583 بل يتعدى إلى الأحقاب
قال النواحي: قال التيفاشي في كتابه (سرور النفس بمدارك الحواس الخمس). وهو عدة مجلدات: إني وجدت جل من يستعمل هذا المشروب لا يفي له خيره بشره، ولا يقوم نفعه بضره. وذلك لجهله بوجه استعماله؛ فإن من المعلوم أن المقصود من شرب الخمر منفعتان: إحداهما راجعة للنفس، وهي التفريح ونفي الهموم، والأخرى للبدن وهي حفظ صحته عليه، ونفي الأمراض النازلة به. ويتحقق عند كل من له أدنى مسكة من عقل أنها إذا استعملت على غير ما ينبغي انعكست هاتان المنفعتان مضرتين؛ فصار عوض السرور هماً وغماً وضجراً وسوء خلق، وعوض الصحة مرضاً مزمناً أو موتاً فجأة. إلا أنه لا يقتصر الأمر على عكس هاتين المنفعتين فقط، بل يتعدى إلى مضار أخرى عظيمة إن سلمت المهجة كذهاب العقل والمال والجاه والذكر الجميل. ولا يقف الأمر على ذلك بل يتعدى إلى الأعقاب؛ فإن الحكماء أجمعوا قاطبة على أن مدمن الخمر لا ينجب، وإن أنجب كان الولد أحمق
584 - هذا الكلام عليك لا لك
لما ناظر أبو الوليد (سليمان بن خلف) الباجي الفقيه أبا محمد علي بن حزم قال له الباجي: أنا أعظم منك همة في طلب العلم، لأنك طلبته وأنت معان عليه تسهر بمشكاة الذهب؛ وطلبته وأنا أسهر بقنديل بائت السوق
فقال ابن حزم: هذا الكلام عليك لا لك؛ لأنك إنما طلبت العلم وأنت في تلك الحال رجاءً تبديل بها مثل حالي، وأنا طلبته في حين ما تعلمه وما ذكرته؛ فلم أرج به إلا علو القدر العلمي في الدنيا والآخرة. فأفحمه
585 - . . . زادتها سنة أذرع
في (الحوادث الجامعة) لابن الفوطي: في سنة (641) أنفذ محي الدين بن يوسف الجوزي رسولاً إلى ملك الروم (كيخسرو بن كيقباذ)، فاجتمع به في إنطاكية؛ فلما عاد حكى أشياء غريبة، منها أن النساء يتعممن كالرجال، والرجال يلبسون السراقوجات، وعمائم النساء تختلف في الكبر والصغر، لأن المرأة إذا جاءت بولد تعممت بعمامة طولها ستة أذرع، وكلما جاءها ولد زادتها ستة أذرع. وذراعهم ذراع ونصف بذراع بغداد
586 - دعانا إلى الخروج عليك
أسر عتاب بن ورقاء جماعة من الخوارج؛ فوجد فيهم امرأة فقال: وأنت يا عدوة الله ممن مرق من الدين، وخرج على المسلمين، أما سمعت قول الله تعالى:
كتب القتل والقتال علينا ... وعلى الغانيات جر الذيول
فقالت: حسن معرفتك بكتاب الله دعانا إلى الخروج عليك يا عدو الله
مجلة الرسالة - العدد 578
بتاريخ: 31 - 07 - 1944
قال النواحي: قال التيفاشي في كتابه (سرور النفس بمدارك الحواس الخمس). وهو عدة مجلدات: إني وجدت جل من يستعمل هذا المشروب لا يفي له خيره بشره، ولا يقوم نفعه بضره. وذلك لجهله بوجه استعماله؛ فإن من المعلوم أن المقصود من شرب الخمر منفعتان: إحداهما راجعة للنفس، وهي التفريح ونفي الهموم، والأخرى للبدن وهي حفظ صحته عليه، ونفي الأمراض النازلة به. ويتحقق عند كل من له أدنى مسكة من عقل أنها إذا استعملت على غير ما ينبغي انعكست هاتان المنفعتان مضرتين؛ فصار عوض السرور هماً وغماً وضجراً وسوء خلق، وعوض الصحة مرضاً مزمناً أو موتاً فجأة. إلا أنه لا يقتصر الأمر على عكس هاتين المنفعتين فقط، بل يتعدى إلى مضار أخرى عظيمة إن سلمت المهجة كذهاب العقل والمال والجاه والذكر الجميل. ولا يقف الأمر على ذلك بل يتعدى إلى الأعقاب؛ فإن الحكماء أجمعوا قاطبة على أن مدمن الخمر لا ينجب، وإن أنجب كان الولد أحمق
584 - هذا الكلام عليك لا لك
لما ناظر أبو الوليد (سليمان بن خلف) الباجي الفقيه أبا محمد علي بن حزم قال له الباجي: أنا أعظم منك همة في طلب العلم، لأنك طلبته وأنت معان عليه تسهر بمشكاة الذهب؛ وطلبته وأنا أسهر بقنديل بائت السوق
فقال ابن حزم: هذا الكلام عليك لا لك؛ لأنك إنما طلبت العلم وأنت في تلك الحال رجاءً تبديل بها مثل حالي، وأنا طلبته في حين ما تعلمه وما ذكرته؛ فلم أرج به إلا علو القدر العلمي في الدنيا والآخرة. فأفحمه
585 - . . . زادتها سنة أذرع
في (الحوادث الجامعة) لابن الفوطي: في سنة (641) أنفذ محي الدين بن يوسف الجوزي رسولاً إلى ملك الروم (كيخسرو بن كيقباذ)، فاجتمع به في إنطاكية؛ فلما عاد حكى أشياء غريبة، منها أن النساء يتعممن كالرجال، والرجال يلبسون السراقوجات، وعمائم النساء تختلف في الكبر والصغر، لأن المرأة إذا جاءت بولد تعممت بعمامة طولها ستة أذرع، وكلما جاءها ولد زادتها ستة أذرع. وذراعهم ذراع ونصف بذراع بغداد
586 - دعانا إلى الخروج عليك
أسر عتاب بن ورقاء جماعة من الخوارج؛ فوجد فيهم امرأة فقال: وأنت يا عدوة الله ممن مرق من الدين، وخرج على المسلمين، أما سمعت قول الله تعالى:
كتب القتل والقتال علينا ... وعلى الغانيات جر الذيول
فقالت: حسن معرفتك بكتاب الله دعانا إلى الخروج عليك يا عدو الله
مجلة الرسالة - العدد 578
بتاريخ: 31 - 07 - 1944