علجية عيش - مشاهد من الحياة الرهبانية عند المسيحيين

سؤال: ما الفرق بيننا و بينهم في الجانب النظامي

و أنا أبحث عن مراجع في محرك البحث Google، فإذا بي أتلقي رسالة ، و كان مطلوب مني ان أفتحها ، فإذا به فيلم مترجم من اللغة العبرية إلى اللغة الفرنسية عن الحياة الرهبانية بث عن طريق فيديو ، و من باب الفضول تركت ما كنت أبحث عنه و رحتُ أتابع الفيلم الذي دام أكثر من ساعتين، الرهبنة في المخيال المسيحي شيئ مقدس، و بعض العائلات المسيحية تتنازل عن أبنائها سواء أكان ذكرا أو أنثي من أجل العيش في الدير (الكنيسة) حيث ينفصل الولد أو البنت و في سنّ مبكرة جدا ( بداية من السبع سنوات ) عن الأسرة و إلي الأبد لتلتحق بالدير، أي من أجل أن تكون راهبة و في خدمة الإله ( المسيح) ، و هذا ما وقفنا عليه في فيلم بعنوان: "vision "
464820372_593272239827358_9148715777526190325_n.png

الطفلة التي مثلت دور القديسة هيلدغارد Hildegarde ذات الثمان سنوات تم اختيارها لتكون "راهبة" و تنتقل للعيش في الكنيسة، رغم أنها كانت تنتمي إلى عائلة ثرية و بدأت الطفلة تأخذ تعاليم المسيح على يد راهبات تكفلن بتعليمها أصول الدين المسيحي و طاعة الربّ، و قراءة الكتاب المقدس، في كل ليلة كانت هيلدغارد تسمع في منامها صوتا يناديها ، و في كل مرة تقصص رؤياها على كبير الأساقفة ، فادركوا أن الربّ هو من كان يناديها لتحمل رسالته إلى البشرية نيابة عنه ، و استغربوا كيف تم اختيارها هي عن باقي الراهبات، زارتها امها في الدير و لم روت لها القصة قالت لها : لقد اختارك الرب لتكون خادمته ، فكانت في قمة سعادتها لتقوم على خدمته، و تكون في المستقبل امرأة متدينة أو كما يلقبونها بـ: la femme religieuse، ولفطنتها و ذكائها كسبت هيلدغارد قلوب الرهبان و الراهبات ، خاصة و هي تتميز عن الباقي بإجادتها القراءة و الكتابة كونها تنتمي إلى الطبقة الأرستقراطية ، فكانت الكاتبة الخاصة للرهبان تدوّن لهم ما يعبرون عنه من أفكار و ما يتلقونه من رؤى يرونها في منامهم (ن) أو ما يقدمونه من وعظ للراهبات المبتدئات، و شيئا فشيئا حظيت هيلدغارد بمنصب رئيسة الكنيسة l’abbesse ، لتمثل جناح النساء الراهبات، أما الراهبين من الرجال يمثلهم رئيس الكنيسة و يأتمرون بأوامره.

يعرض الفيلم بعض الطقوس التي يمارسونها الرهبان ، منها جلد أنفسهم و هذه الطقوس يقوم بها الرجال فقط، و هي تشبه إلي حد ما طقوس الشيعة في المخيال المسيحي ، تعبّر هذه الطقوس عن تحمّل الإنسان العذاب و الألم الذي تحمله المسيح و هو يصلب ليخلص البشرية من الخطيئة الكبري، و هي تختلف عما نراه عند الشيعة و التي تعبر عن حزنهم و ألمهم لمقتل الحسين بن علي بن ابي طالب، أما في حالة أن يخطئ راهب أو راهبة ، فالاعتذار يكون بالنوم أرضا على صدورهم ، ثم يمدون ايديهم ويطلبون الغفران، من رئيس الأساقفة l’archevêque، لأنه الممثل الأكبر للمسيح، الجانب الخفي في الحياة الرهبانية هو أنه في الدير (الكنيسة) يوجد صراع خفي بين الرهبان و الراهبات حول من تتولي تسيير الكنيسة و تكون هي رئيستها ، لكن ممنوع أن يظهروا صراعهم إلى السطح، لأنه في الكنيسة قاعدة نظامية وجب الالتزام بها و لا ينبغي على اي راهبة الخروج عن الخط، و هذا من باب النظام و الإنباض ، كما يعرض الفيلم الصراع بين رجال الدين و السلطة، حيث نجد بعض العائلات المسيحية ترفض أن ترتدي بناتها الزي الرهباني، و هذه العائلات التي تطالب بإبعاد الدين عن السلطة و ترفض ان تكون ابنتها une fille religieuse.

ما يميز الراهبات في الحياة الرهبانية انهن يرتدين لباسا موحدا، و لو انه يشبه إلي حد ما لباس المسلمات أو كما يسمونهن بـ: "الأخوات" ( خمار أبيض و حجاب أسود ) أن عن المُسَيِّرَات للمساجد أو كما يلقبن بـ: "المرشدات الدينيات " و ما يقمن به أحيانا من تقديم حلقات مصغرة أيام الجمعة فقط، اي مرة كل اسبوع عكس الراهبات اللاتي يمارسن نشاط التعليم الديني كل يوم و لا يتوقفن عنه، و لا ينمن حتي يؤدين الصلاة الجماعية من خلال ترديد الترانيم فهن يرونه بمثابة "الجهاد " و يقمن بكل شيئ من إطعام الفقراء و إسعاف المرضي و حل مشاكل السكان و تنظيم مراسيم العبادة طيلة أيام السبوع و حتي في المناسبات، بشكل منتظم، و قد سبق لي و أن زرت بعض الكنائس في إطار الاستطلاع و وقفت على نظامها ، و هذا يدفعنا إلى التساؤل من هم الأولي بان يكونوا نظاميين داخل بيوت عبادتهم ، نحن أم هم ؟ و نحن نقف على ظواهر تسيئ إلي ديننا الحنيف ، حيث أصبحنا نقرأ عن سرقات داخل المساجد ( سرقة الأحذية و سرقة صندوق الزكاة) كما أن بعض المصلين حوّلوا المسجد إلي "مرقد" خاصة في فصل الصيف و في وقت القيلولة، و في شهر رمضان، دون الحديث عن ثرثرة بعض النساء اثناء خطبة الجمعة ( و بدون تعميم طبعا) هي مظاهر لا تشرف المجتمع الإسلامي الذي أساء لدينه، و هذه مظاهر تخدم "المبشرين" في الإساءة إلى الإسلام و محاربته، و تبقي المسيحية دين سماوي، و لو أن المسيحية عند رجال الدين المسيحيين و حسبما جاء في بعض الكتابت ليست ديانة و هذا جدل قائم إلي الان في مسائل منها مسألة التثليث و الثالوث، و الصراع بين الكنيسة و السلطة أي فصل الدين عن الدولة ، الذي يناضل من أجله التيار العلماني ( بدون خلفيات)
متابعة علجية عيش مع ملاحظات

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى