بذلك الكائن للألوهية ذاتها، فنطق الله على لسانه ...أما الحب فلم يكن عندك مجرد مفاهيم ساكنه مؤطرة بأحكام مغلقة جاهزة، بل كان فضاء عمليا غير عادي ومألوفا، فقد اخترت أبطالا محبين خارج حدود الزمان ...لا عمر للحب .. حتى بلغت جرأتك للمحرم منه، وأظهرت حالته النفسية، وأضأت جوانب النفس المظلمة ومعاناتها. راوية قصة الخلق تنطوي على كم من المتقابلات البديعة، وخاصة في شخوص النساء.. المرأة المتحررة، مقابل التي تحت النير .النبالة والشجاعة مقابل الخسة والشرور . ومستوى دور الانسان الذي لهذا الوقت لم يع دوره، وما زال يتخبط أمام الحيوان الذي يقوم بدوره على أحسن وجه .. وتقابل العقل والوعي، فكان الوعي استخدام وامتلاك الانسان لعقله ... قصة الخلق سيمفونية رائعة في زمن التوحش!

367- مقتطفات من تعليقات الاستاذة سلوى أبو سيف خلال قراءة رواية قصة الخلق:​

"وعند الصفحة سبعين خشيت على نفسي أن أصرخ وأقول : لا..لا...هل هذا أنت حقا ؟ كما قال الملك لقمان ، أو كما قال السيد المسيح : إلهي...إلهي...لماذا تخليت عني ؟"

"عند الصفحة ١١٥ كان محمود شاهين قد ارتحل بنا مرارا إلى السماء ثم عاد بنا إلى الأرض لنعيش مأساة البشر من جديد ( إم بشير...زوجها القاتل..قتل شفيق لأخته..الخ..الخ"

"وهنا تكمن شجاعة الكاتب وقدرته على كشف المستور بقصد الإرتقاء ولو درجة في مسيرة تحقيق الخير والعدل والجمال ، وهذا ما ركّز عليه الكاتب في معظم كتاباته . ولم يكتف بمراقبة المشهد من بعيد بل انخرط هو فعليا في هذا ، فنراه مع صديقته لمى يقدمان المساعدة لزوجة وأطفال من حاول قتله ، مساعدة عينية ومعنوية لاحدود لها، متشبها ربما بصفات من وهبه الحياة ، فهو، أي محمود ابو الجدايل ، المُعطي ، الواهب ، الكريم ، المسامح ، الخ.. كالسماء التي تمطر على الشرير والخيّر على حد سواء"

"وبعد أن أنهيت قراءة هذه الرواية التي تختلف عن الكثير مما وصل إلينا ، وجدت أن من المناسب أن أختمها بهذا الإقتباس من كتاب " مذاهب كبار الفلاسفة " اس .اي. فروست الإبن...ترجمة عارف حديفة: "إن التجارب التي يستخدمها فيلسوف كبير لكي ينسج نسجه ، فلسفته، أكثر عددا من تجاربنا بكثير . يحاول أن يشمل الكون كله ، كل ماهو كائن ، في الصورة التي ينشئها ، إضافة إلى أنه متأهب على الدوام لاكتشاف الفجوات والتظليلات المرهقة . لذلك فإن الصورة التي يقدمها للعالم تفوق صورنا دقة وجمالا " انتهى الاقتباس.

"هذه الرواية أثارت عشرات بل مئات الأسئلة ، لكن يبقى العلم التجريبي والفلسفة التي تضيء له الطريق هو منارتنا ومرجعنا الأخير للتأكد من الحقائق النهائية التي بني عليها الكون . وسيبقى ذلك المطلق هو اللغز الأكبر الذي حيّر العقول"

368-* مقتطف من مقال مطول لرائد الحواري.

أما عن غاية/الهدف من الوجود: "ص105، فثمة بعض الاختلاف بين ما يطرحه السارد وبين ما جاء في الأديان التي أقرنت وجود الإنسان بغاية، بهدف معين، كما في الأديان القديمة حيث نجد أن الهدف هو خدمة الآلهة والعمل بدلا عنها، وفي الديانات السماوية عبادة الخالق. أما عند محمود أبو الجدايل فالغاية من الخلق هي رؤية الخالق لذاته في الوجود ، إضافة إلى مساعدة الخالق في عملية الخلق بحد ذاتها لبناء حضارة إنسانية تتحقق فيها قيم الخير والعدل والمحبة والجمال . فالخالق دون خلقه الإنساني لا يمكنه بناء مدن وإقامة حضارة.

أما عن ماهية وجوهر الخالق نفسه فهو عند محمود أبو الجدايل : "عقل طاقوي عظيم غير طقمادي-أي طاقة لا تنطبق عليها شروط ومواصفات الطاقة والمادة - يتصف بالوعي والحكمة" ) ص 50 )

وهذه الأفكار قرأناها كثيرا في مقالات وخواطر محمود شاهين نفسه (شاهينيات التي بلغت الآلاف ) . ويمكن القول أن محمود أبو الجدايل هو محمود شاهين نفسه وإن اختلفت الوقائع ، لكن الفكر هو نفسه فكر محمود شاهين وفلسفته.

369..أما عن ماهية الخالق وخلق الكون والحياة، يقول السارد: "فعقل الخالق مسألة مختلفة تماما، لأنه لا شكل له يمكن أن نعرفه، ولا زمان ومكان خارج مسألة زمكانه...يمكننا تصور عقل الخالق، على أنه مسألة إعجازية بكل ما تعنيه الكلمة، بحيث يمكنه أن يتواجد في كل زمكان، وفي كل كائن، من أصغر جسيم دون الذري، إلى أكبر مجرة، دون أن يفقد أي جزيء في الوجود علاقته بكل الأجزاء الأخرى وعلاقته بالكون ككل، من هنا ياتي فهمنا للوجود الإنساني وارتباطه بالوجود الكوني" ص 102

370-- النهوض بالمجتمعات المتخلفة مسألة في غاية الصعوبة وتحتاج إلى عباقرة وأفذاذ لينجحوا فيها. والتعليم لدينا يكرس في الغالب الثقافة السائدة في المجتمعات المختلفة. وإن ظل الأمر كما هو عليه مصيرنا إلى الانقراض أو ما هو أقرب إليه.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى