في كتابه "رسائل الى روائي شاب يشير ماريو بارغاس يوسا الى حيوان الكاتوبليباس الخرافي الذي يظهر في رواية فلوبير"اغواء القديس انطوان", والذي لسبب ما يقوم بأكل نفسه بدءا من القدمين. وهي الوظيفة نفسها الذي يقوم بها الروائي حين ينبش في تجربته الحياتية الخاصة بحثا عن دعائم يبتكر منها قصصا.
يرى يوسا ان الروائي لا يختار موضوعاته، بل هي التي تختاره، "انه يكتب حول شؤون بعينها، لأن امورا بعينها حدثت له". ان قضية التعايش مع قاطني الذاكرة تبدو قاسية للمتمرسين في الكتابة لأن الدور المحتوم الذي على الروائي فعله هو التخلص من اشباح الشخصيات التي تعذبه، ولابد من له اخراجها ورميها في رواية ما.
إن من أهم تقمصات الروائي هو أن يكون شبيها بعالم آثار وهو يدقق في كثبان حياته ويحفر ليجد القطعة الثمينة. رسائل يوسا على قدر بليغ من الأهمية ولكن تبدو بعض العبارات فضفاضة أو انها لا يمكن ان تكون حقيقية بالنسبة لشاب يريد ان يكتب الروايات. لاشك ان حيوان الكاتوبليباس لا يوجد في اعماق كل الكتاب ولو اخذنا رجلا باهرا مثل جون فيرن، فمن المستحيل أن نهمل المخيلة المستقبلية التي يتمتع بها هذا العملاق الفذ والتي بقيت تنتج له الروايات دون الحاجة إلى أن يأكل نفسه.
ثمة قياسات لا يمكن تعميمها حتى لو جاءت من تجربة روائي عظيم مثل ماريو بارغاس يوسا، الأمر الذي يدفعنا الى القطع بوجود خلل في بنية كتاب يوسا، حيث كان الأجدى لو تكلم عن تفاصيل أخرى بصياغة تشبه المذكرات. يوسا يعطينا الكثير من المفاتيح ولكنه يخفق أحيانا في الفصل بين وعيه الابداعي وبين الحقيقة نفسها. وبالتالي اخفقت الصيغة الرسائلية التعليمية في تلبية الحاجة.
في الحقيقة لا توجد نصائح مثمرة في كتابة الروايات، وهذا بالطبع يدركه يوسا جيدا إلا انه يغامر في هذا الكتاب بالتنبيه الى فخاخ المبتدئ. إن الرواية في العموم هي هندسة عقلية تشاد بهياكل هلامية وتحتاج الى هندسة قراءة مقابلة واي خلل في الذوق قد لا يحقق التكامل بين الهندستين. الكثيرون لا يعرفون مثلا لماذا رواية مدام بوفاري هي انجيل فن الرواية، ويظنون أن بالإمكان كتابة رواية في غياب المهارة، في حين ان الحقيقة الفنية تتطلب اتقان كل عناصر الرواية وصبها في قالب متماسك ذلك، لأن لا حياة لنص لا تتوفر فيه قواعد العظمة.
يرى يوسا ان الروائي لا يختار موضوعاته، بل هي التي تختاره، "انه يكتب حول شؤون بعينها، لأن امورا بعينها حدثت له". ان قضية التعايش مع قاطني الذاكرة تبدو قاسية للمتمرسين في الكتابة لأن الدور المحتوم الذي على الروائي فعله هو التخلص من اشباح الشخصيات التي تعذبه، ولابد من له اخراجها ورميها في رواية ما.
إن من أهم تقمصات الروائي هو أن يكون شبيها بعالم آثار وهو يدقق في كثبان حياته ويحفر ليجد القطعة الثمينة. رسائل يوسا على قدر بليغ من الأهمية ولكن تبدو بعض العبارات فضفاضة أو انها لا يمكن ان تكون حقيقية بالنسبة لشاب يريد ان يكتب الروايات. لاشك ان حيوان الكاتوبليباس لا يوجد في اعماق كل الكتاب ولو اخذنا رجلا باهرا مثل جون فيرن، فمن المستحيل أن نهمل المخيلة المستقبلية التي يتمتع بها هذا العملاق الفذ والتي بقيت تنتج له الروايات دون الحاجة إلى أن يأكل نفسه.
ثمة قياسات لا يمكن تعميمها حتى لو جاءت من تجربة روائي عظيم مثل ماريو بارغاس يوسا، الأمر الذي يدفعنا الى القطع بوجود خلل في بنية كتاب يوسا، حيث كان الأجدى لو تكلم عن تفاصيل أخرى بصياغة تشبه المذكرات. يوسا يعطينا الكثير من المفاتيح ولكنه يخفق أحيانا في الفصل بين وعيه الابداعي وبين الحقيقة نفسها. وبالتالي اخفقت الصيغة الرسائلية التعليمية في تلبية الحاجة.
في الحقيقة لا توجد نصائح مثمرة في كتابة الروايات، وهذا بالطبع يدركه يوسا جيدا إلا انه يغامر في هذا الكتاب بالتنبيه الى فخاخ المبتدئ. إن الرواية في العموم هي هندسة عقلية تشاد بهياكل هلامية وتحتاج الى هندسة قراءة مقابلة واي خلل في الذوق قد لا يحقق التكامل بين الهندستين. الكثيرون لا يعرفون مثلا لماذا رواية مدام بوفاري هي انجيل فن الرواية، ويظنون أن بالإمكان كتابة رواية في غياب المهارة، في حين ان الحقيقة الفنية تتطلب اتقان كل عناصر الرواية وصبها في قالب متماسك ذلك، لأن لا حياة لنص لا تتوفر فيه قواعد العظمة.