شكري موصول ما حييت لتلك الروح النبيلة الطاهرة وشعلة عواطفها النورانية المتقدة التي أهدتني هذا العنوان فكان من الصدف أن عثرت بين دفتيه على بعض من تفاصيلنا الحزينة وآلامنا الخبيئة فكان لهذه الهدية العزيزة أن تحوز في القلب رفيع القدر وعلو المقام وعزيز المكان .
من بعد ما تآكلت أرواحنا في أتون الحروب الضارية الطاحنة .. ذات الحروب نفسها تدفعنا نحو ملاذات الإفتراض لتغرقنا في عزلة قاتلة .
مملكة زرقاء عوالمها نتهافت كالفراش بكل هشاشتنا على نيرانها المتأججة فلا نقطف مما بذرنا في رحابها من أحلام غير قطوف الخيبة والإنكسار والكثير من الأوهام الخادعة وكوابيس اليقظة المفجعة .
ما إن خبت جذوة حرب العشرية الدامية حتى انبعثت من ركامات رمادها حرب صموت ينفخ في ألهبتها الحارقة بارونات المال ومافيا تهريب الأدوية وعصابات المتاجرة بالأعضاء البشرية المتخفية خلف أكثر من ستار لتحكم قبضتها على أرواح الأبرياء وتتفنن في اختلاق مصائرهم البائسة .
بين من يمم وجهه شطر ضفاف الشمال ومنافي مدنه القسرية الباردة في محاولة للتنصل من الذاكرة ومن تاريخ ينضح بالموت والخوف والدمار كحال الإبنة ماريا .
وبين غارق في عزلة إفتراضية جبرية دونما اشتهاء ولا اختيار كحال عازفة الكلارينات بطلة النص المحورية ياما أخت ماريا .
وبين أرواح بريئة حالمة طحنتها طواحين الظلم الجائرة لتحيلها وهي في عمر الزهور إلى رماد في أذغال اليأس والقنوط فتذروها عواصف الإجرام على مسالك الهلاك والضياع كحال أخيهما رايان .
وبين شريد هائم الروح بين دفاف الكتب حد الجنون هربا من خوف مكين محكم الأطواق كحال الأم فريجا .
وبين حفنة نور نقية قاومت وحيدة جيوشا من امراء الظلام وقوى الشر الرجعية المتسترة حتى انطفاءها الأخير كحال الأب زبير .
لم تكن لهذه العائلة المظلومة من يد في تقرير مصائرها البائسة فكل نهايات أفرادها المحزنة كانت من فبركة حرب غير معلنة تتأجج ألهبتها الحارقة تحت الرماد لتهدد مجتمعات بأسرها كلما هبت عواصف جنونها الهوجاء.
فلا تخلف من ورائها غير الخراب ولا تصنع غير النهايات التراجيدية الدامية .
حرب صموت عمياء كالزوابع بلا وجه بلا ملامح تشوه ببشاعتها ماضينا الجميل وتعكر صفو حاضرنا بلوثة الذعر والخوف وتتهدد كل أمل يلوح في آفاق مستقبلنا .
أختلف مع الكاتب الكبير واسيني الأعرج في بعض رؤاه التي ضمنها منجزه كتسميته حرب العشرية الدامية بالحرب الأهلية لأن خمائر هذه الحرب خمائر مصطنعة وبالضبط في مخابر الضفاف المقابلة ولم تكن على الإطلاق خمائرا طبيعية .
أختلف معه في أملكته لشياطين الفيس الأوغاد كتيار سياسي تسربل بعباءة الدين طمعا في الحكم ولو بحد السيف وبالحديد والنار .
أختلف معه في شيطنته لنظام ضحى بخيرة أرواح أبنائه الأحرار لإنقاذ الدولة الجزائرية من السقوط والإنهيار.
لكني أتفق معه على أن الحروب جميعها كثيرا ماتلقم أفواه مدافعها الكثير من الأبرياء وأن صناعها وأمراءها كثيرا ما يتاح لهم في خضمها فرص جمع الثروات والإغتناء حد التخمة على حساب البسطاء والجياع .
إن تحفة مملكة الفراشة رواية تعلمنا بطلتها ياما كيفما نتخذ في الخطوة الأخيرة أصوب قراراتنا
كفرشاة مجبولة على هشاشتها وبولعها الجموح بالأضواء في رفة أخيرة تتهافت على شعل النور بدل ألهبة النار.
وإن مملكة مارك زوكير بيرغ منصة كثيرا ما ترفع فوق ركحها أقزاما منفوخون بتضخم أنوي من بعد أن باعوا أرواحهم للشيطان لنيل شهرة عابرة .
أخيرا أقول :
إذا كان لمثل هذه الحروب القذرة إطراداتها المتلازمة وتداعياتها القاتلة المتلاحقة فلن يكون بمستطاعنا تفاديها إلا إذا تخلينا عن كل ما عشش فينا من ضغائن ومافرخ فينا من أحقاد بعيدا عن الأيديولوجيات المتضاربة والتعصب للطوائف المختلفة وبعيدا عن كل أمراضنا القديمة وعقدنا المتراكمة.
إن الإنسانية سفينة نوح مامن مجتمع ركبها إلا ونجى .
جمعي شايبي.
من بعد ما تآكلت أرواحنا في أتون الحروب الضارية الطاحنة .. ذات الحروب نفسها تدفعنا نحو ملاذات الإفتراض لتغرقنا في عزلة قاتلة .
مملكة زرقاء عوالمها نتهافت كالفراش بكل هشاشتنا على نيرانها المتأججة فلا نقطف مما بذرنا في رحابها من أحلام غير قطوف الخيبة والإنكسار والكثير من الأوهام الخادعة وكوابيس اليقظة المفجعة .
ما إن خبت جذوة حرب العشرية الدامية حتى انبعثت من ركامات رمادها حرب صموت ينفخ في ألهبتها الحارقة بارونات المال ومافيا تهريب الأدوية وعصابات المتاجرة بالأعضاء البشرية المتخفية خلف أكثر من ستار لتحكم قبضتها على أرواح الأبرياء وتتفنن في اختلاق مصائرهم البائسة .
بين من يمم وجهه شطر ضفاف الشمال ومنافي مدنه القسرية الباردة في محاولة للتنصل من الذاكرة ومن تاريخ ينضح بالموت والخوف والدمار كحال الإبنة ماريا .
وبين غارق في عزلة إفتراضية جبرية دونما اشتهاء ولا اختيار كحال عازفة الكلارينات بطلة النص المحورية ياما أخت ماريا .
وبين أرواح بريئة حالمة طحنتها طواحين الظلم الجائرة لتحيلها وهي في عمر الزهور إلى رماد في أذغال اليأس والقنوط فتذروها عواصف الإجرام على مسالك الهلاك والضياع كحال أخيهما رايان .
وبين شريد هائم الروح بين دفاف الكتب حد الجنون هربا من خوف مكين محكم الأطواق كحال الأم فريجا .
وبين حفنة نور نقية قاومت وحيدة جيوشا من امراء الظلام وقوى الشر الرجعية المتسترة حتى انطفاءها الأخير كحال الأب زبير .
لم تكن لهذه العائلة المظلومة من يد في تقرير مصائرها البائسة فكل نهايات أفرادها المحزنة كانت من فبركة حرب غير معلنة تتأجج ألهبتها الحارقة تحت الرماد لتهدد مجتمعات بأسرها كلما هبت عواصف جنونها الهوجاء.
فلا تخلف من ورائها غير الخراب ولا تصنع غير النهايات التراجيدية الدامية .
حرب صموت عمياء كالزوابع بلا وجه بلا ملامح تشوه ببشاعتها ماضينا الجميل وتعكر صفو حاضرنا بلوثة الذعر والخوف وتتهدد كل أمل يلوح في آفاق مستقبلنا .
أختلف مع الكاتب الكبير واسيني الأعرج في بعض رؤاه التي ضمنها منجزه كتسميته حرب العشرية الدامية بالحرب الأهلية لأن خمائر هذه الحرب خمائر مصطنعة وبالضبط في مخابر الضفاف المقابلة ولم تكن على الإطلاق خمائرا طبيعية .
أختلف معه في أملكته لشياطين الفيس الأوغاد كتيار سياسي تسربل بعباءة الدين طمعا في الحكم ولو بحد السيف وبالحديد والنار .
أختلف معه في شيطنته لنظام ضحى بخيرة أرواح أبنائه الأحرار لإنقاذ الدولة الجزائرية من السقوط والإنهيار.
لكني أتفق معه على أن الحروب جميعها كثيرا ماتلقم أفواه مدافعها الكثير من الأبرياء وأن صناعها وأمراءها كثيرا ما يتاح لهم في خضمها فرص جمع الثروات والإغتناء حد التخمة على حساب البسطاء والجياع .
إن تحفة مملكة الفراشة رواية تعلمنا بطلتها ياما كيفما نتخذ في الخطوة الأخيرة أصوب قراراتنا
كفرشاة مجبولة على هشاشتها وبولعها الجموح بالأضواء في رفة أخيرة تتهافت على شعل النور بدل ألهبة النار.
وإن مملكة مارك زوكير بيرغ منصة كثيرا ما ترفع فوق ركحها أقزاما منفوخون بتضخم أنوي من بعد أن باعوا أرواحهم للشيطان لنيل شهرة عابرة .
أخيرا أقول :
إذا كان لمثل هذه الحروب القذرة إطراداتها المتلازمة وتداعياتها القاتلة المتلاحقة فلن يكون بمستطاعنا تفاديها إلا إذا تخلينا عن كل ما عشش فينا من ضغائن ومافرخ فينا من أحقاد بعيدا عن الأيديولوجيات المتضاربة والتعصب للطوائف المختلفة وبعيدا عن كل أمراضنا القديمة وعقدنا المتراكمة.
إن الإنسانية سفينة نوح مامن مجتمع ركبها إلا ونجى .
جمعي شايبي.