محمود سلطان - يا "ماتيلدا"...

[HEADING=2]يا "ماتيلدا"..
أعلَمُ أنَّ الحُزنَ كبيرٌ جدًا.. في حجمِ الكُرةِ الأرضيهْ
أعلَمُ أنَّ الجُرحَ عميقٌ جدًا.. أبعدُ مِنْ قعرِ البحرْ
ومِيَاهِ العربِ الجوفيَّهْ
أعلَمُ أنَّ الأرضَ نَرَاهَا مِنْ تحتكِ حُبلى
بالموتِ ومِنْ نُطفةِ نِفطٍ عَرَبيَّهْ
أعلَمُ يا ماتيلدا
أنَّ القاتلَ يسْتدفيءُ مِنْ "غازي"
يَسْتلقي تَحتَ مَظَلّتِهِ
مِنْ بغدادَ إلى "بَنْغَازِي"
وَتَعلَّم مِنّا كيفَ نُشَفِّي الجِلدْ
بِسُجونِ العربِ السريَّهْ
ويؤم الناسَ مِنَ البحرينِ إلى الحرمينْ
يقرأُ في الأولى..
فاتِحةَ كِتَابِ اللهِ ومِنْ بَعدُ البقرهْ
يَسْترخي فوقَ أسرتنا
ورمالِ عروبتنا..
يسترخي.. يَسْتدلُكُ ظَهرَهْ
وتُمَشِّطُ جاريَةٌ شعرَهْ
تُطعِمُهُ "الكَبْسَةَ" في فَمِهِ
وتقبل نعليه
وتطقق إصبع رجليه
تنقلُهُ فوقَ بِسَاطِ الرّيحْ
قُمصَانُ الرّقصِ الشّرقيَّهْ

أعلمُ يا ماتيلدا
أنَّ العارَ سَيبقى عارًا حتى لو غَسَلُوهُ
أو نَقَعُوهُ.. في عِطرِ الفُلْ
أعلَمُ يا ماتيلدا
قد بِتنا حَشَراتٍ تتناكحُ أنثاها
مِنْ "شبيحٍ" يَخشاهُ الكُلْ
ونُقرفِصُ تحتَ أرِيكتِها
نلْعقُ في ذُلٍ تَفْلَ بُصَاقِ الذُّلْ
نتحسسُ في هَمسٍ:
هلْ كانَ "اللولبُ" في مَوضِعِهِ؟!
هلْ بَلَعَتْ ليلتهَا..
حبةَ بِرشَامٍ مِنْ عُلبةِ مَنعِ الحملْ.. ؟!
نَتَساءَلُ: أيُّ طبيبِ نِساءٍ يُجهضُهَا.. سِرًا ؟
وَلَهُ النِّفطُ العَرَبيُّ.. ومَا زَادَ علينا.. أو قلْ

يا ماتيلدا..
يا سيّدتي الأولى
لا كعبٌ لسماءٍ يرفعها عن كعبِ سمائكْ
لا يعدلُ شَرفُ الأُمّةِ خيطًا..
يَتدلّى مِنْ طرْفِ رِدَائِكْ
هاتي يا ماتيلدا نَعلَ حذائكْ
أرفَعُهُ فوقَ رؤوس الكُلِّ: رجالكِ منّا ونِسائِكْ
يا ماتيلدا
لا أحسبُ أنَّ إباءً صَادَفنَاهُ كانَ على قَدرِ إِبَائِكْ
فسلامُ اللهِ عليكِ وَرَحمَتُهُ
وعلى ما خلَّفَهُ القَصفُ على أشْيَائِكْ

محمود سلطان
صحفي وشاعر مصري[/HEADING]

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...