كان أبي طفلا في السادسة من العمر يوم انتهى العمال من أشغال بناء السكة الحديدية وسط قريتنا الصغيرة النائية .
بعد يومين جاء جميع سكان القرية لمشاهدة القطار الذي سيمر من قريتهم للمرة الأولى .
وقفوا خلف الحواجز ينتظرون ثم لاح القطار من بعيد قبل أن يمر من أمامهم بصوته الهادر فيما دخان كثيف يصعد من القاطرة البخارية .
مرت القاطرة بسرعة و هي تجر عددا كبيرا جدا من العربات .
لم يكن عددها كبيرا جدا فحسب.
كان لانهائيا .
فمنذ ذلك اليوم البعيد بقيت تلك العربات تنساب حتى يومنا هذا متتابعة دون توقف.
طوال سبعين عاما و هي تمر واحدة بعد الأخرى في الليل كما في النهار.
سكان قريتنا ألفوا هذا القطار اللانهائي و لم يعودوا يستغربون أو يتساءلون متى ستمر آخر عربة.
أبي يتباهى حين يكون مزاجه رائقا بأنه من الأحياء القلائل في قريتنا الذين رأوا القاطرة و هي تعبر هادرة في ذلك اليوم البعيد و رأوا السائق يلوح لهم من النافذة الصغيرة العالية .
لكن أولئك الأحياء القلائل يتناقصون سنة بعد سنة . أما العربات فمن الواضح أنها لن تتوقف أبدا.
بعد يومين جاء جميع سكان القرية لمشاهدة القطار الذي سيمر من قريتهم للمرة الأولى .
وقفوا خلف الحواجز ينتظرون ثم لاح القطار من بعيد قبل أن يمر من أمامهم بصوته الهادر فيما دخان كثيف يصعد من القاطرة البخارية .
مرت القاطرة بسرعة و هي تجر عددا كبيرا جدا من العربات .
لم يكن عددها كبيرا جدا فحسب.
كان لانهائيا .
فمنذ ذلك اليوم البعيد بقيت تلك العربات تنساب حتى يومنا هذا متتابعة دون توقف.
طوال سبعين عاما و هي تمر واحدة بعد الأخرى في الليل كما في النهار.
سكان قريتنا ألفوا هذا القطار اللانهائي و لم يعودوا يستغربون أو يتساءلون متى ستمر آخر عربة.
أبي يتباهى حين يكون مزاجه رائقا بأنه من الأحياء القلائل في قريتنا الذين رأوا القاطرة و هي تعبر هادرة في ذلك اليوم البعيد و رأوا السائق يلوح لهم من النافذة الصغيرة العالية .
لكن أولئك الأحياء القلائل يتناقصون سنة بعد سنة . أما العربات فمن الواضح أنها لن تتوقف أبدا.