سهام ذهنى - إسرائيل إغتصبت أملاك للمغاربة

إستبسال المغاربة في التصدي لاعتداءات الإسرائيليين بمدينة "أمستردام" مؤخرا استدعى من ذاكرتي إغتصاب إسرائيل لأملاك كانت لهم في القدس.

والحكاية تبدأ من استبسال المغاربة مع القائد "صلاح الدين" لتحرير القدس من الصليبيين.

ثم بعد النصر أرادوا البقاء مجاورين للمسجد الأقصى.

فأوقف عليهم "صلاح الدين" وابنه "الأفضل" المنطقة التي صارت معروفة بحي "المغاربة"، كمكافأة على الدور المشهود لهم ضد الصليبيين.

إنها المنطقة الملاصقة لحائط "البراق" وهو الحائط الذي قال الإسرائيليون عنه أنه حائط "المبكي"، بينما هو الجدار الغربى للمسجد الأقصى الذى ربط فيه سيدنا محمد "البراق" (البراق كلمة مشتقة من البرق تعبيرا عن السرعة) خلال رحلة الإسراء والمعراج.

لكن اليهود خلال العشرينات من القرن الماضي بعد وعد "بلفور" زعموا أن هذا الحائط هو ما تبقى من هيكلهم، وأخذوا يبكون عنده. ثم بدؤوا بالتدريج يضعون مقاعد ليجلس عليها المصلون أمامه، ولحق هذا قيامهم بتركيب حاجز ليفصل بين النساء والرجال اليهود أثناء الصلاة، ثم إحضار موائد لوضع نسخ من التوراة فوقها.

عندها تزايد اعتراض المسلمين لأن فى هذا تغييرا لطبيعة المكان، فبدأت المواجهات بين الطرفين ووصل الأمر إلى اندلاع ما عُرف بثورة البراق عام 1929 التى استشهد فيها أكثر من مائة مسلم كما سقط أيضا فيها أكثر من مائة يهودى قتيلا خلال المواجهات.

فتم وقتها تشكيل لجنة من عصبة الأمم قامت بالتحقيق لتحديد ملكية الحائط فأثبتت اللجنة أنه وقف إسلامى، لكن إنطلاقا من التسامح الإسلامى يمكن لليهود أن يقفوا للصلاة أمامه إنما دون أن يحضروا معهم أدوات تتسبب فى تغيير طبيعة المكان. وظل هذا الوضع قائما إلى أن صارت القدس تابعة للأردن بعد حرب 1948 .

إلا أنه بمجرد أن وطأت أحذية جنود الاحتلال الإسرائيلى أرض القدس الشريف واحتلالهم للمدينة المباركة عام 1967 إذا بأول شئ يفعلوه هو الاستيلاء على حائط البراق والإعلان عن أنه هو حائط المبكى.

ليس هذا فقط بل وقاموا بهدم 135 منزلا للمسلمين المقيمين إلى جواره من المقدسيين ذوى الأصول المغربية الذين كان أجدادهم قد جاءوا مع الناصر صلاح الدين مشاركين فى تحرير القدس.

سيناريو هدم الصهاينة لبيوت المغاربة تم بطريقة شديدة الإجرام، ففى يوم احتلال القدس أمهلوا سكان الحى لمدة ثلاث ساعات فقط كى يغادروا بيوتهم. وبعدها فى الحال قام الإحتلال بهدم البيوت والمحلات ودور العبادة وتسوية أرض الحى بالكامل.

أما البعض الذى رفض الخروج من الحى فقد صار مصيره الدفن وهو حى تحت الأنقاض التى قاموا بتسويتها، وصارت المنطقة بعد الهدم تمثل ما أسموه ساحة المبكى.

ولقد كان التعجل في الهدم من أجل الاحتفال بعيد نزول التوراة الذى كان قد حان موعده فى ذلك التاريخ. وما زالوا حتى اليوم يؤدوا صلواتهم ويقيموا العديد من الاحتفالات بأعيادهم على أنقاض بيوت وذكريات وجثث لأحفاد رجال مغاربة كانوا قد شاركوا فى الجهاد لتحرير المسجد الأقصى والقدس من الصليبيين.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى