د. محمد عباس محمد عرابي - تجليات الإبداع السردي للدكتور زكريا كوينه

إعداد د/محمد عباس محمد عرابي


تجليات الإبداع السردي للدكتور زكريا كوينه أستاذ الأدب والنقد بكلية الألسن، وجامعة عين شمس أستاذ الأدب والنقد جامعة الملك خالد
وهو صادر عن النادي الأدبي بالباحة، بيروت، دار الانتشار العربي ،2017موهو يقع في 290 صفحة من القطع المتوسط،
وقد بين الدكتور زكريا كوينه في هذا الكتاب أن الذات التي تدرك عبقرية اللغة وتشكيلها وأنساقها التي تعكس طرائق العقل الجمعي في التفكير والتعبير والمحتوى المعجمي ودلالاته المشحونة بالمعاني ..هذه الذات التي تدرك ذلك هي ضمير الجماعة وصوت الإنسانية،وبالتالي فإن إبداعها اللغوي والفني هو اكتشاف معرفي يأتي بعد مغامرة فيها المعاناة والمتعة مثل الرحالة الذي يخوض المحيط المتلاطم للبحث عن عوالمه الجديدة .
ويشتمل على أربعة فصول:
الفصل الأول: منظور الرؤية وأنماط الراوي في قاع المدينة ليوسف إدريس بين التشكيل والانزياح
الفصل الثاني: شخصية محمد أبوسويلم في أرض الشرقاوي "من منظور النقد الأسلوبي)
الفصل الثالث: زرقاء اليمامة بين تقنيات الخطاب وتشكيلات الحكي (دراسة تحليلية للمثل العربي)
الفصل الرابع: التوظيف الدرامي للشعر داخل نسيج نص الأصفهاني السردي
وقد خلص الكاتب إلى عدة نتائج أبرزها:
* كشف بحق منظور الرؤية وأنماط الراوي في قاع المدينة ليوسف إدريس بين التشكيل والانزياح :أنه استطاع إدريس أن يمنح رواية حرية الحركة في المتابعة والمصاحبة والرصد ،فهو لا يسيطر على الشخصيات ،ويتحدث بكل ما يعرفه عنها بل اختار أسلوب المصاحبة الذي يعتمد على قيمة تشكيل العالم المرئي .
*وبين بحثشخصية محمد أبوسويلم في أرض الشرقاوي "من منظور النقد الأسلوبي)أنه كانت الأرض من أهم الروايات المصرية، التي قدمت رؤية إبداعية واقعية حول الأرض والحرمان، واضطراب مصادر لقمة العيش، والخوف الذي يساور المجتمع من عدم تأمين تلك المصادر التي تمثل طوق النجاة من التشتت والضياع والإحساس الدائم بالدونية.
فقد كان على عبد الرحمن الشرقاوي بحكم معايشته لتلك الحقبة من حياة الأمة على دور الفن في إضاءة واقع المجتمع في مرحلة أقل ما توصف به أنها مرحلة أقل ما توصف به أنها مرحلة المخاض لهذا المجتمع الجديد، فقد كان بحاجة ماسة إلى المخلصين أمثال الشرقاوي وغيره من الكتاب والأدباء والمثقفين كي يثبت وترسي قواعده .
*وتوصل في بحثه زرقاء اليمامة بين تقنيات الخطاب وتشكيلات الحكي (دراسة تحليلية للمثل العربي)إلى أن هناك تطور الوظائف الدرامية للشخصيات ،في متتاليات متكاملة ،وتحولات هذه المتتالية بالانكسار الذي يؤثر في تركيب النمط الحكائي للقص التفسيري ،ويؤدي إلى التعقيد في الموقف الدرامي الذي ترتكز عليه البنية الحكائية .
وكانت المشاهد متنوعة في سياقات يتبادل فيه العرض والوصف وتصوير المواقع من أجل تنويع معالم العالم القصصي تنويعًا جماليا احتفاء بالتداخل الزمني المتناغم الذي يجعل العالم حاضرا أمامنا مثلما يؤكد أهمية التجربة التاريخية ،وبالتالي تتضافر بنية المضارع مع بنية الماضي في خطين متداخلين ،كل ذلك أتى في ثوب لغوي دال على أناقة التشكيل الموضوع والمختار بعناية ليحقق تلك القيمة الجمالية .
*وتوصل في بحثهالتوظيف الدرامي للشعر داخل نسيج نص الأصفهاني السردي أن تجربة الشاعر اللغوية تميط اللثام عن رحلة الذات الجمعية والإنسانية في التاريخ الحضاري، وليست تجربة فردية تقوم على نشاط منبت الصلة عن مسيرة أمته وثقافتها ،فحركة النظم هي مؤشر لحركة الروح الجمعية التي تتميز بالعمق والوعي والسعي إلى غاية تحافظ على هذه وتدعيمها ،فما النص الشعري إلا التجلي اللغوي لهذه الروح .

المراجع:
زكريا كوينه، تجليات الإبداع السردي للدكتور زكريا كوينه، النادي الأدبي بالباحة، بيروت، دار الانتشار العربي ،2017م

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى