محمود شاهين - لقمانيات (41)

401- إن كل من يقتل انساناً أو يشن حرباً أو يضطهد مخلوقا ًهو كائن يعمل ضد مشيئة الخالق ، ينبغي ردعه ومعاقبته من قبل قوة أو نخبة تقود مجتمعاً أو عالماً

402- الخالق واحد والوجود كله بأكوانه وكائناته تجسيد لهذا الواحد ، وعارعلى الجانب البشري من هذا التجسد أن يبقى مشتتاً تتنازعه الحروب ، والنزعات القومية والطائفية والعرقية والدينية، فوحدة البشرية مطلب للخالق لإقامة نظام عالمي يوحد البشرية على مبادئ حضارة انسانية، تتحقق فيها قيم الخير والعدل والمحبة والجمال.

403- مذهب وحدة الوجود الحديث الذي نمثله أرقى المذاهب الفلسفية الانسانية على الاطلاق وليس في مقدور أي عقل بشري أن يأتي بمذهب أرقى منه ، لفهم الوجود والقائم به والغاية منه .

404- سبق وأن قلنا إن فلسفتنا في وحدة الوجود لا تتفق إطلاقاً مع ابن عربي وسبينوزا وغيرهما إلا من حيث المبدأ ، فالاختلافات بيننا كثيرة جداً ، كما أن المذكورين لم يقدما لنا تعريفاً مقنعاً لماهية وجوهر الخالق كما فعلنا نحن ، حين قلنا "إن الخالق طاقة عقلانية غير طقمادية تتسم بالوعي والحكمة ، تسري في الكون والكائنات وتتجلى فيهما" لذلك أطلقنا على فلسفتنا "مذهب وحدة الوجود الحديث"

405- الخالق أوجد الوجود ليرى ذاته فيه وليُعرف به. فلولا الخلق لما عرف الخالق.

فكيف سيعرف إذا لم يكن هناك خلق يشير إلى طاقة خالقة خلفة.

406- عبثية الوجود وعدم وجود قائم به وغاية له ، أفكار عفا عليها الزمن ، فكل ما في الوجود من جمال وخلق وخيرات وسعي البشرية نحو كمال ما، يؤكد وجود طاقة قائمة بالخلق ، وأنها ترى ذاتها مجسدة فيه ، وأنها تسعى لإقامة عالم تسوده قيم الخير والعدل والمحبة والجمال، ودون ذلك لن تبلغ عملية الخلق كمالاً منشوداً أو ما هو أقرب إليه .

407- أكثر أنظمة العالم همجية هي الأنظمة التي سعت وما تزال تسعى لتحقيق تطلعاتها باستغلال الأمم الأخرى وتشن عليها الحروب وغيرها من وسائل الهيمنة ، يليها الأنظمة القمعية التي تحكم شعوبها بالحديد والنار والسجون وتحجب عنها أي سبل لإقامة نظام ديمقراطي حر يتساوى فيه الجميع.

408- لن تخطو البشرية خطوة إلى الأمام مالم تمنع الحروب وتنزع الأسلحة من العالم وتحل المشاكل بين الأمم والدول بالحوار، وتقيم أنظمة ديمقراطية علمانية تسعى لخدمة الشعوب والبشرية بشكل عام ، وتشكل مجلساً قيادياً حراً للعالم .

409- العقل المنغلق هو العقل الذي يعتقد أنه يعرف الحقيقة المطلقة حول الوجود والقائم به والغاية منه ، وحسب هذا الفهم لا يختلف الملحدون عن المؤمنين فكلاهما يعتقدان أنهما يعرفان الحقيقة المطلقة.

410- كوكب الأرض قد يكون الجنة الوحيدة في الكون القابل للحياة فيه، ومشكلة البشرية أنها تكاد أن تحوله إلى جحيم لأنها لا تعرف الغاية من وجودها وممزقة في كيانات ولا تعرف كيف تتوحد وتستغل ثرواته بقدر مقبول من عدالة ما يطمح إليها الخالق. لذالك يموت الملايين من الجوع والأمراض والحروب أو يعيشون تحت خط الفقر

الملك لقمان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى