محمود شاهين - لقمانيات (42)

411- وظيفة الخالق كطاقة عقلانية هي عملية الخلق فحسب، فهو لا يلبي أدعية وأمنيات ولا يرسل جيوشاً لنصرة المستضعفين ، ولا ينزل قفف خبز وسمك من السماء، ولا يقيم مدناً ولا يبني حضارة! فهذه المسائل من واجب الانسان الذي يمثل الخالق على الأرض . المؤسف أن الانسان حتى اليوم لا يعرف الغاية من وجوده

412- نكرر: الغاية من وجود الانسان : 1- أن ترى الطاقة العقلانية القائمة بالخلق ( الخالق ) ذاتها مجسدة في أرقى وجود في الكون ! 2- أن يعمل هذا الانسان على تحقيق طموحات الخالق في عملية الخلق لبناء حضارة انسانية تتحقق فيها قيم الخير والعدل والمحبة والجمال. والمؤسف أن الانسان لا يعي ذلك حتى يومنا، ويعمل عكس الغاية من وجوده

413- جميع المفاهيم الدينية والفلسفية التي قدمت عبر التاريخ حول وجود آلهة للأمم مختلفين في صفاتهم، هي نتاج عقل بشري لا علاقة على الاطلاق للطاقة العقلانية الخالقة بها.. فهذه الطاقة ليست إلهاً وقد لا تقبل ألوهية ما جاء بها عقل الانسان الممثلة فيه.

414- الخالق منح الانسان عقلاً من طاقته العقلانية ليتدبر شؤون حياته وليعمل على بناء حضارة انسانية تتحقق فيها قيم الخيروالعدل والمحبة والجمال التي ينشدها الخالق ويرى ذاته فيها محققة على الوجه الأكمل. المؤسف أن الانسان ضل طريقه ولم يعرف الغاية التي وجد من أجلها.. وراح يصنع أسلحة دمار لتدمير العالم وليس لإيجاد حضارة انسانية.

415- خالق الكون والكائنات يرقى بصفاته الجمالية الخيرانية المُحبة إلى ما لا يمكن تصوره على الإطلاق من قبل عقل بشري. فهو مطلق الخير والعدل والمحبة والجمال.

416- إذا كان الانسان الفاضل لا يفكر إلا بما يرقى بالانسان إلى مراتب الفضيلة ، فكيف بخالق الكون والكائنات ؟ فهل يعقل أن لا يكون طموح الخالق العظيم خلق وجود كامل بالمطلق ، ليرى نفسه مجسداً في وجود على الوجه الأكمل ..؟ فمتى يعرف الانسان الخالق على حقيقته ويعرف الغاية من وجوده.

417- الآلهة الذين أوجدهم العقل البشري على مر التاريخ كانوا نتاجاً لمستوى وعي هذا العقل ، وبالتأكيد ليس لمستوى عقل الخالق. وهو( العقل البشري) أنتج (فكراً) خاطئاُ بالمطلق من أصغر إله ديني أنتجه إلى أكبرإله فلسفي شوه مفهوم الخالق، بغض النظر إن كان الخالق يحمل ألوهة أو لا يحمل!

418- الخالق منح الانسان طاقة عقلية ليفكر بها ، ولم يمنحه فكراً، ليكون تفكير الانسان الإيجابي عوناً لفكرالخالق ، في بناء حضارة انسانية تتحقق فيها قيم الخير والعدل والمحبة والجمال.

419- الطاقة العقلانية القائمة بالخلق ( الخالق ) ليست ملزمة بكل ما يأتي به العقل البشري حول وجودها ولا تأخذ إلا بما يتناسب مع وجودها.

420- الطاقة العقلانية القائمة بالخلق والمجسدة به لم تخلق شياطين وملائكة كما ليس لديها جنة للمؤمنين وجهنم للكفرة والملحدين. وهي لا تحاسب ولا تعاقب كما سبق وأن قلنا ولا تفتح سجلاً لأفعال الانسان! فالحساب والعقاب وظيفة بشرية .

الملك لقمان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى