للكاتب ولع وعشق كبير للحكى وللحكاية الشعبية وله عدة مؤلفات تدل على ذلك الولع منها مجموعة قصصية بعنوان سأكى لكم ومجموعتان قصصيتان للأطفال بعنوان الرمانة الذهبية وجحا والحبل المسحور ودراسة بعنوان حكايات شعبية من محافظة المنوفية عام 2019 وغيرها من الأعمال، وقد صدرت المجموعة القصصية عام 2021 عن الهيئة المصرية العامة للكتاب وعدد قصصها إحدى وعشرون قصة، فى مئة وسبع عشرة صفحة ، بإهداء لافت من الكاتب "إلى أولئك المجهولين/ الذين يعرفون أصل الحكاية"ص5 ويقصد بهم رواة الحكاية الشعبية المجهولين والتى من سماتها أنها مجهولة المؤلف وتنتقل من جيل إلى جيل شفهيا وتعبرعن الضمير الجمعى للشعب، ويشير الإهداء إلى تقدير الكاتب والثناء على رواة الحكاية الشعبية، وباستعراض عناوين قصص المجموعة نجدها تعبر عن ذلك الولع بالحكاية مثل تعالوا أحكى لكم، لم يعطها البحر،عروس النيل، من حكايا المساء، عروس البحر، بقايا من حكايات قديمة، حورية النخيل، نص أسطورة .
ومن مفردات الحكايات الشعبية وخصائصها التى وظفها الكاتب بقصص المجموعة الجنيات، البحر، العفاريت، العبيط، المجذوب، عروسة البحر، السحر، الغولة، الحدوتة، الملائكة، الفانوس المسحور،النبوءة ، ست الحسن والجمال،الشاطر حسن،عنتر بن شداد، ريا وسكينة، وعبارة شهيرة فى ختام الحدوتة وهى توتة توتة خلصت الحدوتة، حلوة ولا ملتوتة؟ . وباستعرض بعض قصص المجموعة نجد القصة الأولى بعنوان على مقعد خلف النافذة، تدور حول نبوءة غامضة لمجذوب يشير للراوى بإصبعه السبابة (واحد فقط) فيعتقد الراوى من تلك الإشارة بأن الموت سيأتيه بعد يوم واحد، وكان قد صدقت له نبؤات المجذوب من قبل، وقد أراد الراوى التطهر والإعتذار لجارته المجهولة قبل موته والتى كانت تلذ له ضحكتها الشبقة خلف النافذة وكان يتخيل جسدها الشهى ويذوب فيه، وقد قام بالبحث عنها دون جدوى، وتنتهى القصة بشرود الراوى وتراخيه واستسلامه "رقد وعيناه مغمضتان وذراعاه ممدوتان فى تراخ واستسلام للقدر المحتوم..وكذلك لم تأته اللذة التى كان كل ليلة ينتشى بها"ص16، وقد تُعد تلك الحالة التى أصبح عليها الراوى نوعا من الموت . وفى قصة تعالوا أحكى لكم نوع من الاستشفاء بالحكاية فالأب والابن مريضان، فيستعيد الأب طفولته عندما كان مريضًا وتحكى له أمه حدوتة ويعقب وقتها "الله! الحكايات تنسينى الألم. احكى لى حدوتة أخرى يا أمى"ص19 ، وبالقصة تداخل بين قصة الأب والابن المريضين كما بها سمة التكرار فى الحكاية الشعبية "كان فيه ست صغيرة صغيرة، ودارها صغيرة صغيرة وبقرتها صغيرة صغيرة وفراخها صغيرة صغيرة.."ص18، وفى قصة لم يعطها البحر أسطورة اكتساب المرء قوة خارقة إذا مسه البحر، فقد ذهبت الفتاة دهبية إلى البحر(النائم) لتملأ جرتها فأفزعته فأصبحت ملك البحر واكتسبت صفات خارقة وصارت كالرجال وخشيها شباب البلد إلى أن تزوجت بنَّاءً غريبًا عن البلد و لم تنجب رغم تحرقها للإنجاب منه فتوجهت إلى البحر وألقت إليه كل شئ تملكه "خذنى يا بحر، خذنى أو أعطنى ولدا، تركت نفسها بين يدى البحر الذى لم يعطها إلى الآن ولدا"ص31 .
وفى قصة حتى لا يستيقظ النيام وهى قصة رمزية عن ثورة يناير وإخفاقها إلا أنها تظل حية، وهى مهداة إلى ثوار 25 يناير،عن سقاء شاب فتي كانت تعشقه النساء ويغار منه الرجال يشعل النار بجوار النهر ويغنى - رمزية إشعال النار عن ثورة يناير- وقد رحل الشاب وعاد بعد عدد من السنين وهو رجل مسن ولكنه لا يزال يؤرق الرجال "الرجل المسن ذو العصا والشيب مازال حيا أعرفه"ص36، وفى قصة عروس النيل ثمة حزن وشقاء تشيكوفي عن فتاة يجبرها والدها للعمل بأرض مزروعة بأشجار التفاح على الضفة الأخرى من النيل بعد نهاية العام الدراسى وأثناء استقلالها المعدية تنقلب وتغرق فى النيل مع أمثالها من البنات فى الشقاء، "مؤكد هو الشقاء..ملأها ذلك الشعور"ص38، وفى سمن وعسل تصوير للفقر المدقع بأسرة الراوى الطفل وعدة أحداث مؤلمة مر بها من ضياع القروش التى أعطتها أمه له لشراء طعام وأنكار البائع أخذه القروش وضياع القرش التى أعطته خالته عند لاعب الورق بالسوق ولم يجد من يعطف عليه سوى العبيط الذى أعطاه قرشين"ص48 .
وفى قصة الراعى الصغير يحكى الأب لابنه حكاية سراى راغب بيك حيث ظلم سعد راعى الغنم واُتهمه بالسرقة من عزبتة التى ورثها عن أجداده الأتراك وصلبه وتعذيبه ثم إنتقام سعد بقتل البيك وجنون زوجته وهدم سراياه وبيع أرضه، وبختام القصة بيان الحكمة والعظة وهى من سمات الحكاية الشعبية .
برع الكاتب فى وصف الشخصيات باستخدم صفات دالة عليها مثل "السقاء ذو الشعر الكثيف والشارب المجدول، الرجل المسن ذو العصا والشارب والظهر المحدب" فى قصة حتى لا يستيقظ النيام، وقد وردت تلك السمة فى الإلياذة بترجمة أحمد عتمان وآخرين "كانت الإلهة هيرا ذات الذراع الأبيض "، "أبولون الذى ولدته ليتو ذات الشعر الأشقر"ص120 ، "حتى يعيدو الفتاة ذات العيون البراقة إلى أبيها"ص123، وهى سمة فى الحكايات الشعبية لانها تنقل شفاهة فكان على الراوى ذكر تلك الصفات المختصرة حتى يتذكرها السامعون، كذلك برع الكاتب فى وصف الشخصيات بطريقة تصويرية أشبه بكاميرا الزووم مثل وصف العبيط فى قصة سمن وعسل "ظل يقترب ..يقترب، تأكدتُ من ملامحه، شعره الأكرت الكث فى لحيته الهائجة، الوسخ الذى يخفى لون جلبابه"ص48، ووصف الفتاة دهبية " العود يزداد فتنة، أثمر رمانًا، وصب فى وجنتي البنت عنابًا، وفى العينين ترك زرقته"ص23 كم وصف النيل "النيل النوبى الطيب" وعند غرق الفتيات به وصفه "غرقن فى بطن النوبى الأسود" .
اتسم السرد بتقنية المشهدية وكانت سمة لافتة فى كثير من سرد الكاتب ففى قصة عروس النيل يصف الراوى الكابوس الذى يلوح للأب بعد غرق ابنته بالمعدية أثناء عبور النيل" تخمش وجهه ثم تمسح الدم عنه ، ثم تعود تخمشه مرة أخرى، قليلا قليلا يخرج من دائرة اللهب عندما تبتعد عنه، ثم تختفى غارقة فى بساط الفضة على صفحة النوبى الطيب"ص41، وقد سبق ذكر الوصف المشهدى فى وصف العبيط"ص48 .
اتسمت اللغة بالجمال الفنى واللغة الشعرية مثل "وقد بدت نضارة الربيع على وجنتيها مستسلمة لمداعبات النسيم لخصلات شعرها الليلى كأنها أسيرة همسه، تبيح الفضاء لعينين تتأملان ماحولهما، مستمتعة بالعصافير النشوى بغنائها، مدت يدها، فمددت يدى، أخذت الثمار ووضعتها فى جيبي، ثم مضيت أنا ورفاقى دون أن ندري هل لون البلح شفتيها؟ أم سطا البلح على لون شفتيها فأخذ منه لونه الابدى"ص103، وقد عبرت اللغة عن البيئة والشخصية الريفية فالأم تنادى على ابنها(ياوله)، (ياعنى أبيع عيل من عيالى) ،وطعامه مثل الفول النابت، الفتة فى الأناجر، بتاو، الجبن الرايب والعسل الأسود، فكانت معبرة عن الشخصية وثقافتها وبيئتها الريفية ومستواها الإقتصادى،.كما ورد الحوار باللهجة العامية دالا ومصورا البيئة الريفية وثقافة شخصياتها مثل الحوار بين الجدة وحفيدها - ياسعده.. ياهناه اللى تطلع له عروسة البحر - تديله دهب ياستى - تهنيه وتعيشه فى تبات ونبات - يعنى تجيب له اللى هو عايزه؟ - مادام تحبه ..أصلها متطلعش الا للى تحبه عشر ليالى لا يزيدوا يوم ولا يخسوا يوم .. بعدهم يتم المراد..وتجيب المطلوب" ص65 . كما اتسمت اللغة فى بعض المواضع بمحاكاة اللغة التوراتية مثل (ليتنى لم أر البحر، ليتنى لم أخرج من دار أبى، وحيدةٌ بلا إخوة ولدتُ، ووحيدة بلا رجل أعيش) ص23، كما اتسمت بمحاكاة لغة الطفل فى قصة من حكايا المساء على لسان الأب محاكيا ابنه "فى وصف ألوان لعبه (احمل- اصفل- ازلق اسود) ويشير إلى رأسي (زى شعلك) كما يقلد أصوات الحيوانات البلاستيكية (اسد عاعا، حمال مخطط هأهأ، زولافة )لا يعرف صوتها ، فيل كبيل كبيل" ص49 ، والتكرار فى قصة تعالوا احكى لكم "كان فيه ست صغيرة صغيرة، ودارها صغيرة صغيرة وبقرتها صغيرة صغيرة،وفراخها صغيرة صغيرة"ص18 ، وفى قصة الراعى الصغير روعة البداية وطقوس الحكاية "أبى رجل حكاء، يحفظ تاريخ بلدتنا ولا يدع فرصة الحكى وقص ما دار من أحداث رسخت فى ذاكرته أن تفوت" ص52 " أخذت أبى لذة الحكى، والليل مازال طويلا، ونار الموقد حيه والشاى يحبه أبى وأنا لا أقاطعه إلا أن أقدم له كوب الشاى"ص59 . غلب السرد بضمير المتكلم على ضمير الغائب العليم فى قصص المجموعة حيث بلغ عدد القصص بضمير المتكلم اثنتى عشرة قصة وتعبر عن الإفضاء والحميمية، وبلغ عدد القصص بضمير الغائب العليم تسع قصص، وعدد قصص المجموعة إحدى وعشرون قصة، وكان أكثر السرد بضمير المتكلم بصوت الطفل وهى من أجمل أصوات القصص حيث أضفى على السرد الجاذبية ودهشة الطفولة . استطاع الكاتب تقديم مجموعة قصصية فنية جذابة ومشوقة مبتعدا عن الطرق المعتادة والمتداولة للقصة سالكا بمهارة طريقا جديدة للتجريب عن طريق لذة الحكى وغواية الحكى الحكاية الشعبية .
ومن مفردات الحكايات الشعبية وخصائصها التى وظفها الكاتب بقصص المجموعة الجنيات، البحر، العفاريت، العبيط، المجذوب، عروسة البحر، السحر، الغولة، الحدوتة، الملائكة، الفانوس المسحور،النبوءة ، ست الحسن والجمال،الشاطر حسن،عنتر بن شداد، ريا وسكينة، وعبارة شهيرة فى ختام الحدوتة وهى توتة توتة خلصت الحدوتة، حلوة ولا ملتوتة؟ . وباستعرض بعض قصص المجموعة نجد القصة الأولى بعنوان على مقعد خلف النافذة، تدور حول نبوءة غامضة لمجذوب يشير للراوى بإصبعه السبابة (واحد فقط) فيعتقد الراوى من تلك الإشارة بأن الموت سيأتيه بعد يوم واحد، وكان قد صدقت له نبؤات المجذوب من قبل، وقد أراد الراوى التطهر والإعتذار لجارته المجهولة قبل موته والتى كانت تلذ له ضحكتها الشبقة خلف النافذة وكان يتخيل جسدها الشهى ويذوب فيه، وقد قام بالبحث عنها دون جدوى، وتنتهى القصة بشرود الراوى وتراخيه واستسلامه "رقد وعيناه مغمضتان وذراعاه ممدوتان فى تراخ واستسلام للقدر المحتوم..وكذلك لم تأته اللذة التى كان كل ليلة ينتشى بها"ص16، وقد تُعد تلك الحالة التى أصبح عليها الراوى نوعا من الموت . وفى قصة تعالوا أحكى لكم نوع من الاستشفاء بالحكاية فالأب والابن مريضان، فيستعيد الأب طفولته عندما كان مريضًا وتحكى له أمه حدوتة ويعقب وقتها "الله! الحكايات تنسينى الألم. احكى لى حدوتة أخرى يا أمى"ص19 ، وبالقصة تداخل بين قصة الأب والابن المريضين كما بها سمة التكرار فى الحكاية الشعبية "كان فيه ست صغيرة صغيرة، ودارها صغيرة صغيرة وبقرتها صغيرة صغيرة وفراخها صغيرة صغيرة.."ص18، وفى قصة لم يعطها البحر أسطورة اكتساب المرء قوة خارقة إذا مسه البحر، فقد ذهبت الفتاة دهبية إلى البحر(النائم) لتملأ جرتها فأفزعته فأصبحت ملك البحر واكتسبت صفات خارقة وصارت كالرجال وخشيها شباب البلد إلى أن تزوجت بنَّاءً غريبًا عن البلد و لم تنجب رغم تحرقها للإنجاب منه فتوجهت إلى البحر وألقت إليه كل شئ تملكه "خذنى يا بحر، خذنى أو أعطنى ولدا، تركت نفسها بين يدى البحر الذى لم يعطها إلى الآن ولدا"ص31 .
وفى قصة حتى لا يستيقظ النيام وهى قصة رمزية عن ثورة يناير وإخفاقها إلا أنها تظل حية، وهى مهداة إلى ثوار 25 يناير،عن سقاء شاب فتي كانت تعشقه النساء ويغار منه الرجال يشعل النار بجوار النهر ويغنى - رمزية إشعال النار عن ثورة يناير- وقد رحل الشاب وعاد بعد عدد من السنين وهو رجل مسن ولكنه لا يزال يؤرق الرجال "الرجل المسن ذو العصا والشيب مازال حيا أعرفه"ص36، وفى قصة عروس النيل ثمة حزن وشقاء تشيكوفي عن فتاة يجبرها والدها للعمل بأرض مزروعة بأشجار التفاح على الضفة الأخرى من النيل بعد نهاية العام الدراسى وأثناء استقلالها المعدية تنقلب وتغرق فى النيل مع أمثالها من البنات فى الشقاء، "مؤكد هو الشقاء..ملأها ذلك الشعور"ص38، وفى سمن وعسل تصوير للفقر المدقع بأسرة الراوى الطفل وعدة أحداث مؤلمة مر بها من ضياع القروش التى أعطتها أمه له لشراء طعام وأنكار البائع أخذه القروش وضياع القرش التى أعطته خالته عند لاعب الورق بالسوق ولم يجد من يعطف عليه سوى العبيط الذى أعطاه قرشين"ص48 .
وفى قصة الراعى الصغير يحكى الأب لابنه حكاية سراى راغب بيك حيث ظلم سعد راعى الغنم واُتهمه بالسرقة من عزبتة التى ورثها عن أجداده الأتراك وصلبه وتعذيبه ثم إنتقام سعد بقتل البيك وجنون زوجته وهدم سراياه وبيع أرضه، وبختام القصة بيان الحكمة والعظة وهى من سمات الحكاية الشعبية .
برع الكاتب فى وصف الشخصيات باستخدم صفات دالة عليها مثل "السقاء ذو الشعر الكثيف والشارب المجدول، الرجل المسن ذو العصا والشارب والظهر المحدب" فى قصة حتى لا يستيقظ النيام، وقد وردت تلك السمة فى الإلياذة بترجمة أحمد عتمان وآخرين "كانت الإلهة هيرا ذات الذراع الأبيض "، "أبولون الذى ولدته ليتو ذات الشعر الأشقر"ص120 ، "حتى يعيدو الفتاة ذات العيون البراقة إلى أبيها"ص123، وهى سمة فى الحكايات الشعبية لانها تنقل شفاهة فكان على الراوى ذكر تلك الصفات المختصرة حتى يتذكرها السامعون، كذلك برع الكاتب فى وصف الشخصيات بطريقة تصويرية أشبه بكاميرا الزووم مثل وصف العبيط فى قصة سمن وعسل "ظل يقترب ..يقترب، تأكدتُ من ملامحه، شعره الأكرت الكث فى لحيته الهائجة، الوسخ الذى يخفى لون جلبابه"ص48، ووصف الفتاة دهبية " العود يزداد فتنة، أثمر رمانًا، وصب فى وجنتي البنت عنابًا، وفى العينين ترك زرقته"ص23 كم وصف النيل "النيل النوبى الطيب" وعند غرق الفتيات به وصفه "غرقن فى بطن النوبى الأسود" .
اتسم السرد بتقنية المشهدية وكانت سمة لافتة فى كثير من سرد الكاتب ففى قصة عروس النيل يصف الراوى الكابوس الذى يلوح للأب بعد غرق ابنته بالمعدية أثناء عبور النيل" تخمش وجهه ثم تمسح الدم عنه ، ثم تعود تخمشه مرة أخرى، قليلا قليلا يخرج من دائرة اللهب عندما تبتعد عنه، ثم تختفى غارقة فى بساط الفضة على صفحة النوبى الطيب"ص41، وقد سبق ذكر الوصف المشهدى فى وصف العبيط"ص48 .
اتسمت اللغة بالجمال الفنى واللغة الشعرية مثل "وقد بدت نضارة الربيع على وجنتيها مستسلمة لمداعبات النسيم لخصلات شعرها الليلى كأنها أسيرة همسه، تبيح الفضاء لعينين تتأملان ماحولهما، مستمتعة بالعصافير النشوى بغنائها، مدت يدها، فمددت يدى، أخذت الثمار ووضعتها فى جيبي، ثم مضيت أنا ورفاقى دون أن ندري هل لون البلح شفتيها؟ أم سطا البلح على لون شفتيها فأخذ منه لونه الابدى"ص103، وقد عبرت اللغة عن البيئة والشخصية الريفية فالأم تنادى على ابنها(ياوله)، (ياعنى أبيع عيل من عيالى) ،وطعامه مثل الفول النابت، الفتة فى الأناجر، بتاو، الجبن الرايب والعسل الأسود، فكانت معبرة عن الشخصية وثقافتها وبيئتها الريفية ومستواها الإقتصادى،.كما ورد الحوار باللهجة العامية دالا ومصورا البيئة الريفية وثقافة شخصياتها مثل الحوار بين الجدة وحفيدها - ياسعده.. ياهناه اللى تطلع له عروسة البحر - تديله دهب ياستى - تهنيه وتعيشه فى تبات ونبات - يعنى تجيب له اللى هو عايزه؟ - مادام تحبه ..أصلها متطلعش الا للى تحبه عشر ليالى لا يزيدوا يوم ولا يخسوا يوم .. بعدهم يتم المراد..وتجيب المطلوب" ص65 . كما اتسمت اللغة فى بعض المواضع بمحاكاة اللغة التوراتية مثل (ليتنى لم أر البحر، ليتنى لم أخرج من دار أبى، وحيدةٌ بلا إخوة ولدتُ، ووحيدة بلا رجل أعيش) ص23، كما اتسمت بمحاكاة لغة الطفل فى قصة من حكايا المساء على لسان الأب محاكيا ابنه "فى وصف ألوان لعبه (احمل- اصفل- ازلق اسود) ويشير إلى رأسي (زى شعلك) كما يقلد أصوات الحيوانات البلاستيكية (اسد عاعا، حمال مخطط هأهأ، زولافة )لا يعرف صوتها ، فيل كبيل كبيل" ص49 ، والتكرار فى قصة تعالوا احكى لكم "كان فيه ست صغيرة صغيرة، ودارها صغيرة صغيرة وبقرتها صغيرة صغيرة،وفراخها صغيرة صغيرة"ص18 ، وفى قصة الراعى الصغير روعة البداية وطقوس الحكاية "أبى رجل حكاء، يحفظ تاريخ بلدتنا ولا يدع فرصة الحكى وقص ما دار من أحداث رسخت فى ذاكرته أن تفوت" ص52 " أخذت أبى لذة الحكى، والليل مازال طويلا، ونار الموقد حيه والشاى يحبه أبى وأنا لا أقاطعه إلا أن أقدم له كوب الشاى"ص59 . غلب السرد بضمير المتكلم على ضمير الغائب العليم فى قصص المجموعة حيث بلغ عدد القصص بضمير المتكلم اثنتى عشرة قصة وتعبر عن الإفضاء والحميمية، وبلغ عدد القصص بضمير الغائب العليم تسع قصص، وعدد قصص المجموعة إحدى وعشرون قصة، وكان أكثر السرد بضمير المتكلم بصوت الطفل وهى من أجمل أصوات القصص حيث أضفى على السرد الجاذبية ودهشة الطفولة . استطاع الكاتب تقديم مجموعة قصصية فنية جذابة ومشوقة مبتعدا عن الطرق المعتادة والمتداولة للقصة سالكا بمهارة طريقا جديدة للتجريب عن طريق لذة الحكى وغواية الحكى الحكاية الشعبية .