حوار بين مصطفى الحاج حسين ومحمد الطّايع

- مصطفى الحاج حسين

يا ربي!!.. نص نقدي يتفوّق على أعظم الشّعراء بقوّة وجزالة عباراته العميقة والمعبّرة والشّفافة والبليغة والمنيرة والمتفجّرة والسّاطعة والماطرة.. أغبطك (محمد الطايع)، حولك نقاد عظماء، لا يبخلون عليك بالمحبّة والإهتمام والرّعاية، دون أن يعملوا على تحطيمك، وتهميشك.. الأدب والنّقد عندكم في المغرب العظيم، ذو نكهة خلّاقة ومضيئة.. ألمس عندكم المحبّة والإعتراف بالآخر.. عقدة الدّونية غير موجودة عندكم، والحسد، والغيرة، والغدر، والخيانة.. والغلّ والحقد والضّغينةِ.. في بلادي النّاقد يشرب من دم الكاتب.. يكتب لكي يهدّم نص زميله.. أو لكي يسوّق له.. حسب مصلحته.. كم أتمنى أن أكون معكم، أشاطركم الجلوس في مقاهيكم.. أنت يا (محمد الطايع) تستحق مثل هؤلاء النّقاد الأفذاذ.

***

- رد (محمد الطايع):

مصطفى الحاج حسين.
شكرا استاذي العزيز ، يحفظكم الله ويبارك فيكم
الحمد لله على ما قلته بخصوص طيبة قلوب ادباء المغرب ، الحمد لله ان الاخوة هنا كلهم منفتحون على بعضهم البعض ، والمحبة هي اللغة السائدة بينهم ، نعم سيدي قلب المغربي سموح ، والحمد لله ، لا اعرف الكثير عن سلوك الاخوة العرب ، في سائر الدول العربية وان كنت أعدهم اناسا طيبين ورائعين ، خاصة ان لي عدد من الاصدقاء من سوريا ومصر ولبنان والعراق ، وتونس ، لمست فيهم الصدق والمحبة والطيبة ، واكبر دليل على ذلك أنت الرجل الرائع الذي لم أر منك طوال صداقتنا التي استمرت سنوات الا كل خير ورضا ، اما هنا في المغرب فالحمد لله اكثر الادباء الشعراء والنقاد يؤمنون بالمنافسة الشريفة فقط ، ولايحملون لبعضهم البعض الضغائن . تحياتي سيدي.
مصطفى الحاج حسين.
تحياتي استاذي العزيز ، نعم لقد سبق لي أن قرأت لكم قصصا قصيرة ، تتضمن اشارات لهذا الموضوع ، سواء بشكل تلميح او مباشر أكثر من ثلاثة قصيرة موضوعها صراع الادباء والنقاد والمسؤولين عن الثقافة.
محمد الطايع.

***

- رد مصطفى الحاج حسين

صديقي العزيز (محمد الطّايع)..
تحياتي ومحبتي لروعتك.. عندنا نحن بشكل كبير الشّللية، والحزبيّة، واليسار، واليمين، والعلماني، والأصولي، والتّقليدي، والحداثي، وعضو اتحاد الكتّاب، والمرفوض من نيل العضويّة.. التّعامل مع أدباء البلدان العربيّة جميل ورائع وراقي.. أما التّعامل مع ابن البلد، فهناك الحسد والغيرة، والتّنافس والتّآمر، والمقالب، وتشويه السّمعة، والتّكبر، والتّعجرف، والإستهانة، ولا يتمّ الاعتراف به إلّا بعد موته، بعد موت الأديب، الكلّ يدّعي صداقته، ومحبته.. مرض فظيع عندنا، لدى الأغلبيّة.. وقلّة قليلة منّا، يكونوا واقعيّين، يعترف بالآخر.. ممكن للشاعر أن يعترف بالقاص، وممكن للقاص أن يعترف بالشاعر، لأنّه لا ينافسه بشكل مباشر.. ولكن أن يعترف شاعر بشاعر، أو قاص بقاص، هيهات.. إلّا فيما ندر، أو بعد موت الآخر.. إن الأغلبيّة تستكثر أن تضع الإعجاب للآخر، أو التّعليق بسطر واحد.. ومع هذا، هناك بعض المتواضعين والطّيبين، ولكن بشكل نادر.
مصطفى الحاج حسين.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى