أ. د. عادل الأسطة - يوميات السنة الثانية من المقتلة -ملف- الشهر الثالث عشر (367--)

367- يوميات غزة ( ٣٦٧ ) : خرابيش مصطفى وهبي التل (عرار )

عندما تقدمت لامتحان التوجيهي في العام ١٩٧٢ كنت أحفظ قول الشاعر الأردني مصطفى وهبي التل (عرار):
" بين الخرابيش لا عبد ولا أمة
ولا أرقاء في أثواب أحرار
الكل زط مساواة محققة
تنفي الفوارق بين الجار والجار "
كنت أحفظه عن ظهر قلب ، وربما سحرني البيتان لتغني صاحبهما بالمساواة التي كنا نحن اللاجئين نفتقدها في أبسط الأشياء مثل الحصول على الماء ، فوجوهنا وجوه لاجئين ، وقاتل الله الجهل الذي دفع برئيس بلدية لقول عبارة أخجل من كتابتها ، دفعت بأهلنا اللاجئين إلى الطلب من الله أن يلم به ما ألم بهم وهو ما تحقق في حرب ١٩٦٧ ، علما بأنه لم يغد لاجئا ولكنه عاش مثلهم تحت الاحتلال . لقد فضل علينا حمير الحجارة وليغفر الله له لجهله .
ما كنت لأكتب الكلام السابق الذي كتبته في قصة مبكرة لي في مجموعتي القصصية الأولى " فصول في توقيع الاتفاقية " الصادرة في ١٩٧٩ ، لولا اصغائي صباح اليوم إلى إذاعة أجيال تحاور الدكتور محمود عساف من قطاع غزة .
أجاب الدكتور محاورته آلاء العملة بما يبعث الأسى في النفس وقال إن الحرب سوت بين الغزيين جميعا ، فجميعهم صاروا لاجئين سكان خيام ، ولم يعد هناك أي تمايز اجتماعي بين المتعلم وغير المتعلم والمحترم وغير المحترم المهذب وغير المهذب ، بل وصار المرضى النفسانيون يتطاولون على غيرهم رغبة في الانتقام منهم وحبا في التقليل من شأنهم .
ويأسف الدكتور لما آلت إليه الأوضاع حيث فقد المتعلمون مكانتهم التي كانوا يتمتعون بها ، وقد خمن أن أيا من هؤلاء لن يبقى في غزة إذا ما استقرت الأوضاع وتهيأ له السفر .
" لقد تبهدلنا نحن أهل غزة " قال لي ناشط فيسبوكي .
الجيش الإسرائيلي أيضا لا يميز بين مقاتل ومواطن وبين شاب وطاعن في السن وبين امرأة وطفل وبين من هم مع حماس ومن هم ضدها وضد ما قامت به وبين حي في مدينة ومخيم بجواره سواء أكان المولود ذكرا أو أنثى ف " طاسة وضايعة " .
مر عام على الحرب وبدأ عام ثان ، وأما زمن الاشتباك فمستمر منذ العام ١٩٤٨ .
كان اليوم الأول من الحرب في عامها الثاني منذ ساعاته الأولى يوما مجنونا ، فمنذ الساعة الأولى فيه كانت الطائرات الإسرائيلية تحرث في الضاحية الجنوبية لبيروت حرثا .
" ليس لليهودي الصهيوني قلب " . حلها يا ( شكسبير ) !
مساء الخير يا بلاد الشام
خربشات عادل الاسطة
٧ / ١٠ / ٢٠٢٤

***

=============
367- يوميات غزة ( ٣٦٧ ) : خرابيش مصطفى وهبي التل (عرار )

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى