عبدالرحيم مركزو - الرؤية الملهمة لن تكذب..!!

الرؤية لن تموت...
يموت الناس و تبقى الرؤية خالدة.. لن ينطفئ وميض نورها في عتمة الظلام الهالك...
بموافقة الحكومة السودانية على فتح ست مطارات في دنقلا و كسلا و الأبيض بجانب مطار كادقلي، و سبع معابر برية أمام المنظمات الدولية المعنية بشأن إيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين من المدنيين العزل، تعد خطوة في الطريق الصحيح و هي مسؤولية تقع على عاتق الحكومة في رفع المعاناة عن كاهل المواطنين في حالات السلم أو الحرب... نبارك هذه الخطوة و هذا القرار التاريخي الذي سيبقى أثره عالقاً بأذهان أجيال تحكيه في روايات قصصية كلما أحلت بهم كارثة أو فجيعة من شاكلة ما نحن فيه الآن من المحن .
قافلة المكملات الغذائية و الدواء لأطفال جنوب كردفان/جبال النوبة التي انطلقت من حاضرة ولاية النيل الأبيض كوستي في أوائل شهر أكتوبر الحالي و عبرت كل المناطق و الارتكازات لأطراف النزاع - قوات مسلحة-قوات الدعم السريع - الجيش الشعبي في إقليم جبال النوبة و بل قامت هذه القوات بتأمينها الي أن وصلت إلى مبتغاها دون عراقيل أو أي إجراءات بيروقراطية من أطراف النزاع كانت بمثابة بالونة اختبار لهم جميعاً ليثبت كل طرف مدى التزامه بما يقال في الفضاءات و يكتب في البيانات... صدقت النوايا الحسنة فولدت فيلاً ضخماً يتبختر مزهواً في وديان أقاصي دار فور و كثبان الرمال في كردفان و أدغال الخيران في جبال النوبة... قافلة الأطفال الجنوب كردفانية كانت فأل استبشر به الناس خيراً، كانت فرحة ارتسمت على جوه المقاتلين في عاصفة الحسم من أبناء الحوازمة و القيادات الميدانية في كل نقاط الارتكازات من مدينة كوستي إلى حاضرة جنوب كردفان كادقلي مروراً ب"تندلتي، أم روابة، الرهد، الأبيض، الدبيبات، الدلنج، حجر جواد، الكرقل و كادقلي". استقبل المواطنون القافلة بكل دواعي الفرحة و الغبطة النساء بالزغاريد و الرجال بالتكبير و الأطفال الجياع بصيحات السرور... ستكون الفرحة فرحات و ستعم كل جبل في جبال النوبة، حيث يتم تسيير رحلات جوية في خلال هذه الأيام لنقل المساعدات الإنسانية لولاية جنوب كردفان /إقليم جبال النوبة عبر مطار جوبا إلى مطار كادقلي...بهذا يكون قد طوى الأطراف المتحاربة ملف إدخال المساعدات الإنسانية حسب ما طرحته الحركة الشعبية - شمال في منبر جوبا من رؤية في ورق التفاوض منذ يونيو "حزيران" المنصرم و عُضّدَ من قبل شركاء دول تحالف من أجل سلام السودان بجنيف مؤخراً ... ما تبقى فقط هو مسؤولية المجتمع الدولي الإيفاء بالتزاماته في توفير المساعدات العينية و المالية لبدء عملية غوث إنساني عاجلة واسعة الناطق جواً و براً و بحراً لتشمل كل المحتاجين دون تحييز أو تمييز في كل ربوع الوطن المأزوم...
فتكم بخير..!!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى