من جملة ما يثيره عنوان رواية “سقوط المرايا” للكاتبة المغربية مريم بن بخثة، أن هناك سقوطا مدويا للمرايا سيؤدي بها إلى التكسر والتشظي، وأن هناك قوة قاهرة هي التي تقف وراء هذا السقوط، إنه ليس ذاتيا قادما من الداخل، بل بفعل قوى خارجية أكرهت المرايا على السقوط، ولا يمكن إلا ترجيح فكرة الزيف التي...
طالما تربع جمع المذكر السالم على عرش الإبداع و النقد في العالمين الغربي و العربي، إلى أن سطع نجم كاتبات نسائيات مبدعات، انتقل إليهن لقاح الإبداع و الكتابة والممارسة السليمة للنقد عن طريق الإدمان على القراءة ومطالعة أمهات الكتب والنهل من ينابيع الإبداع وروائعه، لتتفتق بعدها بذرة الإبداع والكتابة...
إن تتبع مكون الزمن في رواية سقوط المرايا يبين أن المؤشرات الدالة عليه كانت موضوع تبئير عميق من طرف الأستاذة مريم بن بختة التي توظف الزمن كفاعل في النص لا يكتفي بكونه عنصرا من عناصر السرد بل يتعداه إلى كونه يؤثر في مجريات الأحداث وتناميها ويخلق ذلك التباعد المنشود على خط الزمان عن طريق تقطيع...
تقديم :
الاشتغال على الرواية كجنس أدبي ،يبقى من الناحية النقدية أمرا ليس باليسير ، يظل محفوفا بمجوعة من الاكراهات لعل أهمها ،أنه جنس يقوم على التجريب .ولعل هذا الاخير ما يجعل "عملية النقد كمن يسير على الزجاج " كما عبر على ذلك استاذنا الناقد محمد يوب ذات تدوينة..وهذا التجريب هو ما يضمن لهذا...
لو أني أعلم
أن الاحلام خابت
على سفوح الجبال
أن الهمم تعالت تصدح
حي على الرجال
لو أني أعلم أن الترى
أغلى من كفن اللحود
من دموع حرى
ترثي الوجود.
لو أني أعلم
زيف الأمنيات و كثرة الآهات
حين تلبس الحقيقة
وجه السواد
ينكسر الرجال تحت وطأة الدموع
لو أني أعلم
متى يغزو الحزن كل القلوب
و تهمس الحياة...
على أهبة السفر
كنت أنا و قلبي رفيقين
على حافة الاقلاع .
رفرف الحزن بجناحي الوداع..
عانقني صمتي
شكوت الكلام،
كنت وحدي أرص مشاعري
في دولاب الغياب.
حلق قلبي بعيدا
يغتابني .
كنت المسافر الوحيد
الذي يحمل حقيبة الأحزان
و بقايا من دموع و ثياب.
لك وحدك يغني الليل
ينقش على صدر الحلم أفراحا
يحمل بين أهدابه أقفاصا
من زغاريد العرس
و حناء على بياض الكف
يرسم بين تلال الروح
ملامح لوطن جديد
يرسم على وجه الفرح
معالم لنورس العشق
لعش يدق أوتاده على باب القلب
من يفرش لأحلامي طريقا بلوري الترحال
يتحرك حرفي الآن
على وقع القصيد
على بيان النشيد...
مهما غبت عن عيون الليل
و أصر السهاد يناجي طيفك
مهما رسمت خطوط البعاد
و نأيت برمش حارق عن مقلتي
فأنت هنا في معبد عشقي
تساكنين هواء أضلعي
تسلكين مدارج الروح
فعلى رسلك اغتري
اغتري كما تشائين
أنت التي نقشت رمال الوجد
ملامحها على دفتي قلبي
أنت التي سكنت كل البحور
أرحل إليك كل مساء
لاذوب أذوب باحثا...
أه يا قلب
هل تفتح أشرعتك
لكل الطرقات الآتية
من جبال الوهم
هل مازال الحلم
يغازلك كلما لاحت نسائم المروج
تنسج خطاها على دربك
هل مازال الرجاء
يستجدي محبتك
كلما غازلت الريح السماء
كم أثقلتني احجيات الحب
الآتية من زمن بعيد
أما آن لي الرحيل
في صمت القديسين
و جسدي مومياء مصلوبة
على ناصية الطريق
هذي أنا...
لا لون لهذا الليل
سوى مسحة من فضاء
تذوب تحتها غيوم
محملة بجوف صدري
تعانق ولهي
تمسح عن جبين عمري
عرق سنين الانتظار
وحدها السماء
تعشق ليلي المحموم
بفرحه و حزنه
بحروفه العطشى للاحتراق
نمشي ..نمشي
بلا جسد نمشي
نعانق صخر الأوهام
نرمي من صدورنا
شجرة الأحلام
بلا مستقبل.. يواريه السراب
نضحك ملء الأذقان...
لا شيء لي
سوى الحزن الرابض
على أبواب القلب
و رذاذ الظلم
ينثر سواده
على إيقاع فجر خامل
يطل من بعيد
علا تلالا تسكنني
و غاب في غيابات الحزن
يراود حلما أحمقا
كان يغزل صوفه
عند واحة العمر
حينها السماء كانت
تزهر قزحية اللون
ترسم أعياد الميلاد
و فرح طفلة ربيعية العمر
و زهور غردت لها بلابل فجر
و مدينة...
يشاطرني فيك الآن حرفان
من باحة القلب
من كوة الروح
يشاطرني فيك الآن حرفان
حرف البوح و حرف العتاب
حرف يغازلني في حضرتك
يسقيني ماء الروح
و حرف يشكوك
كنبت الدفلى
يمتد خارج منفى الليل
تنصهر في حروف العتاب
تؤرقني نجمة ليالي الغياب
و حين أسند رأسي على جدار الليل
تذوب في كل الأشواق
يا حرفي الآن مهلا...
أمر على الديار
باحثة عن ظل امرأة
تسكن التاريخ
عن نورس رافق
حلمي الأخير
عن فتات الروح
صار كالعبير
أمر على الديار
لعلي هناك أطرح
عني سهاد الزمن
و حرقة الوهن
و أصنع من كفني
لك زادا يا وطني
أمر على الديار
يحملني موج بور سعيد
الرابض هناك
فوق الصخرة الأخرى
تختفي كل خرائط الكون
لتصهر الأشرعة
و نوارس...
تسلل الفجر فاردا قلوعه عبر الغرفة الواسعة ، و سرى نور الصباح معلنا بداية يوم جديد، كانت الغرفة واسعة جدا ، بلا ملامح ، جدران إسمنتية تتخللها بعض ألوان صباغة زيتية بشكل عشوائي جعلتها تبدو كئيبة، في زاوية منها كانت هناك كراتين متراصة و بقربها موقد غاز صغير و إبريق و مائدة خشبية صغيرة عرجاء قوم...
على إيقاع موسيقى الفالس كانت تحرك جسدها الممشوق، ترفع تارة يديها لتعانق شريكها في الرقص ، تمد عنقها الجميل بحركة دائرية تسقطها على ذراعه ، تطوف حوله ، ثم ترفع رجلها الرشيقة كريشة نحو الأعلى تنفصل عنه تترك يدها حبيسة يده ، تعيد دورتها بفنية عالية و هي تصاحب إيقاع موسيقاها الحالمة ، تنحني ،...