محمد جميز‎ - ضي القناديل...

تخلع عن جسدك روب المحاماة الأسود، تنظر إليه بشفقة، كان رفيقك الذي لم يخذلك مطلقا، آن له أن يستريح. تزيح عن خزانة قلبك أقفالها، أنت الآن عاري الروح، تظهر ندبات المعارك دائما في أوقات الراحة، هل تشعر بالراحة الآن؟

ترمي بيت الطفولة في البحر المالح، تترك موجات الصيف الحارة تنهش في جسد فطرتك، واعتقدت بأن لن يقدر عليك أحد!

هل تذكر آخر مرة سمعت فيها عبد الحليم حافظ؟

كنت هائما في مادة قانون العقوبات، تستذكر دروسك بنهم شديد، ترتشف فنجان القهوة تلو الآخر، تندهش من تطبيق القضية التي تدرسها، وتسافر بخيالك؛ علك تجد جوابا شافيا حول مفهوم الخيانة؟

في هذه الليلة كانت أغنية ضي القناديل، عندما يتنفس عبد الحليم برئة الرحبانية، وينبض بقلب محمد عبد الوهاب، ولكنه المختلف دائما؛ فهضم كل هذا في آنية عبد الحليم..

سنك الصغيرة وعقلك الحالم وقلبك الكبير، المادة الشيقة، القضية التي تحكي عن خيانة زوجة لزوجها، سؤالك المرتحل من ميناء لأخرى بحثا عن دافع وسبب، ولم تتصور ولو خيالا بأنك ستقف في يوم ما متهما في قضية مماثلة!

تبكي على بيت الطفولة الذي رميته في البحر المالح، وتغمس قهوتك بتراب شارع الضباب، وتستلقي بجوار روبك الذي ينزف دما.









محمد جميز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى