د. محمد عباس محمد عرابي - الشعر في قصائد ديوان رشق للشاعرة منى السعيدي(1)

إعداد /محمد عباس محمد عرابي

1-

أكثرَ الشعراءُ المعاصرون في قصائدهم الحديث عن الشعر، فالشعر هو لسانهم
المعبر عن أحاسيسهم، وما يشعرون به؛ فالشعر يحمل موسيقا هادئة حالمة تحلق
بروح الأحباب ...كأجمل أغنية كتبت شعرًا وبيانًا لذلك كان هذا المقال:
الشعر في قصائد ديوان رشق للشاعرة منى السعيدي
فالشعر يعانق الآهات، وأن الشواطئ ترقي بأشعار تطيب، وأن الليل والشعر في
ميزان الأغنية رجحا، وأن الشعر نائح في المستمعين، وأن العينين تطارح غرم
الشعر سرا، وأن الحروف هزت جذوع الشعر
وفيما يلي بيان ذلك:
بينت الشاعرة أن الشعر يعانق الآهات حيث في قصيدة سر الغوايات بقولها:
ارحل فما عادت الأيام تسعفني **لا القلب قلبي ولا النبضات نبضاتي
ما عاد للفجر إشراق يمجدنا **فظلمة الليل أختها صباحاتي
حتى الرسوم التي أبدت ملامحنا **سحائب هطلت من فيض غفلاتي
ألوان طيفك كم راقت لأخيلتي ** والحلم غنى على ميلاد نجماتي
يعانق الشعر آهاتي ويعزفها **عزف اللحون بإيقاع النهايات
والبحر يروي حكايات لنا سلفت **فيشهد الموج أشواق المساءات
وبينت الشاعرة أن الشواطئ ترقي بأشعار تطيب في قصيدة "قواميس الليالي " أنها
ستتلو "قواميس الليالي " حيث يقول:
سلوا عني النجوم كم تراءت ** وبدر الكون مطلعٌ رقيب
وأضلاعي غدت بالوجد ثكلى **جرى في نبضها سهم مصيب
فقولوا للشواطئ إن خفقي ** كليل تاه يردفه النحيب
سأتلوها "قواميس الليالي "**وأرقيها بأشعار تطيب.
وفي قصيدة "مقام عين" تبين أن الليل والشعر في ميزان الأغنية رجحا فتقول:
إني أخاطب في عينيك أغنية **قيثارها نبض حرف للمنى صدحا
كأن أوزانها رقص لغانية **تداعب الروح شكرا تلثم القدحا
تستلهم الرمش حينًا وهي ضاحكة** تقلد الصبح من أزهارها منحًا
وترسم الفجر بسمات مدللة** والليل والشعر في ميزانها رجحا
وتبين الشاعرة في قصيدة "قارب الوجد " أن والشعر والشوق والذكرى تؤرجحنا
حيث تقول:

عسعس الليل في ود يناغينا ** والنجم في سكره يغوي المحبينا
وقارب الوجد بالأمواج مرتهنٌ**يلاطم البعد حينا والمنى حينا
يسامر القلب فينا ناي ملتهف ** على القوافي يذيب الروح تلحينا
والشعر والشوق والذكرى تؤرجحنا ** عند اللقاء وضوء الصبح يُبكينا
كما تبين أن الشعر نائح في المستمعين حيث تقول في قصيدة "عهد ووعد:
حروفي تشتكي من ثقل ديني **وشعري نائح في المستمعين
فلا نفسي تجاذبها هواها **ولا جمعت عقودا من لجين.
لقد وئدت ورودي في صباها ** وذاب العمر في صك اليدين
وفي قصيدة "عتاب وبين تبين الشاعرة بإبداع فني بياني بلاغي فريد من نوعه حيث
الصورة البلاغية البيانية فالعينين تطارح غرم الشعر سرا حيث تقول:
يعاتبني وما يدري بأني **أبيت الليل في حضن التمني
أخاطبه، كما بدرٍ تجلى **وأرسل آهة الأشواق عني
أسافر في متاهات الأماني **وبالأحلام كم يممت ظعني
وبينت الشاعرة في قصيدة "رداء الطهر "أن الحروف هزت جذوع الشعر حيث
تقول:
تاهت على متن المشاعر أحرفي **وبكت على صدر الحنين سنينا
هزت جذوع الشعر عل حفيفها ** يروي الحنايا يطرب النسرينا
إلى أن تقول:
كل الخمائل في الضلوع تهافتت**حملت على أكتافها التأبينا
ركعت على باب القصائد علها ** ترخي الندا وتردد التلحينا
هذي غيوم الوجد سح وريدها **تهمي على خد الحبيب حنينا
فجرى على وحي الوريد صبابة **يُذكي لهيبا بالجوى يكوينا
وقضى على عزف الصرير ندامة *أسطورة الشعر المموسق فينا
وفي قصيدة سيمفونية عشق والتي استهلتها بقولها لليل أسراره ..وللحب
أغواره،وللعينين الناعستين سحرهما ؛ليحل الشعر موسيقا هادئة حالمة تحلق بروح
الأحباب ...كأجمل أغنية كتبت شعرًا حيث تقول :
سأنثر عطرًا من أريج مودة **ليجذب فلبا بالهوى يتوسل
يعانق روحي والقصيد نزفته **يترجم نبضًا في الجوى يتململ
فلا تعلوني فالأماني تقودني **لخل رعاه الله فهو محلل .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى